الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد
تفسير سفر الرؤيا اصحاح 2 – كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
الأصحاح الثاني
رسائل الأربع الكنائس الأولى
مقدمة عامة للكنائس السبع:
يجدر بنا هنا وقبل الدخول في الرسائل الموجهة للكنائس السبع إيضاح بعض الأمور والسمات المتعلقة بهذه الكنائس.
أولًا : وجهت هذه الرسائل إلى السبع كنائس التي في آسيا الصغرى (تركيا) ولكنها رسائل إلهية رعوية توجه للكنيسة في كل زمان وكل مكان.
ثانيًا: وجهت الرسائل كلها لاسم الاسقف “ملاك الكنيسة” لأنه المسئول من قبل الله على خدمة كنيسته ولكن في المعنى الروحي فالرسالة موجهة لكل خادم، بل لكل الشعب أيضًا لعلاج الأمراض الروحية.
ثالثًا : هناك سمات عامة اشتركت فيها هذه الرسائل مثل:
- بدأت كل الرسائل بفعل الأمر “أكتب إلى..” وهذا الأمر كان موجهًا ليوحنا بالطبع.
- “هذا ما يقوله” تكررت في كل الرسائل وهي إشارة للسيد المسيح؛ ثم تلتها صفة من صفات السيد التي تناسب حالة الكنيسة التي يوجه إليها الرسالة كما سيتضح في التفسير.
- تكرار تعبيرات مثل: “أنا عارف” قبل بدء الحديث، وعبارة “من له أذن للسمع فليسمع” بعد النصيحة والتحذير، وتعبير “من يغلب” قبل الوعد بمكافأة الغالب.
(1) كنيسة أفسس (ع 1-7)
(2) كنيسة سميرنا (ع8-11)
(3) كنيسة برغامس (ع12-17)
(4) كنيسة ثياتيرا (ع18-29)
(5) كنيسة ساردس (رؤ 3: 1-6)
(6) كنيسة فيلادلفيا (رؤ 3: 7-13)
(7) كنيسة لادوكية (رؤ 3: 14-22)
(1) كنيسة أفسس (ع 1-7):
1«اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ: هَذَا يَقُولُهُ الْمُمْسِكُ السَّبْعَةِ الْكَوَاكِبَ فِي يَمِينِهِ، الْمَاشِى فِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: 2 أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلًا، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ. 3 وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِى وَلَمْ تَكِلَّ. 4 لَكِنْ، عِنْدِى عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. 5 فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلاَّ، فَإِنِّى آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ، وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ. 6 وَلَكِنْ عِنْدَكَ هَذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضًا. 7 مَنْ لَهُ أُذُنٌ، فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ، فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ.
ع1: “أفسس”: عاصمة إقليم آسيا الصغرى في ذلك الزمان، وكنيستها أسسها القديس بولس ثم كانت مركزًا لخدمة القديس يوحنا أيضًا، واشتهرت لسبب كونها ميناء بحرى ولوجود هيكل “أرطاميس” الوثني الشهير بها وعرف عنها فسادها ومقاومتها للمسيحية أولًا، وفقدت شهرتها بالتدريج بعد انتقال مركز المسيحية إلى القسطنطينية في القرن الرابع ودمرت تمامًا على يد الأتراك في القرن الرابع عشر.
“ملاك الكنيسة” : لا يوجد يقين عن شخص أسقف هذه الكنيسة ولكنه أحد شخصين لا ثالث لهما، إما القديس تيموثاوس تلميذ بولس الرسول أو الأسقف “أونيسيموس” والمذكور في رسائل القديس أغناطيوس.
“الممسك … الماشى” : راجع شرح (رؤ 1: 13-16) فالإشارة هنا لسلطان ورعاية السيد المسيح للأساقفة والكنائس.
ع2: أنا عارف أعمالك وتعبك : يبدأ السيد المسيح بتقديم نفسه بصفة “العارف” أي الفاحص والعالم بكل شيء وهي صفة يجب أن نتذكرها دوما … فتذكرها، يذكرنا بالدينونة العادلة إذا أهملنا، ويعطى لنا الرجاء بأن كل تعب وجهاد مقدم من أجل الله غير منسى أمامه.
صبرك : شهادة من المسيح على جهاد وصبر وإحتمال خادمه.
لا تقدر أن تحتمل : مديح آخر من السيد المسيح لهذا الأسقف بأن نفسه لا تحتمل مهادنة أو مسايرة أو موافقة الأشرار على شرهم.
جربت : أي فحصت دعواهم وكرازتهم وادعاءاتهم الباطلة بأنهم مسيحيون ووجدتهم يهودًا مندسين كل هدفهم هو هدم الإيمان المسيحي.
يمتدح ملاك الكنيسة لأجل خدمته وأتعابه فيها واحتمال الضيقات بصبر ورفضه لكلام الأشرار واهتمامه بفحص المعلمين الكذبة لفضح تعاليمهم الكاذبة.
ع3: يستمر في مدح الأسقف في العدد السابق، ويضيف صفة جديدة وهو أنه “لم يكل” وهي صفة المثابرة في الخدمة التي لا تعرف ولا تعترف بالإحباط واليأس.
† تميز هذا الأسقف بالتعب في الخدمة والصبر في الضيقات. فليتك لا تتذمر من كثرة المسئوليات أو من مضايقة الآخرين لك، فتعبك غالٍ جدًا عند الله وسيكافئك عليه، فثابر فيه من أجله.
ع4: بعد أن مدح السيد المسيح أسقفه على ما تمتع به من فضائل في حياته الرعوية يبدأ في توجيه العقاب له، وليتنا نتعلم هذه الصفة من السيد المسيح والتي استخدمها مع كل الأساقفة، لأنها تحمل الكثير من الرقة والإحساس بالآخر، وهي المدح قبل العتاب.
عندى عليك : أي هناك ما يؤخذ عليك وتدان عليه.
تركت محبتك الأولى : هذا هو مرض هذه الكنيسة أو أسقفها، فمع كثرة العمل والخدمة والمشاكل والحروب ضاعت مشاعر محبته الأولى للمسيح، ودخل الفتور والروتين إلى الحياة الروحية، وهو مرض قد لا يشعر به الإنسان ولكن أمام الله هو شر عظيم، فإن “أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر إحتقارًا” (نش8: 7).
ع5: يدخل السيد المسيح في العلاج مباشرة….
أذكر من أين سقطت وتب : إرجع إلى نفسك وحاسبها وابحث عن أسباب بداية هذا السقوط في محبتك نحوى، وعند إدراك هذه الأسباب تستطيع أن تقدم توبة حقيقية لتجنب ما أسقطك في هذا المرض … ويعلمنا السيد المسيح في مثل الابن الضال بأن التوبة والرجوع بدأت بحساب النفس “فرجع إلى نفسه” (لو15: 17)، وهو ما تفطِّنا وتعلمنا الكنيسة إياه أيضًا.
† إحرص على دقائق قليلة تجلس فيها مع الله ونفسك قبل اللقاء مع أب اعترافك حتى تستقيم توبتك.
إعمل الأعمال الأولى : عد إلى ما اعتدت أن تفعله بحب سابقًا، ولعل المقصود هنا أعمال المخدع مثل الصلاة الحارة التي تلهب القلب بمحبة الله.
آتيك عن قريب … : ليس مقصودًا المجيء الثاني، ولكن المقصود الإنذار بعقوبة أرضية لغير التائب أو غير المستجيب للإنذار، فالله في حبه وحنانه نحو خليقته هو عادل أيضًا ومؤدِّب لغير التائبين فيسمح لهم أحيانًا بعقوبة أرضية إذا كان هذا يفيدهم.
أزحزح منارتك : أي مكانتك أنت كأسقف أو خادم إذ كان ينبغي أن تكون نورًا لشعبك. وتأتى أيضًا المنارة بمعنى الكنيسة، فإن لم تتب الكنيسة عن خطيتها مثل اهتمامها بالإداريات على حساب الروحيات ومحبة الله يكون مصيرها أيضًا الزوال.
يعطيه حلا لمشكلته وهو التوبة السريعة والرجوع لعبادته وخدماته الأولى باهتمام وحرارة، وينذره إن لم يتب أنه سيعاقبه ويفقد مكانته عند الله وقد تنزع منه خدمته.
ع6: بعد لوم السيد المسيح الشديد وتقديم العلاج الحاسم لهذه الكنيسة وأسقفها، يعود فيشجع قبل أن يختم كلامه ….
عندك هذا: أي يحسب لك … وهي عكس تعبير عندى عليك.
أعمال النقولاويين : هم أتباع “نيقولاوس” أحد الشمامسة السبعة (أع6: 5) وقد نسب إليهم أنهم أباحوا “الزنا” …!! والنهم في الملذات بلا ضابط، ولهذا حرمتهم الكنيسة ولكنهم وجدوا مكانًا في “أفسس” ولهذا قاومهم ووبخهم الأسقف.
عاد هنا فشجعه لتدقيقه في الإيمان ورفضه للمبتدعين وهم النيقولاويين.
† يفرح المسيح عندما يجد خادمه يكره ما لا يحبه هو … وهذا التصريح هو لنا جميعًا؛ ولهذا يا إلهي نسأل روحك القدوس أن يعمل فينا بقوة حتى تتحد إرادتنا بإرادتك، فلا نفعل أو نصنع شيئًا على غير رضاك أو بغير مشيئتك.
ع7: من له أذن فليسمع : تعبير استخدمه السيد مع الكنائس ومعناه وجوب سماع صوته والعمل به وأن من يتجاهل كلام الله كالأطرش الذي بلا أذنين.
ما يقوله الروح : أي ما أعلنه السيد المسيح في رؤياه ليوحنا يعلنه أيضًا الروح القدس للكنائس في كل زمان ومكان وهي إعلانات كما سبق وقلنا واجبة الطاعة والتنفيذ.
مَنْ يغلب: تعبير أيضًا تكرر وهو تعبير غنى في معانيه:
- أي إمكانية النصرة والغلبة متاحة لجميع المؤمنين وليست صعبة طالما أحبوا وأطاعوا الله.
- أن الإنهزام يرجع للإنسان نفسه إذا رفض الوصية وعمل الروح القدس في حياته.
- أن هناك من قد يخسر كل شيء مهما كانت مكانته في الكنيسة، فالخلاص ليس مضمونًا للإنسان طالما لم يصونه بالتوبة الدائمة والجهاد الروحي حتى لو كان أسقفًا.
شجرة الحياة : تشير إلى المسيح نفسه بأنه أغلى مكافأة للغالب فيتمتع بالشبع منه في الفردوس والحياة الأبدية، وكلمة وسط الفردوس تشير إلى وجود المسيح في وسط كل أولاده، وأن رؤياه ستكون متاحة للجميع.
يدعوه لطاعة هذا الكلام الموجَّه إليه ويشجعه بالمكافأة التي سينالها وهي الشبع بالمسيح في الأبدية.
(2) كنيسة سميرنا (ع8-11):
8«وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا: هَذَا يَقُولُهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الَّذِي كَانَ مَيْتًا فَعَاشَ. 9 أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضَيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ، مَعَ أَنَّكَ غَنِىٌّ، وَتَجْدِيفَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ هُمْ مَجْمَعُ الشَّيْطَانِ. 10 لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِىَ بَعْضًا مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ، فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ. 11 مَنْ لَهُ أُذُنٌ، فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ، فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ الثَّانِي.
ع8: سميرنا: هي مدينة تقع شمال أفسس وهي ميناء على بحر إيجة واشتهرت بالتجارة والغنى، أما اليوم فتعرف بإسم مدينة (أزمير) التركية … وأسقفها هو الشهيد “بوليكاربوس” تلميذ القديس يوحنا الرسول، وكنيسة سميرنا هي الكنيسة الوحيدة التي لم يعاتبها السيد المسيح على خطأ واضح كباقى الكنائس ولكن رسالته لها كانت رسالة تشجيعية بالأكثر.
الأول والآخر … ميتا فعاش: راجع شرح (رؤ 1: 11، 17، 18).
لما كانت كنيسة سميرنا كنيسة متألمة من الاضطهاد والعذابات حتى الموت، يقدم السيد هنا نفسه الإله الأزلي الأبدي لتستهين بالآلام الوقتية لأن إلهها يرفعها فوق الآلام الزمنية ويعطيها الحياة الأبدية، وهو أيضًا منتصر إجتاز الموت وهزمه بالقيامة ليعطى الكنيسة عزاءً في أنه تألم قبلًا كما تتألم هي الآن فهو يشاركها وهي تتمثل به؛ كذلك يعطيها رجاءً بأن بعد الموت حياة وبعد الاضطهاد سعادة أبدية.
ع9: أنا أعرف أعمالك وضيقتك : كلمة تشجيع للأسقف والكنيسة، فكل تعبك وإحتمالك ماثل أمامي وأنا لا أنسى أبدًا تعب المحبة أو احتمال الضيقات من أجل اسمى.
فقرك : أي فقرك المادي وسط مدينة سميرنا الغنية وهي إحدى الضيقات التي مرت بها الكنيسة.
مع أنك غنى : ولكن ما يراه العالم فقرًا فيك أراه أنا غنى، فأنت غنى بإيمانك السليم وقدوتك لكنيستك.
تجديف القائلين أنهم …: يوضح لنا السيد هنا أن شوكة الاضطهاد الأولى كانت من اليهود الذين قاوموا المسيحية بعنف معتقدين بذلك أنهم يهود حقيقيون يرضون الله، ولكن المسيح يصف كل من يضطهد كنيسته بأنه مجمع شياطين.
† صديقى العزيز … أيهما أهم عندك … أن تكون غنيًا في نظر الله أم العالم بمقاييسه المادية؟ ليتنا نكون فقراء في العالم ولكن أغنياء عند الله .. فكما أن الغنى المادي حروبه كثيرة هكذا أيضًا الغنى الروحي بركاته كثيرة، في ذلك الحين فقط نفهم قول بولس الرسول “كفقراء ونحن نغنى كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء” (2 كو6: 10). فاهتم بحياتك الروحية ولا تنزعج من الضيقات المالية مهما اغتنى من حولك.
ع10: لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به : يزيد السيد المسيح من تشجيعه للكنيسة ومؤازرتها ويؤكد أن الألم سوف يستمر لفترة أخرى، ويكشف لنا أيضًا أن الشيطان بحسده وهياجه هو المدبر لاضطهاد الكنيسة الجديدة حتى يفنى إيمانها، ولكن ينبغي على الكنيسة ألا تخاف طالما المسيح يسندها في آلامها، حتى لو تمكن الشيطان في جولاته الأولى من إلقاء بعض منهم في السجون.
عشرة أيام : التعبير هنا رمزي ولا يدل على معناه الحرفي بل للتعبير عن قصره، والمقصود أنه بالرغم من شدة الضيقة ستكون محدودة المدة، وخاصة إذا ما قورنت بأمجاد الأبدية الغير محدودة.
كن أمينًا : يزيد السيد المسيح في تشجيع أسقف هذه الكنيسة بحثِّه على الثبات في الإيمان حتى نهاية العمر، فالمكافأة كبيرة في المقابل عندما يتوَجه الله بإكليل السعادة في الحياة الأبدية.
ليزيل الله قسوة التجربة عنه، أعلمه أنها مؤقتة وشجعه أن يستمر في التمسك بإيمانه وأمانته في حياته لانه قد أعد له إكليلًا عظيمًا في السماء.
ع11: الموت الثاني : الموت الأول هو موت الجسد الذي سيجتازه كل البشر، أما الموت الثاني فهو الموت الروحي والهلاك الأبدي وهو موت لا يصيب المؤمنين الحائزين على إكليل الحياة؛ وهو ما قال عنه الرب “إن حفظ أحد كلامى فلن يرى الموت إلى الأبد” (يو8: 51).
وسوف يبين القديس يوحنا الكلام عن هذا الموضوع في الأصحاح العشرين عند حديثه على الملك الألفى.
† كثرة الألم والاضطهاد تنال من نفوس الكثيرين فيتركوا الطريق … ولكن الاستناد على الوعود الإلهية وتذكرها يطرح الخوف والإحباط ويجدد روح المثابرة والجهاد والإحتمال.. فاعطنا يا إلهنا أن نعبر الموت الثاني إلى إكليل الحياة غير منزعجين من خفة الضيقات الوقتية لأنها سبب بركة بل تعطينا ثقل المجد الأبدي…
(3) كنيسة برغامس (ع12-17):
12«وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَرْغَامُسَ: هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِى ذُو الْحَدَّيْنِ. 13 أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، وَأَيْنَ تَسْكُنُ حَيْثُ كُرْسِىُّ الشَّيْطَانِ، وَأَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِى، وَلَمْ تُنْكِرْ إِيمَانِى، حَتَّى فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَ أَنْتِيبَاسُ، شَهِيدِى الأَمِينُ، الَّذِي قُتِلَ عِنْدَكُمْ، حَيْثُ الشَّيْطَانُ يَسْكُنُ. 14 وَلَكِنْ، عِنْدِى عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِىَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِى إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا. 15 هَكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضًا قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعَالِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ. 16 فَتُبْ، وَإِلاَّ، فَإِنِّى آتِيكَ سَرِيعًا وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِى. 17 مَنْ لَهُ أُذُنٌ، فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ، فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْمَنِّ الْمُخْفَى، وَأُعْطِيهِ حَصَاةً بَيْضَاءَ، وَعَلَى الْحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذِي يَأْخُذُ.
ع12: أسقف الكنيسة هنا هو الشيهد كيريوس وهذا ما ذكره يوسابيوس المؤرخ،
برغامس : كانت تقع على جبل عالٍ واشتهرت بمكتبتها وكثرة ثقافاتها ومدارسها الفلسفية.
الذي له السيف الماضى ذو الحدين : إذ اشتهرت هذه الكنيسة بعدم التدقيق وتأثرها بكثير من الأفكار التي حولها، لذا قدَّم السيد المسيح ذاته هنا في صورة القاضي الحاسم صاحب الكلام القاطع والفاصل بين ما هو حق في الإيمان وما هو باطل (راجع رؤ 1: 16 وأنظر أيضًا شرح ع16).
ع13: أين تسكن … كرسى الشيطان : يؤكد السيد المسيح كما أكد لكل الكنائس أنه العالم بأحوال كل كنيسة وظروفها، وبرغامس بالذات اشتهرت بعبادتها الوثنية إذ كان بها العديد من الهياكل الوثنية مثل هيكل زفس، وهيكل مينرفا، وهيكل أبولو، وعبادة إسكالوب إله الطب ولهذا استحقت لقب كرسى الشيطان.
متمسك باسمى : مدح الأسقف برغامس، الذي بالرغم من شدة التيار المعاكس لم ينكر إيمانه حتى في أسوأ أيام الاضطهاد التي وصلت للإستشهاد، كما حدث مع “أنتيباس” الذي مات محروقًا رافضًا المساومات، حتى استحق أن يدعوه السيد الرب “شهيدى الأمين”..
† لاحظ أيها الحبيب أن كل ما نعلمه عن “أنتيباس” هذا الشهيد الأمين ليس سوى أسطر قليلة كتبها المؤرخ أندريا؛ ولكن الله لا ينسى تعب أحد بل يمدح هذا الشهيد ويذكره في كتابه المقدس .. فلا تهتم أن تكون معروفًا لدى الناس بل ممدوحًا من الله الذي يرى في الخفاء ويجازى في العلانية.
ع14: عندى عليك قليل: عتاب رقيق لا يخلو من الحسم، ويعتبر أيضًا مقدمة لتشخيص مرض الكنيسة.
تعليم بلعام : كان بلعام نبيًا يسكن بين الأمم وعندما خاف ملوك الأمم من شعب بنى إسرائيل القادم من برية سيناء لأخذ أراضيهم، إستأجروا بلعام للعنهم ولكن الله منعه من ذلك. وأمام عروض المال المقدمة من “بالاق” ملك موآب، ضعف بلعام فلم يلعن شعب الله ولكنه في الوقت نفسه تحايل على الله إذ أبلغ “بالاق” أن هذا الشعب إذا أخطأ بالزنا سوف يغضب إلههم عليهم ويتركهم، وهذا ما صنعه “بالاق” فعلًا بتقديم النساء الموآبيات كعثرة لشعب إسرائيل، فزنوا معهن وانتصر بالاق عليهم (راجع سفر العدد ص22، 23، 24، 25).
“… والمعنى المراد هنا أنه في كنيسة “برغامس” كان هناك قوم يحرضون المسيحيين المؤمنين على الإشتراك في ولائم ما ذبح للأوثان، فتكون بداية العثرة وغضب الله عليهم.
† التعليم هنا لنا جميعًا، فعلينا إذًا إجتناب كل العثرات التي يساومنا بها الشيطان حتى لا يفصلنا عن الله.
ع15: كذلك وجد في كنيسة برغامس قوم آخرون يتمسكون بتعاليم نيقولاوس التي سبق الحديث عنها في (ع6).
ع16: فتب: العودة دائمًا والبداية تكون بالتوبة، وذكر الإتيان السريع كنوع من الإنذار كما فعل مع كنيسة أفسس (ع5).
أحاربهم بسيف فمى: أي أقاومهم وأفنيهم بقوة كلمتى، فأقيم خدامًا ومبشرين أمناء وأضع كلمتى في أفواهم ولا يستطيع أحد الوقوف أمامهم…
ع17: من له أذن فليسمع : راجع شرح (ع7).
من يغلب … المن المخفى : النصرة والغلبة دائمًا شرط للمكافأة، والمكافأة هنا هي “المن المخفى”.
المن : هو الغذاء الذي قدمه الله لشعبه في البرية لإعالته (خر16) … أما في العهد الجديد فهو جسد المسيح الحي الذي نتناوله في الأفخارستيا ومن يأكله يحيا إلى الأبد (يو6: 33، 50، 51).
أما في الأبدية فالمعنى هو الشركة الدائمة مع المسيح إذ يصير المسيح غذاءنا الأوحد.
حصاة بيضاء : هي المكافأة الثانية بعد “المن”، واللون الأبيض كناية عن الطهارة والنقاء، أما تعبير حصاة بيضاء فله خلفية تاريخية… إذ جرى العرف أنه في المحاكم اليونانية والرومانية تعطى حصاة بيضاء لتبرئة المتهم وحصاة سوداء عند إدانته وكان يحفر على الحصاة البيضاء اسم المتهم فيحملها معه دائمًا كدليل براءته…، هكذا أيضًا يعطى الرب لكل من غلب إعلانًا ببره وبنصرته يراه الجميع.
اسم جديد لا يعرفه أحد غير الذي يأخذ : إرتبط الحديث في سفر الرؤيا عن السماء بكل ما هو جديد “أورشليم الجديدة” (ص3: 12)، “اسمى الجديد” (ص3: 12) والترنيمة الجديدة (ص5: 9) والسماء الجديدة (ص21: 1)، وكل شيء جديد (ص21: 5).
والاسم الجديد هنا معناه .. خصوصية العلاقة بين كل إنسان جاهد وغلب وبين السيد المسيح كأن يخص الأب ابنه باسم تدليل لا يطلق على أحد آخر من أبنائه.
من يسمع ويطيع كلام الله، فسيعطيه شبع دائم في السماء وحياة نقية وعلاقة شخصية به وتمتع لا يُعَبَّر عنه.
† أخي الحبيب إن تشجيع الرب لنا وعطاياه هي فوق كل وصف، فإن مسرة قلبه هي في هبات ميراثه الذي سبق وأعده لنا … فلا تدع أي تهاون أو كسل أو انشغال أو تراخى أو عدم تدقيق يسلبك ما أعده مسيحك لك.
(4) كنيسة ثياتيرا (ع18-29):
18«وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثَيَاتِيرَا: هَذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِىِّ. 19 أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى. 20 لَكِنْ، عِنْدِى عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِىَ عَبِيدِى أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ. 21 وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا، وَلَمْ تَتُبْ. 22 هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا، فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23 وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّى أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَ، وَسَأُعْطِى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. 24 وَلَكِنَّنِى أَقُولُ لَكُمْ وَلِلْبَاقِينَ فِي ثَيَاتِيرَا، كُلِّ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ هَذَا التَّعْلِيمُ، وَالَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا أَعْمَاقَ الشَّيْطَانِ، كَمَا يَقُولُونَ، إِنِّى لاَ أُلْقِى عَلَيْكُمْ ثِقْلًا آخَرَ، 25 وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِىءَ. 26 وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِى إِلَى النِّهَايَةِ، فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ، 27 فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضًا مِنْ عِنْدِ أَبِى، 28 وَأُعْطِيهِ كَوْكَبَ الصُّبْحِ. 29 مَنْ لَهُ أُذُنٌ، فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ.
ع18: ملاك الكنيسة: هو الأسقف القديس “إيريناؤس” تلميذ القديس بوليكربوس واشتهر بحرارة الروح.
ثياتيرا : هي مدينة تقع بين برغامس وساردس، اشتهرت بعبادة “أبللو” إله الشمس وتجارة الأرجوان وهي بلدة “ليدية” بائعة الأرجوان، وقيل أن خطية هذه الكنيسة كانت المجاملة على حساب الحق.
ابن الله : إعلان قوى من المسيح عن لاهوته بعد أن استخدم في تجسده تعبير ابن الإنسان للدلالة على ناسوته.
عينان كلهيب نار : يقدم المسيح ذاته هنا بما يلائم حال الكنيسة كما سنرى لاحقا ولكن صفة العينين هنا معناها أنه الفاحص كل شيء والمدقق في كل أمر والكاشف للخطاة الملتوين وليس شيء مخفى عنه.
رجلاه كالنحاس النقى : أي نقاء ووضوح تعليمه – الإيمان السليم – ويمكن القول أيضًا قوته، أي أنه كالنحاس الذي يسحق أعداءه مثل الأوانى الخزفية.
يقدِّم المسيح نفسه لكنيسة ثياتيرا التي تجامل على حساب الحق بأنه الله العادل الفاحص كل شيء وتعاليمه هي الحق القوى التي تحطم كل شر.
ع19: أنا عارف … تميزت هذه الكنيسة وهذا الأسقف بالمحبة والإيمان والخدمة في كمال عطائها والإحتمال وطول الأناة والنمو الروحي، فشهد له الرب أن الأعمال الأخيرة أكثر من الأولى ولكن أهم ما يميزه أنه لم يفقد محبته الأولى (ع4) كأسقف كنيسة أفسس.
ع20: عندى عليك قليل : أي أنه وقع أيضًا في خطأ وكلمة “قليلا” ربما تعني دون قصد منه.
تسيب المرأة إيزابل : هي شخصية غنية دخلت في الكنيسة وخدمت فيها ولا نعلم إذا كان اسمها الحقيقي إيزابل أم هو اسم أطلقه الله عليها لتشبهها بإيزابل الملكة الشريرة زوجة آخاب ملك إسرائيل التي بلغ شرها منتهاه..
أما هذه المرأة وبسبب مجاملة الكنيسة لها لغناها فأخذت تدعى المعرفة – نبية – وتعلِّم الشعب البسيط أن يأكلوا ما ذبح للأوثان وهو ما منعته الكنيسة (أع15: 29) وتغويهم أيضًا بالزنا، وقد يكون الزنا هنا بمعناه الروحي أي تحريف إيمانهم.
ع21: أعطيتها زمانا لكي تتوب : يكشف لنا الرب هنا عن طول أناته مع الخطاة لعلهم يستغلونها لتوبتهم.
ع22: ألقيها في فراش: أي سأعاقبها إما بالمرض أو ما يعوقها ويشل حركتها.
الذين يزنون معها : أي تلاميذها وتابعيها ومن يجاملونها ويوافقونها، تكون لهم عقوبة أيضًا، ويصف المسيح العقوبة بأنها ستكون ضيقة عظيمة في شدتها.
ع23: سيكون الموت والهلاك الأبدي مصير كل من سايرها، وسيكون عقابى بمثابة عبرة لباقى الكنائس التي ستعرف وتتأكد من أننى الإله العادل الفاحص لأعماق النفس وإننى وإن تمهلت على الخطاة إلاّ أن قصاصى عادل وأجازى كل إنسان بحسب أعماله.
ع24: لأن الله عادل في أحكامه فهو لا ياخذ أحد بخطأ آخر، ولهذا فهو يفصل بين من تبع الشر واستحق العقوبة وبين من حفظ نفسه بعيدًا عن التعاليم الغريبة فلا يأتي عليه الله بشئ من هذا.
أعماق الشيطان : تعبير معناه إختبار الشر حتى منتهاه.
ثقلًا آخر : أي لا أطالبهم بشئ فوق طاقتهم.
ع25، 26: أما الذي عندكم من تعليم وإيمان صحيح فتمسكوا به بقوة واجتنبوا الأفكار الإيمانية المنحرفة حتى آخر الأيام ونهاية الخليقة بمجيئى، لأن كل من يجاهد ويغلب بثباته في الإيمان وبحفظه وصاياي والعمل بها سأعطيه من قوتى وسلطانى، فكما أملك أنا كل شيء، أعطى أولادى أيضًا ملكًا روحيًا على نفوس البعيدين (الأمم) أي يستطيعون أن يؤثروا فيهم ويجذبوهم إلى الإيمان.
ع27: بهذا السلطان يرعونهم الرعاية الروحية ويقودونهم (البعيدين عن الإيمان) إلى حظيرة الإيمان.
قضيب من حديد : رمز للقوة والسلطان والحسم في القيادة والتوجيه.
كما تكسر آنية من خزف : تصوير آخر يوضح كسابقه قوة سلطان أبناء الله على الأمم أو البعيدين، وللدلالة أيضًا على قوة هذا السلطان المعطى يزيد السيد المسيح تشبيهًا آخر بأنه كما كان سلطان الابن (المسيح) كاملا .. هكذا سيكون أيضًا سلطان الغالبين من أبنائه.
ع28: كوكب الصبح: أعلن السيد المسيح في نهاية سفر الرؤيا أنه هو ذاته “كوكب الصبح المنير” (رؤ 22: 16) أي أغلى مكافأة للغالب هي التمتع بملكية المسيح ذاته، أي أنه في الأبدية يهب نفسه لكل واحد من وارثى ملكوته.
ع29: راجع ع7.
† ما أعجب عطاءك يا رب وما أعجب جمال الأبدية .. كيف يكون هذا؟ كيف نأكلك يا شجرة الحياة وكيف نتناولك أيها المن المخفى، وكيف نمتلكك يا كوكب الصبح الغير محدود في مجدك؟! إن ما كتبه يوحنا هو أعلى من خيال أي عقل بشرى ولكننا نثق في كلامك ووعودك، فاعطنا روح الجهاد حتى نغلب وحتى نتمتع بكل ما أعددته لنا يا حبيب نفوسنا.. يا إلهي القدوس.
تفسير رؤيا 1 | تفسير سفر الرؤيا | موسوعة تفسير العهد الجديد | تفسير رؤيا 3 |
كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة | |||
تفاسير سفر الرؤيا | تفاسير العهد الجديد |