تفسير سفر عزرا ٦ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح السادس
الآيات 1-5
حينئذ امر داريوس الملك ففتشوا في بيت الاسفار حيث كانت الخزائن موضوعة في بابل. فوجد في احمثا في القصر الذي في بلاد مادي درج مكتوب فيه هكذا تذكار. في السنة الاولى لكورش الملك امر كورش الملك من جهة بيت الله في اورشليم ليبن البيت المكان الذي يذبحون فيه ذبائح ولتوضع اسسه ارتفاعه ستون ذراعا وعرضه ستون ذراعا. بثلاثة صفوف من حجارة عظيمة وصف من خشب جديد ولتعط النفقة من بيت الملك. وايضا انية بيت الله التي من ذهب وفضة التي اخرجها نبوخذنصر من الهيكل الذي في اورشليم واتى بها الى بابل فلترد وترجع الى الهيكل الذي في اورشليم الى مكانها وتوضع في بيت الله.
بيت الأسفار = بيت الكتب حيث تحفظ الوثائق الهامة. أحمثا = مصيف الملوك ويظهر أن الكتابات الهامة القديمة (فهى من أيام كورش) قد نقلت إلى هناك وهناك إحتمال آخر أن مشيرو الملك الذين تم رشوتهم (5:4) أخفوا الدليل (أمر كورش) فى هذا المكان والله أراد كشفه الآن ليتم البناء دَرج = كانوا قديماً يكتبون على قطعة من نسيج الكتان أو الرقوق عند كل من طرفيها قضيب خشب يلف الدرج عليه.
إرتفاعه ستون ذراعاً = إرتفاع القدس وقدس الأقداس على التوالى (20، 30 ذراع) وكون أن الملك يعطى تصريح بأن يكون الإرتفاع ستون ذراعاً فهذا لا يعنى أنه يتدخل فى إرتفاع القدس او قدس الأقداس بل أقصى إرتفاع للمبانى الملحقة بالهيكل بثلاث صفوف من حجارة عظيمة = هذه إشارة لطريقة بناء الحوائط وبناء الغرفات عليها.
الآيات 6-12
والان يا تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاءكما الافرسكيين الذين في عبر النهر ابتعدوا من هناك. اتركوا عمل بيت الله هذا اما والي اليهود وشيوخ اليهود فليبنوا بيت الله هذا في مكانه. وقد صدر مني امر بما تعملون مع شيوخ اليهود هؤلاء في بناء بيت الله هذا فمن مال الملك من جزية عبر النهر تعط النفقة عاجلا لهؤلاء الرجال حتى لا يبطلوا. وما يحتاجون اليه من الثيران والكباش والخراف محرقة لاله السماء وحنطة وملح وخمر وزيت حسب قول الكهنة الذين في اورشليم لتعط لهم يوما فيوما حتى لا يهداوا. عن تقريب روائح سرور لاله السماء والصلاة لاجل حياة الملك وبنيه. وقد صدر مني امر ان كل انسان يغير هذا الكلام تسحب خشبة من بيته ويعلق مصلوبا عليها ويجعل بيته مزبلة من اجل هذا. والله الذي اسكن اسمه هناك يهلك كل ملك وشعب يمد يده لتغيير او لهدم بيت الله هذا الذي في اورشليم انا داريوس قد امرت فليفعل عاجلا.
حقاً فقلب الملك فى يد الله وها نحن نجد الملك يصدر أمراً للوالى بأن يكمل بناء الهيكل. ويظهر من لغة الكلام أن الملك كان يميل لليهود فديانة الفرس تعتقد بوجود إله واحد وهم (ومنهم هذا الملك غالباً) لا يميلون لعبادة الأصنام (ونلاحظ وجود مذاهب متعددة فكان كورش يمجد آلهة بابل، ولكن هناك ملوك مثل هذا الملك كانوا يؤمنون بمبدأ الإله الواحد فتوافقوا فى هذا مع اليهود). الصلاة لأجل حياة الملك = من هذا يتضح أن الملك مقتنع بقوة صلاة شعب الله عنه، ألم نسمع أن عين الله كانت على شعبه فهل بعد هذا يمكن ان نخاف من أى أعداء للكنيسة. هنا نرى الله يوقف عمل الشيطان متى أراد إذا كان هناك أناس مخلصين يعملون بجد. لقد هاج الشيطان وأوقف العمل ولكن العمل عاد ومعه بركات أكثر من الأول.
الايات 13-15
حينئذ تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاؤهما عملوا عاجلا حسبما ارسل داريوس الملك. وكان شيوخ اليهود يبنون وينجحون حسب نبوة حجي النبي وزكريا ابن عدو فبنوا واكملوا حسب امر اله اسرائيل وامر كورش وداريوس وارتحششتا ملك فارس. وكمل هذا البيت في اليوم الثالث من شهر اذار في السنة السادسة من ملك داريوس الملك.
عملوا عاجلاً = هم خافوا من امر الملك. ولكن نفهم أن روح الله يحرك الجميع أكملوا حسب أمر إله إسرائيل = الله أمر أولاً وإستجاب لهُ الملك. والملك أمر وإستجاب لهُ الولاة. لكن الذى بدأ هو الله وهو أيضاً الذى أمال قلوب الشعب ليعملوا ويبنوا
كورش وداريوس وأرتحشستا = كورش وداريوس هستاسبس أصدروا أوامر بالبناء اما أرتحشستا (قمبيز) فأصدر أمراً بوقف البناء ولكن البناء إستمر شهوراً فى عهده حتى صدر الأمر بالتوقف. او يكون أرتحشستا هو لونجيمانوس ويكون ذكره هنا لتكريمه لأنه هو الذى أصدر أمراً ببناء السور.
الآيات 16-18
وبنو اسرائيل الكهنة واللاويون وباقي بني السبي دشنوا بيت الله هذا بفرح. وقربوا تدشينا لبيت الله هذا مئة ثور ومئتي كبش واربع مئة خروف واثني عشر تيس معزى ذبيحة خطية عن جميع اسرائيل حسب عدد اسباط اسرائيل. واقاموا الكهنة في فرقهم واللاويين في اقسامهم على خدمة الله التي في اورشليم كما هو مكتوب في سفر موسى.
إثنى عشر تيساً = العدد 12 يدل على وجود أعداد من كل الأسباط وأنهم عادوا للإتحاد فالتأديب أعادهم كشعب واحد. ولذلك فى آية (16) قال وبنو إسرائيل فهنا عزرا يرى أن الشعب شعب واحد والكهنة واللاويين هم للجميع.
الآيات 19-22
وعمل بنو السبي الفصح في الرابع عشر من الشهر الاول. لان الكهنة واللاويين تطهروا جميعا كانوا كلهم طاهرين وذبحوا الفصح لجميع بني السبي ولاخوتهم الكهنة ولانفسهم. واكله بنو اسرائيل الراجعون من السبي مع جميع الذين انفصلوا اليهم من رجاسة امم الارض ليطلبوا الرب اله اسرائيل. وعملوا عيد الفطير سبعة ايام بفرح لان الرب فرحهم وحول قلب ملك اشور نحوهم لتقوية ايديهم في عمل بيت الله اله اسرائيل
لا يذكر العهد القديم إلا خمسة أعياد للفصح
1- عند جبل سيناء (عد 5:9)
2- فى الجلجال (يش 10:5)
3- فى زمان حزقيا
4- فى زمان يوشيا
5- والآن فى زمان زربابل.
وكل من هذه الأعياد الخمسة دل على إصلاح العبادة وتجديد العهد بين الله وشعبه. ونلاحظ قولهُ بفرح آية (22) فالفرح يصاحب تجديد العهد مع الله بالتوبة. ونحن لا نفرح سوى بذبيحة الصليب فصحنا الحقيقى. وفى (20) لإخوتهم الكهنة ولأنفسهم = ذبح اللاويون الفصح للكهنة ولأنفسهم ليتفرغ الكهنة لخدمتهم الأخرى. الذين إنفصلوا إليهم = هم إما1- الراجعون من السبى أو 2- الإسرائيليون الذين بقوا فى البلاد زمان السبى وإنفصلوا عن رجاسات أمم الأرض 3- ربما كانوا من السامريين أو الونيين الذين تابوا وإنفصلوا عن آلهتهم وتهودوا. ملك أشور = كان داريوس ملك فارس وأشور تتبعه فيجوز تسميته ملك أشور كما أسماه من قبل ملك بابل. وهو يسميه ملك أشور هنا حتى يذكر القارىء بأن ما بدأه ملك أشور السابق بتشتيت الشعب أنهاه ملك فارس هذا وها هم يجتمعون ثانية وهذا ما يفرحهم. ويفرحهم أيضاً أن الله أمال قلب ملك فارس نحوهم وأن الله قواهم فى بناء البيت.
تفسير عزرا 5 |
تفسير سفر عزرا |
تفسير عزرا 7 |
تفسير العهد القديم |