إش52: 5 فالآن ماذا لي هنا يقول الرب حتى اخذ شعبي مجانا المتسلطون عليه..
“فَالآنَ مَاذَا لِي هُنَا، يَقُولُ الرَّبُّ، حَتَّى أُخِذَ شَعْبِي مَجَّانًا؟ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِ يَصِيحُونَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَدَائِمًا كُلَّ يَوْمٍ اسْمِي يُهَانُ.“(إش52: 5)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فإنه هكذا قال الرب: مجانًا بُعْتُم وبلا فضة تُفكون” [3]. لم يبع الله شعبه لبابل، إنما هم الذين باعوا أنفسهم بأنفسهم خلال تركهم الله وعصيانهم له، فسلمهم لهم. لم ينالوا شيئًا مقابل ذلك ولا نال الله شيئًا، لأن بابل لم تشكر الله الذي سلمهم هذا الشعب كأسرى بل جدفوا عليه. كأن الله لا يود تسليمهم لبابل لكنهم ألزموه ببيعهم أنفسهم للخطية والرجاسات الوثنية.
لقد سبق فنزل شعب الله إلى مصر وتغرب هناك وأذله فرعون؛ ومع ذلك لم يتعلم فباع نفسه لآشور الذي ظلمه بلا سبب أو بلا إثارة من جهة الشعب ضد آشور… لهذا يتدخل الله ليُخلص شعبه ويتمجد إسمه القدوس.
نحن أيضًا سلمنا أنفسنا لسلطان الخطية واستعبدنا أنفسنا لعدو الخير بلا ثمن… الآن تقدم المخلص ليفكنا مجانًا، لا بذهب أوفضة وإنما بدمه الثمين (رؤ 5: 9).
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آيات (5 ،6) فالآن ماذا لي هنا يقول الرب حتى اخذ شعبي مجانا المتسلطون عليه يصيحون يقول الرب و دائما كل يوم اسمي يهان. لذلك يعرف شعبي اسمي لذلك في ذلك اليوم يعرفون إني أنا هو المتكلم هاأنذا.
ماذا لي هنا = تعبير يعنى لماذا أرضى بهذا الوضع، سأقوم لخلاص شعبي. المتسلطون عليه يصيحون = هم يجدفون على الله، وفى نفس الوقت يعاملون شعب الله معاملة مهينة. ويوم الخلاص الذي أُعلِنَ هنا فيه يعرفون أن الله هو المتكلم. فالذي تجسد هو كلمة الله “الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء… كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في إبنه. والمسيح يقول من رآنى فقد رأى الآب. المعنى أن يوم الخلاص سنعرف أن ذاك الذي مات عنا هو الله الذي كان يكلمنا في النبوات وفى الكتاب كله.