افرحوا في الرب كل حين
“اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا.” (في 4:4)
كان الفرح الأبدي والمسرة الحقيقية قد انقطع عن الإنسان بعد خطية آدم ، وظل الإنسان محروماً منها إلى أن تقبل الإنسان بشارة الميلاد بالمسيح.
والفرح في الإيمان المسيحي من أخص خصائصه أنه عطية سماوية لا تنزع من الإنسان طالما هو ممسك بالمسيح “ولا أحد يقدر أن ينزع فرحكم منكم” ( يو 16 : 22). هو عطية ثابتة تتحدى العالم ورئيس هذا العالم ولا تتوقف حتى بالموت . فإن كانت الضيقات والأحزان هي من طبيعة هذا الدهر ، فالفرح المسيحي هو طبيعة الزمن الحاضر.
وإن كان الفرح الذي في العالم وقتياً وزمنياً ويتغير سريعاً إلى حزن ؛ فإن فرح الإيمان هوفرح حقيقي يدوم ولا يتغير ، فرح يفوق الوصف والعقل ، ويصفه الكتاب بأنه “فرح لا ينطق به ومجيد » . فهو فرح بالمسيح القائم في المجد .
والذي وضع أساس الفرح هو المسيح ذاته حينما واجه شيطان الحزن والألم ، واستلمه الرسول بولس بعد ذلك وجعله وسيلة الغلبة على الشيطان ليقول : “والآن أنا أفرح في آلامي لأجلكم” ( كو 1 : 24 ) ، “افرحوا وأقول أيضاً افرحوا” ( في 4 : 4 ) .
أما سند هذا الفرح الأبدي الذي يضمن خلوده في الإنسان هو شخص المسيح نفسه الذي يؤمنه بوجوده معنا “أنا معكم كل الأيام إلى القضاء الدهر”.
وهكذا يصبح الإيمان المسيحي بالفرح هو بمثابة كارت مرور فوق العالم وإقرار سري أننا من أبناء الملكوت .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين