تفسير إنجيل متى ١٣ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث عشر

الإصحاح الثالث عشر هو إصحاح الأمثال ويبدأ بأن يشرح السيد مثل الزارع، ثم نجد التلاميذ ينفردون بمعملهم ويسألونه عن تفسير المثل ولماذا يستخدم الأمثال فيجيب السيد أولاً عن سبب إستخدامه للأمثال ثم يفسر لهم المثل. وسنبداً بالآيات التى تشرح سبب إستخدام الأمثال. 

 

(مت 10:13-17 + مر 10:4-12 + لو 9:8،10):- 

(مت 10:13-17):- 

فتقدم التلاميذ وقالوا له لماذا تكلمهم بأمثال.فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات وأما لاولئك فلم يعط. فان من له سيعطى ويزاد وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه. من اجل هذا أكلمهم بأمثال لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. لان قلب هذا الشعب قد غلظ وأذاهم قد ثقل سماعها وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. ولكن طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع. فاني الحق أقول لكم أن أنبياء وأبرارا كثيرين اشتهوا أن يروا ما انتم ترون 
ولم يروا وأن يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا.

(مر 10:4-12):-

ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل. فقال لهم قد أعطى لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء. لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم.

(لو 9:8،10):-

فسأله تلاميذه قائلين ما عسى أن يكون هذا المثل. فقال لكم قد أعطى أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما للباقين فبأمثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون.

1-  إستخدام السيد المسيح الأحداث التى يرونها تجرى أمامهم، مثل الزارع الذى خرج ليزرع أوالصياد الذى يصطاد…. الخ فالصور التى تجرى أمام عيونهم تُثَبِّت المفهوم التعليمى الذى يريده السيد. ولو كان السيد المسيح موجوداً اليوم لضرب أمثال من حياتنا اليومية. وهذه طريقة لنتأمل أعمال الله، فلنتأمل فيما حولنا من أحداث لنرى حكمة الله ولنرى يد الله. ولقد إتبعت الكنيسة المقدسة نفس أسلوب السيد المسيح فمثلاً تقرأ الكنيسة هذا الفصل فى شهر هاتور شهر الزراعة، بنفس المفهوم الذى إستخدمه السيد المسيح. وفى أعياد إستشهاد القديسين تقرأ فصولاً عن الإضطهادات والألام، ثم نسمع سيرة الشهيد وتُرسم أمام عيوننا.

2-  المثل هو شرح لأمر يصعب فهمه وهذا يتضح من كلمة مثل، وهو قد يكون مجرد تشبيه أو قصة من الواقع اليومى لتوضيح حقيقة روحية. فالقصص والأمثال التى من واقع الحياة تؤثر فى الناس أكثر من الوعظ. أما التلاميذ فأعطاهم المسيح أكثر من القصص وعظاً فهو يعرف أهتمامهم. 

3-  إستخدم السيد المسيح أمثال للمشابهة كمثل رقعة الثوب الجديد على الثوب القديم…. وهناك مثل للمناسبة كمثل الزارع.. وهناك مثل بالقصة لموضِّحةَ كمثل السامرى الصالح والغنى الغبى وقاضى الظلم وهنا فى هذه القصص يوضح السيد حقائق روحية فى صورة قصة.

 إذاً فى الأمثال عموماً يشرح الرب ويستخرج الحقائق الروحية من الأشياء والأحداث المألوفة ليدربنا أن نأمل فيما حولنا وفى الطبيعة ونرى يد الله.

4- السيد المسيح يتكلم بأمثال لا ليخفى الحقائق الروحية عن بعض الناس فهو يريد أن الجميع يخلصون، ولكن الكلام بأمثال هى طريقة تدعو السامع لأن يفكر ويستنتج وبهذا تثبت المعلومة بالأكثر، ولكن من هو الذى سوف يفكر ويستنتج ؟ قطعاً هو المهتم بأن يفهم أسرار الملكوت، هو من يأخذ الأمر بجدية، هو المشتاق لمعرفة الحق، أما قساة القلوب والمهتمين بالماديات أو بأنفسهم فى كبرياء غير المهتمين بالبحث عن الحق فلن يهتموا بالبحث ولا الفهم، وبهذا فإن السيد يطبق ما سبق أن قالهلا تعطوا القدس للكلاب“. من هنا نفهم قول السيد من لهُ سيعطى ويزداد = أى من كان أميناً وقد حرص أن يفتش على الحق، سيعطيه السيد أن يفهم، وينمو فهمه يوماً فيوماً ويذوق حلاوة أسرار ملكوت الله.وبقدر ما يكون الإنسان أميناً ينمو فى إستيعاب أسرار ملكوت الله، وكلما ينمو يرتفع مستوى التعليم ويرتفع مستوى كشف أمور ملكوت الله. أماّ النفس الرافضة غير الأمينة بل المستهترة أو المعاندة فهذه لا يُعطى لها أى فهم = أما من ليس له فالذى عنده سيؤخذ منه= ما الذى كان عند هذه النفس، كان لها الذكاء العادى وكان لها بعض المفاهيم الروحية ولكن أمام عناد هذه النفس واستهتارها تفقد حتى ذكاءها العادى، وفقد حتى مفاهيمها الروحية السابقة ويدخل الإنسان فى ظلام روحى ويفقد حكمته. إذاً هناك من يكشف له السيد عن أسرار الملكوت فينطلق من مجد إلى مجد، وهناك من يحرمه السيد حتى من حكمته العادية. وهذه الحالة الأخيرة كانت هى حالة الشعب اليهودى والفريسيين والكتبة.. هؤلاء كان لهم الناموس والنبوات تشهد للمسيح وأمام عنادهم فقدوا حتى تمييز النبوات، ولاحظ أنهم كانوا يفهمون هذه النبوات إذ حين سأل المجوس عن المسيح كان هناك من يعلم أن المسيح يولد فى بيت لحم. ولكن أمام عنادهم فهم فقدوا حتى فهم نبوات كتابهم. لقد صاروا مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون وهم رأوا السيد ولم يعرفوه وسمعوه ولم يميزوا صوته الإلهى بينما أن تلاميذ السيد إنفتحت بصيرتهم الروحية فعرفوه وأحبوه طوبى لعيونكم لأنها تبصر

 من له أذنان للسمع فليسمع = (مت 9:13) هنا السيد يقسم الناس قسمين من يريد أن يسمع ويفهم، من لا يريد أن يفهم بل يريد أن يقاوم لذلك فالسيد ينبه (لو 18:8) ويقول فانظروا كيف تسمعون. قول السيد فى (مت 11:13) قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله هذا لسابق علمه عن إستعدادهم وإشتياقهم للسمع (رو 29:8،30) ونلاحظ أن متى إذ يكتب لليهود أورد لهم نبوة إشعياء لأنهم يعرفون النبوات وأما مرقس ولوقا إذ يكتبون للأمم لم يوردوا النبوة.

قلب هذا الشعب قد غلظ  ويرجعوا فأشفيهم= كم يود السيد أن هذا الشعب يسمع ويؤمن ويرجع إليه فيشفيه، ولكن كبريائهم وعنادهم وارتباطهم بشهواتهم غَلّظَ قلوبهم وأغلق عيونهم وأذانهم فلم يعرفوا المسيح بل صلبوه إن أنبياء.. اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون = أى يروا المسيح حين يتجسد.

 

(مت 1:13-9،18-23 + مر 1:4-9، 13-20+لو 4:8 8،11-15):-

(مت 1:13-9):- 

 في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع إليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة وجلس والجمع كله وقف على الشاطئ. فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت الطيور وأكلته. وسقط أخر على الأماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا إذ لم يكن له عمق ارض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق وإذ لم يكن له اصل جف. وسقط أخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه. وسقط أخر على الأرض الجيدة فأعطى ثمرا بعض مئة وأخر ستين وأخر ثلاثين. من له أذنان للسمع فليسمع.

(مت 18:13-23):-

فاسمعوا انتم مثل الزارع. كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير 
ويخطف ما قد زرع في قلبه هذا هو المزروع على الطريق. والمزروع على الأماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح. ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو إلى حين فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر. والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر. 
وأما المزروع على الأرض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم وهو الذي يأتي بثمر فيصنع بعض مئة وأخر ستين وأخر ثلاثين.

(مر 1:4-9):-

وأبتدأ أيضا يعلم عند البحر فاجتمع إليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض. فكان يعلمهم كثيرا بأمثال وقال لهم في تعليمه. اسمعوا هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء وأكلته. وسقط أخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا إذ لم يكن له عمق ارض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق وإذ لم يكن له اصل جف. وسقط أخر في الشوك فطلع الشوك وخنقه فلم يعط ثمرا. وسقط أخر في الأرض الجيدة فأعطى ثمرا يصعد وينمو فأتى واحد بثلاثين وأخر بستين وأخر بمئة. ثم قال لهم من له أذنان للسمع فليسمع.

 

(مر 13:4-20):-

ثم قال لهم أما تعلمون هذا المثل فكيف تعرفون جميع الأمثال. الزارع يزرع الكلمة.
وهؤلاء هم الذين على الطريق حيث تزرع الكلمة وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت 
وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم. وهؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الأماكن المحجرة الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح. ولكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم إلى حين فبعد ذلك إذا حدث ضيق أو اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون. وهؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة. وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الأشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر. وهؤلاء هم الذين زرعوا على الأرض الجيدة الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويثمرون واحد ثلاثين وأخر ستين وأخر مئة.

(لو 4:8 8):-

فلما اجتمع جمع كثير أيضا من الذين جاءوا إليه من كل مدينة قال بمثل. خرج الزارع ليزرع زرعه وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فانداس وأكلته طيور السماء. وسقط أخر على الصخر فلما نبت جف لأنه لم تكن له رطوبة. وسقط أخر في وسط الشوك فنبت معه الشوك 
وخنقه. وسقط أخر في الأرض الصالحة فلما نبت صنع ثمرا مئة ضعف قال هذا ونادى من له أذنان للسمع فليسمع.

(لو 11:8-15):-

وهذا هو المثل الزرع هو كلام الله. والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا. والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح وهؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون. والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينضجون ثمرا. والذي في الأرض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر.

مثل الزارع هو إشارة لكلمة الله التى تبذر فى قلوب المؤمنين فيولدوا من جديد. “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مماّ لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد (ابط 23:1) فنحن التربة لأننا مأخوذين من تراب الأرض، والروح القدس هو المطر النازل من السماء (اش 3:44،4) والروح القدس يعلمنا ويذكرنا بكلام الله (يو 26:14). ومن يسمع كلمة الله التى يعلمها له الروح القدس يتنقى (يو 3:15) ويولد من جديد، أى بعد أن كان ميتا يحيا وكأنه وُلدَ من جديد ( يو 24:5،25). أما من يقاوم فكلمة الله التى سمعها سوف تدينه (يو 48:12). فكلمة الله سيف ذى حدين (عب 12:4) الحد الأول للسيف يقطع الشر من النفس وينقى الإنسان فيحيا ويولد من جديد، هو مشرط الجراح الذى يقطع الداء من الجسم ليحيا.

والحد الثانى هو حد الدينونة والعقاب، (رؤ 16:2+يو 48:12)

والكنيسة المقدسة كما قلنا تقرأ فصل الزارع مرتين فى شهر هاتور المرة الأولى فى الأسبوع الأول (الأحد الأول من الشهر ) وتقرأ معه فصل من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الثانيةهذا وان من يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد، ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد (2كو 6:9). وكأن الكنيسة تدعونا لقراءة الكتاب المقدس كلمة الله لنتنقى، وأن نقراً كثيراً ونسمع كثيراً، نقرأ لا بالشح بل كثيراً. هذا هو الحد الأول للسيف ذى الحدين أى كلمة الله. ثم نأتى للأحد الثانى من الشهر لنجد الحد الثانى للسيف، فالكنيسة تقرأ نفس الفصل من الإنجيل أى فصل الزارع ولكن تقرأ معه فصلاً أخر من البولس منعب 7:6،8″ لأن أرضاً قد شربت المطر الآتى عليها.. وأنتجت عشباً صالحاً تنال بركة من الله، ولكن أن أخرجت شوكاً.. فهى مرفوضة وقريبة من اللعنة التى نهايتها للحريق“. وكلمة الله التى تزرع فينا ليست فقط هى كلمات الكتاب المقدس بل هى حياة المسيح كلمة الله، فأقوللى الحياة هى المسيح ” (فى 23:1) وأقولمع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ ” (غل 20:2) ومن يحافظ على حياة المسيح فيه يخلص، فنحننخلص بحياته ” (رو 10:5). أى نصير بذرة حية فيها حياة هى حياة المسيح، فحتى وإن متنا ودفننا نعود ونحيا فى مجد (1كو 35:15-45).

 

آيات (1،2):- خرج يسوع من البيت.. وجلس عند البحر الجمع كله وقف.

في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع إليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة وجلس والجمع كله وقف على الشاطئ.

هو خرج من عند الآب (بيته السماوى) (يو 3:13) ليأتى للعالم (البحر) ولكنه فى السفينة (الكنيسة ليعلم شعبه)

 

آية (3):- خرج الزارع ليزرع

فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع.

بيت يسوع هو السماء، وقوله خرج من البيت إشارة لتجسده والبحر إشارة للعالم بأمواجه المتقلبة ومياهه المالحة التى من يشرب منها يعطش. والجمع الواقف أمامه يشير لكل العالم الذى أتى إليه يسوع الزارع ليزرع كلمته فى قلوبهم. ولكن انقسم الناس إلى أربعة أنواع 1) الطريق 2) الأرض المحجرة 3) أرض بها شوك 4) أرض جيدة إشارة لإستعداد كل نفس لتقبل كلمة الله = انظروا كيف تسمعون (لو 18:8). فالسيد تجسد وجاء ليعلم وأرسل روحه القدوس كماء يروى أرضنا العطشى، هو هياً لنا كل شىء، والسؤال الآن لنا كيف نسمع ؟ أنا بحريتى أضع نفسى فى أرض من الأراضى الأربع. ولاحظ أن رقم 4 يشير للعالم، فالمسيح أتى لكل العالم، هو قام بدوره فى الخلاص فهل أهتم أنا بخلاص نفسى وأسمع بجدية تعاليمه. ولاحظ فإن الباذر هو المسيح أو خدام المسيح (1كو 6:3-9) ومن (يو24:12) نجد أن السيد يشبه نفسه بحبة الحنطة التى تقع فى الأرض وتدفن لتموت وتقوم، فالمسيح أيضاً هو البذرة فهو كلمة الله يدفن فىّ ويقوم فىّ أى يعطينى أن أموت معه وأقوم معهُ، هو يعطينى حياته إذا قبلت أن أصلب معه (غل20:2).

ولاحظ أنه لا يولد إنسان طبيعته محجرة، أوبها شوك، وإنسان آخر طبيعته جيدة، فكلنا خطاة ومرضى والسيد المسيح أتى ليغير طبيعتنا مهما كانت فاسدة ليعطينا أن نكون فيه خليقة جديدة (2كو 17:5). فلنصلى مع داود قائلينقلباً نقياً إخلق فىّ يا اللهثم نسمع بجدية وبإهتمام كلمة الله فى إنجيله. وليس المهم السمع فقط بل أن نسمع ونعمل (يع 21:1-25)، والأذن المفتوحة التى تريد أن تسمع وتتعلم ستسمع أى تُدرك كلمة الله المرسلة الحاملة لسر الحياة.

1) البذار التى تسقط على الطريق: ماذا يحدث للبذار التى تسقط على الطريق، إماّ تأكلها الطيور 
(
متى ومرقس ولوقا) أو تدوسها الأرجل (لوقا فقط ). ثم يفسر السيد الطيور بأنها الشياطين التى تخطف ما قد زرع فى القلب. ولوقا وحده يعطى التفسير كيف يخطف إبليس ما يُزرع ؟ الطريقة بأن يعرض على الإنسان أفكاراً شهوانية أو أفكاراً إلحادية، فإذا جعل الإنسان حواسه مفتوحة لكل دنس أو يقبل كل فكر غريب إلحادى أو هرطوقى.. الخ.يكون مداساً للشياطين. الحواس المفتوحة بشغف للعالم تجعل القلب مداساً للشياطين، أماّ من يمنع حواسه عن الإنفتاح للعالم يكون الله له سوراً من نار فلا يدخل شىء ليدوس البذار ويميتها فى القلب (زك 5:2) هل يجرؤ الشيطان أن يدخل ليدوس والله سور يحمى هذه النفس؟! ولكن لمن يكون الله سوراً من نار؟ قطعاً لمن يصلب شهواته وأهواءه، لمن يُصْلَبْ مع المسيح، لمن يضع عينيه فى التراب ولا ينظر بشهوة، من يحيا كميت ويقول مع المسيح صلب (غل 20:2). ونلاحظ أن من يكون طريقاً يتقسى قلبه من دوس الأقدام، فالطريق يكون دائماً صلباً، وهذا يمثل القلب الذى تقسى بشهوات العالم، يسمع كلمة الله ولكن بدون إنتباه يتأثر بها مؤقتا وانفعاله عاطفى سريعاً ما يزول، ومع أول شهوة أو فكرة خاطئة، حالاً تموت كلمة الله فى قلبه.ولأن القلب قاسى يكون صعباً توبته (أرض لا تصلح للحرث) 

وإصلاح هذه الأرض يكون بالتوبة (يشبه هذا حرث الأرض) فيتفتت القلب، ويستعد لإستقبال كلمة الله ويخبئها فتأتى بثمر، والتوبة هنا هى بحفظ الحواس، قرار من الإنسان أن تصبح حواسه ميتة عن العالم حينئذ تتدخل نعمة الله، ويكون الله سوراً يحمى هذه النفس. فلننتبه إلى أصدقائنا وجلساتنا وطريقة أفراحنا ولهونا.

مثال: شخص دخل الكنيسة وصلّى ودخلت كلمة الله فى قلبه كبذرة. فإذا خرج وذهب بإرادته لدار لهو أو سينما مثلاً، فالشيطان هنا يكون مثل الطير المستعد دائماً لخطف البذار ليأكلها، وما سيشاهده هذا الإنسان سيدوس كلمة الله، البذرة التى سقطت على الطريق، فهذا الإنسان هو الذى سمح لنفسه أن يكون طريقاً ومداساً. أماً لو ذهب هذا الإنسان إلى بيته وإستمر باقى اليوم مع الله، فهو بهذا يخبىء كلمة الله عن الطيور فتنمو فى داخله. فالفلاح أولاً (فى فلسطين ) يحرث الحقل ثم يبذر البذور ثم يحرثها مرة أخرى ليدفن البذار داخل التربة. لذلك علينا بعد أن تقع كلمة الله فى داخل قلوبنا أن ندفنها داخل قلوبنا بأن نمنع حواسنا عن التلذذ بالعالم، وقضاء حياتنا مع الله وفى حماية الله. 

البذار التى تسقط على أرض محجرة : 

البذار هنا سقطت على أرض بها أحجار كثيرة، إشارة لخطايا محبوبة مدفونة فى القلب. وتشير للقلب المرائى، فهى لها مظهر التربة الجيدة لكن داخلها خطايا مدفونة. وبالتالى فلم يكن هناك فرصة أن تمتد الجذور لتحصل على المياه من العمق =لم تكن له رطوبة (لوقا). ونلاحظ أن البذرة وقعت فى منطقة ترابها قليل فسبب الحرارة الشديدة (لقلة الرطوبة) تنمو البذرة بسرعة. ولكن أيضاً حرارة الشمس تجفف هذه الزراعة. فالشمس التى تفيد المزروعات العادية هى هى نفسها تحرق هذه الزراعة. 

 

لذلك طلب المسيح (ادخلوا إلى العمق ) (لو 4:5 ) ومن لهُ عمق ستكون لهُ رطوبة، أى من يدخل لعمق محبة الله (وهذا يأتى من عشرة الله فنكتشف لذة عشرته ونحبه)ومن يجب الله سيزداد إيمانه بالله، مثل هذا سيمتلىء من الروح القدس (الرطوبة) وسيكون له ثمار (غل 22:5-23) وسيمتلئ تعزية وصبر. ومن يمتلىء صبر سيحتمل التجربة، فالشمس هى التجارب المؤلمة. أما من يحيا حياة سطحية، يكتفى بالذهاب للكنيسة كما لقوم عادة (عب 25:10) دون أن يدخل فى علاقة وشركة حب مع المسيح، مثل هذا إن هبت التجارب عليه ينكر إيمانه إذ هو لم يتذون حلاوة المسيح، مثل هذا تحرقه التجارب ولنلاحظ أن التجارب التى تفيد المؤمن وتثبته، هى هى نفسها تحرق الإنسان السطحى الذى لم يتذوق حلاوة المسيح. وما الذى يجعل الإنسان يحيا فى سطحية إلاّ أنه أحب خطاياه ولا يريد أن ينقى حياته منها، مثل هذا الفلاح الذى لم ينقى أرضه من الحجارة الموجودة فيها، المختبئة داخلها. مثل هذا محتاج للتوبة، أى يترك خطاياه المحبوبة، ويغصب نفسه أولاً على أن يقيم علاقة صلاة ودراسة للكتاب المقدس، إلى أن يدخل للعمق، أى يكتشف حلاوة شخص المسيح. ولنلاحظ أن مثل هؤلاء السطحيين حين يسمعون كلمة الله يفرحون جداً ويبدو أنهم ينمون بسرعة جداً. لكن للأسف بسبب إصرارهم على عدم ترك خطاياهم المحبوبة يرتدون بسرعة. وغالباً تكون هذه الخطايا المحبوبة هى الكبرياء والذاتية.

البذار التى سقطت على أرض بها أشواك 

الحبة التى تقع بين الشوك حين تنمو ينمو معها الشوك، يضرب جذوره حولها، يمتصها ويخنقها، يسرق نصيبها من التربة ومن الماء فتخرج صفراء عليلة ولا تعطى ثمر. والسيد المسيح شرح ما هو هذا الشوك فقال إنه هم هذا العالم وغرور الغنى. والغريب أن يجتمع هذان الإثنان، فهم هذا العالم يعانى منه الفقراء والضعفاء وهذا عكس الغنى والقوة، ولكن لو فكرنا قليلاً سنجد أن هم هذا العالم وغرور الغنى هما وجهان لعمله واحدة إسمها.. “عدم الإتكال أو عدم الثقة فى اللهفالفقير أو الضعيف الذى يحمل الهم ويعيش حزيناً خائفاً من الغد هو لا يثق فى الله ولا يعتمد عليه، لا يفهم أن الله هو ضابط الكل وهو أبوه السماوى القادر أن يعتنى به. وأيضاً المغرور بغناه، هو يعتمد على أمواله أو قوته أو مركزه، ولا يعتمد على الله 
(
مر 24:10). ويكون عدم الثقة فى الله والإتكال عليه هو كشوك يخنق كلمة الله، أما المتكل على الله فنجده يحيا مسبحاً فرحاً، يفرح بكلمة الله ويتعزى بها، إذ لاشىء من الأشواك يمنع كلمة الله من تأدية عملها فى قلبه، والغنى الذى يعرف أن الله هو الذى يحميه وليس أمواله سيفرح بالله وتأتى الكلمة بثمارها فى قلبه. وشهوات سائر الأشياء (مرقس) مثل شهوة العظمة والقوة والسلطان والانتقام والمتعة. هنا يخرج الإنسان عن مفهوم أن يحيا فى العالم، أو يكون العالم أداة نعيش بها إلى مفهوم أن يكون العالم هدفاً ولو صار العالم هدف لا يصير الله هدف، ويكون هذا شوكاً يخنق الكلمة. فكلمة الله لو دخلت القلب ستجده مملوكاً لآخر وهو العالم.

إذاً كل من حمل هم هذا العالم، وإنشغل بهمومه عن الفرح بالله. وكل من صار لهُ العالم أو الغنى أو الشهوات إلهاً آخر يبعده عن الله، كل هؤلاء لا تثمر فيهم كلمة الله. 

إذا فلنهتم بأن نحيا ونفكر فى أمورنا ولكن بدون هَمْ، نفكر بثقة فى أن الله سيتدخل فى الوقت المناسب. ولا مانع أن يكون للإنسان أموال ولكن يتصرف فيها بطريقة حكيمة ويعرف أن الله هو الذى يُؤمِّنْ له الحياة وليست أمواله. وعلى من يحمل هماً نتيجة ضيق أو ظلم أو مرض أن يجرى إلى الله ويصلى ويلقى همه عليه، حينئذ سيكتشف مع المرنم أنهعند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسىمز 19:94″ 

الأرض الجيدة :

من الأمثال السابقة فالأرض الجيدة هى التى تدخل فيها البذرة للداخل ولا تكون أرضا صلبه لأنها مداس للناس والبهائم. وهى الأرض التى تنقت من الأحجار، فيكون هناك عمق، ولا تحيا النفس فى سطحية، بل تتذوق لذة العمق ولذة العشرة مع الله، ولكن عليها أن تترك خطاياها المحبوبة أولاً. وهى أرض عرفت الله فوضعت كل إتكالها عليه. فى مثل هذه الأرض يصعد الثمر وينمو =وتصعد النفس لتحيا فى السماويات والأرض الجيدة هى هبة الله لنا فى المعمودية، إذ يعطينا الروح القدس أن نولد بطبيعة جديدة جيدة على صورة المسيح، ويكون لنا الروح القدس مياهاً سمائية تروى أرضنا، ويسوعنا هو شمس البر الذى ينير على تربتنا فتثمر كلمة الله فينا. ولكن من يعود يفتح حواسه للعالم سيكون مداساً، أومن يعود ينفتح على العالم وخطاياه سيكون مداساً، أومن يحيا فى سطحية، أو يجرى وراء شهوات العالم، مثل هؤلاء سيعودون إلى طبيعة الإنسان العتيق، والإنسان العتيق لن يدخل ملكوت السماءلحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله (1كو 50:15)” الأرض الجيدة هى التى يتم حرثها، أى تقليبها فى ضوء الشمس، إذاً لنفحص ذواتنا يومياً فى ضوء كلمة الله، ونقدم توبة عن كل خطية يظهرها نور الله لنا. والبذار حتى تثمر يجب أن يكون هناك شمس، وشمس برنا هو مسيحنا، فهل نجلس أمام المسيح وقتاً كافياً فى صلاة ودرس للكتاب وفى خلوات روحية يومية لتثمر الكلمة فى داخلنا. 

ثلاثين وستين ومئة = (قيل ان هناك سنابل تثمر 30 حبة واخرى تثمر 60 حبة وثالثة تثمر 100حبة، وهذه تعبر عن درجات المؤمنين، هذا يعبر عن تفاوت الناس فى عبادة الله وممارسة الفضيلة والرحمة، وظهور ثمار الروح فيهم.

 

(مت 24:13-30،36-43):- مثل الحنطة والزوان

(مت 24:13-30):-

قدم لهم مثلا أخر قائلا يشبه ملكوت السماوات إنسانا زرع زرعا جيدا في حقله. 
وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا في وسط الحنطة ومضى. فلما طلع النبات 
وصنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان أيضا. فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أليس زرعا جيدا زرعت في حقلك فمن أين له زوان. فقال لهم إنسان عدو فعل هذا فقال له العبيد أتريد أن نذهب ونجمعه. فقال لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وانتم تجمعونه. دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد وفي وقت الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولا الزوان واحزموه حزما ليحرق وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني.

(مت 13: 36-43):-

حينئذ صرف يسوع الجموع وجاء إلى البيت فتقدم إليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل. فأجاب وقال لهم الزارع الزرع الجيد هو ابن الإنسان. والحقل هو العالم والزرع الجيد هو بنو الملكوت والزوان هو بنو الشرير. والعدو الذي زرعه هو إبليس والحصاد هو انقضاء العالم والحصادون هم الملائكة. فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم. يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الآثم. ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم من له أذنان للسمع فليسمع.

يشبه ملكوت السموات=هو الكنيسة التى تنشر الإيمان ومعرفة المسيح. ليملك المسيح على قلوب شعبه فخدمة الكنيسة سواء كرازة أو وعظ أو تعليم هدفها وصول المؤمنين إلى ملكوت السموات. إنساناً زرع زرعاً جيداً = هو المسيح نفسه فى حقله= فى كنيسته. وفيما الناس نيام= لم يقل السيد وفيما الزارع نائم، فالمسيح لا ينام بل هو ساهر على كنيسته ويهتم بها. ولكن الناس هم الذين ينامون أى هم فى غفلة وتراخى وكسل وإهمال ونسيان الله، سواء رعاة وخدام أو رعية وشعب. ومضى = كأنه لم يفعل شئ مع أنه سبب الشر الموجود فى العالم 

 فإبن الإنسان زرع فى العالم زرعاً جيداً هم بنو الملكوت، وجاء العدو خلسة وزرع زواناً وهم بنو الشرير. ففى وسط الكرازة يضع إبليس أراء هدامة ( هرطقات / فلسفات مخادعة إلحادية/ شكوك /شهوات /خطية) وهذه يمكن أن تنتشر إذا نام الناس أى لو تناسوا علاقتهم بالله من صوم وصلاة الخ وإنشغلوا بملذات هذا العالم. وفجأة نجد هذه الأراء وقد إنتشرت أو أن أناساً أشرار خرجوا من وسط الكنيسة. والزوان يشبه الحنطة فى الشكل ويصعب تمييزه عنها فى البداية لذا نحتاج لحياة السهر والتدقيق لنميز أفكار الشر ولنحذر الثعالب الصغيرة التى تدخل ونحن نيام. والزوان ينمو مع الحنطة ولكنه لا يؤثر فى نموها فلا نضطرب إذا رأيناهما معاً. (وليس أمام الخدام سوى مخدع الصلاة) جاء عدوه=فإبليس هو عدو الله، هى حرب بين الله وإبليس، وهو يحارب أولاد الله. الحصاد=يوم الدينونة. الحصادين=الملائكة. لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان = مع كل إمكانيات الملائكة الجبارة فهم لا يعرفون المستقبل. والله يعمل فى قلوب البشر ويحول البعض من زوان إلى حنطة. فمثلاً لو سمح الله للملائكة بقلع الزوان لقلعوا شاول الطرسوسى بسبب شره ومهاجمته للكنيسة غير عارفين أنه سيتحول إلى أعظم حنطة. فالملائكة لا تعرف سوى ما يرونه الآن. والله يعطى فرصاً للتوبة لكل فرد حتى لو قرر التوبة يعطيه الله بنعمته طبيعة جديدة، فيتحول من زوان إلى حنطة. والزوان لو طحنت بذوره مع الحنطة فالدقيق يكون ساماً لذلك يجب حرق الزوان وهذا مصير الأشرار الذين لم يستغلوا فرص التوبة (رؤ 21:2-23). هنا نرى فى هذا المثل مزاحمة الباطل للحق فى هذا العالم ثم إنتصار الحق فى النهاية. ولكن على الكنيسة أن لا تتسرع وتحكم على إنسان بالقطع فلعله من نوع الزوان الذى يتحول إلى حنطة. على الكنيسة أن تعلم وتنير الطريق له. لكن لا يعنى هذا التهاون مع الذين يصرون على خطاياهم (1كو 9:5-13+2يو10). وجاء إلى البيت.. فتقدم إليه تلاميذه قائلين فسرلنا=المسيح يود أن يشرح لتلاميذه ويعطيهم كل أسرار الملكوت، لكن لا يعطى هذا إلاّ لمن يشتاق ويسأل ويطلب ويثابر، فهو لا يهب أسراره السماوية للمتهاونين. أما فى الأمور الأرضية (طعام/ملبس..) فهو يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار ويمطر على الأبرار والظالمين (مت45:5). والبيت هو رمز للكنيسة حيث نجتمع بإسم المسيح فيحل فى وسطنا فرحاً بالمحبة التى فينا معلناً أسراره لنا. 

 

(مت 31:13،32+مر30:4-32) مثل حبة الخردل + (لو 18:13،19)

(مت 31:13،32):-

قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله. وهي اصغر جميع البزور ولكن متى نمت فهي اكبر البقول وتصير شجرة حتى ان طيور السماء تأتى وتتاوى في أغصانها.

(مر30:4-32):-

وقال بماذا نشبه ملكوت الله أو بأي مثل نمثله. مثل حبة خردل متى زرعت في الأرض فهي اصغر جميع البزور التي على الأرض. ولكن متى زرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول وتصنع أغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء أن تتاوى تحت ظلها.

(لو 18:13،19):-

فقال ماذا يشبه ملكوت الله وبماذا أشبهه. يشبه حبة خردل أخذها إنسان وألقاها في بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتاوت طيور السماء في أغصانها.

   فى مثل الزارع رأينا ثلاثة أقسام من البذار يهلك، وقسم واحد يخلص، بل فى مثل الزوان رأينا أن جزءاً من القسم الرابع يهلك، وحتى لا ييأس أحد يقدم السيد المسيح مثل حبة الخردل. هنا نرى حبة خردل صغيرة تنمو وتزداد وتصبح شجرة كبيرة وهذا يعنى.. 

1.  يشير للمؤمن الفرد إذ تنمو كلمة الله فى داخله ويتحول لشجرة يأوى إليها الآخرون. والملكوت ينمو فى القلب الهادئى وتدريجياً كنمو الحبة أو الخميرة.

2.  يشير للكنيسة التى بدأت بشخص المسيح الذى ظهر فى صورة ضعف ومات على الصليب وترك 12 تلميذاً خائفين مضطهدين ولكنها نمت فى العالم كله وإنتشرت.

3.  تشير للمسيح الذى تألم ودُفِنَ كما دفنت هذه البذرة (يو24:12) ولكن قام وأقام كنيسته فيه، كنيسة هى جسده الذى إمتد فى كل العالم. 

والبذرة فيها حياة تظهر بدفنها للموت، وهكذا الخميرة فى المثل القادم، فالحبة تدفن وتتحلل لتثمر، وهكذا كل من مات وصُلِبَ عن شهوات العالم، ويقبل المسيح فيه مصلوباً حاملاً شركة ألامه فيه، هذا ينعم بقوة قيامة المسيح فيه.حبة الخردل التى تُدفن فى الحقل إنما هى المسيح المتألم الذى يدفن فينا ويقوم شجرة حياة فى قلبنا. وحبة الخردل هذه الصغيرة لا تتحول لشجرة يأوى إليها الطيور ويستظل تحتها حيوانات البرية إلاّ لو دفنت فى الطين (موت عن شهوات العالم)

طيور السماء=إشارة للأمم الذين آمنوا ودخلوا تحت ظلال الكنيسة المريحة. ولكن فى آية (19:13) نفهم أن الطيور تشير للشيطان، ونحن لا نندهش إذ يتسلل أبناء الشيطان إلى داخل الكنيسة 
(
فهذا هو مثل الحنطة والزوان) إنسان وزرعها فى حقله= الإنسان هو المسيح وحقله هو العالم. وهذا المثل يشير لإزدهار الحق ونمو الملكوت بالرغم من مضايقات أهل العالم. فالحبة ألقيت فى الأرض، وأحاطت بها الظلمة، وضغط عليها الطين من كل جانب، ولكن الحياة الكامنة فيها إنطلقت لتصبح شجرة. ونلاحظ أن ملكوت الله يبدأ فى حياة الإنسان بمعرفة بسيطة عن الله مع بدايات التوبة، ولكن بعد ذلك يتحول ليشمل حب الله كل النفس فيعطى الإنسان حياته كلها لله.

ملحوظة :- هناك بذور أصغر من حبة الخرول، فلماذا إختار المسيح الخردل؟ لأن شجرة الخردل تنمو من بعد وضع البذرة فى شهور قليلة. وكأن المسيح أراد أن يشير ضمناً لسرعة إنتشار الملكوت، مع الهدف الأساسى الذى هو الفارق الهائل ين حجم حبة الخردل والشجرة التى ستنمو.

(مت 33:13+لو 20:13،21) مثل الخميرة : 

 (مت 33:13):-

قال لهم مثلا أخر يشبه ملكوت السماوات خميرة أخذتها امرأة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع.

(لو 20:13،21):-

وقال أيضا بماذا أشبه ملكوت الله. يشبه خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع.

بنفس مفهوم المثل السابق فالخميرة صغيرة فى كميتها، لكنها تمسك فى العجين كله وبسرعة تتفاعل معه وتهبه خواصها، هكذا تعمل فينا كلمة الله بنفس الطريقة، فإذا وضعناها فى قلبنا تجعلنا قديسين وروحيين، على أن لا نغلق القلب أمامها، بل نتجاوب معها ولا نعاند صوت الله داخلنا. بهذا تنتشر فينا رائحة المسيح وحبه ويسيطر الروح على الحياة كلها. وهذا العمل يتم فى الخفاء ثلاثة أكيال دقيق=رقم 3 هو رقم الأقنوم الثالث أى الروح القدس وهو رقم القيامة فالسيد قام فى اليوم الثالث. ولاحظ أنه فى اليوم الثالث خرجت الأرض من الماء وبدأ ظهور الحياة من شجر وثمار (تك 9:1-13) وهذا عمل الروح القدس داخل نفس كل إنسان إذ يخرج حياة فيه من بعد موت، وهذه الحياة هى الحياة المقامة مع المسيح، نحصل عليها أولاً فى المعمودية إذ نموت وندفن مع المسيح ونقوم معه مولودين من الماء والروح وتبدأ ثمار الروح تظهر فينا، وثانياً مع الخطية نعود لحالة الموت، لكن عمل الروح القدس الذى يبكت على الخطية، يعمل فينا وبالتوبة والإعتراف يعطى الروح القدس غفراناً للخطية فنعود من حالة الموت للحياةإبنى هذا كان ميتاً فعاش” (لو24:15). والمرأة هى الكنيسة التى بأسرارها وبالروح القدس العامل فى هذه الأسرار تعطى حياة لأبنائها.

وقد تشير المرأة لليهود الذين صلبوا المسيح، وبموته وقيامته أعطى الحياة لكل البشرية (الدقيق). والدقيق يشير للكنيسة كلها (1كو17:10). ونرى هنا فى هذا المثل دور الكنيسة التى من خلال حياة الشركة، ومن خلال الأسرار تعلن ملكوت السموات، فهى تقدم المسيح (الخميرة) والخميرة هنا تكون واهبة للحياة وتعطى صفاتها للعجين (الكنيسة) ليشبه العجين بالخميرة، أى تحمل الكنيسة سمات المسيح. ولاحظ أن الخميرة مأخوذة من الدقيق، والمسيح أخذ جسده من العذراء أى جسد بشريتنا، وأعطانا بعد ذلك جسده لنتحد به ونصير خبزاً واحداً (1كو 17:10).وقد تكون الخميرة هى تلاميذ ورسل المسيح، هو أعدهم ونشروا الإيمان فى العالم كله بسرعة، فأقاموه من موت الخطية إلى قيامة الحياة ( رقم 3)، وبعمل الروح القدس الأقنوم الثالث. وهذا ينطبق على أى مجموعة خدام نشطين روحياً يغيرون حياة الآخرين. 

(مت 34:13 ،35+مر33:4،34):-

(مت 34:13،35):-

هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال وبدون مثل لم يكن يكلمهم. لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سأفتح بأمثال فمي وانطق بمكتومات منذ تأسيس العالم.

(مر33:4،34):-

وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا. وبدون مثل لم يكن يكلمهم وأما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء.

فكما قلنا فى مقدمة الإصحاح أن الأمثال تزيد توضيح الأمور، وتدفع السامع للتفكير فتثبت الحقائق فى ذهنه.

(مت 44:13) الكنز المخفى فى حقل

أيضا يشبه ملكوت السماوات كنزا مخفى في حقل وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضى  وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل.

هذا المثل والمثلين الآتيين كانوا للتلاميذ وليس للجموع، فهم لمن يريد أن يدخل فى العمق حباً فى المسيح وليس لأى شخص.

فى المثل السابق رأينا دور الكنيسة فى نشر ملكوت السموات، فالكنيسة تقدم شخص المسيح كسر الملكوت الحقيقى. وهنا نرى دور المؤمن وجهاده المستمر لإكتشاف المسيحالكنز المخفىفى الحقل. والكنز المخفى فى حقل يحتاج لمن يفتش عنه، يتعب ويبحث باذلاً كل الجهد ليجد هذا الكنز والحقيقة أننا فى جهادنا، سواء فى صلاة أو درس الكتاب المقدس إنما نجتهد لأن نعرف شخص المسيح، ونكتشف لذة العشرة معهُ، وهنا نملكه القلب كله فيمتد بهذا ملكوت السموات إلى قلبى. ومن يكتشف هذا الكنز سيبيع كل شىء آخر حاسباً إياه نفاية (فى 7:3،8) ولكن كما يحرف الإنسان فى حقل حتى يجد الكنز المخفى، فلنحفر فى آيات الكتاب المقدس، أى نجتهد أن نصل لأعماقها ونفهمها. فنكتشف شخص المسيح. ولاحظ أننا لن يمكننا أن نفرط فيما بين أيدينا من ولذات العالم ونبيعها، ما لم نكتشف أولاً هذا الكنز. فلندخل إلى مخدعنا ونصلى وندرس كلمة الله بهدف إكتشاف شخص المسيح كلمة الله، حينئذ سنبيع كل شىء أماّ من تلهيه ملذات العالم، رافضاً الجهاد فى الصلاة ودراسة كلمة الله سيظل هذا الكنز مخفياً بالنسبة لهُ.

 

(مت 45:13 ،46) مثل اللؤلؤة كثيرة الثمن:

أيضا يشبه ملكوت السماوات إنسانا تاجرا يطلب لآلئ حسنة* 46 فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها.

اللؤلؤة الواحدة كثيرة الثمن هى شخص المسيح، وأماّ اللآلىء الحسنة هى العالم بملذاته. وهذا العالم لاشك لهُ إغراؤه وحلاوته وجذبه ولكن إذا إكتشفنا شخص المسيح سنكتشف فى الوقت نفسه تفاهة كل ملذات الدنيا (فى 7:3،8). المثل السابق يشرح أن من يجاهد ليكتشف شخص المسيح سيبيع كل شىء، وهنا نكتشف أن ما نبيعه كان قبل إكتشاف المسيح كلآلى فى نظرنا، ولكن بعد معرفة المسيح اللؤلؤة كثيرة الثمن، نكتشف أن ما كان فى نظرنا كلآلىء صار كنفاية. 

 

(مت 47:13-50) مثل الشبكة المطروحة فى البحر:

أيضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع. فلما امتلأت اصعدوها على الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد إلى أوعية وأما الاردياء فطرحوها خارجا. هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار. ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.

هذا المثل يشبه مثل عُرس إبن الملك (مت 1:22-14) الذى دعا إلى عُرس إبنه كل الناس ولكن أخيراً أخرج غير المستعدين لأن كثيرين يُدعون وقليلين ينتخبون (مت14:22).

فالشبكة المطروحة هى الكنيسة التى يُدعى الكل إليها، والخدام هم الصيادون والبحر إشارة للعالم كله، يدخل الكل للكنيسة، ولكن هناك من يجاهد لكى يكتشف شخص المسيح فيبيع العالم لأجله، وهناك من يجذبه العالم فيبيع المسيح لأجله، أى لأجل العالم، فمن باع العالم لأجل المسيح فهؤلاء هم الحنطة، ومن باع المسيح لأجل ملذات العالم فهؤلاء هم الزوان والشبكة ستُسْحَبْ للشاطىء يوم الدينونة..فالشاطىء يشير لنهاية الزمان يوم يترك كل الناس البحر أى العالمإليك يأتى كل بشر مز2:65″ جلسوا = إشارة لجلوس الله على كرسى الدينونة.

 

مت (51:13-53):-

قال لهم يسوع أفهمتم هذا كله فقالوا نعم يا سيد. فقال لهم من اجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء. ولما اكمل يسوع هذه الأمثال انتقل من هناك.

هذا الكلام موجه للتلاميذ الذين سيقومون بخدمة الكلمة، والسيد هنا يقول لهم أنهم لن يكونوا مثل كتبة اليهود متمسكين بحرفية الناموس دون خبرات روحية، إنما سيكونون بجهادهم وتفتيشهم عن شخص المسيح، وبعمل الروح القدس فيهم، لهم خبرات حية جديدة فى معرفة شخص المسيح اللؤلؤة كثيرة الثمن. سيكون لهم خبرات الكتاب المقدس بعهديه (جدداً وعتقاء) وسيكون لهم خبرات الأباء =عتقاًوخبراتهم هم الشخصية =جدداً. ويشبههم السيد برب بيت= فهم سيكونون رؤوساً لكنائس يعلمون شعبها من هذه الكنوز. 

وقد تكون عتقاً = العهد القديم           وجدداً = العهد الجديد.

  

(مت 54:13-58+مر1:6-6):- 

(مت 54:13-58):-

ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا هذه الحكمة والقوات. أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. اوليست أخواته جميعهن عندنا فمن أين لهذا هذه كلها. فكانوا يعثرون به وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته. ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم أيمانهم.

(مر1:6-6):-

وخرج من هناك وجاء إلى وطنه وتبعه تلاميذه. ولما كان السبت أبتدأ يعلم في المجمع 
وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه. أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا 
وسمعان اوليست أخواته ههنا عندنا فكانوا يعثرون به. فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته. ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. وتعجب من عدم أيمانهم وصار يطوف القرى المحيطة يعلم.

بهتوا وقالوا أليس هذا هو إبن النجار=هؤلاء كانوا واقفين لا ليتعلموا بل ليحكموا عليه، أعجبوا بكلامه ولكنهم لم يستفيدوا بسبب كبريائهم الذى أغلق قلوبهم، فلم يروا فى المسيح سوى إبن نجار هم يعرفون عائلته، وكم من فلاسفة حتى الآن يحكمون على كلمات المسيح وتعاليمه بالعظمة ولكنهم لم يؤمنوا ولم يتذوقوا حلاوته، لأنهم جعلوا من أنفسهم حكاماً يحكمون عليه وقضاة يتحققون من كل كلمة قالها، ولم يفحوا القلب لهُ. وربما لم يقبله هؤلاء اليهود إذ إنتظروا المسيح ملكاً زمنياً، وكم من مرة نرفض المسيح ونهاجمه إذ لا يخلصنا بحسب الخطة التى نضعها نحن، وهذه هى نفس سقطة تلميذى عمواس (لو21:24)، فى نظر هؤلاء أن الفداء الذى تم على الصليب ليس هو الفداء المطلوب.فكانوا يعثرون فيه= فهو وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو34:2 وهذا ما تنبأ إشعياء أيضاً عنه 14:8،15) إن كبرياء هؤلاء اليهود تصادم مع تواضع المسيح الذى ظهر كإبن نجار، فلم يقبل هؤلاء المتغطرسين أن يكون مسيحهم متواضعاً. وبسبب عدم إيمانهم هذا لم يستطيع المسيح أن يعمل قوات ومعجزات بينهم (مر5:6).

أليس هذا هو النجار إبن مريم = يُفهم من هذا أن يوسف النجار كان قد تنيح. فى ذلك الحين وإلاّ كانوا قد ذكروا إسمه.

يعقوب ويوسى.. إخوته= الكتاب المقدس يستخدم لفظ إخوة فى حالات القرابة الشديدة 
(
تك 8:13 إبراهيم ولوط +تك 15:29 لابان ويعقوب). وهى تستخدم عند اليهود للتعبير عن أولاد العم والعمة والخال والخالة. وفى اللغة الأرامية تستخدم نفس الكلمة أخ لتعبر عن كل هذه القرابات. وهناك أراء كثيرة فى هذا الموضوع 1) هم أبناء زوجة أخرى ليوسف النجار 2) أولاد خالة للمسيح.

ويعقوب هو رئيس كنيسة أورشليم وكاتب رسالة يعقوب ويهوذا كاتب رسالة يهوذا. وإخوته لم يقبلوه أولاً ثم عادوا وآمنوا (يو5:7).

(مر 1:6) خرج من هناك (من كفر ناحوم) وجاء إلى وطنه (الناصرة) لكى يعطيهم فرصة أخرى.

إن تواضع المسيح الذى بسببه تعثر اليهود فيه صار سبباً لإعجابنا به وحبنا لهُ، إذ نزل إلينا ليرفعنا إليه. شاركنا جسدنا وأعمالنا فبارك لنا كل شىء. ليس نبى بلا كرامة إلاّ فى وطنه = درج الناس على إكرام الغريب الذى لا يعرفونه، والتقليل من شأن القريب الذى يعرفون نشأته وأهله وغالباً مايكون هذا بسبب الحسد. والمسيح إستعمل مثلاً شائعاً قال فيه عن نفسه أنه نبى، إذ أن بعض الفئات فهموا أنه النبى الذى قال لهم عنه موسى (تث 15:18+ مر 27:8،28 + مر 15:6). ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنه= مثل معروف عند اليهود استخدمه السيد المسيح هنا. 

مر5:6 لم يقدر أن يصنع من عدم إيمانهم= فعدم إيماننا قادر أن يغلق أبواب مراحم الله، أماّ الإيمان فيفتح كوى مراحم الله.

فاصل

إنجيل معلمنا متى : 12345678 910111213141516171819202122232425262728 

تفسير إنجيل معلمنا متى : مقدمة – 12345678910111213141516171819202122232425262728 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى