تفسير رسالة بطرس الأولى 4 للقس مكسيموس صموئيل

الآلام ( 1 بط 4 )

(1) الآلام وترك الشهوات (1بط 4: 1-4 ) :-

+ يعطي معلمنا بطرس ربنا يسوع وآلامه كمثال لنا نتخذه به . + عندما سقط الإنسان وانحدر إلى الخطية صار منحصراً في الجسد وشهوات الظلمة لكن الآلام كصليب نذبح به إرادتنا الشريرة لنتخلص من الخطية.

+ بالصليب يعيش الإنسان لا لأجل شهوات الناس بل لأجل الذي طلب من أجلنا.

+ اعتبر ق . إكليمندس السكندري أن الصليب هو سور أو سياج الذي يحوطنا ويحمينا من الشهوات ومن خطايانا السابقة وبهذا نعود إلى تقديس نفوسنا ووقارها.

+ ثم يتكلم الرسول أنه كفى ما فسرناه بسبب حياة الخطية السابقة لكن ليكون حالياً صليب ربنا يسوع مصدر للغلبة لحياتنا.

+ ثم يتكلم الوثنيون كيف أن الوثنيون أننا كمسيحيين لا نشاركهم شهواتهم ويسببوا ذلك إلى الكبت والحرمان أو الجهل لكنهم لا يدركوا مدى العذوبة التي يعيشها أولاد الله وأيضاً أولاد الله يستغربوا الوثنيين أنهم كيف لا يدركوا الحياة العذبة مع الله.

(2) الآلام والدينونة (1بط 4: 5-11 ) :-

يبين معلمنا بطرس أن الدينونة على الأبواب وأن الله سيدين الأحياء والأموات. لكن منهم الأحياء ومنهم الأموات ؟

 الأحياء :-
1- هم الأحياء في وقت مجئ ربنا يسوع الثاني حيث تتغير أجسادهم إلى الأجساد النورانية.
2- الأحياء بالروح .

الأموات :-

1- الأموات أي الذين ماتوا قبل مجى ربنا يسوع .
2- والأموات بالروح وهم الأشرار الذين يقبلوا إدانة الناس الذي يجعلهم يتوبوا ويحيوا بالروح.

ثمار تأملنا الدائم في مجئ الرب

كانت الرهبنة الأولى للذين يريدوا هذا الطريق 3 تداريب رئيسية :-

  1.  زيارة المدافن .
  2.  صلاة يسوع السهمية ضد الشيطان كما قال عنها ق . أغسطينوس.
  3. التأمل في مجئ ربنا يسوع وهذه النقطة هي تكلم عنها بطرس كباعث لـ :-

(1) التعقل والسهر والصلاة :-

  • تذكر الدينونة يسلخ الإنسان نفسه عن شهواته ويتبع الخير ويتبع عقله الروحي وليس جسده.
  • يقول ق . أنطونيوس الكبير أن العقلاء هم الذين يميزون بين الخير والشر.
  • وفي كتاب الراعي لهرماس ( ك 4:1 ) رأي النفس عبارة عن سيدة عجوز جالسة على كرسي فلما تسأل قيل له لأنكم صرتم بسبب ضعفاتكم وشكوكم وإنشغالاتكم العالمية ضعفاء فكانت السيدة تنظر في . خمول أن يغطيها نوم الموت !!

(2) محبتنا الأخوية :-

  • تذكر يوم الدينونة يجعلنا نحب بعضنا بعضاً ونستر على خطايا الآخرين فيستر علينا الله.
  • والمحبة توحدنا مع الله.

(3) إضافة الغرباء :-

عندما نتأمل يوم الدينونة واستضافة الله لنا على السحاب في ملكوته إلى الأبد تفتح قلوبنا وبيوتنا للغرباء بفرح وبلا دمدمة.
وكانت القوانين الرهبانية تسمح للرهبان بكسر الصوم إذ جاءهم غريب لكي يشاركوه ذبيحة المحبة مثلما
حدث مع الأنبا موسى الأسود.

(4) خدمة الآخرين :-

  1. يعطي الله كل واحد في الكنيسة موهبة ما لكي ما يخدم بها الآخرين ولا يوجد عضو في الكنيسة بلا موهبة. 
  2. يرى ق . يوحنا ذهبي الفم أن الله في توزيعه للمواهب لا يكون إلا بالقدر الذي يرى فيه أن صاحب الموهبة يصونها يستخدمها لخدمة اخوته فليس معنى أن إنسان له مواهب كثيرة أن الله يحبه أكثر وذا المواهب الأقل أن الله يحبه أقل لكن يعطيها الله لأنه يعرف صاحبها يضرمها لخلاصه وخلاص الآخرين .
  3. يتكلم معلمنا بطرس عن الذين أخذوا موهبة الوعظ فإنها كأقوال الله أي ممنوحة له من الله وليس من ذاته يتكلم.
  4. ويتكلم أيضاً أن يخدم كأنه بقوة أعطاه له الله فإن لم يعطي لا يستطيع أحد أن يخدم . يختم هذا الجزء بكلمة أمين أي ليصير هذا.

(3) الآلام والأمجاد (1بط 4: 12-19 ) :-

يتكلم معلمنا بطرس عن الاضطهاد الذي ناله المؤمنين في آسيا ووصفه ببلوى محرقة أي مؤلمة لكنه يؤكد لهم ضرورة الآلام في حياة الإنسان المسيحي لسببيين :-

1- لأجل امتحانكم :-

  • أي لأجل التنقية مثل الفضة عندما توجد في البوتقة تنقى من الزغل وأيضاً مثل التلميذ الذي يتعب وقت الامتحان لكنه يفرح بالنجاح بعد ذلك كذلك في التجربة يحزن لكنه عنده رجاء في الفرح السماوي في الأبدية.
  • والإضطهادات قد تكون خارجية من غير المؤمنين أو المؤمنين وقد تكون داخلية في حرب إبليس ضدنا.

2- الفرح لأجل شركتنا في آلام ربنا يسوع :-

يرفع ربنا يسوع المؤمنين ليعتبر أن آلامه هي آلام ربنا يسوع فتكون سبب تعزية لنا في ضيقاتنا.

فإذ عيرنا باسم ربنا يسوع نتمجد من روح الله وإن كان المضطهدين يجدفوا على روح الله فينا فسينالوا عقاباً.

يفرق معلمنا بطرس بين التجربة بسبب خطأ ارتكبناه أو التدخل في أمور لا تخصنا وبين التجربة بسبب أننا مسيحيون والأخيرة يعطينا أسبابا لإحتمالها وهي :-

(1) القضاء اقترب :-

 أي أن الله خرج لمعاقبة المضطهدين ومثل ذلك خراب أورشليم وهيكلها لأنهم صلبوا ربنا يسوع واضطهدوا الرسل وأماتوهم فلا حاجة لإستعجال القضاء لأنه قريب.

(2) الخلاص يحتاج إلى جهاد :-

فإن كان البار بالجهد يخلص أي بالجهاد فكم يكون بالنسبة للخطاة يحتاجوا إلى جهاد شاق وتجارب متنوعة لكي يخلصوا فالطريق ليس سهلاً كما يقول ق . أنبا أنطونيوس.

(3) أننا في يد خالق أمين :-

 الله هو أمين فإنه كفخاري يضعنا في فرن التجربة فيعرف ما مقدار الحرارة التي تناسبنا والموضع في الفرن يكفي نظراته لنا لأنه أمين. فحياتنا كوديعة في يد الله الأمينة.

تفسير 1بطرس 31 بطرس 4تفسير رسالة بطرس الأولى
تفسير العهد الجديدتفسير 1بطرس 5
القس مكسيموس صموئيل
تفاسير 1 بطرس 4 تفاسير رسالة بطرس الأولىتفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى