كتاب مفاهيم إنجيلية للأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أنبا مقار
البوق الأخير
اعتاد سكان أورشليم الاستيقاظ كل صباح على صوت الأبواق الفضية التي تعلن لهم بداية اليوم الجديد. فخلال اليوم كله كانت الأبواق تدوي واحد وعشرين مرة معلنة عن تقديم الذبائح وداعية الشعب للعبادة. وكانت أصوات الأبواق ما تزال ترن في آذان التلاميذ في ذلك اليوم عندما سألوا الرب عن علامة مجيئه وانقضاء الدهر (مت 24 -25).
فعندما تكلم الرب يسوع عن البوق عظيم الصوت الذي سيُصاحب مجيئه الثاني (مت ٣١:٢٤)، لم يكن كلامه غريباً عل آذانهم. فكل شعب إسرائيل كان يتوقع باشتياق صوت الأبواق السماوية التي ستُعلن نهاية هذا العالم الشرير. وكانوا ينتظرون اليوم الذي سيعاقب فيه الرب الأمم الشريرة، ويجازي الشعب البار. وقد أيقظت كرازة يوحنا المعمدان النارية هذا التوقع في قلوبهم بقوة. أما بشارة الرب يسوع ووجوده في وسطهم فقد أقنعهم أكثر باقتراب هذه النهاية. كان الجو مشبعاً برجاء استعلان النهاية، وكانت أولى علامات تحقق هذا الرجاء سماع صوت البوق الأخير.
الأبواق في العهد القديم:
استعمل اليهود قديماً آلتين للتنبيه وهما: البوق والقرن. وكان البوق عبارة عن أنبوبة مستقيمة من الفضة أو النحاس طولها حوالي قدمين، ينتهي أحد طرفيها بانتفاخ متسع يشبه القمع، والاخر بفم او مبسم. كان للبوق صوت حاد مرتفع مناسب لجذب الانتباه أو لترويع الأعداء.
أما القرن (شوفار) فكان يُصنع من قرون الظباء أو الكباش، وكانوا إما يحتفظون بشكل القرن الطبعيي المنحني، أو كانوا يسوون هذا الانحناء بالنار. وكان صوته غليظاً يشبه صوت آلات النفخ الغليظة أو صوت نفير السيارة الآن.
ومن كتاب العهد القديم نجد هناك اختلافاً واضحاً بين الآلتين خاصة في اللغة العبرية أو الآرامية التي كتب بها العهد القديم، وإن كان هذا الاختلاف قد اختفى في الترجمة اليونانية للعهد القديم، وكذلك في العهد الجديد لاستعمال كلمة واحدة لكليهما وهي كلمة (سالبنكس)، ومنها الفعل يبوق (سالبيزو).
وبالرغم من أن البوق والقرن كانا آلتين مختلفتين، فإن وظيفتهما كانت واحدة. فكل منهما آلة تنبيه تستعمل للإعلان عن الحرب أو عن مواعيد الاجتماع للعبادة مثلاً. ولم يكونا يستعملان كآلة موسيقية تشتركان في العزف أثناء الصلاة أو أثناء الغناء أو ما شابه ذلك. ولكن الفرق بينهما كان في موعد استعماهما وفي من يقوم بهذا الاستعمال. فالقرن كان الآلة المفضلة عند اللاويين وعند الجنود، أما البوق المعدني فكان آلة الكهنة أولاد هارون رئيس الكهنة.
كان القرن يستعمل في تنظيم مسيرة الجنود، وفي دعوة الناس للاجتماعات، وفي التحذير من الأخطار؛ كما كان يستعمل في الاحتفال بحضور الرب وسط الجماعة. ففي سفر اللاوبين (٢٤:٢٣؛ ٩:٢٥)، أمر الله موسى النبي أن يحتفلوا بعيد الكفارة كعيد سنوي، وأمره قائلاً: “تُعبَّر بوق الهتاف (القرن-شوفار) في الشهر السابع في عاشر الشهر. في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم». كما أمره باستعمال القرن للإعلان عن احتفالات بدء السنة والاحتفال بسنة اليوبيل أو السنة الخمسين، والتي كانت تسقط فيها الديون عن الشعب وتعود الأراضي لأصحابها. وعندما حاصر الشعب مدينة أريحا كان صوت القرن هو وسيلة الإعلان عن سقوط أسوار أريحا (يشوع ٦)، كما كانت الوسيلة التي استعملها الشعب بقيادة جدعون للقضاء عل المديانيين (قضاة ٧).
كما أمر الله موسى بعمل “بوقين من فضة” يضرب بهما الكهنة للإعلان عن اجتماع الجماعة كلها، كما أوضح له قائلا: :بنو هارون الكهنة يضربون بالأبواق، فتكون لكم فريضة ابدية في أجيالكم» (عد ١٠: ١-١٠). أما بعد ذلك، فصار استعمال الأبواق المعدنية قاصرا على العبادة الهيكلية والاحتفالات الملكية. وفي هيكل سليمان، وفي هيكل ما بعد السبي؛ كانت أصوات الأبواق تُسمع يومياً لتعلن عن مناسبات العبادة المختلفة، مثل: وقت فتح باب الهيكل الرئيسي صباحاً (يضرب بالبوق ثلاث مرات)، ووقت تقدمة ذبيحة الصباح وذبيحة المساء (يضرب بالبوق تسع مرات في كل تقدمة)، كما كانت تضرب الأبواق وقت إنشاد المزامير، وبدء يوم السبت، وفي رؤوس الشهور، وفي بداية العام الجديد.
وهكذا بسبب استعمال الأبواق يومياً، صار صوت البوق جزءاً من التقليد اليهودي الديني اليومي، واصبح صوتها يحمل دلالات روحية. ففي سفر إشعياء النبي نرى أن صوت الأبواق في الهيكل سوف يعلن عن نهاية الأزمنة وعن عودة الأبرار واجتماعهم من أقاصي المسكونة: «ويكون في ذلت اليوم أنه يضرب ببوق عظيم فيأتي التائهون في أرض أشور والمنفيون في أرض مصر ويسجدون للرب في الجبل المقدس في اورشليم. ويكون من هلآل إلى هلآل ومن سبت إلى سبت أن كل ذي جسد يأتي ليسجد أمامي قال الرب» (إش ١٣:٢٧: ٢٣:٦٦).
وبدلاً من استعمال صوت البوق للإعلان عن اجتماع الشعب داخل الهيكل، صار صوت البوق العظيم إشارة لعودة الشعب إلى الله بالتوبة، وإلى خضوع كل الشعوب وسجودها للرب الإله. وفي وقت الرب يسوع، ربط اليهود بين صوت البوق وبين نهاية الأزمنة ووقت ظهور المسيا مرة ثانية وحكم الله الأبدي ودينونة الأشرار.
الأبواق في العهد الجديد:
ذُكرت الأبواق في العهد الجديد في عدة مناسبات، بعضها كان مجرد تعليق عل التقليد اليهودي القديم، والبعض الآخر كان له مفهوم رمزي اسخاتولوجي (اخروي). وهذا المفهوم الأخير كان عالقاً في أذهان التلاميذ عند سؤالهم للرب يسوع عن علامات مجيئه ونهاية الدهور. ومن هذه المناسبات:
1 – الإعلان عن الحرب: فعندما كان بولس الرسول يناقش موهبة التكلم بألسنة، أورد ذكر صوت الأبواق كرمز يُفهم منه أهمية وضوح الرسالة التي ينطق بها أصحاب موهبة التكلم بألسنة، وإلا صارت الموهبة بلا أي فائدة: «فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ، إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ، أَوْ بِعِلْمٍ، أَوْ بِنُبُوَّةٍ، أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟» (1كو14: 6-8)
2 – الإعلان عن عطايا الأغنياء: وهذه المناسبة ذكرها الرب يسوع – وقد أدانها بشدة – وذلك في معرض حديثه عن وجوب إتمام أعمال الرحمة في الخفاء. فقد كان هناك عادة عند توزيع الأطعمة والهبات على الفقراء، أن يتقدم عملية التوزيع صوت الأبواق لتشجيع الأغنياء للقيام بنفس أعمال الرحمة، وكتأكيد أن صيت هذه التقدمات قد وصل إلى اذني الرب. أما الرب يسوع فقد أمر أن تكون الصدقة في الخفاء، بدون إعلان أو ضجيج: «فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!» (مت 6 :2).
3 – للإعلان عن ظهور الله وسماع صوته: فيقارن كاتب الرسالة إلى العبرانيين بين ما رآه الشعب قديماً عل جبل سيناء، وبين الأمجاد التي نلناها نحن في المسيح يسوع:
+«لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى:«أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ». بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. » (عب 18:12-24).
فصوت البوق مع السحاب والظلام والعاصفة من الظواهر التي كانت تصاحب ظهور الله؛ بل إن صوت الله نفسه كان يعبر عنه بصوت البوق، إشارة إلى الوضوح والمهابة في نفس الوقت، كما حدث ليوحنا الرائي:
+ «كنت في الروح في يوم الرب، وسمعت ورائي صوتاً عظيماً كصوت بوق قائلا: أنا هو الألف والياء» (رؤ١٠:١ و١١)، «بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء، والصوت الأول الذي سمعته كبـوق يتكلم معي قائلاً: اصعد إلى هنا فأريك ما لأبد أن يصير بعد هذا» (رؤ 4: 1).
4- المعنى الأخروي لصوت البوق: وكما استُعمل صوت البوق للإعلان عن مناسبات هامة أو كوصف لصوت الله عندما يتكلم مع الإنسان، فإن لصوت البوق أيضاً معنى رمزياً يشير إلى نهاية الزمن والدخول في الأبدية:
(أ) فصوت البوق يرمز إلى الدينونة العامة في نهاية الأيام. فكما رأينا ف ي التقليد اليهودي أنه في نهاية الأيام سيبوق الملاك ببوق عظيم ليجتمعالتائهون والمنفيون في أقاصي الأرض (إش ١٣:٢٧)؛ نجد أن الإعلان عن الدينونة الأخيرة سيتم ليس بصوت بوق واحد، بل بواسطة سبعة أبواق الملائكة، كناية عن أن العالم كله سوف يجوز هذه الدينونة. فعندما يُسمع صوت الأبواق الأولى، يصدر حكم الله في صورة كوارث طبيعية تحل على كافة أرجاء المسكونة: عل الأرض مكان سُكنى الإنسان (رؤ ٨ :٧)، وعل البحر (٨:٨)، وعل الأنهار (١٠:٨)، وعل النجوم (١٢:٨). هذه الكوارث هي إنذارات الله الأخيرة للإنسان لدعوته إلى التوبة، ولكنها ليست العقاب الأخير. فالكوارث لم تلحق بالإنسان بعد، كما أنها لم تصب إلا ثلث العالم فقط، وما زال للإنسان إمكانية الحياة والرجوع إلى الله.
ثم يأتي صوت البوق الخامس لتحل الضيقة بالإنسان نفسه (رؤ9: 4). وليس الهدف من هذه الضيقة أيضا القضاء عل الإنسان، بل إنذاره وإيقاظه لعله يرجع ويتوب إلى الله. ولكن الإنسان للأسف سيطلب الموت بدلاً من الله، والفناء بدلاً من الحياة (رؤ6:9).
وعندما يبوق الملاك السادس ستشتد الضيقة جداً على الإنسان، عسى الإنسان أن يفيق ويترك عنه عبادة الأصنام التي بناها لنفسه في عصره الأخير، ويرجع إلى إلهه الذي خلقه (رؤ ٢٠:٩و٢١)، ولكن للأسف أيضا لن توقظ هذه الكوارث الإنسان وسوف يستمر في غيه وبعده عن الله.
أما عند سماع البوق السابع، فلم يخبرنا سفر الرؤيا عما سيحدث من كوارث، لكنه يحدثنا عن تحقيق وعد الله لخلاص عبيده الأتقياء (رؤ٧:١٠). إنه لم يعلن لنا عما سيحدث عل الأرض، لكن عن تأثير هذه الأبواق السبعة في السماء. فهناك سوف نسمع ترنيمة الفرح والنصرة، لأن الله ومسيحه سوف يملكون عل كل ممالك العالم إلى أبد الآبدين:
+ «ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً:«قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». 16وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِلله 17قَائِلِينَ:«نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ. » (رؤ11 :15-17).
(ب) وصوت البوق – كما أوضح الرب يسوع لتلاميذه – سوف يعلن عن مجيء ابن الإنسان في نهاية الأيام، حيث يرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من أقصاء السموات إلى أقصائها (مت ٣١:٢٤). وتعبير “بوق عظيم الصوت”، يدل عل أن جميع المختارين سوف يسمعونه، أي أن مبيء الرب سوف يكون معروفاً لكل إنسان عل وجه كل الأرض.
(ج) وأخيراً، فإن قيامة الأموات والتغيير الذي سيلحق بالأحياء، سوف يتم عند سماع البوق الأخير: «في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير” ( 1كو15: 51-52).
والبوق الأخير ليس أخيراً في سلسلة من الأبواق، لكنه الاخير بمعنى أنه ليس بعده بوق آخر، أو أنه الأخير الذي عنده ستكون النهاية:
+ “لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. “(1تس 4: 16 ،17).
أننا نشعر الآن أننا في نهاية الأيام، حيث العلامات التي ذكرها الرب إشارة إلى قرب مجيئه تتحقق يومياً أمام أعيننا، لذلك نقول مع بولس الرسول:
+ “هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ.” (رو١١:١٣ و١٢).
فلنستعد لسماع ذلك البوق الأخير، الذي سيسمعه كل إنسان، إما بالحزن أو بالفرح. بالحزن عل إنذارات كثيرة مضت ولم توقظنا من النوم للتوبة؛ أو بالفرح لأن آنيتنا ممتلئة بالزيت، ومصابيحنا موقدة تنتظر بشوق لحظة سماع البوق الذي سيُعلن لنا اجتماعنا بالرب الهنا:
+”وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ.” (1 تس 4: 17 ،18)
موكب نصرة المسيح | كتب أنبا إبيفانيوس | ملء الزمان |
كتاب مفاهيم إنجيلية | ||
المكتبة المسيحية |