تعليقات لامعة على سفر التكوين للقديس كيرلس الكبير

المقالة السابعة: عن بركة يعقوب لأبنائه الاثنا عشر

 

هدف حديثنا هو شرح كل قول من الأقوال التي قالها يعقوب لأبنائه والتي أعلن فيها عن أحداث سوف تحدث لهم في مستقبل الأيام. لكننا نعترف مسبقاً بأنه صعب جداً للمرء أن يفهم كل ما قيل فهماً عميقاً، إذ أن حديث يعقوب غير واضح لكثيرين ، وكذلك أيضا هو غامض ورمزي[1]

حسناً، يخبر يعقوب أولاده عما سوف يحدث في الأيام الأخيرة ، ذاكراً لهم أيضا أحداثاً حدثت في الماضي ومحصياً أخطائهم . لقد ابتدأ برأوبين ، وبعد ذلك مباشرة شمعون ولاوي . لكنني أتساءل : من يتجرأ ويقول إن البركة هي مجرد تذكر أخطاء الماضي، وأنها لا تخفي وراء أقوالها أي مفهوم عميق؟ أقول إن الحديث عميق ، وليس سطحياً بالنسبة للذين يريدون إدراك مفهوم أقوال البركة. الحديث المسجل في الكتاب يخبرنا عن النبوة الخاصة بهؤلاء الذين قيلت لهم هذه الأقوال ، وكذلك هل هذه النبوة تخص كل سبط على حدة ، ومن سيكون بعد مرور الأوقات ، ولمن سوف تصير هذه النبوة ، وما هي نهاية الأمور المتعلقة بها ؟

والجدير بالملاحظة ، أنه يخبرنا بواسطة الحديث عن الأمور التي حدثت بالفعل عما سوف يحدث في المستقبل ، وأيضا عن طريق سرد الأسماء يجعل تفسيرها کرسالة مسبقة وإنباء واضحة لهم عما سوف يحدث.

نقرأ ما يلي : « ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا واسمعوا یا يعقوب. واصغوا إلى إسرائيل أبيكم » ( تك 1:49 – 2) .

فاصل

  1.  يقصد بأنه غامض ، أي يحتاج إلى توضيح . ويقصد بأنه مجازي أو ذو مغزی ، أي رمزي يشير إلى مفهوم يختفي وراء الحرف ، نحن هنا أمام القديس كيرلس المفسر الذي ينتمي لمدرسة الإسكندرية الرمزية

فاصل

المقالة السادسة

تعليقات لامعة على سفر التكوين
البابا كيرلس عمود الدين
فهرس

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى