تفسير سفر الجامعة – المقدمة للقمص تادرس يعقوب

 

دعوة من الجامعة إلى الحياة الجامعة

يُعتَبر سليمان الحكيم هو أول من بني بيتًا لله في العالم؛ لكنه عاد فأنحرف إلى العبادة الوثنية بسبب نسائه الأجنبيات وحياة اللهو التي مارسها. وإذ شعر بخطئه عاد إلى الرب إلهه من جديد لينضم إلى الجماعة المقدسة بالتوبة الصادقة. وقد جاء سفر الجامعة يكشف عن توبته العملية ورجوعه إلى الجماعة.

دعى نفسه بالعبرية “كوهيليث Qoheleth ” التي تعني “الجامعة”، فقد أدرك حنو الله الذي حمله كما على منكبيه من خلال طريقه ليرده إلى الحياة الجامعة، إلى القطيع الإلهي، إلى كنيسة الله التي يجتمع فيها الله مع شعبه. بمعنى آخر لقد كتب “الجامعة” سفر “الجامعة” لكي يحث كل تائه على العودة إلى الحياة “الجامعة” أو إلى الحياة الكنسية المتهللة، بعدما يكتشف بطلان كل ما هو تحت الشمس (3: 1)، فيرتفع إلى فوقها، أو إلى ما فوق الزمن، ممارسًا الحياة الجديدة السماوية الخالدة.

إن كان سفر الجامعة قد ركز على تأكيد بطلان العالم بكل ملذاته فإنه في نفس الوقت يوضح أن كل ما صنعه الله حسن ورائع، وهو جسور للعبور حتى ينطلق المؤمن إلى خالق العالم نفسه، ويتمتع بالحياة الحقَّة الأبدية.

كُتب هذا السفر إلى كل إنسان ليكتشف حاجته إلى الله كمخلص له ومصدر شبع وسعادة حقَّة عوض إساءة استخدام العالم والارتباك بهمومه.

يقول القدِّيس يوحنا سابا: [ضع أمام عينيك نهاية هذا العالم وتغييره، فتشتعل فيك نار الحياة العتيدة[1]]؛ [كل الذين أغمضوا عيونهم عن شهوات هذا العالم أشرق نور مجد الله في نفوسهم، واقتنوا أجنحة روحية وطاروا وسكنوا في نور الجمال… سكرت نفوسهم كل ساعة بحلاوة الله ولم يعملوا شهوة أخرى خارجة عنه[2]].

 


 

– مقدمة في سفر الجامعة

 

الأصحاح السادس (إفساد عطايا الله)

– الباب الأول الأصحاحات [1-4]

 

الأصحاح السابع الاستعداد الحكيم للأبدية)

الأصحاح الأول (شهادة الطبيعة)

 

الأصحاح الثامن (السلوك الحكيم الهادف)

الأصحاح الثاني (بطلان مباهج العالم)

 

الأصحاح التاسع (الحكمة ووليمة العرس)

الأصحاح الثالث (شهادة العالم)

 

الأصحاح العاشر (الحذر حتى من الصغائر)

الأصحاح الرابع (شهادة المجتمع)

 

الأصحاح الحادي عشر (الجهاد المملوء حبًا)

– الباب الثاني الأصحاحات [5-12]

 

الأصحاح الثاني عشر (الجهاد المبكر)

الأصحاح الخامس (الحب في العبادة والسلوك)

 

 


 

مقدمة في سفر الجامعة

يركز سفر الجامعة على تعبير “باطل hebel“، فقد تكرر 37 مرة؛ جاء في مقدمة السفر: “باطل الأباطيل قال الجامعة” (1: 2)؛ وتكررت نفس العبارة في الخاتمة (12: 8). وكأن الكاتب يود أن يؤكد لنا أنه ليس من شيء على الأرض يمكنه أن يهب الإنسان شبعًا حقيقيًا أو سعادة مطلقة. وهو في هذا لا يحمل اتجاهًا تشاؤميًا كما يظن البعض، وإنما يقدم إدراكًا واعيًا لمحدودية الأشياء وعجزها عن تقديم أي نوع من الشبع للإنسان الداخلي الذي هو على صورة خالقه.

في الواقع يمثل هذا السفر عظة غايتها الزهد في أهواء العالم وملذاته خاصة في العبادة لله، إذ لا يليق بنا أن نتعبد له بغية نوال عطايا زمنية أو ملذات أرضية. فالعالم في ذاته حسن، وحياتنا فيه هي هبة إلهية.لكننا نُسيء استخدامه عندما نجعل منه هدفًا في ذاته، أو نظن حياتنا الوقتية كأنها أبدية. وكأن المشكلة ليست في طبيعة العالم وإنما في مفاهيمنا المنحرفة وإرادتنا الشريرة. بهذا يمنح هذا السفر راحة عظيمة للذين يريدون مواجهة حقيقة الحياة في إخلاص وبأمانة.

صعوبة السفر:

يجد الإنسان الروحي في هذا السفر تمهيدًا حقيقيًا للسلوك في الطريق الملوكي، طريق الحب الإلهي دون الارتباك بأمور العالم المفرحة أو المحزنة؛ بل ويجد في العالم لمسات حب لله وعنايته فيزداد تعلقًا بخالقه.غير أن القارئ العادي كما بعض الدارسين يجدون بعض المصاعب، علتها الآتي:

  1. الشعور باليأس، إذ يواجه الكاتب الواقع بأمانة ويصوِّره كما يراه. هذا الإخلاص في مواجهة الحياة يكشف له عن معنى خفي من جوانبها المبهمة[3]، فنجده يقول: “الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة” (7: 2)؛ “ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة، وحادثة واحدة لهم، موت هذا كموت ذاك…” (3: 19)؛ “لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علمًا يزيد حزنًا” (1: 18).

يركز على تأكيد حقيقة الموت لا لنتطلع إلى الحياة بمنظار مظلم، وإنما لكي ترتفع أنظارنا وقلوبنا ومشاعرنا إلى ما وراء الموت، فإنه حتى الحكمة الزمنية أو المعرفة البشرية تعجز عن أن تهب سعادة حقة.

  1. هو أحد الأسفار الحكمة، لكنه يختلف عنها في غياب نغمة الفرح والتسبيح أو الشكر لله.
  2. ركز على الجانب السلبي وإن كان لم يتجاهل الجانب الإيجابي مثل التطلع إلى الحياة بكل شئونها كعطية إلهية (2: 24)، والالتصاق بمخافة الله (12: 13).

يلزمنا أن نضع في اعتبارنا أن هذا السفر يُخاطب كل الناس وليس شعبًا معينًا. هو سفر الشخص الطبيعي بأفكاره وأعماله بعيدًا عن روح الله والإعلان الإلهي (1 كو 2: 14). هذا هو معنى العبارة: “تحت الشمس”، أي جميع بني البشر. لهذا السبب لا يستخدم الكاتب تعبير “يهوه” الخاص بالله الذي يدخل في عهد مع شعبه، إنما يستخدم تعبير “ألوهيم” الخاص بالله كخالق[4]. كأن الكاتب يقتصر على الإعلان الطبيعي، النور الصادر عن الطبيعة، وعلى الحكمة البشرية، لذا يُكرر القول: “أنا ناجيت قلبي” سبع مرات.

كوهيليث Qoheleth:

جاء عنوان السفر: “كلام كوهيليث Qoheleth (الجامعة)” (1: 1). أما كلمة Ecclesiastes (الجامعة) فأُخذت عن الكلمة اليونانية التي تعني “الكنيسة” Ecclesia أو “مجمع” أو “اجتماع”، وهي ترجمة للكلمة العبرية Qoheleth[5].

الكلمة العبرية Qohegeth مشتقة من الفعل qahal معناه “يجتمع”، أو من الفعل qahal معناه “اجتماع”. ويترجمها القدِّيس جيروم concionator أو “كارز”[6]. وإذ يصر آخرون على ارتباط الكلمة بالفعل qahal يفضلون ترجمتها بمعنى “إنسان يجمع أقوالاً حكيمة” (راجع 12: 9-10) أو “إنسان يُخاطب جماعة”. يرى البعض أن التفسير السليم هو: “إنسان يجمع جماعة بهدف مخاطبتهم”[7]. فقد جمع سليمان الشعب معًا ووجه لهم هذه العظة، كاشفًا لهم عن انزلاقاته.

واضع السفر:

حتى القرن التاسع عشر كان الاعتقاد السائد أن سليمان هو كاتب السفر بأكمله، هذا ما تؤكده بعض العبارات الواردة فيه. يُقدم الواعظ نفسه بوضوح أنه سليمان بكونه “ابن داود الملك في أورشليم” (1: 1)، الذي فاق كل من سبقوه في الغنى والحكمة (1: 16؛ 2: 7، 9). وبالتأكيد أسلوب حياته واهتمامه بالحكمة لهما انعكاساتهما على هذا السفر. كما يمكن القول بأن السفر هو ثمرة عودة سليمان إلى الله بعد انغماسه زمانًا في الملذات الدنيوية وارتباطه بنساء غريبات الجنس وثنيات. فقد سجل لنا في أيامه الأخيرة خبرته الطويلة.

يُمكن اعتبار هذا السفر إما من كتابات سليمان نفسه في أيامه الأخيرة، أو هي كلمات لم ينطق بها كما هي إنما تُلخص خبراته الكاملة بدقة.

هذا وسمة السفر ككل تتفق مع عمل هذا الملك الحكيم كاتب سفر الأمثال[8]. لكن يرفض بعض الدارسين نسبة هذا السفر إلى سليمان الحكيم للأسباب التالية[9]:

  1. لم يُذكر اسم سليمان في السفر، خاصة وإن اسم “كوهيليث Qoheleth” غير مألوف على لسان أيملك.
  2. استخدام صيغة الماضي: “كنت ملكًا في أورشليم” (1: 12)، ونحن نعلم أن سليمان بقي في الحكم حتى يوم وفاته. جاء في أسطورة عبرية وردت في الترجوم أن سليمان إذ شاخ نزعه الله عن العرش بسبب ارتباطه بنساء غريبات الجنس، وأقام عوضًا عنه ملاكًا يحمل ذات ملامحه. فهام سليمان الملك الكهل في فلسطين نائحًا وباكيًا على غباوته، وكان يصرخ قائلاً: “أنا كوهيليث (الجامعة أو المبشر) الذي كنت قبلاً أُدعى سليمان، كنت ملكًا على إسرائيل في أورشليم”. تُعلل هذه الأسطورة غياب اسم “سليمان” عن السفر، وأيضًا قوله: “كنت ملكًا في أورشليم”، كمن قد توقف عن أن يكون ملكًا، بينما بقيَ على الكرسي حتى وفاته.

هذا والفعل في العبرية “كنت” يمكن أن يعني: “كنت (ولا أزال) ملكًا”.

  1. أحد الصعاب التي تواجه القائلين بنسبة السفر لسليمان الحكيم هي حديثة عن ملوك سابقين له في أورشليم (1: 16؛ 2: 7)، بينما لم يكن قبله سوى ملك واحد، هو داود. لكن ربما يُشير سليمان الحكيم هنا إلى ملكيصادق وأدوني بازق وغيرهما من الملوك غير العبرانيين.
  2. لغة السفر: إذ يرى البعض أن لغته تناسب ما بعد عصر سليمان؛ فإن كان قد كتبه فقد تسلمه كاتب آخر ليضع فيه بروح الله لمسات أخيرة. ويرى بعض الدارسين أن السفر هو دراسة مبنية على أقوال سليمان.
  3. يرى بعض الدارسين أن الجو العام للسفر مختلف تمامًا عن الجو الذي يُحيط بسليمان الملك، فعهده كان متسمًا بالرخاء في فلسطين (1 مل 4: 25) بينما يفترض السفر وجود كوارث وطغيان وقهر (4: 1-3؛ 5: 8؛ 7: 10؛ 8: 9؛ 10: 6-7). لو أن سليمان قد علم بهذا الظلم في المملكة كما يذكر الكاتب لكان بالتأكيد قد رد الحق إلى نصابه.

بعض الدارسين الذين ينكرون نسبة السفر لسليمان الحكيم يعتبرونه من أسفار ما بعد السبي، لكنهم يتفقون في أن الشخصية المحورية للسفر هي سليمان الذي استخدمه الكاتب غير المعروف، والذي يُحتمل أن يكون من نسل داود الملوكي. وإن الكاتب لم يخدع أحدًا[10].

يعتقد بعض النقاد أن هذا السفر هو نتاج عدة كُتَّاب، وليس من عمل شخص واحد؛ ويظنون أن السفر يحوي بعض متناقضات أو آراء مختلفة لأكثر من شخص. ولعل سبب هذا أن السفر يتحدث أحيانًا عن الحكمة البشرية وأخرى عن الحكمة الإلهية. فالإنسان الطبيعي يظن باطلاً أنه يشبع بحكمته الخاصة ويفرح بها، بينما ينال الإنسان الروحي شبعًا بالحكمة السماوية. أيضًا أحيانًا يطلب الكاتب من الإنسان التمتع بالحياة، وأحيانًا أخرى يؤكد أن الحياة باطلة. هذا لأنه يسألنا أن نحيا في الله، وأن نزهد فيها خارج دائرة الله. وكأن الكاتب يقول: “هيا بنا إذن لنرى ما هي الحياة بدون الله، ماذا تكون؟ ماذا تنال إن عشت فقط من أجل الأشياء التي في هذا العالم؟ فإن الحياة وقتية وباطلة وبلا معنى، تُسبب إحباطًا وبؤسًا، لكن الله يستطيع أن يُغيِّرها!”[11].

في دراسة هذا السفر يلزم التمييز بين الحق المعلن عنه والوحي الإلهي وبين أفكار الإنسان الطبيعي،فقد سجل لنا بعض أفكار خاطئة للإنسان الطبيعي مثل موت النفس (9: 5-6). إذ لا يمكننا القول بأن هذا من تعليم كلمة الله، إنما هو تسجيل الوحي لأفكار الإنسان الطبيعي[12].

من هذا كله تظهر صعوبة تحديد تاريخ كتابة السفر، فإن كان الكاتب هو سليمان الحكيم في أواخر حياته يكون السفر قد كُتب حوالي عام 940 ق.م.، وإن كان قد سجلته يد أخرى فربما يكون ذلك حوالي سنة 200 ق.م.[13].

مفتاح السفر (الكلمات والعبارات الاسترشادية):

Ø “باطل hebel“: تكررت 37 مرّة. تؤكد أن العالم بدون الله هو باطل.

Ø “تحت الشمس“: تكررت 29 مرة. يليق بنا إلاَّ نبقى تحت الشمس بل نرتفع فوقها، حيث نتحد بشمس البر فنوجد في ملكوته. هناك لا نحتاج إلى شمس مخلوقة، إذ يكون مسيحنا هو نورنا الأبدي (رؤ 22: 23)، يهبنا الاستنارة والدفء بروحه القدُّوس. في العالم “تحت الشمس” نُعاني من الفراغ والعبودية، أما في العالم “فوق الشمس” فننعم بالشبع والحرية. في العالم الأول يوجد نهار وليل فنُعاني من حرّ النهار كما من ظلمة الليل، أما في العالم الآخر فلا تضربنا شمس بالنهار ولا القمر بالليل (مز 21: 6)، كما لا تجد الظلمة لها موضعًا فينا.

تحت الشمس” تُشير إلى الإنسان الذي ينحني تحت مرارة التجارب، أما المؤمن الحقيقي فيرفعه روح الله إلى فوق التجارب حتى تعبر من تحته، قائلاً مع مخلصه: “إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس”.

v   لقد كرّس هذا الحكيم السفر كله للتوضيح الكامل لهذا البطلان، ليس لهدف آخر سوى أن نشتاق إلى تلك الحياة حيث ليس فيها بطلان ما تحت الشمس وإنما يكون فيها صدق تحت ذاك الذي خلق الشمس[14].

القدِّيس أغسطينوس

Ø “تحت السماء“: تكررت 3 مرات. حينما يكتشف المؤمن الحقيقي بطلان هذا العالم لا يطيق أن يبقى قلبه تحت السماء، متمرغًا في التراب. وإنما يجلس مع المسيح في السمويات (أف 2: 6)، بل ويصير هو نفسه سماء حيث يُقام ملكوت الله داخله (لو 7: 21).

Ø “على الأرض“: تكررت 7 مرات. إن كانت الأرض تُشير إلى الجسد، فإنه يليق بالمؤمن إلاَّ يخضع لشهوات الجسد، بل خلال تقدِّيسه بكليته يعيش “على الجسد” أي فوق شهواته الزمنية. إن كان الجسد هو كعشب الحقل لذلك عندما أشبع السيِّد المسيح الجموع أجلسهم على العشب (مت 14: 19)، وكما يقول العلامة أوريجينوس إنهم  ما كانوا يستطيعون نوال بركات السيِّد المسيح خلال تلاميذه لو لم يجلسوا أولاً على العشب، أي ترتفع نفوسهم فوق شهوات الجسد[15].

Ø “باطل الأباطيل“: 3 مرات.

Ø “قبض الريح“: 7 مرات. إذ يكتشف المؤمن أن العالم أشبه بالريح التي لا يمكن الإمساك بها، ويدرك أنه لا يهبه شبعًا حقيقيًا.

Ø “ناجيت قلبي“: تكررت 7 مرات. ليس من أحد يجهل بطلان هذا العالم، لكن لكي نتحرر من قيوده ونتحد بالله خالقه يلزمنا أن نُناجي قلوبنا تحت قيادة الروح القدس واهب الحرية الحقيقية، الذي يرفعنا إلى الحياة السماوية في المسيح يسوع ربنا.

سمات السفر:

  1. مجال هذا السفر وخطته هو الكشف عن بطلان كل الملذات الدنيوية، مظهرًا أن سعادة الإنسان لا تكمن في الحكمة الطبيعية والمعرفة، ولا في غنى العالم، ولا في الكرامة الباطلة ولا في القوة أو السلطة، ولا في مظاهر التدين الخارجي بل في الله نفسه وفي التعبد له بالروح والحق.

سفر الجامعة ككل هو أشبه بتعليق على كلمات السيِّد المسيح: “من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا” (يو 4: 13).

هدف السفر هو الكشف عن مدى تفاهة الحياة خارج دائرة محبة الله ونعمته. يُقدم سليمان الحكيم خبرته؛ فقد جرَّب كل ما هو تحت الشمس ليُشبع قلبه فوجد أنه لن يشبع حتى وإن امتلك العالم كله، فسيبقى القلب متسعًا جدًا ليس ما يملأه.

الخط الرئيسي للسفر هو هكذا:

Ø لا يمكن للتعب (العمل) ولا للغنى ولا للنجاح ولا للرخاء أن يرد للجنس البشري السعادة. الحكمة البشرية حتى بالنسبة للأتقياء لها حدودها؛ لا تقدر أن تكشف عن مقاصد الله العميقة وجوهر معنى وجود الإنسان (1-5: 13).

Ø الممتلكات الأرضية عوض أن تجلب السعادة تصير عائقًا لها وتنصب فخًا يدمِّر الحياة (5: 14، 6: 12).

Ø لا يعرف الإنسان ما هو لصالحه، إما بسبب الجهل أو عدم تفكيره في الحياة، وغالبًا لا يعمل ما هو الأفضل بالنسبة له (7: 1، 11: 10).

Ø الخلاصة أن الحياة التي لا تتمركز في الله تصبح بلا معنى ولا مغزى؛ بدونه ليس من شيء يُشبع؛ وبه تصبح الحياة وكل عطاياه الأخرى الصالحة هبات من عنده (يع 1: 7)، نستخدمها ونتمتع بها إلى أقصى حد. لهذا فمن الحداثة إلى سن الشيخوخة يوجد طريق واحد للسعادة آمن وهو: “اِتَّق الله واحفظ وصاياه” (12: 1-4).

  1. هذا السفر في الواقع هو عظة مكتوبة، تحمل براهين كثيرة في شيء من التوسع، وتقدم إجابات عن مواضيع متنوعة، وفي نهايتها نجد تطبيقًا عمليًا. إنها عظة عملية نافعة عن التوبة.
  2. هذا السفر ككل هو تفسير للَّّعنة التي سقطنا تحتها بسبب الخطية (تك 3: 7-19).
  3. رفضه كل المجهودات البشرية لا يعني إلاَّ الاستعداد لقبول العمل الإلهي الجديد في حياتنا. يُريد الكاتب أن يُهيئنا لمواجهة عواصف هذه الحياة الوقتية، لا بإمكانياتنا الذاتية بل بالإيمان والثقة في الله.

الله لا يُريد أن يُحطم إمكانياتنا البشرية بل أن يُقدسها إن قبلنا عمله فينا، أما إن اتكلنا على ذواتنا في كبرياءٍ فكبرياؤنا هو الذي يُحطم حياتنا ويفسد كل إمكانياتنا.

إلى من يوجَّه هذا السفر؟[16]:

تكشف بعض العبارات مثل (11: 9-10؛ 12: 1-7) أن السفر كله بوجه عام موجّه إلى الشباب؛ وكما هو الحال في سفر الأمثال، نقصد بهم من هم في سن المراهقة حتى الخامسة والثلاثين.

قُدم هذا السفر أصلاً إلى الشعب اليهودي، لكن نظرته جامعية، تضم المسكونة كلها، ولا يهدف نحو شعب واحد معين. لقد كان سليمان الحكيم معروفًا في العالم القديم، وكانت كتاباته تُقرأ في كل الدوائر الثقافية.

توجد عبارات قليلة جدًا تحمل نكهة خفيفة يهودية متميزة، لكنه ككل تنبعث منه رائحة الفكر المسكوني، وينطق بلغة الخبرة البشرية التي يمكن لكل البشر أن يتفهمها.

علاقته بسفريْ الأمثال ونشيد الأناشيد:

  1. كُتب سفر نشيد الأناشيد حين كان قلب سليمان الحكيم في قمة انفتاحه على الحب الإلهي، وكُتب سفر الأمثال حين كان الملك في عظمة مجده وحكمته قبل أن يخطئ؛ أما سفر الجامعة فكتبه مؤخرًا حين تقدم في السن كشهادة حيَّة وعملية عن عمق توبته الصادقة. فنجد هنا اختباره الشخصي عبر سنين طويلة، محدثًا إيَّانا بلغة الحكمة والأيام.
  2. يرى القدِّيس بفنوتيوس أن هذه الكتب الثلاثة تُطابق أنواع النسك الثلاثة[17]، كما تطابق دعوة الله لأبينا إبراهيم بالتخلي عن كل شيء لاقتنائه هو شخصيًا:

أ. سفر الأمثال يُشير إلى نسك الجسد وزهده عن الملذات والخطايا الجسدية، وهو يطابق الدعوة الموجهة لإبراهيم: “اترك أرضك”.

ب. يُشير سفر الجامعة إلى زهد العادات الزمنية بكون العالم كله باطل، وفي هذا يطابق الدعوة: “اترك عشيرتك”.

ج. يُشير سفر نشيد الأناشيد إلى تحرر النفس باتحادنا مع العريس السماوي كلمة الله بالتأمل في السمويات، وهي تطابق الدعوة: “اترك بيت أبيك”… لقبول أب سماوي أبدي.

هذه الدرجات الثلاثة التي تُمثلها الأسفار الثلاثة، تحقق دعوة السيِّد المسيح للنفس البشرية: “اِنسي شعبك وبيت أبيك لأن العريس اشتهى حُسنِك، وله تسجدين” (مز 45).

يوضح القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص كيف يرتفع سليمان الحكيم بالنفس المؤمنة خلال هذه الأسفار الثلاثة لتتنقى في طريق الحب الإلهي، حيث ترفض الزمنيات المنظورة، لتتمتع بعريسها السماوي في المقادس الإلهية.

v   يُضيف سليمان فلسفة (حكمة) سفر الجامعة إلى ذاك الذي تدرب بما فيه الكفاية على اشتهاء الفضيلة خلال “الأمثال“. بعد أن يُندد بتمسك البشر بالمظاهر الخارجية في هذا السفر، وبعدما يعلن أن كل ما هو غير ثابت إنما هو باطل وعابر، وإن كل ما يعبر هو باطل (11: 8).

يرتفع سليمان فوق كل ما يمكن إدراكه بالحواس، وذلك بحركة الحب التي لنفوسنا متجهة نحو الجمال غير المنظور. بهذا يتنقى القلب من كل أمور خارجية ليدخل بالنفس إلى المقدس الإلهي بواسطة نشيد الأناشيد[18].

القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص

  1. يرى القدِّيس أمبروسيوس أن هذه الأسفار الثلاثة تُشير إلى أنواع التفسير الثلاثة: التفسير الطبيعي أو التاريخي أو الحرفي، والتفسير الأخلاقي أو السلوكي، والتفسير الرمزي أو الروحي. فسفر الجامعة يُشير إلى النوع الأول، والأمثال الثاني، نشيد الأناشيد الثالث.

v   إنك تجد نفس الشيء في سليمان؛ فالأمثال أخلاقي، والجامعة الذي يحتقر كل أباطيل العالم سفر طبيعي، وكتاب نشيد الأناشيد سرّي[19].

القدِّيس أمبروسيوس

اللاهوت في سفر الجامعة[20]:

مادام السفر يهدف إلى رد كل نفس إلى حضن الله لاختبار الحياة الجديدة الخالدة عوض الارتباك بملذات الحياة الحاضرة وآلامها، لهذا جاء هذا السفر يحتوي على مجموعات غير مترابطة تكشف عن علاقتنا بالله والعالم وفهمنا للحياة الحاضرة والإنسان والحكمة.

أولاً: الله في سفر الجامعة[21]:

القراءة السريعة للسفر تدفعنا للقول إن غاية السفر هو الكشف عن بطلان الحياة الزمنية بكونها حياة قصيرة وعابرة تنتهي بالموت، يشترك في هذا الحكيم والجاهل؛ الإنسان والحيوان. لكن من يُقرأ ما وراء السطور يدرك غاية الكاتب الحقيقية وهو ليس نفورنا من هذه الحياة بمباهجها وآلامها وإنما التعلق بالله خالق العالم ومدبر أموره الكبيرة والصغيرة.

ذُكر اِسم الله هنا 41 مرة مستخدمًا تعبير “الوهيم” الخاص بلقبه كخالق… وكأن الكاتب يود أن يوجه أنظار القارئ إلى الله كخالق عوض الانشغال بخليقته، أو ليؤكد أنه الخالق لعالم صالح ونافع أفسده الإنسان بانحراف فكره.

  1. الله الخالق:

إن كانت الخليقة مبهجة، تجلب لذة ومتعة، فماذا يكون الخالق الذي جلب لنا الأمور المنظورة وغير المنظورة، خلق من أجلنا العالم الخارجي كما خلقنا نحن أنفسنا؟!

“كما أنك لست تعلم ما هو طريق الريح، ولا كيف العظام في بطن الحبلى، كذلك لا تعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع” (11: 5). من أجلي خلق كل العالم حتى الرياح كما خلق عظامي وأنا في الأحشاء. لا أعرف كل أسرار الطبيعة التي أوجدها لحسابي، ولا حتى كيف تكونت عظامي وأنا جنين، إنما أعرف أنه صانع الجميع، فكيف ارتبط بالخليقة لا بخالقها؟! لهذا ينصحني الجامعة: “فاذكر خالقك في أيام شبابك” (12: 1).

  1. الله الكلِّي القدرة:

ارتباطي بالله لا يقوم على علاقتي به كمخلوق مدين له، إذ خلقني وخلق كل شيء لأجلي وإنما هو “الخالق القدير”. يعجز ذهني عن إدراك قدرته، إذ يقول الجامعة: “رأيت كل عمل الله أن الإنسان لا يستطيع أن يجد العمل الذي عُمل تحت الشمس، مهما تعب الإنسان في الطلب فلا يجده والحكيم أيضًا…” (8: 17).

أمام قدرته الفائقة أشعر بالعجز وعدم إمكانية التعرف على تدابيره لحسابي، إنما أؤمن أنه يصنع كل شيء حسنًا لأجلي: “صنع الكل حسنًا في وقته، وأيضًا جعل الأبدية في قلوبهم التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية” (3: 11).

  1. الله ضابط الكل:

في قدرته الفائقة يصنع كل شيء حسنًا في وقته لحسابي، ولا يفلت شيء من يده، فهو ضابط الكل، أعماله كاملة حتى وإن كنا لا ندركها… كضابط الكل يقدر وحده أن يُصلح فساد طبيعتي واعوجاجها: “أُنظر عمل الله لأنه من يقدر على تقويم ما قد عوَّجه؟!” (7: 13). “لأن هذا كله جعلته في قلبي، وامتحنت هذا كله أن الصديقين والحكماء وأعمالهم في يدّ الله” (9: 1).

  1. الله كلِّيْ الحكمة:

كضابط الكل في يده حياتنا بكل دقائقها، وبحكمته يدبرها، فهو العارف الماضي (3: 15)، والمستقبل (6: 12)، ويدبر كل الأمور حسنًا (2: 11، 14).

  1. الله المعطي:

الله كخالق قدير وأب محب لا يكف عن العطاء، يُقدم لنا الآتي:

Ø يهبنا الحياة (8: 15)، وهو الذي يأخذ الروح (12: 7).

Ø واهب الغنى والسلطة (5: 19).

Ø معطي الفرح (5: 19).

يرى الجامعة أن كل ما في الحياة حتى إمكانية الإنسان أن يأكل ويشرب ويتعب هذا كله من يد الله (2: 24).

  1. الله القدُّوس:

الله لا يبخل على الإنسان بشيء، وهو في هذا لا يطلب منه شيئًا بل أن يحمل سمة القداسة، فيكون مقدسًا كما هو قدُّوس. إنه لا يطلب ذبيحة الجهال بل طاعة الحكيم المملوء حبًا.

“احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال، لأنهم لا يبالون بفعل الشر” (5: 1).

“فلنسمع ختام الأمر كله: “اِتَّق الله واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله” (12: 13).

  1. الله المهتم بالإنسان:

في رقة مشاعر الجامعة لم يحتمل دموع المظلومين (4: 1)، فغبَط الأموات لأنهم لا يعاينون الظلم، بل وحسب الذين لم يولدوا أكثر سعادة. هذا لا يعني أن الأمور تسير في العالم بلا ضابط، إنما يهتم الله بالبشر، خاصة الأبرار والحكماء (9: 1). يسمح لهم بالتجارب (1: 13)، لكنه وإن كان لا يُحاكم الأشرار الظالمين سريعًا إلاَّ أنه يُحوّل المتاعب لخير خائفيه (8: 12-13). الله يُنجي الصالح من الأشراك (7: 26).

  1. الله الديان:

الله هو الديان، يُدين الصدِّيق والشرير (3: 17). يُدين كل أعمال الشر (11: 9). إنه يدعونا يومًا ما للحساب، فنقدم إجابة عن كل أعمالنا. على ضوء هذه الحقيقة يلزمنا أن نعيش. “لأن الله يُحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي، إن كان خيرًا أو شرًا” (12: 14).

ثانيًا: العالم في سفر الجامعة:

“باطل الأباطيل الكل باطل” (1: 2)؛ هذا هو العالم بدون الله؛ أما بالله فحتى الأكل والشرب بل والتعب فيه خير للإنسان (2: 24). يتمتع الصالح في هذا العالم بالحكمة والمعرفة والفرح (2: 26).

ثالثًا: الحياة في سفر الجامعة:

مادام كل ما في الحياة حتى الأكل والشرب وغيرهما هو عطية الله ومن يده، لذا يليق بنا أن نقبل الحياة البسيطة المعتمدة على الله بكونها الحكمة الحقيقية. لنتعب ونجد في تعبنا خيرًا وفرحًا (2: 24).

لنطلب الحكمة لا محبة الغنى، فإن “ولدٌ فقير وحكيم خير من ملك شيخ جاهل” (4: 13).

لنعمل أيضًا بروح الجماعة فإن: “اثنان خير من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة… والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا” (4: 9، 12).

بالله يصير كل شيء نافعًا، فلا نقف في سلبيةٍ، بل نُجاهد بكل طاقتنا للانتفاع بعطايا الله لنا: “كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك” (9: 10).

يرى الجامعة عطايا الله كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:

  1. الحكمة: “رأيت أن للحكمة منفعة أكثر من الجهل، كما أن للنور منفعة أكثر من الظلمة” (2: 13)؛ “الحكمة صالحة مثل الميراث” (7: 11)؛ “الحكمة خير من أدوات الحرب” (9: 18)؛ “الحكمة خير من القوة” (9: 16).
  2. السمعة الطيبة: “الصيت خير من الدهن الطيب” (7: 1).
  3. طول الأناة: “طول الروح خير من تكبر الروح” (7: 8).
  4. الزواج: “التذ عيشًا مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياة باطلك التي أعطاك إيَّاها تحت الشمس” (9: 9).
  5. المغامرة الروحية والعطاء: “اِرم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة” (11: 1).
  6. الانتفاع بنور الشمس: “النور حلو وخير للعينين أن تنظرا الشمس” (11: 7).
  7. الانتفاع بالحداثة والشباب: “اِفرح أيها الشاب في حداثتك، وليُسرّك قلبك في أيام شبابك، واِسلك في طرق قلبك…” (11: 9).

أما إن فقدت الحياة معناها باعتزال الله فلا ينتفع الإنسان بشيء، بل يصير كل شيء باطلاً، مثل التعب والجهاد (1: 3-11)؛ الحكمة البشرية والمعرفة الزمنية 1: 13-18)؛ الضحك (2: 2)، الملذات الجسدية (2: 2)، الغنى والكرامة (2: 4-11)، الظلم والأنانية (4: 1-4)، التراخي والكسل (4: 5)، السلطة (4: 13؛ 9: 17)، شكليات العبادة الحرفية (5: 1 الخ…)

رابعًا: الإنسان في سفر الجامعة[22]:

كسائر الكتابات الحكيمة يُعالج سفر الجامعة أولاً وقبل كل شيء الحياة البشرية ومشاكلها.

  1. خلق الله الإنسان مستقيمًا (7: 29)، مقدمًا له الكثير لكي يشبع وتفرح أعماقه (5: 18 الخ)، وينعم عليه بالحياة المقدسة. لهذا يوصيه الجامعة أن يخفْ الله ويحفظ وصاياه، قائلاً: “لأن هذا هو الإنسان كله” (12: 13).
  2. مع هذا فالإنسان خاطئ (7: 20)، فقد الكرامة التي خلقه الله عليها (3: 11)، وصار يجهل خطة الله نحوه وعمله معه (8: 17)، وصارت الحكمة بعيدة عنه (7: 23)، فهو على حال غير ما يريده الله له (7: 27-29).
  3. يوجد الآن “الصدِّيق والشرير”، “الصالح والطالح”، “الطاهر والدنس” (9: 2). هذا أمر نسبي “لأنه لا إنسان صدِّيق في الأرض يعمل صلاحًا ولا يخطئ” (7: 20).
  4. أما من جهة النظام الاجتماعي فيوجد ملوك (رؤساء) وعبيد (10: 16)، ظالمون ومظلومون [4: 1؛ 5: 7)؛ أغنياء وطبقة كادحة (5: 11). على أي الأحوال الحكمة ليست إرثًا للأغنياء (4: 13؛ 9: 15). العمل (10: 18) والمشاركة (4: 9-12) أمران هامان.

الخضوع في بعض الأحيان هو أفضل من مواجهة الحكام الطغاة (10: 4-7).

بالنسبة للسعادة يقتنع البعض بنصيبهم (15: 18)، غير أن الآخرين يلازمهم التبرم (5: 9)، لأن رغباتهم طموحة جدًا (1: 13؛ 2: 1-3؛ 3: 11)، لهذا يغلبهم الإحساس بالإحباط[23].

  1. يُذكرنا السفر بحقيقة ثابتة لا يجب أن ننساها وهي أننا سنموت يومًا ما، وإن كل أحد سيُقدم حسابًا عن أعماله. هذا يحثنا بقوة لاستغلال الفرص الحاضرة (اُنظر 2: 14-16؛ 3: 17-21؛ 5: 15-16؛ 6: 12؛ 8: 7-8؛ 9: 2-6، 12: 1-7)[24].

خامسًا: الحكمة في سفر الجامعة:

تكررت كلمة “حكمة hokma” و”حكيم hakam” 44 مرة في هذا السفر. الحكمة تخص الله وحده، وهو يهبها لبني البشر (2: 26). ولئلاَّ نظن أنها مجرد أمور عقلانية لذلك يقدم لنا أمثلة كيف تُفهم الحكمة العملية (8: 2-6، 10: 1-11؛ 11: 6). وقد جاء تحذير الجامعة النهائي يؤكد أن الحياة ليست معرفة مجردة لكنها عمل (12: 12-14)[25].

وهناك علاقة وثيقة بين الحكمة والسعادة، فالحكمة تنير وجه الإنسان وتغير طبيعته الصلبة والجافة إلى الحب والحنو (8: 1). إنها تُحيي صاحبها (7: 12).

الإطار العام:

  1. مقدمة                                                [1-4].
  2. موضوع السفر: بطلان العالم                         [1: 2].
  3. البراهين على بطلان العالم

أ. شهادة الطبيعة                                [1: 3-11].

ب. السعي وراء الحكمة البشرية باطل          [1: 12-18].

ج. السعي وراء الملذات الحسِّية باطل [2: 1-3].

د. السعي وراء الغنى والجاه باطل              [2: 4-26].

هـ. شهادة العالم                               [3].

و. شهادة المجتمع                               [3].

  1. التطبيق العملي

أ. الحب العملي أفضل من شكليات العبادة        [5].

ب. الحياة السعيدة أفضل من الجمع              [6].

ج. الحكمة العملية والحياة الأبدية                [7].

د. الحكمة العملية والسلوك الهادف              [8].

 هـ. الحكمة العملية هبة إلهية                  [9].

و. الحذر حتى من الصغائر           [10].

ز. الجهاد المملوء حبًا                          [11].

ح. الجهاد المبكر                               [12: 1-7].

  1. الخلاصة: يمكن التغلب على البطلان                  [12: 8-14].

فاصل

سفر الجامعة: 123456789101112

تفسير سفر الجامعة: مقدمة123456789101112

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى