تفسير سفر الرؤيا اصحاح 22 للأنبا بولس البوشي
الأصحاح الثاني والعشرون
«وأراني نهر ماء الحياة أبيض كمثل المها خارجا من نحو كرسي الله، والحمل في وسطها، وجميع شوارعها وأشجار الحياة نابتة في جوانب النهر من ها هنا وها هنا، تثمر اثني عشر ثمرة على عدد الأشهر، وورق الأشجار شفاء للأمم. ولا يكون هناك شيء نجس. وكرسي الله والخروف في وسطها، وعبيده الذين يعبدونه يرون وجهه، واسمه مكتوب على جباههم، وليس هناك ليل، ولا يحتاج إلى ضوء ولا نور شمس، لأن الرب الذي يضيء عليهم. ويملكون إلى أبد الأبدين.
ثم قال لي هذا الكلام الذي أقوله حق وصدق، والرب إله الأرواح والأنبياء أرسل ملاكه ليخبر عبيده الذي يكون سريعا. هوذا أنا آتي سريعا. طوبى لمن يحفظ كلام هذه النبوة. أنا يوحنا سمعت ورأيت هذا. فلما رأيت وسمعتُ خررت لأسجد أمام الملاك الذي أعلمني هذا. فقال لا، انظر إني عبد مثلك وإخوتك الأنبياء، والذين يحفظون كلام هذه النبوة، بل اسجد لله.
ثم قال لي لا تختم كلام هذه النبوة، فإن الزمان قريب. الذي يظلم فليظلم أيضا، والذي هو دنس فليتدنس، والذي هو صديق فليصنع البر أيضا. هوذا أنا آتي سريعا. والأجر معى. وأجازي كل واحد كنحو عمله. أنا هو الألفه والأو. أول الحروف وآخرها. الأول والآخر. البداية والنهاية. طوبى للذين نقوا لباسهم فأن يكون لهم السلطان على شجرة الحياة. ويدخلون من الباب إلى المدينة.
وبرا الباب خارج تُلقى الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل صانعي الكذب.
أنا يسوع أرسلت لكم ملاكي ليشهد بهذا الكلام في الكنائس. أنا الأصل وجنس داود. ونجم الصبح المنير.
والروح والعريس. نعم يقول تعال. والذي يسمع يقول تعال. والعطشان فليجيء وماء الحياة يأخذ مجانا.
أنا أشهد لكل من يسمع نبوة هذا الكتاب أن من يزيد عليهم الرب يزيد عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. ومن ينقص شيئا من كلام هذه النبوة الله ينزع نصيبه من شجرة الحياة ومن المدينة المقدسة المكتوبة في هذا الكتاب. قال الشاهد بذلك لا بد من كونها. إني آتي عاجلاً. تعال يا ربنا يسوع المسيح مع جميع القديسين إلى الأبد آمين (رؤ 22: 1-21).
كمل رؤيا يوحنا الإنجيلي صلاته معنا وبركاته علينا. آمين آمين آمين.
تفسير الذي بقي من الرؤيا
ذكر يوحنا الإنجيلي الذي يكون بعد مجيء الكذاب القائل إنه المسيح، وكيف يكون انقضاء وهلاك الشيطان الذي أضل المسكونة. ثم ذكر بعد ذلك قيامة الأموات والدينونة المزمعة للبار والخاطيء بغير محاباة، وذلك أن في آخر الألف السابع، وهو كمال الأزمان، يكون هجوع الخلائق وهو اليوم السابع الذي ذكر عنه كتاب التوريه، «أن الله استراح فيه من كل ما خلق».
واعلم أن الله تبارك وتعالى لم يصنع شيئا بآلة كما يصنع الجسمانيون حتى يتعب، فيكون فراغه له راحة، لأنه «إنما قال فكانوا، أمر فخلقوا»، كما هو مكتوب. وإن كان في الخلقة تعب، فإن الله تعالى لم يزل خالقا، يأتي بالأمطار في أوقاتها، والثمار في أحيانها، وغير ذلك لتدبير البشر، كما هو مكتوب: «إياك يترجون لتعطيهم طعامهم في حينه، وعند بسط يدك بالطيبات يشبعون، فإذا صرفت وجهك يجزعون».
وأيضاً مكتوب إنه «يشرق شمسه على الأخيار والأشرار، ويمطر على الصديقين والظالمين»
فالله لم يزل معتنياً بخليقته، ) بل إنما ذكر الراحة في آخر الأسبوع رمزا ومثالاً على هجوع الخليقة والراحة للمستحقين النياح، وهم أولياء الله الخاصين به. فلهذا سمى الراحة كقوله للرسل: «من قبلكم فقد قبلني، ومن شتمكم فقد شتمني»، لأن كل شيء يقال لأولياء الله من الكرامة والإهانة نسبها إليه لمحبته لهم، حتى إنه نعتهم بالأشياء التي يسمى بها خلا القدم والأزلية. وأنه وحده باري خالق الكل، كقوله: كونوا أطهاراً فإني طاهر يقول الرب. أسماهم أبرارا وهو البار وحده، وأسماهم قديسين وهو قدس القديسين، وما أشبه ذلك.
فيوم السبت هجوع الخليقة بالحقيقة آخر الزمان وآخر الأسبوع بلا شك. ويوم الأحد ابتداء الدهر العتيد تكون قيامتها، لأن في يوم الأحد خلقها من العدم إلى الوجود جملة كاملة كما يقول سفر الخليقة، وهو بكر الأيام، ثم وزعها في الأيام الأخر كما هو مكتوب: «في البدء خلق الله السماء والأرض، وكانت الأرض غير ظاهرة بل مغشاة بالمياه، وكانت ظلمة غامرة فوق ذلك. وروح الله يرف على المياه. وقال الله ليكن نور فكان كذلك. ورأى الله النور حسناً. وفصل الله بين النور والظلمة، وسمّى النور نهارا والظلمة ليلاً. وكان مساء وكان صباح يوما واحدا». وكانت جملة المخلوقات يوم الأحد بلا شك، وزعها الله في الأيام الأخر، لأن في يوم الاثنين خلق الله السماء من الماء الذي خلقه يوم الأحد. وجمع مياه البحار وأظهر اليابس التي هي الأرض الموجودة يوم الأحد. الثلاثاء أصعد الأرض المخلوقة يوم الأحد الأشجار والنبات. ويوم الأربعاء خلق من النور المخلوق يوم الأحد الشمس والقمر والنجوم. ويوم الخميس خلق من المياه الطيور وسمك البحر. ويوم الجمعة خلق من الأرض البهائم والوحوش والإنسان أخيرا. فقد صح أن يوم الأحد البكر والأول، ففيه خلق الله الأشياء جملة من العدم إلى الوجود، ثم فيه أيضا يخلقها ثانية بالقيامة الجامعة لحياة أبدية غير فانية.
فلما كان يوم السبت الانقضاء والزوال، جعله الله لأهل العتيقة التي لها انقضاء بالحقيقة. ولما كان يوم الأحد هو البكر في الخليقة بأسرها، وهو مكتوب في الناموس أن بكر كل الحيوان قدوس للرب فكم أحرى بكر الأشياء يكون قدوسا فاضلاً جدا. فلذلك حفظ له البكر في الانبعاث من بين الأموات، وطهره وباركه وقدسه لأن فيه انبعث واستراح من كل أعماله. وأرواح الخليقة الذين مضوا أراحهم في الفردوس، والذين بقوا أعطاهم أربون القيامة الفاضلة. ولأجل أنه تجسد منهم بجسد كامل ذي نفس عاقلة فقبل به الآلام بحق. وهكذا انبعث وغلب وقهر وسبى الجحيم وخلص النفوس.
فهذا فضل يوم الأحد على يوم السبت. فتعلم يقينًا أن في يوم الأحد كان بداية المخلوقات ويوم السبت هجوعها. ثم في ابتداء الدهر المستأنف وهو يوم الأحد، وهكذا صنع سيدنا المسيح قبل الحكم يوم الجمعة لأجل القضية التي صارت على آدم قبل ذلك بإرادته لينقذنا من تلك الموجبات علينا، حكم الموت، ثم هجع يوم السبت بجسده في القبر، ولم ير الفساد لما هو متحد بلاهوته. ثم مضت النفس متحدة به خلصت النفوس من الجحيم، ثم انبعثت من بين الأموات يوم الأحد، بإعادة النفس إلى الجسد، كما هو مزمع أن يقيمنا بقوته. وعلى هذا المثال يقام نوع القيامة الجامعة في هجوعها يوم السبت وقيامتها يوم الأحد، خلقها أولاً يوم الأحد لحياة زمنية، وأقامها يوم الأحد لحياة أبدية.
قال يوحنا الإنجيلي «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة، لأن السماء الأولى والأرض ذهبا» كما ذكر بطرس. والرب قال «طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض»، وقال «السماء والأرض يزولان»، وذلك عند هجوع الخلائق في السبت ثم يقومون سحرا يوم الأحد. وعند زوالهم تذهب هذه الأنوار المحسوسة الشمس والقمر والنجوم، كما قال الرب: «الشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه والكواكب تتساقط من السماء»
فإذا ذهبوا هؤلاء حينئذ النور الغير محسوس المشرق على القوات الروحانية يتصل إلى الأرض الجديدة، ذلك الذي لا يناله بعد ليل، لأن الليل هنا لتستريح الخليقة. وتحصي الأيام والأوقات لتعلم البشر أن لهم ابتداء مخلوق، ثم بعد ذلك له انتهاء. فأما الدهر العتيد فليس له انتهاء، بل يملكون مع الله إلى الأبد، وهكذا يكون نور دائم كما هو كائن عند الروحانيين.
فإذا اتصل ذلك النور بالأرض حينئذ يضرب بوق الله من السماء، وتضطرب أساسات الأرض الأولى عند ذهابها، ويصرخ رئيس الملائكة بالقرن الأخير بقوة عظيمة كما يقول الرسول، ويأمر الرب فتغربل الأرض وتموج كمثل البحر الأعظم إذا اشتدت به قوة الرياح، حينئذ تسمع الأموات صوت ابن الله، ويأمر أن يقوموا أحياء، لأن الكلمة الذي خلقهم أولاً من لا شيء، هو الذي يبعثهم من ترابهم ويقيمهم أحياء. كما يقول الإنجيل: «لا بد للأموات أن تسمع صوت ابن الله فيقومون، الذين عملوا الصالحات إلى قيامة حياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة دينونة».
وقد بين ذلك القديس باسيليوس قائلاً: انظر أيها الإنسان إلى قوة سرعة اقتداره، وكيف يقيم الأموات بصوته وكلمته الخالق بها الأشياء منذ الأبد، فإذا ذهلت من العجب من ذلك، فقد حصل عندك أمر مستعمل دائم يظهر لك هذا النوع. تأمل البحر المالح وكيف كافة الأنهار الحلوة الذين في أقصى الدنيا مع الينابيع تصب فيه ليلا ونهارا وهو لا يزيد ولا يتغير طعمه المالح، ولم ذاك لأنه يصعده بخارا ماء حلوا طيبا ويفرق ذلك على كل الدنيا ويروي الجبال الشامخة كما يقول النبي). فلو لم تصب فيه الأنهار دائما، لكانت رطوبته تفرغ ويصير علقما.
فتأمل كيف أمر ماء الأنهار الحلوة والينابيع الطيبة مع البحر المالح، كيف لم توجد فيه بالكلية ثم أفرقها منه وأصعدها إلى الجو خارجا عن طباعها، لأن المياه تطلب أسفل لثقلها، فأصعدها بخارات خفيفة وأعقدها في الجو في السحب، وفرقها في الأماكن البعيدة على رؤوس الجبال الشاهقة، وأروى بها المواضع التي لا تقدر الأنهار تبلغ إليها لعلوها، وأدقها وأحسنها وأحلاها أكثر من مياه الأنهار.
وهكذا تصنع قدرته وقوته الإلهية في قيامة الأموات، يجمع أجسادهم من أقاصي الأرض ومن التراب الذي اختلط بها، ويقيمها بلا فساد أفضل مما كانت أولاً كما قال الرسول: «إنهم يزرعون بالضعف ويقومون بالقوة، يزرعون بالهوان ويقومون بالمجد، يزرع جسد نفساني ويقوم جسد روحاني». وهذا حال أولياء الله.
فأما الخطاة وغير المؤمنين فبالضد من ذلك، لأن الله كما يتمجد في قديسيه، كذلك الشيطان يخزى هو ومطيعيه العاملين هواه. فكما يقومون أولئك بالمجد، كذلك يقومون هؤلاء بالخزي. فخف الآن أيها الإنسان واحذر من حكم الله المرهوب، وتأمل قول الرب «إن الأموات يسمعون صوته، فيقوم الذين عملوا الصالحات إلى قيامة حياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة دينونة».
قال الإنجيلي: «ورأيت أورشليم المقدسة الجديدة منحدرة من السماء مهيأة كمثل عروسة قد هيئت لزوجها». يا لهذه الكرامة الجليلة التي للمملكات أرض الميعاد الأبدي. وأسماها هنا أورشليم السمائية. لا مثل أرض ميعاد أرضي، ثم نزعت من أولئك وملكوها الأمم وكانت الإشارة إلى أرض الميعاد هذه التي لا تنزع من مالكها إلى الأبد. هذه هي التي وعد بها الله لكافة قديسيه. كمثل عروسة أي خدر ملوكي لا زوال له.
وقال: «سمعت صوتا السماء من قائلاً: هذه هي مظلة الله وموضع مسكنه يكون مع الناس، ويكونون له شعبا ويكون لهم إلها». أنظرت كيف سمّى أرض الميعاد الإلهي مظلة الله، وهو يسكن مع أصفيائه. وهو غداهم ونورهم وعزاهم، لأنه قال «وتُمسح كل دمعة من عيونهم»، عني فرحهم عوضا من الرزايا التي نالتهم والأحزان في حياتهم اليسيرة إذا قيست بهذا المجد الدائم والحياة المؤبدة السرمدية.
ثم قال الا يكون نوح ولا صراخ ولا تعب منذ الآن، لأن ما كان قديما قد مضى وانقضى»، وعوض بدله، ما يزول أخذ عوضه ما لا يذهب ولا ينقضي.
وهو ينبوع الحياة الذي يشرب منه كل عطشان إليه ويكون الله له أبا ويصيره له ابنا، كما هو مكتوب.
ولم يسكت عن الخطاة والغير مؤمنين فقال: «وأما الكفرة وضعيفي القلوب والأنجاس والزناة والسحرة وعبدة الأوثان والجاحدين»، ذكر ها هنا أنواع الكفر وأصناف الخطايا. قال: «يكون نصيبهم النار المؤبدة». عني أنهم يبعدون من الله الحي ومن كافة قديسيه فيموتون مع إبليس وجنوده.
ثم أخبر الإنجيلي كيف مجد مدينة الله وأن ضوءها كان كلون حجر المها والجوهر والذهب المصفى اللامع. وبحق أن مجد الملكوت أعظم من هذا إلا أنه لم يجد مما يرى شيئاً يشبهها به أعلا من الجوهر والذهب، فماثلها به، كمثل ما فعل (القديس) متى حيث قال: «صار لباس الرب عند التجلي مثل الشمس»(٢٥٠)، لأنه لم يجد شيئا على الأرض في ضروب الأنوار المشاهدة للبشر شيئا أعلا من الشمس، بل هو أفضل من ذلك كثيرا كثيرا. إذ (القديس) مرقس بين ذلك قائلاً: «لا يقدر شيء على الأرض يكون كبياض ذلك البهاء». وهكذا يفهم في نوع ملكوت الله إذ الرسول الإلهي يعرفنا ذلك قائلاً: «إنه لم تر عين لم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لقديسيه ومحبيه».
اثني ثم ذكر ارتفاع حصون المدينة، أعني يوحنا الإنجيلي، وأن «لها عشر بابا، وأسماء اثني عشر سبط بني إسرائيل مكتوب عليهم»، عني أن الرب اختار رسله أولاً على عدد الأسباط، وهم أبواب المدينة بالحقيقة، لأنهم أرشدوا إلى الطريق المفضية إليها.
وقوله: «أنهم مفتوحة إلى أقاصي الأرض» لأنهم بشروا الكافة.
وقوله «إن حصن المدينة مؤسس على اثني عشر حجراً» عني أيضاً الموالي السادة الرسل الأفاضل أساس الحق، كما يقول الرسول: «أنا وضعت الأساس وآخر يبني عليه». والرب قال لبطرس: «أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي».
ثم قال «وعلى الأساس مكتوب أسماء الاثني عشر الرسل والخروف» فحقق أنهم الأساسات مثل القبة، ترفع له القرابين في كل المسكونة.
وأعطانا الأحد يوم عوض السبت، وهكذا عوض الأرض السموات. وعوض بني إسرائيل الجسدانيين، بنين لإسرائيل المعقول الأرضي، جعل بنين لإسرائيل الجديد ليرثوا تلك الأرض، كما يقول الرسول: «إن كلمة الله لم تسقط سقوطا، ولا من كان من بني إسرائيل هو إسرائيلي ،ولا أنهم من زرع إبراهيم هم جميعا بنون»، فصح أن بني إسرائيل وإبراهيم هم المصدقون بالوعد السمائي وعلى رجاء الإيمان سالكون بالوصايا الإنجيلية.
ثم قال الرب في الرؤيا: «أنا يسوع أرسلت ملاكي إليكم» أعني يوحنا الإنجيلي، كما سمى يوحنا المعمداني ملاكا قائلاً: «هوذا أرسل ملاكي أمام وجهك»
قال «ليشهد لكم بهذا الكلام» عن كرامة الملكوت وعذاب الجحيم، وهو يسوع الذي تجسد من نسل داود، وهو الرب الذي على الكل الممجد إلى الأبد.
قال «نعم أقول تعال، والذي يسمع يقول تعال» عني بهذا دعوة الملكوت، كما قال: «تعالوا إلي يا مباركي أبي»، «وتعالوا إلي أيها المتعبين وأنا أريحكم».
قال: «والعطشان فليجئ ومن ماء الحياة فليشرب مجانا»، شبيهاً بما قال في الإنجيل: «من كان عطشائًا فليقبل إلي ويشرب ماء الحياء بسعة من غير إمتنان».
ثم أمر أن لا يزاد على كلام هذه الرواية ولا ينقص منها في حال الوعد والوعيد، ولولا ذلك كان يضاف إليها كثير ثم ينزع منها أيضا. وكانت توجد مختلفة، والآن فهي غير مختلفة بل متفقة عند سائر الألسن مثل الإنجيل والرسائل والنبوات.
ثم عرفنا أنه يأتي سريعاً ولا يبطئ، ثم صرخ الإنجيلي يوحنا إليه بالروح قائلاً: «تعال يا ربنا يسوع المسيح»، لأن هكذا كافة الأطهار الأفاضل منتظرين ملاقاة سيدهم فرحين بسرعة مجيئه إليهم وافتقاده إياهم ليستريحوا من الأوصاب التي تنالهم ويكونوا معه في ملكوته بلا عيب ولا ألم إلى الأبد.
ثم قال: «نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميع القديسين آمين».
كمل نقل الأبوغالمسيس رؤيا يوحنا الإنجيلي
وتفسيره لأبونا القديس الفاضل الرئيس الأسقف
أنبا بولص البوشي أسقف مصر وما معها نيح الله نفسه
ورزقنا بركاته. آمين.
تفسير رؤيا 21 | تفسير سفر الرؤيا | تفسير العهد الجديد | فهرس |
الأنبا بولس البوشي | |||
تفاسير سفر الرؤيا | تفاسير العهد الجديد |