تفسير رسالة رومية اصحاح 15 للانبا أثناسيوس
الأصحاح الخامس عشر
الرسول وإلتزامه الخاص
احتمال الضعفاء اقتداء بالمسيح 15 : 1 – 13 وله نتائج مباركة كثيرة.
1- فالاهتمام بالغير واجب أيماني لتماسك الأعضاء (1-2) ،
2- وهو اقتداء بما عمله المسيح معنا ( 3 – 5 ) ،
3- ويؤدى إلى وحدة الروح والتعزية المشتركة ( 6 ) ،
4- كما يؤدى إلى تمجيد الله ( 7 ) ،
5- كما يؤدى إلى تهليل العالم أجمع من الفئتين (8 – 12 ) ،
6- وإلى النمو في الرجاء والسلام والإيمان
مسئولية الرسول نحو الكنيسة العامة 15 : 14 -33
عليه واجب 14 – 17 أن يعظهم لأن هذا تكليف من الله بنعـمـة خاصة . وما أحلى أن يواصل الإنسان أداء مسئوليته طوال الحياة دون فتور بل بأزدياد الخبرة . لأن الرسول يعلم أنهم يدعمون وينذرون بعضهم بعضاً ولكنة يؤدى واجبه نحوهم بأن يكتب لهم.
ترى هل كان مسيحيو رومية متماسكين لأن عددهم قليل ، لأنهم أفراد أمنوا في مناطق أخرى ثم اجـتـمـعـوا هناك ! أم كان ذلك من مظاهر نموهم في النعمة حتى أنهم ينذرون ويوجهون بعضهم بعضاً . ولقد استعمل لهم الرسول كلمة لعلها لم تستعمل في العهد الجديد إلا عن كنيسة روما مرتين في هذه الرسالة “مشحونون” صلاحاً . والشحنة هي الأمتلاء حتى النهاية . فلو شحنت بطارية سيارة صـارت مليئة بطاقتها إلى نهايتها . وقد قال الرسـول عن أهـل الـعـالـم « مشحونين » شروراً رو1: 29 والمؤمنون هنا مشحونون صلاحاً أي مملوءون برا. ثم مملوءون كل علم والمملوءون صلاحاً ومعرفة مؤمنون نامون في النعمة . وقال أيضاً عن أهل رومية في بداية الرسالة ” أن أيمانهم ينادي به في كل العـالـم ” 1: 8 . فكانوا نموذجاً في الحياة الإيمانية لغيرهم.
ويلزم حـدوده 18-21 فمـسـئـولـيـتـه نحو الأمم جعلته يبـشـر من أورشليم إلى شمال مقدونيا ( الليريكون ) مطيعاً الله بالقول والفعل . غير أنه لم يبشر في مكان سبقه اليه آخر إذ أعتبر ذلك المكان تابعاً لرعوية أخرى فلم يعتد على دائرة خدمة غيره ( آية20) ويتجه بنشاط إلى المناطق الأخرى . فليس مطلوباً تكاثر الخدام في منطقة ما بدعوى أن الشعب يجب أن يراهم ويسمعهم ، بينما تترك مناطق غيرها بخدمة ضعيفة . وعلى الكنيسة أن ترعى المناطق كلها . والكنيسة في حاجة شديدة إلى تقسيم المسئوليات لكى يكون العمل أكثر ثمراً سواء التقسيم الجغرافي الذي يجب أن يتم في المدن الكبيرة ودوائر الكنائس التي بها أكثر من كاهن ، أو تقسيم الخدمات لكى تأخذ كل خدمة العناية اللازمة لها . ويتمكن كل راع من تجنيد شمامسة يتخصصون لهذه الخدمة التي يتقنونها بدلا من تثقيل خدام بخدمات كثيرة تحتاج لخبرات مختلفة فيكون أداؤها ضعيفاً . كما أن ذلك التقسيم يظهر الذين يمكنهم أن يساعدوا الكنيسة ، ولا تستغل مواهبهم.
الرغبة في زيارتهم 21- 31
هذا الرسول لا يهدأ حتى يؤدى واجبه على الوجه الأكمل . فمازال أمامه أن يصل إلى أقصى غرب العالم المعروف في ذلك الوقت ، لأنه لم يكن أحد يعرف شيئاً عن الأميريكتين . وكانت أسبانيا أقصى غرب البحر المتوسط ولذا قد حاول مراراً كثيرة أن يزور روما ، ولكن الظروف كانت تعوقه “كنت أعاق المرار الكثيرة عن المجئ إليكم “. لكن اليأس لم يتسرب لنفسه وها هو أيضاً يذهب إلى أورشليم ليسلم تقدمة الكنائس لكنيسة اورشليم في أزمتها المالية.
وعجيب من هذا الرسول في أدب تعبيره “أنا ذاهب إلى أورشليم لأخدم القديسين . لأن أهل مقدونية وأخائية ( = اليونان )استحسنوا أن يصنعوا توزيعـاً لـفـقـراء القديسين الذين في أورشليم..” ، ولا شك أنه كان الممكن أن ينوب أحد تلاميذه ليـقـوم بهذه المهمة . لكنه يقـوم لأنجازها بنفسه . ولسنا نعلم أن كان المقصود بتعبير “فقراء القديسين” ، أي الكنيسة في ضيقها فيسلم لها التقدمة لتباشرها بنفسها ، أم يقصـد أن يباشر توزيعها “استحسنوا أن يصنعوا توزيعاً “.
ثم يرى أنه بعد أداء هذه المهمة أن يعود لزيارة روما وأسبانيا ويكون مستريح النفس فيكون “في ملء بركة أنجيل المسيح”. وايضاً “لكى تكون خدمتی لأهل أورشليم مقبولة عند القديسين حتى أجئ إليكم بفرح بأرادة الله وأستريح معكم”.
الآية 33 يتساءل البعض هل كانت الرسالة تنتهى عند هذه الآيه فقط ، أم أنه شرع لتسجيل الخاتمة بعد أن قدم التحيات للأصدقاء الكثيرين الذين في روما . على أي حـال يبدو أن الرسول يستعمل كلمة آمين لتمجيد الله . وليس فقط للخاتمة واستخدمها سبع مرات في هذه الرسالة كقوله ” … لهم الاباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها مباركاً إلى الأبد آمين” (9: 5) وقوله “ومنه وبه وله كل الأشياء له المجد إلى الأبد آمين” (11: 36) وقوله في 1: 25 “الخالق الذي هو مـبـارك إلى الأبد آمين” ( رو12: 23) ومرة في 16: 20 وطبعاً في النهاية 16: 24 و 27 ويستعملها كثيراً في مختلف الرسائل خلال الكلام مثل قوله في غلاطية “الذي له المجد إلى الأبد آمين” (غل1: 5 ) و “له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور” (أف3: 21)
تفسير رومية 14 | تفسير رسالة رومية | تفسير العهد الجديد | فهرس |
الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف |
|||
تفاسير رسالة رومية | تفاسير العهد الجديد |