تفسير سفر دانيال – المقدمة للقمص أنطونيوس فكري

المقدمة

  1. انتهت نبوات حزقيال بواقع حزين هو خراب أورشليم بالكامل مع أمل في المستقبل بعودتها للمجد.
  2. بينما يحدثنا سفر حزقيال عما رآه النبي وتنبأ به في سنوات السبي الأولى، يحدثنا سفر دانيال عما رآه وتنبأ به في السنوات الأخيرة من السبي.
  3. كان دانيال من سبط يهوذا (6:1) بل كان على ما يبدو من الأسرة الملكية (3:1) ولقد تم سبي دانيال في السبي الأول (2أي6:36،7) بينما تم سبي حزقيال في السبي الثاني (2مل14:24-16) (راجع مقدمة سفر أرمياء).
  4. دانيال تعني الرب قاضيَّ God is my Judge. وقد أسماه ملك بابل بلطشاسر، وهي تعني ليحفظ الإله بيل حياته، وهكذا أبدل الوثنيون اسم الله باسم إلههم في اسم دانيال. ونلاحظ أن هناك علاقة بين اسم النبي وموضوع نبوته، فنبوة دانيال تتحدث عن ملكوت الله وانتشاره في العالم وأنه الديان، وأن الممالك تقوم بسماح منه فهو ضابط الكل، وأن كل قوة أخرى هي نابعة منه. وكل قوة أو كل مملكة تقوم هي لتحقيق خطة إلهية حتى لو كانت هذه القوة يبدو أنها تقاوم الله. وهذا ما يظهره أن الله يخبر دانيال بكل الممالك التي ستأتي لقرون طويلة قادمة، فمن يعرف المستقبل قادر أن يتحكم فيه. والسفر يحدثنا أيضاً عن قيام مملكة المسيح. ويدين أيضاً الوثنية ويظهر ضعفها وبطلان آلهتها  وألقاب الله في هذا السفر تشير لأنه الديان ضابط الكل، فيطلق السفر على الله أنه ملك السماء / إله السماء/ إله الآلهة/ رب الملوك…
  5. كان متميزاً من بداية حياته بالحكمة والتقوى. ويتحدث عنه حزقيال النبي المعاصر له، كحكيم أو نبي (حز3:28) وكذلك كرجل صلاة مشهوراً بقوة صلاته وفاعليتها (حز14:14،20) مما يعني أن دانيال بدأت شهرته منذ صباه.
  6. في الرسم الآتي نجد موقع دانيال كنبي وسط أنبياء إسرائيل.


 
 

  1. يقسم علماء اليهود الكتاب المقدس إلى ثلاثة أقسام وهي [1] التوراة وتشمل كتب موسى الخمسة ثم [2] النبييم وتشمل الأنبياء ثم [3] الكتوبيم أي الكتب وهي ما تبقي. ويضع اليهود نبوات دانيال مع الكتب ولا يعتبرونه نبياً من الفئة العليا، ولا يضعوا نبواته وسط الأنبياء وحججهم في ذلك واهية:

أ‌.        أنه لم يكن مذلولاً في حياته ومهاناً مثل أرمياء، بل عاش كأمير ورئيس وزراء! ولكن هل يقتصر الله في تعامله على الفقراء والمضطهدين؟! هذا أمر عجيب! فالله يتعامل مع أي إنسان عنده استعداد أن يفتح قلبه لاستقبال الإعلانات الإلهية. وبينما عاش دانيال النبي في بلاط أعظم ملوك بابل وفارس من بعدها مثل نبوخذ نصر وكورش وداريوس، إلا أنه رفض أن يتنجس بأطايبهم (8:1) وكان مضطهداً ممن حوله ويحيكون المؤامرات ضده (4:6). وكان دانيال ينسحق أمام الله ولا يأكل طعاماً شهياً  (3:10). ونجده أيضاً قد ضعف وهزل عندما كان تحت سلطان روح النبوة (27:8). فهو بحق يستحق اللقب الذي أطلقه عليه يوسيفوس المؤرخ اليهودي “أحد أعظم الأنبياء”. واللقب الذي أطلقه عليه الملاك غبريال “الرجل المحبوب” (11:10) وألم يكن داود النبي ملكاً!! حقاً الروح تهب حيث تشاء.

ب‌.    من ضمن أسبابهم، كتابة دانيال لنبوته وهو وسط الأمم، ولم يكتبه في أرض يهوذا ولكن لقد كتب حزقيال نبوته أيضاً في بابل وسط الأمم ولم يكتبها في أرض يهوذا.

ت‌.    من أسبابهم أيضاً أن دانيال كتب أجزاء من كتابه باللهجة الكلدانية وهي بالذات من (4:2) حتى آخر الإصحاح السابع، أما باقي السفر فكتبه بالعبرية. ويرى علماء اليهود أن كتابة أجزاء نبوية بغير العبرية يفقدها قيمتها، ففي نظرهم أن الله لا يرضى بأن يتكلم بغير العبرانية. ولكن الرد على هذا بسيط جداً، فأولاً: الله غير مقيد بلغة معينة، ثانياً: فإن الشعب اليهودي في السبي كان يتكلم اللغتين (الكلدانية أو الآرامية + العبرية) وكان دانيال يكتب بالآرامية حين يكتب عن البابليين وحوارهم معه. أما حين يكتب عن النبوات والتعزيات وحديث الله عن المستقبل فهو يكتب بالعبرية، فهذه علاقة خاصة بين الله وشعبه. ودانيال يكتب بالآرامية  التي يفهمها شعب بابل حتى يكون هذا شاهداً على أن إله دانيال هو الإله الحق  “قد قلت لكن الآن قبل أن يكون حتى إذا كان تؤمنون” (يو29:14) فالله يطلب خلاص كل إنسان وليس اليهود فقط (أش21:41-23 + 7:44 + 21:45). ثالثاً: فدانيال يكتب بالآرامية ما يشير لتفاهة الآلهة الوثنية ويشير لقوة الله وهو بهذا يعلم شعب الله كيف يجيبون الوثنيون عندما يسألونهم لماذا لا تعبدون آلهتنا. وهذا ما فعله أرمياء أيضاً في تغييره الآية (أر11:10) إلى اللهجة الكلدانية حتى يتعلم المسبيين الرد بها على الكلدانيين وأن يظهروا لهم حماقة أوثانهم. رابعاً: طالما أن اليهود يعتبرون السفر سفر إلهي فلماذا التشكيك؟!

ث‌.    يقولون أيضاً أن دانيال لم يمت شهيداً مثل أرمياء وأشعياء وغيرهم والرد بسيط فموسى وإيليا وإليشع وداود وصموئيل أنبياء كبار، وهم أيضاً لم يستشهدوا. إلا أن دانيال في أصوامه وزهده وبكائه والآلام التي تحملها (مثلاً وهو في جب الأسود) يعتبر من المعترفين.

ج‌.     يقولون أن السفر يشمل أجزاء تاريخية وأجزاء عبارة عن رؤى هي في نظرهم ليست نبوات صريحة وهذه حجة واهية فكل الأسفار النبوية تحتوي أجزاء تاريخية ولكنها توضع لما فيها من نبوات ضمن مجموعة النبييم أي النبوات مثل اشعياء وأرمياء. ودانيال له نبوات صريحة كشفت عن مستقبل الأمم، وكشفها له الله في رؤى عديدة. ونبوات دانيال تشمل امتداد ملكوت المسيح في كنيسته، بل تمتد لنهاية الأيام.

ح‌.     لكن السبب الحقيقي لرفضهم هذا السفر فهو بسبب وضوحه في نبواته عن مجيء المسيح وتحديد سنة مجيئه،وأنه سيبطل ذبيحتهم وطقوسهم. وهي نبوة صريحة وواضحة اضطروا أمامها لأن يتجنبوا السفر كله كما حدث وامتنعوا عن قراءة الإصحاح (53) من نبوة إشعياء. فهم كما فكروا بعقليتهم الضيقة أن يقتلوا لعازر بعد أن أقامه المسيح (يو10:12،11) حتى لا يكون شاهداً لألوهية المسيح، هكذا سلبوا من دانيال نبوته حتى لا يشهد للمسيح. وسنأتي لتفسير النبوة العجيبة. التي تنبأ فيها دانيال عن موعد مجئ المسيح في الإصحاح (9).

خ‌.     في الترجمة السبعينية وقد قام بترجمتها من العبرية لليونانية بعض علماء اليهود، نجدهم قد وضعوا سفر دانيال ضمن أسفار الأنبياء الكبار ويضعونه بعد نبوة حزقيال مباشرة، وهذا ما درجت عليه كل الترجمات المسيحية للآن.

  1. سفر دانيال هو سفر يبعث الرجاء في النفوس الجريحة فإن كان الله يسمح لنا أحياناً أن نُلقى في أتون التجارب، لكن نجده معنا وسط الأتون يعزينا، ونجد الله مع شعبه كسور من نار يحميهم ويتمجد وسطهم، بل يرفعهم في ضيقتهم.
  2. كما اتخذ اليهود موقفاً من سفر دانيال لأغراضهم الخاصة، نجد أن إبليس لا يكف عن تشكيكه في كلمة الله. فلقد استخدم إبليس نقاد العصر الحديث ليهاجموا في صحة نسبة السفر لدانيال النبي. ومما يأخذونه على سفر دانيال كتابة دانيال بالآرامية (اللغة المنتشرة في بابل أنذاك) ويقولون أن الألفاظ المستخدمة لم تُعرف قبل سنة 165ق.م لذلك ادعوا أن هذه النبوة كتبها أحد المكابيين ونسبها لدانيال. ولكن “إن سكت هؤلاء فالحجارة تتكلم”.

أ‌.        اكتشف في جزيرة الألفنتين في مصر أوراق بردي وهي عبارة عن رسائل من اليهود للوالي الفارسي على أورشليم تحوي نفس الكلمات المختلف عليها مما يشهد بأنها كانت متداولة في هذا العصر (الرسائل التي عُثِرَ عليها ترجع لنفس فترة سفر دانيال).

ب‌.    اكتشف في الآثار البابلية أن عقوبة الجاحدين لأحد الآلهة هي أن يُلقي في أتون ناري، بل قد وُجِدَ في الحفريات الأتون وقد نقش عليه “هنا موضع حرق من يجدفون على إلهة الكلدانيين، يموتون بالنار” واكتشف أيضاً أن من يُمارس عملاً ضد الملك يُلقى حياً في جب الأسود. وأكتشف أيضاً أن نبوخذ نصر كان يأمر بعبادة التماثيل الضخمة. ووجد في الآثار ما يشير لجنون نبوخذ نصر في أواخر أيام حياته.

ت‌.    أشار سفر المكابيين الأول (كُتِبَ سنة 135ق.م) إلى سفر دانيال كسفر قانوني فلا يمكن أن يكون السفر قد كُتِبَ في عصرهم. بل أن السفر يشهد لدانيال النبي وبره وأن الله أنقذه من أفواه الأسود (1مك61:2) كما اقتبس السفر من دانيال نبوته عن رجسة الخراب (1مك29:1) ويذكر السفر دانيال مع العظماء في الإيمان مثل إبراهيم وداود.

ث‌.    حين توجه الإسكندر الأكبر لأورشليم ليفتحها قابله يوياداع رئيس الكهنة على رأس موكب من الكهنة، وكان يوياداع مرتدياً ملابسه الخاصة به كرئيس كهنة. وفوجئ جيش الإسكندر، بالإسكندر يسجد ليوياداع (وبعد ذلك سألوه فأخبرهم أنه شاهد هذا المنظر في رؤيا قبل أن يخرج من بلاد اليونان) وكان الله هو الذي أشار على يوياداع بأن يفعل ذلك. ويقول يوسيفوس المؤرخ أن يوياداع أظهر للإسكندر نبوة دانيال التي تنبأ فيها بأن الإسكندر سيهزم الفرس. ولهذا صار الإسكندر بعد ذلك صديقاً لليهود يعاملهم بلطف غير عادي. إذاً كان  السفر بنبواته معروفاً عند اليهود قبل الغزو اليوناني سنة333ق.م.

ج‌.     يردد المعترضون أيضاً أن هناك 3 كلمات يونانية في السفر ويقولون كيف تصل اللغة اليونانية لبابل قبل فتح اليونان لها. وهذه مغالطة لأن الألفاظ اليونانية هي عبارة عن 3 كلمات لثلاث آلات موسيقية وردت أسمائها في حادثة إقامة نبوخذ نصر تمثال لألهته وطلبه أن يسجد الجميع للتمثال حينما تعزف الموسيقي. ولكن هل هناك مانع أن يستخدم البابليون الآلات الموسيقية اليونانية ويطلقوا عليها نفس أسمائها اليونانية. وحتى نثبت هذا فقد انتشرت الحضارة اليونانية في العالم كله قبل ذلك. وكان هناك بعض الجنود اليونانيين في جيش بابل من الأسرى. وقد كانت صور مركزاً للتجارة العالمية لكل شئ (راجع حزقيال 27) بما فيها بضائع اليونان. ومن الطبيعي حين يستعمل البابليون آلات موسيقية يونانية أن يطلقوا عليها نفس أسمائها اليونانية.

ح‌.     من المشاكل التي يثيرها النقاد أيضاً وجود اللغة الآرامية في سفر دانيال. وحل هذه النقطة كما قلنا من قبل أن هذه اللغة كانت منتشرة وسط اليهود في السبي. بل كانت هي لغة الدبلوماسية والتجارة، وقد انتشرت بين الفرس والفينيقيين ومادي وآشور وآسيا الصغرى وفلسطين، وكان ذلك بسبب انتشار الآراميين في كل مكان. ولنراجع حادثة حصار ربشاقي قائد جيش آشور لأسوار أورشليم وحديثه مع الرؤساء بالعبرية، وطلب رؤساء اليهود منه أن يتحدث بالآرامية فهم يفهمونها.

خ‌.     غير أن مشكلة هؤلاء النقاد الحقيقية هي إنكارهم لمبدأ النبوات، فهم لا يتصورون كيف يتنبأ دانيال بأن يأتي ملك اليونان ويغزو فارس التي انتصرت على بابل.. وكل هذا في أيام قوة ونفوذ بابل، فهم لا يقدرون أن يتصوروا أن الله قادر أن يكشف المستقبل لعبيده الأحباء. لذلك يحاولون جاهدين إثبات أن السفر برمته كُتِبَ بعد أن تحققت الأحداث. هم يريدون دانيال مؤرخاً وليس نبياً.

  1. مملكة بابل وملوكها: أشهر ملوكها هو نبوخذ نصر، نبو حامي الحدود وهو ابن نبو بلاسَّر الإمبراطور الذي أسس الدولة البابلية سنة 625ق.م. ونبو بلاسر هو الذي أسقط نينوى عاصمة آشور وأنهى بذلك إمبراطورية آشور. وقد حاول نخو فرعون مصر أن يحمى مصالح مصر في أرض فلسطين فحاربه يوشيا ملك يهوذا، وقتله نخو سنة 608ق.م م أعد جيشاً كبيراً ليحارب بابل نفسها. فأرسل نبو بلاسر أبنه نبوخذ نصر ليحارب نخو فهزمه في معركة كركميش. ثم جاء نبوخذ نصر إلى أورشليم وسبي منها السبي الأول سنة 606ق.م. الذي كان من ضمنه دانيال والثلاثة فتية. وكما قلنا فهم غالباً من النسل الملوكي. وقد استحسن ملك بابل أن يجعل أولاد الملوك خداماً لُه.

وإذا فهمنا أن بابل تشير لمملكة الشيطان في الكتاب المقدس منذ حاولت بابل أن تتحدى الله (تك1:11-9) وحتى سفر الرؤيا، فإن سبي أولاد الملوك ليخدموا ملك بابل هو في معناه الروحي أن الخطية تسببت في أن أولاد الله الذين هم أولاد الملك صاروا عبيداً للشيطان. وأن خطة إبليس دائماً هي أن يستولى على قوى النفس ويصيرها عبيداً للخطية. وحتى تكمل هذه الصورة نجد أن الله دعا إبراهيم أن يترك أور الكلدانيين أرض ميلاده ويذهب إلى كنعان، هذه دعوة الله لكل نفس أن تترك أرض الخطية لكي تحلق في السماويات.

وأثناء فتوحات نبوخذ نصر وَصَلَهُ خبر وفاة أبيه فأسرع بالعودة ثم أعلن نفسه خليفة لأبيه بعد معركة كركميش. وتكرر صعود نبوخذ نصر على أورشليم بسبب ثورتها عليه إلى أن خربها في السنة الحادية عشر لملكها صدقيا. وينسب لنبوخذ نصر بناء الحدائق المعلقة وحفر قنوات الرى. وفيما يلي تاريخ سريع لملوك بابل:

أ‌.        نبو بلاسر: 625-604 ق.م هو مؤسس الإمبراطورية البابلية.

ب‌.    نبوخذ نصر: 606-561 ق.م هو أشهر ملوك الإمبراطورية البابلية.ويلاحظ اشتراك نبوخذ نصر في الحكم مع أبيه لمدة ثلاث سنوات.

ت‌.    أبيل مرودخ 561-560 ق.م وهو ابن نبوخذ نصر. وهذا قد قتله نرجل شراصر زوج أخته. وغالباً فإن زجل شراصر هذا هو المعروف باسم نبونيدس.

ث‌.    نبونيدس: وهذا قد اختلف مع كهنة بابل إلى الدرجة التي فَضَّلَ فيها أن يترك عاصمة ملكة تحت رئاسة ابنه بيلشاصر. وتولى بيلشاصر هذا الملك بدلاً عن أبيه. وذهب نبونيدس للصحراء في منطقة اسمها تيماء وبنى هناك مدينة وقصوراً عاش فيها. فكان نبونيدس هو الملك اسماً، أماّ الملك الفعلي فهو بيلشاصر. وكان نبونيدس يسمى أولاً في المملكة ويسمى بيلشاصر ثانياً. ولذلك فحينما أراد بيلشاصر تكريم دانيال سماه ثالثاً (29:5) وحينما سقطت بابل أمام كورش ملك فارس كان نبونيدس هذا في منفاه الأختياري. ولقد اكتشفت في الآثار حديثاً قصة بيلشاصر ونبونيدس بعد أن كان النقاد لمدة طويلة يشككون في وجود ملك باسم بيلشاصر ويتساءلون لماذا يقول بيلشاطر لدانيال وأجعلك ثالثاً في المملكة.

ج‌.     بيلشاصر 555-536 ق.م ومعنى اسمه أمير منعم عليه من الإله بيل وبيل أوبال هو نفسه (بعل) وهذا الملك هو الذي أولم وليمة كبيرة مدة حصار بابل بواسطة جيش كورش، واستعمل في هذه الوليمة آنية الهيكل التي غنمها نبوخذ نصر. وظهرت وسط هذه الوليمة أصابع تنبئ بنهاية ملك بابل. وبيلشاصر يسميه الكتاب ابن نبوخذ نصر وهذا صحيح فهو ابن ابنته.

ويبدو أن مركز دانيال قد تغير بعد نبوخذ نصر بل أنه كان يبدو بعيداً عن القصر حتى تذكرته الملكة في الليلة الأخيرة لحكم بيلشاصر (11:5).

ويذكر الكتاب المقدس أن مؤسس بابل هو نمرود. أما البابليين فيقولون أن إلههم مرودخ هو مؤسسها. ومرودخ هو رأس الآلهة. واسم بابل مشتق من بَلْبَلَ حيث بلبل الله ألسنة من حاولوا أن يَتَحُّدوه. فالخطية تبلبل الألسنة والمحبة تؤلف بين الناس. والروح القدس يوم الخمسين أعطى موهبة الألسنة التي بها فهم الناس لغة الآخرين. وغالباً فالإله مرودخ هو نفسه بيل. وكانت مدينة بابل تحفة معمارية محصنة بسور عجيب، ولكنها سقطت أمام كورش الفارسي. وأشهر آلهة بابل هي مرودخ وبيل. ولكن كان هناك آلهة أخرى مثل الإله سين. وكان نبونيدس أبن كبير كهنة هذا الإله، وحين ملك نبونيدس حاول تغيير العبادة وإعطاء الأهمية لآلهة سين بدلاً من مرودخ وبيل ففقد شعبيته واختلف مع الكهنة واضطر للإعتزال وترك الملك لإبنه بيلشاصر.

شخصية نبوخذ نصر: تسجل لنا النقوشات الأثرية كثيراً من جوانب هذه الشخصية وكبريائه وزهوه بنفسه ومكانته وقوته وعشقه لآلهته مرودخ وبيل، وأن آلهته دعته لهذه الإمبراطورية العالمية. وكان يسعى دائماً لجعل بابل مكان سكنى آلهته أعظم مكان في الدنيا، وهذا يلاحظ في الآثار البابلية التي تمجد آلهتهم وعظمتهم، بينما نجد في النقوش الآشورية أخبار حروبهم. ولوحظ في النقوش الآثرية ميل نبوخذ نصر لكتابة الشعر في أواخر أيامه. وهكذا وُجدَ شعر منسوب لهُ فيه أنه جعل بابل عظيمة وبها وفرة من كل ما جلبه من أنحاء العالم. ويتشابه تماماً هذا الشعر في كلماته ومضمونه مع ما سجله الكتاب المقدس عن نبوخذ نصر في (4:4-13)، حتى حينما تكلم الملاك تكلم بنفس الأسلوب.

النبوة المزورة: وُجِدَ في الآثار نبوة منسوبة لنبوخذ نصر واضح تزويرها والنبوة تقول أن “سيأتي كورش البغل الفارسي ويأخذ حكم بابل وأنه سينجح لخيانة شخص تلمح هذه النبوة أنه نبونيدس” وواضح تزوير هذه النبوة بواسطة كهنة مرودخ أعداء نبونيدس وغرضهم إلغاء مهنة النبوة من دانيال وإشعياء وإضفائها على نبوخذ نصر، وأيضاً إهانة كورش الذي اسقط مملكتهم واحتقر إلهتهم والتشهير بعدوهم نبونيدس.

الكلدانيين: غالباً الكلدانيين لفظ يطلقه البابليين على كهنتهم. ولذلك أطلق الأجانب لفظ الكلدانيين على البابليين، أما البابليين أنفسهم فيسمون أنفسهم بابليين (هذه كما يسمى الأجانب المصريين فراعنة مع أن فرعون هو لقب الملوك فقط) وفي الكتابات الحالية يسمى البابليين كلدانيين (راجع دا10:2 + 2:2 + 6:4،7،29،30).

 

سقوط بابل:

يتفق في ذكر حوادث سقوط بابل نبوات أرمياء وأشعياء مع قصة دانيال ومع القصص التي أوردها المؤرخين.

أ‌.        نبوات أرمياء: تنبأ أرمياء بأنهم سيسقطون بغزو يأتي عليهم من الشمال (3:50،9،41) وبأن ملوك مادي هم الذين سيفعلون هذا (11:51،28) وأن أسوارها لن تحميها (12:51) وسقوطها سيجئ عن طريق دفاعاتها المائية  التي أطال نبوخذ نصر في شرحها في نقوشاته (36:51) وسيكون سقوطها في وقت أحتفال يسكر فيه عظماؤها (39:51،57).

ب‌.    نبوات أشعياء: تنبأ إشعياء بخطة كورش في تحويل مجرى النهر بل تنبأ باسم كورش نفسه (أش26:44-3:45).

ت‌.    قصة دانيال : سجلها في الإصحاح الخامس.

ث‌.    شهادة المؤرخين:

أولاً: هيرودوتس: قال أن بابل سقطت بواسطة كورش سنة536ق.م وقد زار هيرودوتس بابل وامتدت زياراته من سنة 464-447ق.م وقال أيضاً أن كورش اقترب من بابل في ربيع هذه السنة وقابله البابليين أولاً فهزمهم. فدخلوا مدينتهم واحتموا بأسوارها المنيعة. وكانت مؤونتهم تكفيهم سنيناً طويلة (20سنة) وهم بدأوا التخزين حين رأوا كورش يهزم بلداً بعد الآخر فعرفوا أن الدور سيأتي. احتموا بأسوارهم لجأ كورش للخطط الماهرة فشق قناة حولت مجرى النهر إلى بحيرة كانت الملكة نيتوكريس قد أقامتها لعمل بحيرة صناعية لكنها لم تتم. وأعد جزء من جيشه بجانب النهر وحينما هبط مستوى المياه إلى مستوى الخاصرتين سار جيشه وفاجأ البابليين. وكان من الممكن لو كانوا متنبهين أن يقتلوا الغزاة الفرس فوراً ولكنهم كانوا غارقين لاهين في حفلاتهم وسكرهم ورقصهم لذلك فوجئوا بالفرس وسطهم. وهذا المؤرخ أخذ القصة ممن عاصروها.

ثانياً: زينوفون: الذي قال ان كورش فكر أولاً في حصار المدينة وتجويعها. ثم لفت نظره النهر وعرف عمقه فبدأ في حفر قنوات حول المدينة ظنها البابليون نوع من الحصار، فسخروا منه حيث أنهم قادرين على مقاومة الحصار لمدة 20 سنة وفي ليلة سمع كورش أن الجميع يحتفلون وأنهم سكارى، فأخذ معه الجنود وحفروا سكة للنهر ليصب في هذه القنوات حتى إذا صار ممكناً السير، دخلوا المدينة وقتلوا الملك وكل من وجدوه في الطريق. ثم أعاد الحياة الطبيعية للمدينة تحت حكم داريوس. وكان معه اثنان من الجواسيس ليقودوا الجيش الفارسي. وكانوا من أمراء بابل وأساء ملك بابل معاملتهم فذهبوا إلى كورش أحدهم اسمه جوبرياس الذي يظن البعض أنه داريوس المذكور، ولكن الأرجح أن داريوس هو خال كورش فأم كورش من مادي وكذلك خاله، أما والد كورش فهو من فارس. وملك داريوس على بابل كتابع لكورش ملك الإمبراطورية الفارسية كلها، ولم يكن مستقلاً عنه. (وُجِدَ نقش في بابل كتبه كورش بنفسه يتضمن هذه القصة).

  1. مملكة مادي وفارس وملوكها: الماديون هم نسل مادي بن يافث (تك2:10) وقد اشتهروا بخيولهم وفرسانهم وكانوا يتصلون بالفرس في الجنسية واللغة والثقافات والتاريخ. وفي وقت نبوبلاسر مؤسس بابل كانت فارس تتبع مادي. وفي أيام كورش اتحدت مادي وفارس وسميت المملكة مادي وفارس وواضح أن الماديين سبقوا الفرس، لكن تفوق الفرس عليهم فيما بعد. وفي أيام كورش الفارسي استعاد اليهود حريتهم وعادوا إلى أورشليم. وكانت عواصم ملوك فارس برسبوليس (2مك2:9) وسوسا (شوشن) (نح1:1 + إس2:1) وأشهر مدن مادي اكبتانا (أحمثا) (عز2:6). ومع أن كورش سمح لليهود بالعودة إلى بلادهم إلا أنه لم يمنحهم استقلالاً سياسياً (كان ذلك سنة 536ق.م) بل كان يحكمهم حاكم يعينه الإمبراطور الفارسي (نح7:3 وقابل مع 14:5-15) فكانت بلادهم جزءاً من مقاطعة عبر النهر (عز36:8) وكانت مؤلفة من سوريا وفلسطين وفينيقية وقبرص وقد خضع اليهود لحكم الفرس 207سنين. وذلك من احتلال كورش لبابل حتى احتلال الإسكندر الأكبر لفلسطين سنة 333ق.م.

 

  1. ملوك الفرس وعلاقتهم بأورشليم:

أ‌.        كورش: هو مؤسس دولة مادي وفارس. وهو الذي أصدر نداء بعودة الشعب إلى أورشليم سنة 536ق.م (عز2:1) فعاد الشعب وبدأوا في بناء الهيكل (عز8:3-13) وكان ذلك سنة 535. وبدأت مقاومة الأعداء (عز5:4) وتوفى كورش سنة 529 وفي فترة حكم كورش مَلَّكَ داريوس المادي على بابل دا31:5 + 1:6 كمجاملة لشركائه الماديين.

ب‌.    قمبيز (ارتحشستا): هو ابن كورش وملك بعد وفاة كورش. وقد نجح الوشاة في إقناع هذا الملك بوقف العمل في بناء الهيكل فأصدر أمراً بذلك (عز17:4-25) وظل العمل متوقفاً طوال مدة هذا الملك. وكان لكورش ولدان الكبير هو قمبيز والآخر يُدعى سمردس. وذهب قمبيز ليحارب في مصر وتولى أخوه الحكم أثناء غيابه، فجاء محتال يشبه سمردس هذا وإغتاله وتملك العرش مكانه لمدة سبعة شهور. وبينما كان قمبيز في رحلة عودته في حملته من مصر مات في الطريق سنة 522ق.م فجاء داريوس هستاسب وكان صهراً لكورش وقتل هذا المحتال وامتلك العرش مكانه. وبموت قمبيز وسمردس انقرضت سلالة كورش.

ت‌.    داريوس هستاسب: استولى على العرش سنة 521ق.م وأسس مملكة جديدة امتدت من الهند إلى الأرخبيل الإغريقي والدانوب واغتني جداً وفي أيامه أخذ النبيان حجي وزكريا يحثان الشعب للعمل في بناء الهيكل (عز1:5) وكان ذلك سنة 520 وأمر هذا الملك بإعادة البناء (عز24:4) + (عز5،6) وقد اكتمل بناء الهيكل وتم تدشينه سنة 515ق.م وقد ملك هذا الملك ما يزيد على 36سنة وتوفى سنة 486ق.م.

ث‌.    زركسيس الأول (أحشويرش) هو زوج أستير وهذا ظل يجمع جيشاً لمدة 4 سنين حتى صار جيشاً عظيماً قوامه 2.5 مليون رجل تقريباً لكن كان هذا العدد الضخم سبباً في هزيمته فالأوامر لا تصل للأفراد بسهولة. وحاول غزو اليونان ولكنه هُزِمَ في معركة سلاميس سنة 480ق.م. واضطر للتقهقر وحفظت اليونان هذه النقمة للفرس حتى جاء الإسكندر الأكبر. وكان هذا الملك غارقاً في شهواته ومستهتراً وفي أيامه حدثت حيلة هامان لإبادة الشعب. وأغتيل هذا الملك سنة 465ق.م.

ج‌.     ارتحشتسا لونجيمانوس أي طويل اليد: وهذا لاطف اليهود وسمح لعزرا أن يعود بعدد منهم إلى أورشليم كما أذن لنحميا أن يعيد بناء أسوار المدينة (عز11:7-13 + نح1:2-10) وتوفى سنة 424 وفي عهده سنة 457 صدر الأمر بإعادة بناء أورشليم (دا25:9)

ح‌.     تعاقب على العرش عدد من الملوك كان آخرهم داريوس قدمانوس الذي تغلب عليه الإسكندر الأكبر سنة 331ق.م لتبدأ الإمبراطورية اليونانية.

  1. مملكة اليونان: قامت على يد الإسكندر الأكبر وانتشرت إنتشاراً واسعاً جداً وبسرعة عجيبة. ثم مات الإسكندر شاباً وعمره حوالي 32سنة. وخلفه قادة جيوشه الأربعة على مملكته التي انقسمت إلى أربع ممالك ضخمة وستأتي التفاصيل بعد ذلك.
  2. شهادة السيد المسيح لسفر دانيال: سماه السيد المسيح دانيال النبي أي أن الله هو الذي أوحي له أو أعلن له ما قاله (مت15:24) وقارن هذه الآية مع (دا 27:9، 31:11، 11:12) وقارن أيضاً حديث السيد المسيح عن الضيق في آخر الأيام (مت21:24) مع نبوة دانيال (1:12) وقارن أيضاً حديث السيد المسيح حين يصف مجيئه على السحاب (مت30:24) مع (دا13:7) وأشار لهذا أيضاً في حديثه مع رئيس الكهنة (مت64:26) بل أن المسيح كان يطلق على نفسه لقب ابن الإنسان كما قاله دانيال (13:7) وكانت الآيات (دا13:7،14) هي الأساسي لما استعمله المسيح في وصف مجيئه الثاني (مت23:10 + 27:16،28 + 28:19 + 30:24 + 31:25) ويضاف لذلك أن وصف القيامة في (يو28:5،29) ما قيل في (دا2:12).
  3. شهادات أخرى من العهد الجديد: أشار بولس الرسول لحادثتي جب الأسود والفتية في أتون النار في (عب33:11،34.
  4. التشابه بين سفر دانيال وسفر الرؤيا:

قال الملاك عن دانيال أنه الرجل المحبوب (23:9 + 11:10،19) ويوحنا هو التلميذ المحبوب للمسيح (يو23:11 + 26:19 + 2:20 + 7:21،20) وكلاهما كتب سفره في الأسر (دانيال كتبه في بابل ويوحنا كتبه في بطمس) وكلا السفرين له طبيعة أخروية، كلاهما به ختوم بعضها فُتِح والآخر لم يسمح الله بفتحه. وكلاهما تكلم عن مجيء ضد المسيح في سفره وقارن الآتي بين السفرين:

أ- الأشياء التي ستحدث                       (دا 29:2،45)   مع       (رؤ19:1 + 1:4)

ب- نهاية الأرض                              (دا 35:2)        مع       (رؤ11:20)

ج- دعوة الناس لعبادة التمثال                (دا 6:3)          مع       (رؤ15:13)

د – بابل العظيمة                              (دا 30:4)        مع                                                                                    (رؤ8:14+8:17+2:18،10،21)

هـ- إلهة الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب التي لا تسمع ولا ترى ولاتعرف                                                    (دا 23:5)  مع      (رؤ20:9)

و- رؤيا دانيال للمسيح مثل رؤيا يوحنا      (دا 13:7،14)   مع       (رؤ7:1)

    شعر الرأس كالصوف                     (دا 9:7)          مع       (رؤ14:1)

ز- الزمان والزمانين ونصف الزمان        (دا 25:7 +7:12)        مع (رؤ3:11+6:12)

ح- وقارن                                     (دا 5:10،6)    مع      (رؤ7:1)

وقارن                                (دا 6:12)       مع      (رؤ5:10،6)

وهناك فرق ففي دانيال، يضع المسيح المنطقة على حقويه، وهذا وضع استعداد لعمل ما، فهو يستعد للتجسد لإتمام الفداء، أما في سفر الرؤيا فهو يضع المنطقة عند ثدييه على صدره فهو هنا سيقوم بدور القاضي الديان.

ط- سفر الحياة                                (دا 1:12)        مع       (رؤ15:20)

قيل أن سفر دانيال هو رؤيا العهد القديم وسفر الرؤيا هو رؤيا العهد الجديد.

  1. دور دانيال مع شعب الله في انتشار الكرازة:

كما شهد بولس الرسول أمام الولاة بل وفي قصر قيصر للمسيح، هكذا شهد دانيال لله أمام ملوك بابل وملوك الفرس. وكما أظهر الله قوته للمصريين ليطلقوا شعبه من عبوديتهم في مصر هكذا كان دانيال بحكمته والمعجزات التي صنعها مظهراً قوة الله لهذه الشعوب الوثنية ليقنعها بعجز إلهتها الوثنية أمام قوة إلهه حتى يطلقوا الشعب. ولنلاحظ أنه قبل تأسيس كنيسة العهد القديم في أورشليم قضى الشعب سنيناً في العبودية في بابل. ولنلاحظ حكمة الله فاليهود الذين تشتتوا كانوا عاملاً مساعداً لإنتشار الإيمان بالله.

ويقال أن دانيال هو الذي كشف نبوات إشعياء (التي تنبأ فيها باسم كورش الملك وبخطته في غزو بابل) لكورش الملك، وأراه نبوات أرمياء التي حددت مدة سبي بابل وسقوط بابل (أش26:44- 3:45 + أر10:25 + أر10:29-14) وكان هذا سبباً في أن كورش يعتبر أن أمراً صدر له من السماء ليعيد الشعب ويبني الهيكل (عز1:1-4) ونبوات دانيال هذه في سفره كانت سبباً هي الأخرى في عطف ملك اليونان الإسكندر على أورشليم (راجع صفحة 5 نقطة د).

ملحوظة: الشعب بعد عودته من السبي لم يعد لهم نفس الشكل والمجد الذي كان لهم بعد عودتهم من مصر. فهم لم يعودوا أحراراً تماماً بل خاضعين مرة للفرس ومرة لليونان ومرة للرومان والهيكل لم يعد لسابق مجده. فالعالم الآن وأورشليم يستعدون لإنتهاء الرموز والذبائح الحيوانية التي ترمز للمسيح، ويستعدون لإستقبال المسيح الذبيحة الحقيقية والمحرر الحقيقي من عبودية إبليس. ولذلك فعندما إنتهي نحميا من بناء السور انتهي ملاخي أيضاً من نبوته التي كانت آخر النبوات وانتظر العالم مجئ المسيح الذي فيه تحقق النبوات.

  1. تقسيمات السفر: هناك تقسيمات للسفر تقسمه لجزء تاريخي (1-6) وجزء نبوي (7-12) ولكن نجد أن إصحاح (2) يدخل في القسم النبوي متفقاً مع إصحاح (7) وهناك رأى بأن أصحاحي (2،7) يعطوا فكرة عن القوى العالمية، والإصحاحات (3-6) يعطوا فكرة عن مقاومة هذه القوى العالمية لشعب الله. والإصحاح المحوري هو إصحاح (9) الذي يتنبأ عن ميعاد مجئ المسيح وصلبه ثم في (36:11- 7:12) يتنبأ عن الآلام التي سيعاني منها شعب الله في النهاية ومجيء ضد المسيح والقيامة من الأموات.
  2. نياحة دانيال النبي: عاش دانيال النبي ما يقرب من 90سنة قضى معظمها مشهوراً بحكمته كشخصية بارزة في بلاط بابل وفارس. هذا بفرض أن سنه وقت السبي كان حوالي 18سنة ودفن دانيال في مقابر ملوك الفرس.

فاصل

سفر دانيال: 1234567891011121314

تفسير سفر دانيال: مقدمة123456789101112 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى