تفسير سفر الخروج ٨ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثامن

 الضربة الثانية : ضربة الضفادع 

 الآيات (1-15):”قال الرب لموسى ادخل إلى فرعون وقل له هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني. وان كنت تأبى أن تطلقهم فها أنا اضرب جميع تخومك بالضفادع. فيفيض النهر ضفادع فتصعد وتدخل إلى بيتك وإلى مخدع فراشك وعلى سريرك وإلى بيوت عبيدك وعلى شعبك والى تنانيرك وإلى معاجنك. عليك وعلى شعبك وعبيدك تصعد الضفادع. فقال الرب لموسى قل لهرون مد يدك بعصاك على الأنهار والسواقي والآجام واصعد الضفادع على ارض مصر. فمد هرون يده على مياه مصر فصعدت الضفادع وغطت ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم واصعدوا الضفادع على ارض مصر. فدعا فرعون موسى وهرون وقال صليا إلى الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي فأطلق الشعب ليذبحوا للرب. فقال موسى لفرعون عين لي متى اصلي لأجلك ولأجل عبيدك وشعبك لقطع الضفادع عنك وعن بيوتك ولكنها تبقى في النهر. فقال غدا فقال كقولك لكي تعرف أن ليس مثل الرب إلهنا. فترتفع الضفادع عنك وعن بيوتك وعبيدك وشعبك ولكنها تبقى في النهر. ثم خرج موسى وهرون من لدن فرعون وصرخ موسى إلى الرب من اجل الضفادع التي جعلها على فرعون. ففعل الرب كقول موسى فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول. وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الأرض.”

1.     مرة أخرى هي أحكام موجهة ضد آلهتهم فالضفادع كانت مفرزة للإله أوزريس. والإله بتاح رمزه الضفدعة. ويسمونها ملكة العالمين الدنيا والآخرة. وهي بالنسبة لهم رمز للخصب والنماء. ويقولون أن إنتفاخها علامة وحي إلهي. فسمح الله بهذه الضربة لكي يخجلهم من آلهتهم بل تصير آلهتهم ضربة كبرى لهم.

2.     حين أخرج السحرة الضفادع فهم لم يخلقوها بل بقوة سحرهم استطاعوا أن يخرجوها من أماكنها لكنهم أيضاً لم يستطيعوا أن يعيدوها حيث كانت ويخلصون المصريين منها.

3.     هي ضفادع حقيقية والدليل أنها حين ماتت أنتنت.

4.     تشير الضفادع بنقيقها المزعج لكثيري الكلام بالأمور الباطلة الذين بلا عمل إيجابي.

5.     إن كان فرعون قد ألزم الشعب بالعمل في الطين فقد كان تأديبه أن تقفز الضفادع من الطين بشكلها القبيح ورائحتها غير المقبولة وصوتها المزعج وتقتحم مائدته وسريره..

آية (3): تنانيرك= أفران الخبز

آية (9): طلب موسى من فرعون أن يعين وقت ليصلي فيه حتى لا يظن فرعون أن قطع الضفادع كان صدفة. بل أن رفعها كان بصلاته. تبقى في النهر= أي تبقى بوفرة تذكاراً لقوة الله في هذه الضربة.

آية (10): فقال غداً= ولم يقل الآن لأنه كان له أمل أن تنقطع الضفادع دون الحاجة إلى موسى.

آية (15): ولم يسمع لهما= لاحظ أن فرعون بعناده يجلب على نفسه مزيد من الضربات.

 

الضربة الثالثة: ضربة البعوض 

 

الآيات (16-19): “فلما رأى فرعون انه قد حصل الفرج اغلظ قلبه ولم يسمع لهما كما تكلم الرب. ثم قال الرب لموسى قل لهرون مد عصاك واضرب تراب الأرض ليصير بعوضا في جميع ارض مصر. ففعلا كذلك مد هرون يده بعصاه وضرب تراب الأرض فصار البعوض على الناس وعلى البهائم كل تراب الأرض صار بعوضا في جميع ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا وكان البعوض على الناس وعلى البهائم.”

كان المصريين أشهر أمة في النظافة. وكان الكهنة يستحمون مساءً وصباحاً ويلبسون كتاناً نقياً ولا يلمسون شيئاً نجساً ويحترسون من التدنس بالبعوض والقمل. فضربهم الله بالبعوض وفي هذه الضربة وما بعدها فشل العرافون أن يصنعوا مثلها فهي تشتمل على إيجاد حياة وعجيب هو الله فهو يشعرهم بضعفهم فها هم لا يستطيعون مقاومة أحقر وأضعف المخلوقات وهي البعوض. واضطر السحرة للاعتراف بأن هذا قوة إلهية= أصبع الله.

 

الضربة الرابعة: ضربة الذبان 

 

الآيات (20-32): “فقال العرافون لفرعون هذا إصبع الله ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب. ثم قال الرب لموسى بكر في الصباح وقف أمام فرعون انه يخرج إلى الماء وقل له هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني. فانه أن كنت لا تطلق شعبي ها أنا أرسل عليك وعلى عبيدك وعلى شعبك وعلى بيوتك الذبان فتمتلئ بيوت المصريين ذباناً وأيضاً الأرض التي هم عليها. ولكن أميز في ذلك اليوم ارض جاسان حيث شعبي مقيم حتى لا يكون هناك ذبان لكي تعلم أني أنا الرب في الأرض. واجعل فرقا بين شعبي وشعبك غدا تكون هذه الآية. ففعل الرب هكذا فدخلت ذبان كثيرة إلى بيت فرعون وبيوت عبيده وفي كل ارض مصر خربت الأرض من الذبان. فدعا فرعون موسى وهرون وقال اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض. فقال موسى لا يصلح أن نفعل هكذا لأننا إنما نذبح رجس المصريين للرب إلهنا أن ذبحنا رجس المصريين أمام عيونهم أفلا يرجموننا. نذهب سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا كما يقول لنا. فقال فرعون أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية ولكن لا تذهبوا بعيدا صليا لأجلي. فقال موسى ها أنا اخرج من لدنك واصلي إلى الرب فترتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه غدا ولكن لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب. فخرج موسى من لدن فرعون وصلى إلى الرب. ففعل الرب كقول موسى فارتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه لم تبق واحدة.”

كان المصريون وغيرهم من الشعوب الوثنية يعبدون آلهة تقوم بطرد الذباب مثل بعل زبوب إله عقرون وهركيوليس وغيرهم. وهنا كشف الله عجز آلهتهم. والذباب يأتي بالأمراض للإنسان. ويبدو أن الضربة اشتملت على هوام مؤذي أيضاً للمواشي وبعض الحشرات المؤذية للزروع والنباتات لذلك قيل خربت الأرض من الذبان (آية24). ولكن ميز الله بين أرض المصريين وأرض جاسان أرض شعب الله التي لم يصبها الذبان، وبهذا يعلم فرعون أن يهوه هو الله.

(آية25): فرعون يسمح لهم بأن يذبحوا (يقدموا العبادة لله) لكن في أرض مصر. هكذا إبليس يماطل حتى لا يطلق الخاطئ من يده، يريده عبداً له كل الحياة.

(آية26) موسى يرفض التفاوض مع فرعون ويقدم عذراً وجيهاً وهو.. كيف نذبح أمام المصريين حيوانات هم يقدسونها ويعبدونها أمام عيونهم.

(آية28): لا تذهبوا بعيداً= فرعون يماطل حتى يستطيع أن يعيدهم للعبودية ثانية.

فاصل

سفر الخروجأصحاح 8
تفاسير أخرى لسفر الخروج أصحاح 8

فاصل

تفسير خروج 7 تفسير سفر الخروج
القمص أنطونيوس فكري
تفسير خروج 9
تفسير العهد القديم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى