تفسير رسالة تيموثاوس الأولى ٤ للقمص تادرس يعقوب ملطي
الأصحاح الرابع
جهاد الرعاة
بعد أن تحدث الرسول بولس مع تلميذه تيموثاوس عن الوصية كغاية الرعاية (ص ١)، موضحًا بعض المفاهيم الخاصة بالعبادة الكنسية الجماعية (ص ٢)، تحدث عن سمات الرعاة والخدام، والآن يحدثه عن الالتزام بالجهاد الروحي حتى يدخل بالكل إلى الحياة الكنسية، أي إلى الاتحاد مع الله في المسيح يسوع والتمتع بالتبرير في الروح والشركة مع السمائيين، والدخول إلى الأمجاد الإلهية. إنه عمل روحي شاق، يتطلب أن يكون الراعي واعيًا وصاحيًا ضد كل هرطقة، ومثابرًا في كل جهاد روحي، لهذا يتكلم هنا عن:
1. الارتداد عن الإيمان ١ – ١١.
2. وصايا للراعي ١٢ – ١٦.
1. الارتداد عن الإيمان
“ولكن الروح يقول صريحًا،
أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان،
تابعين أرواحًا مضلة،
في ريَاء أقوال كاذبة مسمومة ضمائرهم،
مانعين عن الزواج،
وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله
لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق” [١-٣].
لقد نادى الهراطقة، أصحاب الميول الغنوسية، بالامتناع عن الزواج وعدم أكل اللحوم بكونهما أمرين محرمين يدنسان النفس، وقد التزمت الفئة التي كانوا يلقبونها بالكاملين بهذا الامتناع.
أما تدنسيهم للزواج فعلَّته نظرتهم نحو الجسد كعنصر ظلمة يجب معاداته، وبالتالي فالعلاقات الجسدية بين الرجل وامرأته، في نظرهم، تأكيد لمتطلبات الجسد الدنس، فهي دنسة ومحرمة على الكاملين. على العكس، في مفهومنا المسيحي، الجسد هو خليقة الله الصالحة والمقدسة، إن كان بسبب خطايانا قد مال إلى الشهوات الشريرة، لكن بقبول الابن الكلمة ناسوتنا قدَّس أجسادنا. فصرنا ننظر إليه بكل وقارٍ وتكريمٍ، وعليه فإن العلاقات الجسدية بين الرجل والمرأة لا تعني إشباع شهوات دنيئة، إنما علامة الحب الداخلي والوحدة بين الطرفين، حيث يحترم كل الآخر. بمعنى آخر الزواج في نظر المؤمن الحقيقي ليس إشباعًا لشهوات جسده، لكنه أولاً وقبل كل شيء هو قبول الطرف الآخر كشخصٍ له فكره ومواهبه وقلبه قبل أن يكون له جسده. إنه يتطلع إليه كإنسان، يحبه ويحترمه ويقدس نظرته إلى جسده! ويرى بعض اللاهوتيين في العلاقة الجسدية نظرة إجلال وتقديس بكونها شركة الإنسان مع الله في إنجاب الأطفال ليكونوا أعضاء في الجسد المقدس، أولادًا لله!
لقد أفاض الآباء في الحديث عن قدسية الزواج، فيقول القديس أغسطينوس: [إذ حضر الرب العرس الذي دُعي إليه… أراد تأكيد أن الزواج إنما من تأسيسه هو… وإن الاتحاد بين الرجل والمرأة من قبل الله، وأن التطليق من الشيطان.]
ربما يتسائل البعض: لماذا كرّم الرسول بولس البتولية، مشتهيًا أن يكون الكل مثله يعيشون بلا هم؟ ولماذا قامت الحركات الرهبانية المسيحية؟
البتولية المسيحية ليست امتناعًا عن الزواج كأمرٍ دنسٍ، بل هي تمتع بزواجٍ روحيٍ بين النفس وعريسها، خلاله تريد ألا تنشغل بآخر غيره. الزواج سرّ مقدس، يحترمه البتول والراهب والراهبة، إنما يفضلون البتولية ليس تدنيسًا للزواج، وإنما انطلاقًا نحو الحياة الملائكية المكرسة للعبادة والخدمة الإلهية.
v إننا لا نمنع من يرغب في الزواج، لكننا نشجع من لا يرغبون فيه لأجل البتولية. يوجد فارق بين المنع وأن يُترك الإنسان يتصرف بكامل حريته. من يمنع يأمر بذلك للجميع، أما من يوصي بالبتولية كحالة أسمى فإنه لا يمنع الزواج إنما يفضل البتولية.
القديس يوحنا ذهبي الفم
أما بالنسبة للأطعمة، فقد تطلع بعض الغنوسيين إلى اللحوم وبعض الأطعمة كعناصر شرٍ لا يليق بالكاملين أن يتناولوها، أما الكنيسة فلا تمنع أنواعًا من الأطعمة كأمور دنسة أو نجسة، إنما تطلب من أولادها الصوم عنها، فترة من الزمن، لضبط الجسد حتى يُعطى للنفس إمكانية السيطرة على الجسد بالروح القدس مقدس النفس والجسد معًا. الصوم هو انطلاقة روحية أكثر منه نسكًا للجسد، لذا يُسمح للمرضى بالإفطار دون تشكك، حاسبين المرض نوعًا من الصوم، يتقبلونه بشكر!
هذه هي نظرتنا للمادة، أيا كانت “خليقة الله جيدة، ولا يرفض شئ إذا أخذ مع الشكر، لأنه يُقدس بكلمة الله والصلاة” [4-5]. لقد خلق الله كل شيءٍ حسنًا (تك 1: 31)، ليس في خليقة الله ما هو دنس، لكن إذ سقط الإنسان سيد الخليقة الأرضية في الخطية تدنست نظرته، كما دنس بضميره بعض الأشياء بإساءة استخدمها، كمن يستخدم الحجارة والذهب والفضة في عبادة الأصنام. المادة في ذاتها صالحة، لكن الإنسان دنسها بضميره الشرير، لذا صار تقديسها مرتبطًا بتقديس طبيعة الإنسان وضميره ونظرته.
يعلق القديس يوحنا ذهبي الفم على العبارة الرسولية السابقة، قائلاً [يقدم الرسول وضعين: الأول ليس شيء من خليقة الله دنسًا، والثاني إن كان شيئ ما قد صار دنسًا، فالعلاج هو أن يختم (يرشم بعلامة الصليب) مع الشكر لله وتقديم المجد له، فينزع عنه كل دنس.] ويقول القديس أغسطينوس: [كل الأشياء الموجودة صالحة لأن خالق هذه جميعها هو كلي الصلاح.]
ركز الرسول بولس على أمور ثلاث كسر للتقديس: حياة الشكر، وكلمة الله، والصلاة. هذه الأمور تُقدم بصورة فائقة وفريدة في الإفخارستيا، حيث تنطلق الكنيسة بالروح القدس نحو الآب السماوي لتقدم له الشكر خلال ذبيحة ابنه الفريدة، أي ذبيحة كلمة الله المتجسد. فيتقبل الآب من الكنيسة حياتها كحياة شكر، وكحياة إنجيلية (كلمة الله)، وحياة صلاة مقبولة لديه، لهذا يقدم لها ينبوع تقديس بلا حدود، خلاله ليس فقط يقدس أرواحهم وأجسادهم، إنما يقدس أيضًا المادة على أعلى مستوى، حيث يتحول الخبز والخمر إلى جسد السيد ودمه الأقدسين!
هذا هو التعليم الصحيح الذي نشأ عليه القديس تيموثاوس، أن كل خليقة الله صالحة، وإن ما قد دنسه الإنسان يتقدس بالشكر والكلمة الإلهية والصلاة. لذلك يقول الرسول له: “إن فكرت الإخوة بهذا تكون خادمًا صالحًا ليسوع المسيح، متربيًا بكلام الإيمان والتعليم الحسن الذي تتبعه” [ 6]. لقد تربى تيموثاوس على الإيمان المستقيم بعيدًا عن الأضاليل، وها هو ملتزم أن يفكر الإخوة بهذا الإيمان. هنا يقول “إن فكرت الإخوة” ولا يقل إن “أمرت الإخوة بهذا”، فإن الراعي الصالح هو الذي لا يأمر وينهي كثيرًا كمن هو متعالي على المخدومين، إنما يتحدث معهم كمن يذكر إخوته.
بعد أن تحدث عن الجانب الإيجابي وهو تربية تيموثاوس على الإيمان الحيّ والتعليم المستقيم والتزامه بتذكير شعب الله. بذلك تعرض للجانب السلبي، إذ يقول: “وأما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها” [ 7].
يليق بالراعي ألا يفسد وقته وفكره بالأمور المضللة، إنما يهتم بترويض حياته وحياة شعبه على الحياة التقوية أو الرياضة الروحية القائمة على أساس الإيمان المستقيم. “وروض نفسك للتقوى، لأن الرياضة الجسدية نافعة لقليل، ولكن التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة” [8]. كان الراعي ملتزم أن يكون في كل وقته ملتهبًا بنار الروح القدس لبنيان كنيسة الله في حياته الخاصة أو عمله بين شعب الله.
ماذا يقصد بالخرافات الدنسة العجائزية؟ ربما ذات الأفكار الغنوسية السابق الحديث عنها، وهي أفكار ذات أصل وثني وقد شاخت ولكنها تتسلل تحت ستار “المعرفة” إلى بعض المسيحيين. إنها أفكار دنسه شائخة تحاول أن تلبس صورة جديدة خلال الهراطقة لعدم الإيمان المستقيم. ويرى القديس يوحنا ذهبي الفم أن هذه الخرافات إنما تمثل الأفكار الخاصة بالعودة إلى التهود، وهي أفكار باطلة لا تحمل قوة كلمة الله الروحية بل حرفية قاتلة. دعاها عجائزية، لأنها صارت قديمة وشاخت، ولم تعد تناسب الحياة الجديدة التي لنا في المسيح يسوع ربنا، ويرى القديس إن العودة إليها إنما كعودة الرجل الناضج إلى الرضاعة، فلا ينتفع شيئًا بل يُصاب بضررٍ.
يليق بالإنسان الروحي وقد ارتقى من الطفولة غير الناضجة حتى بلغ الرجولة ألا يعود إلى حرفية الناموس، بل يروض نفسه كرجل على الرياضة الروحية التي هي أفضل من الرياضة الجسدية.
ماذا يقصد الرسول بالرياضة الجسدية؟
يرى البعض أنها التداريب الخاصة بالصوم والزهد الشديد (بغير روح) فإنها قد تنفع الجسد لكنها لا تفيد النفس ما لم ترتبط بالروح (الصلاة والحب الخ.) غير أن القديس يوحنا ذهبي الفم يرفض هذا الرأي إذ يرى أن الرياضة الجسدية هي الألعاب الأولمبية التي كانت منتشرة لدى اليونان. إنها نافعة للجسد إلى حين، أما الرياضة التقوية فتسند النفس والجسد معًا. إنه يقول: [يرى البعض أن الرسول يشير هنا إلى الصوم، لكن هذا المعنى غير لائق، فإن الصوم رياضة روحية لا جسدية. لو كان الصوم رياضة جسدية لكان منعشًا للجسد، لكنه يجعله هزيلاً ونحيلاً، لهذا فهو ليس رياضة جسدية.]
إذ يتحدث الرسول عن الرياضة التقوية يقول: “صادقة هي الكلمة، ومستحقة كل قبول، لأننا لهذا نتعب ونُعير، لأننا قد ألقينا رجاءنا على الله الحيّ، الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين. أوصِ بهذا وعلم” [9- 11].
ما هي الكلمة الصادقة المستحقة كل قبول؟ الرياضة التقوية الروحية نافعة لكل شيء، لها المواعيد الحاضرة والمستقبلة [8]. تدخل بالمؤمن إلى الرجاء في الله الحيّ، فينال البركات الحاضرة والمستقبلة، أو كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [من يدرك في نفسه أنه بلا شر (أي غفرت له خطاياه وشروره) يكون له ثمر صالح، فيفرح هنا أيضًا أما الشرير فعلى العكس يعاقب هنا، كما يعاقب هناك. إنه يعيش في حالة خوف دائم، لا يقدر أن يتطلع إلى أحدٍ بثقةٍ، يكون دائمًا شاحب الوجه مرتعبًا، ومملوءًا قلقًا. أليس هذا هو حال المحتالين واللصوص الذين لا يكتفون بما لديهم؟ أليست هذه هي حياة القتلة والزناة المملوئين بؤسًا هؤلاء الذين يتطلعون إلى الشمس يتشكك؟ لا بل بالحري هي بشاعة.]
هذا هو عمل الرياضة الروحية الحقة، إنها تبعث في النفس روح الرجاء المفرح، الأمر الذي له انعكاساته حتى على حياتنا الزمنية بجانب إكليلنا السماوي، فنحيا فرحين متهللين حتى وسط الآلام، لا يفارقنا فرح الروح حتى وسط الدموع. ولعل هذا ما قصده السيد المسيح حين وعدنا في هذا العالم بمئة ضعف وفي الحياة الأخرى بالحياة الأبدية (مت 19: 29؛ مر 10: 30).
يقول الرسول: “لهذا نتعب ونعير”، فإنه يحلو الصليب بكل آلامه وأتعابه وما فيه من مرارة وحرمان، لأن وسط الضيقات المتزايدة تتلذذ النفس بالتعزيات الإلهية الفائقة، وخلال شركة آلام الصليب نتعرف على قوة القيامة عاملة فينا.
هذه الوعود ليست خاصة بفئة دون أخرى كما يدعي الغنوسيون، إنما هي وعود للبشرية كلها. هذا ما يؤكده الرسول في كل رسائله، إذ يقول هنا: “ألقينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص الجميع الناس ولاسيما المؤمنين”. إنه مخلص جميع البشر، لكنه لا يستطيع أن يلتمس عمله الخلاصي سوى المؤمنين.
2. وصايا للراعي
بعد أن تحدث عن التزام الراعي بالجهاد الروحي في حياته الخاصة وكرازته بالإيمان المستقيم الحي، قدم له وصايا تمس جهاده:
أ. “لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة” [١2]. إن كان الراعي حديث السن، فلا تصغر نفسه فيه، فإن الشيخ لا يُحسب هكذا بشيبة السن، وإنما باتسامه بالحكمة، ليس فقط خلال المعرفة والوعظ والتعليم، وإنما أيضًا في تدبير الأمور وإعلان الحب أي اتساع القلب ليضم فيه كل نفس، وفي كل حكمة الروح، فلا ينحرف عن الخط الروحي المتزن، وفي الإيمان بلا تخوف ولا تردد، وفي حياة الطهارة والنقاوة. الرعاية لا تطلب خبرة زمن بقدر ما تطلب خبرة حياة صادقة وأمينة، معلنة على فم الراعي وفي قلبه وروحه وفي كل تصرفاته الظاهرة والخفية، فيكون مثالاً حيًا لشعب الله.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [مادامت حياتك متزنة فإنهم لا يستخفون بحداثتك، بل بالحري يعجبون بك بالأكثر، لهذا يكمل قائلاً: “كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة”. لتظهر كمثال للأعمال الصالحة في كل شيء، ولتكن نموذجًا للحياة المسيحية، نموذجًا يُقدم للغير كناموس حي وقاعدة وقياس للحياة الصالحة. هذا ما يليق بالمعلم.]
ب. “إلى أن أجيء أعكف على القراءة والوعظ والتعليم“. يليق بالراعي أن يكون دائم النمو في حياته الداخلية، خلال الرياضة الروحية، ولاسيما حب القراءة والتعلم مع الشوق إلى الوعظ والتعليم بقصد الدخول بكل نفسٍ إلى الخبرات الجديدة التي يمارسها المعلم كل يوم. فالراعي يتعلم ويعلم، يتدرب ويدرب الآخرين، ينمو كل يوم فيأتي بثمر في حياته وحياة اخوته وأولاده الروحيين.
ج. “لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخةPresbytery“. إن كان الله قد وهبنا مواهب فيلزم ألا نطمرها بل نعمل بها رابحين لتقديمها للرب مع ربحها. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن النبوة هنا تعني التعليم وأن كلمة Presbytery تعني الكهنوت بصفة عامة، وأن الرسول هنا درجة الأسقفية لا القسيسية.
المواهب المعطاة للقديس تيموثاوس هي كلمة الوعظ (النبوة) ومع درجة الأسقفية الخ. إنها مواهب مجانية مقدمة له من قبل الله، بلا فضل من جانبه، لكنه ملتزم أن يضرمها بالعمل والجهاد حتى لا تذبل فيه، فيدان أمام من وهبه إياها.
هنا أيضًا تأكيد لنوال الدرجة الكهنوتية بوضع الأيدي، لكن هذه العطية ليست للكرامة، وإنما لحمل المسئولية، إذ يقول الرسول: “اهتم بهذا، كن فيه” بمعنى “كرس كل حياتك وكل طاقاتك وكل مواهبك لحساب هذه الموهبة المجانية. كن في هذا العمل دون غيره”. يطالبه الرسول بضرورة النمو الدائم في كل شيء، في الدراسة والعبادة والكرازة والتعليم والتدبير والإرشاد الروحي. أي يكون النمو في كل جانب من جوانب الرعاية بغير تطرف، إذ يقول الرسول: “لكي يكون تقدمك ظاهرًا في شيء” كما يقول: “لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك“ [١٥-١٦].ليست هناك ثنائية في حياة الراعي، ولا تطرف. إنه يعمل روحيًا لبناء نفسه كما لبناء شعب الله، حياته الروحية لا تقوم على حساب مسئولياته الرعوية، ولا الأخيرة على حساب الأولى، إنما يعمل في حياته الخاصة وفي عمله الرعوي بكونهما عملاً واحدًا متكاملاً ومتناسقًا!