كتاب قصة الإنسان - القمص متى المسكين

ظهور المسيا

«ها أنا أرسل ملاكي (يوحنا ) فيهيّىء الطريق أمامي. ويأتى بغتةً إلى هيكله السيد الذي تطلبونه ، وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتى قال رب الجنود.» (مل 3: 1)

لقد جاء المسيا إلى هيكله فجأةً فعلاً، فقد كان كل الهيكل بكهنته وعبادته ومراسيمه وخدامه وذبائحه وقبائحه في غير استعداد قط لقبوله، لأن الهيكل لم يعد بيت الصلاة كما كان يُدعى، بل ،جعلوه كما قال السيد، مغارة لصوص (مت 21: 13). لكن لم يكن فجأةً مجيء المسيا لسمعان الشيخ الذي كان روح الله عـلـيـه ينتظر بفارغ الصبر رؤياه لكي ينطلق حسب وعد الله له ، ولا كان فجأة مجيئه لحنة النبية العابدة الصائمة المداومة لصلوات الهيكل أربعة وثمانين عاماً.

هكذا كان مجيء المسيح، وهكذا سيكون مجيئه للحكماء والحكيمات الذين ملأوا أوعيتهم زيتاً. حتى حكماء المجوس، لم يكن مجيء المسيا ملك اليهود مفاجأة لهم. فالمسيا، أي المسيح، حاضر في كل أسفار العهد القديم كما رأينا ، بل حاضر في صميم الزمن الذي يتحرك لحسابه في عَدّه التنازلي حتى ظهوره في بيت لحم.

يسوع المسيح في ميلاده وحياته
حقق كل علامات ومعجزات العصر الماسياني

إن الأناجيل والرسائل والرؤيا في مجموعها، كان هدفها الموحد هو إثبات أن يسوع المسيح هو المسيا الموعود به، بالرغم من أن أي كاتب للأناجيل أو الرسائل أو الرؤيا لم يخطط أو حتى ينشغل بإبراز العنصر المسيَّاني في حياة المسيح . ولكن سرد الوقائع انتهى إلى هذه الحقيقة، بكل انسجام وبكل اقتناع وتأكيد من الكاتب، فكانت حياة المسيح ومعجزاته هي التي تشير إلى أنه المسيا دون ضغط ، لا من المسيح، ولا من الكاتب، حتى يأخذ الإيمان مجاله بحرية واقتناع، وحتى يترك للإخـتـيـار بـالـروح مجاله العميق داخل الإنسان : « أما كل الذين قبلوه فأعطاهم (الله) سلطاناً أن يصيروا أولاد الله » (يو 1: 12 ) ؛ بمعنى أن المسيح قدم نفسه للعالم ، وترك الله يختار أعضاء ملكوته : « وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس» !! (1کو 12: 3)

وبالفحص الدقيق، نجد المسيح قد ملأ كل دور المسيا وعمله ورسالته باعتبارها رسالته التي نزل من أجلها من السماء، وصعد أيضاً ليكملها هناك، وسيأتى ليعلن نهايتها :

 (1) يخلص شعبه من خطاياهم: ويبدأ عـهـد الله معنا منذ أول لحظة ميلاده، إذ يعلن الملاك وظيفة (المسيا» أنه سيسمى باسم : «يخلص شعبه من خـطـايـاهـم » ؛ « الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، فستلد أبناً وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً و يدعون أسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 20-23) ؛ « وُلد لكم اليوم … مخلص هو المسيح الرب.» (لو 2: 11)

(2) ملك اليهود: ثم يعلن المجوس الحكماء أن هذا هو ملك اليهود وقد جاءوا ليسجدوا له بالرغم من أنهم غرباء عن اليهود والعجيب حقاً أن المسيح صلب تحت هذا اللقب!!

(3) ابن الله: كلقب مواز للقب آدم الأول، ولكن ليس بالنسب، بل بالطبيعة والجوهر: «الروح القدس يحل عليكِ ، وقوة العلي تظللك ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله.» (لو 1: 35)

– « ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة ، وكان صوت من السماء قائلاً أنت أبني الحبيب بك سررت . » (لو 3: 22)

– « وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس (الميلاد الجديد) وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله.» ( يو 1: 33 و 34)

-«مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتى أم ربي إلي.» (لو 1: 42 و43)

(4) النبي إيليا يأتي قبل أن يأتي يوم الرب العظيم:

– «فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك أبناً وتسميه يوحنا … لأنه يكون عظيماً أمام الرب… ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس… و يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ، ليرد قلوب الآباء على الأبناء.» (لو 1: 13-17)

(5) المسيح كفادٍ وملك خلاص على بيت داود حسب تنبؤات الأنبياء جميعاً:

– «وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس، وتنبأ قائلاً : مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه، وأقام لنا قرن (ملك) خلاص في بيت داود فتاه، كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ( أعـداء الـروح ) ومن أيدي جميع مبغضينا (جنود الشر الذين في السموات) ليصنع رحمة مع آبائنا و يذكر عهده المقدس القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا … وأنت أيها الصبي نبي العلي تُدعى، لأنك تتقدم أمام وجـه الـرب الـتـعـد طـرقـه.» (لو 1: 67-76)

 (6) ملك عظيم، وابن العلي يُدعى، ولا يكون لملكه نهاية:

– «لا تخافي يا ،مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله ، وها أنت ستحبلين وتـلـديـن أبـنـاً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وأبن العلي يُدعى، و يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ( المسيا) ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية.» ( لو 1: 30-33)

(7) أول كشف عملي عن جوهر رسالة المسيا المتجسد كمخلص لخطايا الإنسان، يظهر في مواجهة عملية صريحة مع الشيطان ومملكته تمهيداً لهدمها .

من يلاحظ أن الصدام مع الشيطان بدأ بعد حلول الروح القدس على الرب بإعلان من السماء أن هذا هو ابن الله الحبيب الذي فيه مسرة الآب و به مسرة الناس :

( أ) «وللوقت وهو صاعد من الماء، رأى السموات قد انشقت، والروح مثل حمامة نازلاً عليه، وكان صوت من السموات أنت أبني الحبيب الذي به سررت . وللوقت أخرجه الروح إلى البرية، وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجرب من الشيطان، وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه . » (مر 1: 10-13)

(ب) أما إنجيل متى ، فيكشف عن نوع الحوار الذي دار بين المسيح والشيطان، وفي ختامه تنتهي المصادمة: «ثم أخذه أيضاً إبليس إلى جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها ، وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي !! حينئذ قال له يسوع : إذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد . ثم تركه إبليس، وإذا ملائكة جاءت فصارت تخدمه» (مت 4: 8-11). وكان الشيطان في كل محاولاته خاسراً ، إذ واجهه المسيح بكلمة الله المكتوبة فلم يفلت من حكمها.

 (ج) وفي إنجيل لوقا ، بعد تجارب الشيطان ، يقول :

– «ولما أكمل إبليس كل تجربة فارقه إلى حين.» (لو 4: 13) 
هذا تلميح إلى معركة الصليب القادمة، حيث استطاع الشيطان أن يقلب عليه كل أعوان مملكته التي انكشف بعض أعضائها بصورة مخزية، رؤساء الكهنة والكهنة والكتبة والفريسيون وشيوخ ورؤساء الشعب، وتلميذ من تلاميذ الرب، وشهود زور كان قد أحسن إليهم، مع ملوك ورؤساء الأمم !!

لقد قلنا أن الإنسان قد أخطأ، ولم يزده الناموس إلا معرفة بالخطيئة بكل أصولها وفروعها، والتي من خلالها اكتشف القوة الفعالة في الخطيئة، التي أصبح لها ناموس خاص كامن في الفكر والأعضاء، وهو الذي يتحدى إرادة الإنسان ، وهو نفسه الذي ينشيء الموت كعقوبة مباشرة لإنقطاع صلة الإنسان بالله مصدر الحياة الدائمة الأبدية : «فلماذا الناموس ؟ قد زيد بسبب التعديات.» (غل 3: 19)

وكان رجاء الإنسان متركزاً منذ خرج من لدن الله في مَنْ سيأتى من نسل حواء ( وليس من زرع رجل ) الذي سيسحق رأس الحية. ورأس الحية هو الشيطان الذي تمثله بحيلتها ودهائها وخداعها ؛ ورأينا أن هذا الآتى كان رجاء جميع الآباء والأنبياء والقديسين والرائين، وحتى الذين أعطوا حكمة لمعرفة الأزمان والمخفيات كبلعام بن بعور والمجوس، رأوه كملاك وكنبي ورجل الله ، وأبن الله ، وأبن الإنسان الراكب على السحاب، وكملك ليس لملكه نهاية ، وكإبن داود ، بل وداود نفسه ؛ كما رأوا النبي السابق الذي سيعد طريقه أمامه . كل هذا الشوق واللهفة كانا . تعبير كل إنسان عن حاجته إلى الخلاص من قوة الخطيئة العاملة في الفكر والإرادة والأعضاء، ومن الشيطان الذي بها تسلط على الإنسان فسباه وأردى روحه إلى الهاوية.

وهكذا جاء المسيح وأمامه قوة الخطية التي خرَّبت الطبيعة البشرية وانتهكت إرادتها الحرة ، وأعدمتها الحياة الأبدية، وأمامه الشيطان الذي استخدم هذه الخطية ليسبي كل قوى الإنسان تحت سلطانه بقيود الموت.

لذلك حينما جاء المسيح و بدأ عمله، اصطدم بالخطيئة وفعلها المدمر في جسد الإنسان، سواء بالأمراض أو الإختلال العقلي والنفسي، فتعامل رأساً مع قوة الخطيئة الفاعلة في الجسد، فشفى الأجساد من كافة الأمراض، وتعامل، مواجهة ، مع الشيطان المختفي في تلك الأجساد فأخرجه عنوةً بسلطان قاهر، وأعاد الصحة والسلام إلى الأجساد والعقول والنفوس، بعد أن كان قد أسرها وتملك عليه.

لكن من أهم الإعتبارات التي ركز عليها المسيح في عمله أو في أقواله وتعليمه، أنه لم يكن يعمل بمفرده أو الحساب نفسه ، لقد كرر ذلك مرات ومرات أنه جاء ليكمل مشيئة الآب الذي أرسله وليعمل عمله بل ولا يتكلم إلا بما يقوله الآب، ليثبت أنه ليس قوة منفردة دون الآب، لكن مشيئة الآب وعمله إنما يتركزان فيه هو، كواحد مع الآب، فهو يواجه الشيطان لا نائباً عن الآب، ولكن بشخصه هو كإبن الله المرسل المحق هذه القوة الشريرة وإيقاف عملها وسلطانها في أولاد الله ولإعطائهم الحياة بدل الموت، فإن كان يغفر الخطيئة فهو يغفرها بمقوماته الشخصية كإبن الله وأبن الإنسان الذي له كل سلطان الله ، إذ لم يوجد فيه خطيئة ولا وُجد في فيه غش.

وإن كان قد جاء ليقضي على سلطان الخطيئة المؤدي إلى الموت ، فهو بأن يتقبل فعل الخطيئة وسلطانها بجسده هو الذي هو جسد البشرية الذي أخذه منا،  وسيواجه الموت الذي هو عقوبة الخطيئة في جسده ونفسه البشرية التي أخذها منا، عن كل نفس، ليبيد الموت بموته هو وليرفع سلطان الموت بقيامته من الموت حياً بنفس الجسد الذي تقبل الموت. وهكذا ألغى سلطان الموت عن جسده الذي هو جسد البشرية. فالمسيح الحامل للطبيعة البشرية وممثلها هو في نفس الوقت حامل لمشيئة الله وهو نفسه عمل الله وقوة الله وروح الله وكلمة الله المتجسدة. بهذه الكفاءة المزدوجة في طبيعة واحدة، واجه المسيح الخطيئة بجسده الطاهر وقبل الموت لنفسه ليظهر بقيامته أنه أبطل عز الموت وكسر شوكته التي هي الخطية القاتلة للإنسان. وصارت قيامته من بين الأموات هي أول قيامة للإنسان، وهي الحياة الجديدة للإنسان الجديد بطبيعته الجديدة الغالبة لسلطان الخطيئة والموت. ومن المسيح وفي المسيح نأخذ طبيعتنا الجديدة، كما من آدم آخر غير آدم الأول الذي ورثنا منه الخطية والموت.

المسيا المسيح
كما قدمته الأناجيل والرسائل

جاءت الأناجيل والرسائل في أوقات متفاوتة، وعلى يد أشخاص متمايزين، لم يجمعها مؤلّف واحد يأخذون منه ، ولا المسيح نفسه جعلهم يدونون شيئاً عن لسانه، ولكن كان كل اعتماد المسيح على الروح القدس، القوة التي انسكبت من الأعالي وجعلت كل هؤلاء الرسل والتلاميذ والأنبياء شهوداً على مستوى السمع واللمس والرؤية العينية ثم بالإنفتاح الداخلي وعمل البصيرة بالروح ، أنبياء على أعلى مفهوم في القدرة على الكتابة والوصف والتعبير.

وهذه هي أوصاف الكتابات التي كتبت عن المسيح بيد كاتبيها أنفسهم :

بطرس الرسول :

– «لأننا لم نتبع خرافات مصنعة ، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح (ليس بمجرد كلام وإنما بالآيات والمعجزات والقوة الفائقة، من شفاء أمراض وإقامة موتى ) ومجيئه ، بل كنا معاينين عظمته ، لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به . ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس.» ( 2بط 1: 16-18)

-«عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص، لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.» ( 2بط 1: 20 و21)

– «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح ، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانيةً لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات… الذي وإن لم تروه تحبونه ، ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد ، نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس، الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء (العهد القديم) الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم ، باحثين أي وقت (زمن المسيا الآتى) أو ماذا يكون الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم ، الذي سبق فشهد بالآلام التي للمسيح (إشعياء ) والأمجاد التي بعدها، الذين أعلن لهم (ملخص العهد القديم ) أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا، كانوا يخدمون بهذه الأمور ( كل العهد القديم بمـا حـوى من تنبؤات كان يختص بالعهد الجديد) التي أخبرتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشروكم ( الرسل والإنجيليون) في الروح القدس المرسل من السماء ، التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها ( أمجاد الله التي أذخرها لنا في السماء).» (1بط 1: 3-12)

-« كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس… كما في الرسائل كلها أيضاً قصة الإنسان مه متكلماً عن هذه الأمور.» ( 2بط  3: 15 و 16 )

 يوحنا الرسول :

– «وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب (إنجيل يوحنا ) ، وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه.» (يو 20: 30 و31)

– «الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا ، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب مخفية عنا ) وأظهرت لنا . الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا . وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع أبنه يسوع المسيحالروح القدس) ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً.» ( 1يو 1: 1-4)

-«إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله ليُري عبيده ما لابد أن يكون عن قریب ( داخل الزمن) وبيَّنه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا ، الذي شهد (بالإنجيل) بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح ( أمام الإمبراطور الذي نفاه) بكل ما رآه.» (رؤ 1: 1 و 2)

بولس الرسول:

– «سبب هذا أنا بولس ، أسير المسيح يسوع لأجلكم أيها الأمم ، إن كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لي لأجلكم ، أنه بإعلان عرفني بالسر، كما سبقت فكتبت بالإيجاز، الذي بحسبه حينما تقرأونه تقدرون أن تفهموا درايتي بسر المسيح، الذي في أجيال أخر (العهد القديم ) لم يُعرف به بنو البشر، كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح ، أن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل… الذي صرت أنا خادماً له حسب موهبة نعمة الله المعطاة لي حسب فعل قوته.» (أف 3: 1-7)

الله بـعـدمـا كـلم الآباء بالأنبياء قديماً (العهد القديم كله)، بأنواع وطرق كثيرة بصوت مباشر بظهور ملائكة بظهورات للمسيا متعددة، بعمود السحاب وعمود النور، بالصخرة، بفمه شخصياً فوق جبل حور يب، بواسطة موسى ، والقضاة، والأنبياء والملوك ، بالرؤى والأحلام …)، كلمنا في هذه الأيام ( أسفار العهد الجديد كلها الأخيرة في أبنه (أي كلمنا مباشرة فما لفم ، في شخص المسيا أبنه ) الذي جعله وارثاً لكل شيء لكل العهد القديم بكل مذخراته) الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي هو بهاء مجده (شعاع نوره ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا (بموته ) جلس في يمين العظمة في الأعالي ، صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث أسماً ( ابن الله ) أفضل منهم.» (عب 1: 1-4)

-«لذلك يجب أن نتنبّه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته ( يسقط من ذاكرتنا ) لأنه إن كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة ) وصايا الناموس) قد صارت ثابتة ، وكل تعد ومعصية نال مجازاة عادلة، فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ، ثم تثبت لنا من الذين سمعوا، شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته . » (عب 2: 1-4) 

متى الرسول :

واضح من روايته أنه قد استقى أخبار قصة الميلاد من القديس يوسف نفسه (أنظر مت 1 و 2) .

مرقس الرسول :

– «بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله . كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيىء طريقك قدامك . صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة . كان يوحنا يعمد في البرية… وكان يكرز قائلاً يأتي بعدي من هو أقوى مني … أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس.» (مر 1: 1-8)

لوقا الإنجيلي :

-« إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إليـنـا الـذيـن كـانـوا مـنذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ( العذراء ـ التلاميذ – الأنبياء)، رأيت أنا أيضاً، إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق (قصة الميلاد المدهشة من جميع شهود العيان والحافظين لكل أسرارها ، وأولهم القديسة العذراء مريم وعائلتها ) أن أكتب…» (لو 1: 1-3)

مرة أخرى يشهد عن نفسه جهاراً أنه المسيا هو هو

– «قالت له المرأة أنا أعلم أن «مسيا » الذي يُقال له المسيح يأتى ، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء . قال لها يسوع : أنا الذي أكلمك هو.» (يو 4: 25 و 26) أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت أبن الله ، أنت ملك إسرائيل . فأجاب يسوع وقال له : هل آمنت لأني قلت لك إني رأيتك تحت التينة ؟ سوف ترى أعظم من هذا. وقال له الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون و ينزلون على أبن الإنسان . » (يو 1: 49 و51)

هنا المسيح يوافق على أنه ابن الله وملك إسرائيل، و يضيف أنه أبن الإنسان الذي كتب عنه أنه يأتى على سحاب السماء ، وأنه السلم الذي رآه يعقوب يصل الأرض بالسماء والملائكة تصعد وتنزل عليه. هذا وضوح وتطابق فائق الوصف.

-«فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب، كلام الحياة الأبدية عندك . ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي.» (يو 6: 68 و69)

– «وأنتم من تقولون إني أنا ؟ فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحي . فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السموات» (مت 16: 15-17).

هنا أراد المسيح بالفعل أن يوجه نظر تلاميذه إلى شخصيته من هو، فلما أظهر بطرس أنه أدرك من هو المسيح ابن الله الحي كان رد فعل المسيح إيجابياً وقوياً وعجيباً، فقد كشف أن الآب في السماء هو هو الذي أعلن لبطرس عمن هو يسوع الناصري، وليس ذلك فقط ، بل إن المسيح طوب بطرس كونه أدرك مبكراً من هو الرب الذي يتعامل معه ، وفي مكان آخر ترجم هذا الإعلان الإلهي المباشر بأنه لا يستطيع أحد القول بأن «يسوع رب إلا بالروح القدس» (1كو 12: 3)، أي أن استعلان المسيح أنه أبن الله يبقى إلى الأبد في حيز الروح كإلهام، كنطق إلهي !

وقد أضاف المسيح هنا أن الكنيسة سوف تُبنى روحياً على الإيمان بشخصية الرب أنه أبن الله الحي.

المسيح يشهد أمام رؤساء الكهنة
أنه هو المسيح ابن المبارك، الذي عليه رجاء اليهود

-«فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً: أما تجيب بشيء ماذا يشهد به هؤلاء عليك ( شهود الزور ) ؟ أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء . فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له : أأنت المسيح ابن المبارك ؟ فقال يسوع: أنا هو وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء.» (مر14: 60-62)

– هـنـا يعلن المسيح علناً وأمام رئيس الكهنة أنه ليس هو مجرد المسيا الشخص المهيب صاحب اللقب ابن المبارك، الذي عليه كل رجاء اليهود ، بل هو أيضاً أبن الإنسان بالأوصاف الإلهية كما جاءت في نبوة دانيال ، وأنه لم يجيء ليملك مجرد ملك يجلس فيه على عرش اليهود في أورشليم كما يطلبون، بل ليجلس عن يمين القوة في السماء، وسيأتى مرة أخرى للدينونة على سحاب السماء !! فالمسيح هنا يكشف عن ضخامة رسالته وشخصيته ، أكثر بكثير مما كان يتراءى لذهن اليهود.

المسيح يقبل أن يرد على القسم بالله ،
أنه هو المسيا

-«فأجاب رئيس الكهنة وقال له : أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ؟ قال له يسوع : أنت قلت» (مت 26: 63 و64) . فكان هذا هو القسم الوحيد الذي يعتبر أنه قاله. 

تکرار شهادة المسيح لليهود عامةً

– «وكان عيد التجديد في أورشليم، وكان شتاء، وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان؛ فاحتاط به اليهود وقالوا له : إلى متى تعلّق أنفسنا ؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً. أجابهم يسوع إني قلت لكم ولستم تؤمنون . الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي (أي أن عمل يظهرني أكثر وأهم مـن قـولي عـن نـفـسي)، ولكنكم لستم تؤمنون لأنـكـم لستم مـن خـرافي.» (يو 10: 22-26)

هنا المسيح يفهم اليهود و يؤكد لهم أنهم إذا لم يؤمنوا بالأعمال التي كان يعملها، وكلها تنطق بسلطانه الإلهي ، فالإعلان بالكلام لن يقنعهم ، ولن يفهموه. وقصد المسيح المستتر أنه كيف يؤمنون أنه إله بالكلام؟؟ يكفي أنه، أمامهم، كان يغفر الخطايا فيُشفى المريض في الحال، موضحاً أن الشفاء ممنوح بسلطان إلهي، و ينتهر الحمى فيقوم المريض في الحال ؛ والقصد ليس مجرد شفاء هنا، بل إشارة إلى سلطان الشفاء الإلهي . و يأمر الشياطين فتصرخ وتخرج في الحال ؛ ومعروف أن لا شيء يخيف الشيطان إلا الله وحده . يأمر الميت الذي له أربعة أيام في القبر فيقوم ويحـلـوه فـيـذهـب و يعيش ويأكل، هنا قيامة الميت بعد أربعة أيام من دفنه برهان مباشر أن مصدر قيامته هو جبروت الله فيه: «إن آمنت ترين مجد الله( يو 11: 40)

وهكذا إذا فحصنا رسالة المسيح في الإنجيل، نجدها تتجه مباشرة ضد الأعداء الثلاثة التي استعبدت الإنسان وأذلته: الخطية وما سببته من أمراض لا نهاية لها ، والشيطان الذي أذل الإنسان وركبه وسكن فيه وجلب عليه العمى والصمم والخرس والشلل ، والموت.

وأخيراً كشف المسيح القناع عن شخصيته عندما أمر الميت فعادت إليه روحه بعد أن أنتن الجسد في القبر أربعة أيام؛ وكل هذه المعجزات التي عملها جعلها عينة أو بينة على سلطانه الذي سوف يستخدمه للإنهاء على هذه الثلاثة : الخطيئة، والشيطان والموت، لا كحالات فردية، بل كغلبة نهائية وعامة لحساب الإنسان.

ومن الأناجيل والرسائل، ومن كلام الرب يسوع نفسه ، لا يصعب علينا بعد ذلك تحديد ملامح الرب يسوع كاملة:

( أ ) «أنا والآب واحد» (يو 10: 30) ؛ فهو ابن الله الذي لم يفارقه قط ، فوحدانية الله به قائمة.

(ب) « الذي به أيضاً عمل (خلق) العالمين» (عب 1: 2)، «الکل به وله قد خُلق . » (كو 1: 16)

( ج ) الذي عن مجيئه تركزت جميع النبوات، بل وقصة العهد القديم كله.

( د ) الذي تجسد في جسم بشريتنا من الروح القدس والعذراء مريم.

(هـ) الذي أعطى نموذجاً لمنهج ملكوت الله الأخلاقي والسلوكي قولاً وعملاً، فاستُعلن ملكوت الله به ،وفيه كبشارة مفرحة للإنسان، وتأيد ذلك بمعجزات فائقة.

( و ) الذي في جميع الأسفار أعلن عن موته الكفاري فديةً عن خطية الإنسان.

( ز ) الذي بسلطانه وبقوة الروح القدس ومشيئة الآب قام من الموت بمجد، وارتفع بيمين الله ليجلس عن يمينه شفيعاً دائماً عن المذنبين.

(ح) الذي أرسل الروح القدس، الذي بواسطته يعطي المؤمنين به الحياة الأبدية ممهداً لها منذ الآن بآيات ومواهب.

(ط) الذي أسس الكنيسة ،بجسده، وتولى تدبيرها كرأس تستمد منه حياتها وخدمتها ونصرتها.

(ي) الذي سوف يأتى في مجده ومجد أبيه مع ملائكته القديسين ليدين ويجازي كل واحد حسب أعماله ، و يبطل الشر والشرير بنفخة روحه، و يضم قديسيه و يعلن ملكوته الأبدي معهم ما لن يزول .

هذا هو يسوع المسيح، المسيا ، أبن الله الكلمة الذي صار جسداً وحل بيننا، الذي بعد ثلاث سنوات ونصف من خدمته وكرازته بالتوبة جائلاً صانعاً معجزات وأشفية في الشعب، ليعرفهم بنفسه ، و يعلن لهم ملكوته ، سدوا آذانهم عنه ، وعمت بصائرهم، وقدموه ليُصلب، فقال لهم قولين يتعجب منهما:

القول الأول : «لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة » ( يو 12: 27)، وتقدم ولم يجزع من الصلب – إذن فالموت كان هدف تجسده !!

القول الثاني : «هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» (لو 22: 53) ــ أي أن الشيطان كان هدف معركته .

والذي نود أن نركز عليه في ذهن القارىء من جهة موضوع هذه الرسالة، وهي الخلاص كمركز عمل المسيح ، وساعة الخلاص كبؤرة تجمع لكل قوى المسيح في مواجهة قوى الشر المتعددة وسلطان الظلمة عدو الإنسان، التي تحددت مكاناً وزماناً بالصلب خارج أسوار أورشليم ؛ نريد هنا أن نكشف مدى اهتمام المسيح نفسه بهذه الساعة، باعتبارها أعلى نقطة توتر في حياته تجاه الشيطان، لخلاص الإنسان :

فالإنجيل يعتبر أن عملية الصلب هي «ساعة المسيح» بالدرجة الأولى: «فطلبوا أن يمسكوه، ولم يـلـق أحد يداً عليه، لأن ساعتـه لم تكن قد جاءت بعد » (یو (۳۰). يلاحظ القارىء أن الإنجيل يشير بطريقة سرية للغاية إلى أن لحظة مسك المسيح وإلقاء القبض عليه ، مسألة تخص المسيح، وبالتالي يلزم الموافقة عليها من قبله مسبقاً !!

هذا الوضع تكرر عدة مرات، ولكن لم تكن الموافقة جاهزة: « ولم يمسكه أحد، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد.» (يو 8: 20)

 وحينما جاءت الساعة، أعلن هو عنها : «قد أتت الساعة» (يو 12: 23)، ولكن ليس كأنها ساعة محبوبة، بالرغم من المجد الذي فيها ووراءها : «قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان» (يو 12: 23) ، ولكنها حسب تعبير المسيح، هي ساعة الشيطان أيضاً، وساعة الظلمة، التي يهوي فيها الحق في قلب الرؤساء إلى الحضيض، وتنكس العدالة في الأرض أعلامها، و يتنحى القضاء، ليجلس الشيطان وينطق بالحكم. صحيح أنها ستنكشف و يظهر بعدها المسيح في أعظم مواقف النصرة والمجد ، ولكن بعد أن يصول الشيطان ويجول ، و يتحدى عدالة الله وكرامته، فيجعل رؤساء كهنة الله وكل الكهنة مع رؤساء وشيوخ الشعب، مع هيئة القضاة، مع هيرودس الملك ونائب الإمبراطور ينطقون بدينونة أبن الله وأنه خاطيء ومستحق الموت صلباً.

ففي الحـقـيـقـة وعين الأمر، كانت هذه هي ساعة الظلمة الحقيقية فعلاً، التي الـقـلـبـت فيها كل الموازين والأعمدة، وهرب التلاميذ لظنهم أن معلمهم قد قُضي عليه، ورأس التلاميذ جحده علناً . إلى هذا الحد انكشفت قدرة الشيطان في التأثير بالباطل واحتواء الرؤوس والرؤساء ، وإخضاع الحق للباطل حتى التمام !!

كانت ساعة فضيحة عظمى لإستحقاقات كهنوت العهد القديم وكرامته ، وساعة ضلالة مرعبة لرؤساء الشعب وشيوخه و بقيته، وساعة هزأة لتاج قيصر في محكمة قيصر، وإفلاس كامل للقانون الروماني أمام دهاء اليهود، أو بالحري الشيطان !

لهذا طلب المسيح لو أمكن أن تعبر هذه الكأس بصورتها السوداء القاتمة : «الآن نفسي قد اضطربت، وماذا أقول . أيها الآب نجني من هذه الساعة » (يو 12: 27). أن يحارب المسيح الشيطان وجهاً لوجه ، نعم ! ولكن أن يسخّر الشيطان كل النظام الكهنوتى واللاوي وكل الرؤساء والشيوخ والكتبة وجمهور الشعب، والقانون الروماني بدقته ، وضمائر كافة القضاة والمسئولين ، ليصلبوا الحق و يضربوا العدالة على الظهر والرأس، ويدقوا المسامير في اليد التي أشبعتهم نعماً وخيرات و برکات جيلاً بعد جيل، فهذا ما لم يكن المسيح يطيق أن يتصوره. أن يموت هو، نعم ؛ وأن يتألم فمرحباً ، وهو الذي تنبأ عن آلامه وموته ، سواء في أذن إشعياء، أو في آذان تلاميذه ؛ ولكن أن يعثر العالم فيمن أحبه وأن يرفع يده على خالقه، فهذا أمر مريع. ولولا أنه واثق من قدرة دمه على الشفاعة، فما كان في مقدور المسيح أن يقبل طوفاناً جديداً على العالم.

أما الوجه الآخر للصليب، الذي كان وما يزال مخفياً عن عين العالم ، فهو أنه بعد محاكمة المسيح بالموت على الصليب، خرج النطق الإلهي بالحكم على العالم بـالـديـنـونـة !! «الآن دينونة هذا العالم » !! ( يو 12: 31). وبإخراج المسيح خارج أسوار أورشليم ، و برفعه على الصليب، فقد الشيطان في الحال سلطانه على العالم : «الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجاً » (يو 12: 31)، أي لم يعد مصير العالم مستهدفاً لضلالة الشيطان، ولا تعرُّضه بالتالي للهلاك الكلي، وذلك بعد دخول الصليب كعنصر خلاص وتجديد مستمر واستعلان ملكوت الله ينمو كل يوم وسط حطام الأصنام وتخريب الشيطان.

النبوات التى جاءت عن المسيا

كتب القمص متى المسكين

 

كتاب قصة الإنسان
المكتبة المسيحية

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى