تفسير رسالة كورنثوس الثانية ١١ للقمص أنطونيوس فكري

شرح كورنثوس الثانية –  الإصحاح الحادى عشر

 

آية 1 : – ليتكم تحتملون غباوتي قليلا بل انتم محتملي.

بولس أعلن أنه لا يريد أن يمدح نفسه، لكن الظروف أرغمته علي ذلك للدفاع عن صدق إرساليته. والإفتخار بدون داعٍ هو جهل وغباء، ولكن ما أجبر الرسول علي هذا هو داعٍ قوي آلا وهو غيرته عليهم لئلا يفسدهم الرسل الكذبة، وهو يريدهم عروس نقية للمسيح، فكأنه وعد المسيح بهم حين بشرهم. فبولس يعلم أنه ليس من الصواب أن يتكلم عن نفسه ولكنه مضطر. ويقول عن نفسه حين يفتخر بنفسه أنه غبي، وفي هذا درس لنا حتى لا نفتخر بأنفسنا أبداً، وأيضاً هو إتهام ضمني للرسل الكذبة بأنهم أغبياء إذ هم يفتخرون بأنفسهم. بل أنتم محتمليَّ = أنا واثق أنكم ستحتملون كلماتي.

 

آية 2 : – فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح.

أغار عليكم غيرة الله = قبل أن يتكلم الرسول عن أتعابه نراه هنا يظهر محبته فما يدفعه لإحتمال كل هذه الآلام محبته لله ولكنيسة الله وقوله غيرة الله= تعني أنا أحبكم بغيرة شديدة تماماً كمحبة الله، والغيرة البشرية أنانية ولكن الغيرة الإلهية نقية. فهو إذاً لا يهدف لشيء إلاّ مصلحتهم، هو خائف أن تفقد الكنيسة ما حصلت عليه من بركات. وفي التعبيرات اليهودية حين يُضاف لفظ الله لكلمة ما فهذا يعني الضخامة، فقوله غيرة الله تعني غيرة شديدة جداً. وأيضاً قد يعني تعبير غيرة الله أن مصدر هذه الغيرة هو الله الذي وضع محبتكم في قلبي. فأنا أغار عليكم ليس من أجل نفسي بل من أجل المسيح لأنني خطبتكم له وأريد أن أقدمكم إليه كعذراء عفيفة نقية طاهرة السيرة، بعيدين عن كل ضلال أو خداع أو خطيئة. وما يحطم عذراويتنا أي محبة غريبة لخطية ننخدع بها كما إنخدعت حواء. وطالما أن المسيح هو رجل واحد فهو يريدكم كعروس أن تكونوا متحدين في الإيمان والمحبة. بولس هنا يُظهر نفسه كواسطة بينهم وبين المسيح، هو يريد أن يظهرهم في أجمل صورة كخاطبة تريد أن تظهر العروس في أحلي صورة للعريس حتى لا تخجل منها. وتشبيه علاقة المسيح بالكنيسة كأنها علاقة عريس بعروسته. إستخدمها الرسول في (أف 5 : 23 – 32). وبعد الخطبة يأتي العرس، وكمال الإتحاد بين العريس وعروسته سيكون في السماء. راجع (رؤ 21 : 2) أورشليم الجديدةمهيأة كعروس مزينة لرجلها.

 

آية 3 : – ولكنني اخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح.

الكنيسة حواء الجديدة مخطوبة لآدم الأخير أي المسيح (1 كو 15 : 45). وعلى حواء الجديدة أن تحترس من سماع صوت إبليس (الحية) كما فعلت الحية مع حواء الأولي، فأفقدتها بساطتها وحرمتها هي وأولادها من الإتحاد بالله. البساطة = هي النقاوة وعدم الغش. البساطة التي في المسيح = أي فكر واحد مكرس للمسيح ومتجه له وحده، وعمل الحية هو توجيه فكر العروسة أي حواء الثانية (الكنيسة أو النفس البشرية) عن النظر لعريسها المسيح فتفقد طهارة القلب ونقاوته التي يجب أن تكون لنا تجاه المسيح، وتفقد التعاليم السليمة النقية الطاهرة والإيمان القويم الذي يجب أن يكون لدى المؤمنين نحو المسيح، الإيمان الذي لا تشوبه الحكمة العالمية الكاذبة (وهذا ما يعمله الرسل الكذبة معهم) بل يكون مستنيراً بنعمة الله.

 

آية 4 : – فانه ان كان الاتي يكرز بيسوع اخر لم نكرز به او كنتم تاخذون روحا اخر لم تاخذوه او انجيلا اخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون.

إن كان الآتي = إن أتاكم أحد ليعلمكم ويقدم لكم مسيحاً آخر غير المسيح الذي 

قدمناه لكم، وهذا لا يمكن فلا يوجد سوى مسيح واحد. والرسول هنا يقصد المعلمين الكذبة. والمعني أن إعتباركم للرسل الكذبة أكثر منا هو في غير محله لأنهم لم يعلموكم أكثر مما تعلمتم منا. ولو أنهم علموكم في المسيح تعليماً أوفي وأحسن من تعليمنا، أو أنفع من تعليمنا، أو قبلتم على يدهم من مواهب الروح القدس، مواهب أفضل من التي قبلتموها على يدنا، أو لو أنهم شرحوا لكم الإنجيل شرحاً أوضح من شرحنا، لحق لكم أن تفضلوهم علينا، وأن تحتملوهم في تعظيمهم أنفسهم علينا وإستغلالهم لكم مادياً. ولكن لا أرى شيئاً من ذلك. وانتم لم تروا منهم سوي كلمات إدعاء وكبرياء، بل إن تعاليمهم مغشوشة ومشوشة.

 

آية 5 : – لاني احسب اني لم انقص شيئا عن فائقي الرسل.

في هذه الآية كما في أيات أخرى يحاول الرسول أن يدعم مركزه وأحقيته في الخدمة كرسول للمسيح، ويبين أنه لا ينقص شيئاً عن الرسل وخاصة عن هؤلاء المعتبرين أعمدة = فائقي الرسل = ويقصد بطرس ويعقوب ويوحنا، فهؤلاء ليسوا بأكثر أثراً في الكرازة من بولس الرسول. لذلك فعلى أهل كورنثوس أن لا يرفضوا رسالته وكرازته.

 

آية 6 : – وان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع.

الرسل الكذبة إتهموا بولس بأنه لا يجيد الخطابة مثل الخطباء اليونانيين وبولس يقبل هذه التهمة أنه عامي في الكلام = فربما كان بولس ليس خطيباً مفوهاً يملك موهبة الخطابة، أو هو كان لا يفضل إستخدام هذا الأسلوب في الوعظ، ويفضل إستخدام اللغة البسيطة في محبة. وهو يعني أنه وإن كان غير فصيح لكنه من ناحية أخرى ليس عامياً في المعرفة والعلم = في كل شيء ظاهرون = إنكم لمستم ما أقوله سواء في تعاليمنا أو أعمالنا، فهذه كلها كانت ظاهرة واضحة وليس فيها خفاء. وهذا يعني ضمناً أن الرسول يريد أن يقول أن الرسل الكذبة وإن كان لهم فصاحة في الكلام، إلاّ أنها مظاهر جوفاء.

 

آية 7 : – ام اخطات خطية اذ اذللت نفسي كي ترتفعوا انتم لاني بشرتكم مجانا بانجيل الله.

أذللت نفسي = 1) بمحبته وسلوكه بوداعة بينهم 2) لم يطلب منهم أي مطالب مادية يعيش بها، بل عمل خياماً (أي في صناعة الخيام) ليعيش. وهم حولوا حتى هذا إلى مصدر تحقير لهُ = لأني بشرتكم مجاناً =فالرسل الكذبة قالوا أنه اقل من باقي الرسل الذين تلتزم الكنائس بنفقاتهم. إن بعض الناس لا يقدرون ما يأخذونه مجاناً. والرسول يقول أنه أذل نفسه ليرتفعوا هم، فشابه بهذا المسيح (يرتفعوا أي يؤمنوا فصاروا أولاد الله) فهل يا ترى أنا أخطأت بعملي هذا، أي تواضعي وإنكاري لذاتي. ولاحظ أنه في تلك الأيام كان الخطباء اليونانيون عرضة للشك إذا لم يطلبوا أجراً. وربما كان بولس لا يطلب أجراً حتى يكون حراً في مقاومة المخطئين منهم.

 

آيات 8، 9 : – سلبت كنائس اخرى اخذا اجرة لاجل خدمتكم واذ كنت حاضرا عندكم واحتجت لم اثقل على احد. لان احتياجي سده الاخوة الذين اتوا من مكدونية وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم وساحفظها

و من أجل ألا أثقل عليكم كنت استكمل حاجات الجسد الضرورية من كنائس أخرى مثل كنيسة فيلبى (في 4 : 15، 16). وذلك لأجل نَفَعكم الروحي. وفي هذا تلميح أنه قبل من أهل فيلبى إذ أصلحوا أنفسهم، وقد يقبل من أهل كورنثوس إن أصلحوا أنفسهم هم أيضاً.

 

آية 10 : – حق المسيح في ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية.

هذا الإفتخار لا يُسد عنى = لا أحد سوف يمنعني عن هذا الإفتخار. حق المسيح في = أنا لدىَّ الحقيقة التي أعطاها لي المسيح. وأنا ثابت في الحق الذي هو ليس خارجاً عنى، بل هو ساكن فيَّ لأن المسيح فيَّ، والمسيح هو الحق. ومعنى الآية أنني سوف أستمر في إعلان الحق الذي فيَّ في كل إخائية، ولن يمنعني أحد بأن أفتخر بأنني أقدم هذه الخدمة مجاناً، حتى لا أثقل على أحد.

 

آية 11 : – لماذا الاني لا احبكم الله يعلم.

أرجو ألا تفهموا عدم قبولي المساعدة منكم على أنه نقص في محبتي لكم.

 

آية 12 : – ولكن ما افعله سافعله لاقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن ايضا في ما يفتخرون به.

هذه الآية لها تفسيران : – 

الأول : – هؤلاء الرسل الكذبة يُعَلَّمون ولكنهم يستغلونكم جداً، فلو أخذت منكم سيقولون، وماذا عملناه من خطاً فنحن نأخذ مثل بولس، وأنا أريد أن أقطع عليهم الطريق فلا أكون مثلهم، أنا أريد أن تصل إليكم كلمة الله وبلا أجر.

الثاني : – الرسل الكذبة كانوا لا يأخذون أجراً، وكانوا يريدون أن يتفاخروا على بولس ويتهمونه بالمادية والطمع إذا أخذ أجراً، فقطع بولس عليهم الطريق. ويبدو أن التفسير الأول هو الأقرب للصحة لأنه في آية 20 يشير لأن هؤلاء المعلمين الكذبة يأكلونهم أي يستغلونهم، ويستعبدونهم.

 

آية 13 : – لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم الى شبه رسل المسيح.

هؤلاء ليسوا رُسُلاً حقيقيون بل يتكلمون بالغش والخداع والكذب ويعملون بالمكر والدهاء فيظهرون كما لو كانوا رُسُلاً حقيقيون. هؤلاء يستغلوا كل فرصة للتشكيك في رسولية بولس الرسول ليشوهوا الحق.

 

 

آية 14 :- ولا عجب لان الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور.

الإنسان من السهل عليه أن يغير شكله، ويتظاهر، بل أن الشيطان هكذا أيضاً يستطيع أن يغير شكله

 

آية 15 :- فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيرون شكلهم كخدام للبر الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم.

إن كان إبليس يغير شكله فخدامه يصنعون هكذا أيضاً ويظهرون كخدام للبر = وخدمة البر تقال عن خدمة العهد الجديد في مقابل خدمة الدينونة التي تقال عن خدمة العهد القديم. حسب اعمالهم = نهاية الرسل الكذبة ستكون باطلة كما أن أعمالهم كانت باطلة 

 

آية 16 :- اقول ايضا لا يظن احد اني غبي والا فاقبلوني ولو كغبي لافتخر انا ايضا قليلا.

من يفتخر بنفسه يكون غبياً وأنتم ألزمتموني أن أسلك هكذا. فبولس يحاول إثبات صدق رسوليته ففي هذا إثبات لصدق تعاليمه.

 

آية 17 :- الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كانه في غباوة في جسارة الافتخار هذه.

كأنه في غباوة = كما يحسبها الناس إذا تكلم أحد عن نفسه، ولكن بولس هنا يتكلم كوضع استثنائي. وفى هذا فهو يقطع الطريق على الرسل الكذبة حتى لا يفتخروا هم أيضاً بأنفسهم. لست أتكلم بحسب الرب =أي الرب لا يريدنا أن نفتخر بأنفسنا أو بما نعمله، ولكن فلنلاحظ أن بولس وهو فى دائرة الروح ووحي الروح القدس يتكلم بهدف إثبات صدق رسوليته وبالتالي تعاليمه وذلك ليخلص على كل حال قوماً. والروح القدس يعطى دروس بما قاله بولس، فمما قاله يتعلم الخدام إلى أي مدى عليهم أن يتحملوا صليب الخدمة. 

 

آية 18 :- بما ان كثيرين يفتخرون حسب الجسد افتخر انا ايضا.

يفتخرون حسب الجسد = أي يفتخرون بالبنوة الجسدية لإبراهيم أو بالختان كعلامة في الجسد إثباتاً لأنهم من شعب الله، أو بأعمالهم الجسدية.

 

آية 19 :- فانكم بسرور تحتملون الاغبياء اذ انتم عقلاء.

هذا كلام مملوء بالمرارة منهم وفيه تهكم = إذ أنتم عقلاء = والمعنى أنا سأفتخر وأنتم سوف تحتملون هذا الفخر لأنكم وأنتم عقلاء يجب أن تحتملوا غباوة الأغبياء، أي تحتملوا افتخاري الذي هو فى نظركم غباوة، كما إحتملتم هؤلاء الرسل الكذبة إذ إفتخروا بأنفسهم ونادوا بضرورة التهود والختانالخ 

 

آية 20 :- لأنكم تحتملون ان كان احد يستعبدكم ان كان احد ياكلكم ان كان احد ياخذكم ان كان احد يرتفع ان كان احد يضربكم على وجوهكم.

عليكم أن تحتملوا غباوتي (آية 19) كما تحتملون المعاملة السيئة من الذي يستعبدكم = بان يعيدكم لأحكام الناموس الذي تحررتم منه. والذي يأكلكم أي يستغلكم مادياً بطلباته الكثيرة والذي يأخذكم = أي يسلب ما لديكم من أموال إغتصاباً أو بالعنف. والذي يرتفع = أي يضع نفسه كسيد لكم ويتفاخر عليكم ببنوته الجسدية لإبراهيم ويمدح نفسه لأنه من شعب الله المختار الذين لهم المواعيد والعهود. والذي يضربكم على وجوهكم = المعنى المجازى يعنى يذلكم ويهينكم فاليهود يعتبرون الأمم كلاب. وقد تعنى الضرب فعلاً بإدعاء الغيرة الإلهية على حق الله.

 

آية 21 :- على سبيل الهوان اقول كيف اننا كنا ضعفاء ولكن الذي يجترئ فيه احد اقول في غباوة انا ايضا اجترئ فيه.

على سبيل الهوان = TO OUR SHAME. إنه من المخجل أن أتكلم عن ضعفاتي، ولكن احتملوني على إفتراض أن الضعف الذي يعيرونني به هو أمر حقيقي، فأنا لم أستغلكم ولا أهنتكم، ولا مارست سلطاني ضدكم مثلهم، بل كنت كمن هو ضعيف بينكم. ومع ذلك فما يستطيعون أن يفتخروا به أستطيع أن أفتخر أنا أيضاً بمثله، فأنا لست أقل منهم، أنتم ألزمتموني أن أفتخر. ولكننا نجد الرسول هنا يفتخر بضعفاته هذه، فهم بل العالم كله يفتخر بالقوة والمراكز، أما أولاد الله صاروا يفتخرون بالآلام التي يحتملونها لأجل المسيح (أع 5 : 41). ولذلك نفهم قوله على سبيل الهوان أقول = أنه سيتكلم عن ضعفاته التي يعتبرها العالم شيئاً مخجلاً مهيناً، لكن الرسول يفتخر بها فهي شركة في صليب المسيح. العالم يظن أن ضعف أولاد الله علامة تخلى الله عنهم، أما أولاد الله فيفتخرون بهذا الضعف فهو شركة صليب مع المسيح ومن ثم فهو شركة مجد معه. لذلك نسمع بولس الرسول في (2كو 12 : 9، 10) يعلن إفتخاره بالضعفات 

 

آية 22 :- اهم عبرانيون فانا ايضا اهم اسرائليون فانا ايضا اهم نسل ابراهيم فانا ايضا.

عبرانيون = يتكلمون العبرانية، وبولس كان يتكلم العبرانية مع أنه مولود في طرسوس. اسرائيليون = من شعب الله المختار، مختونون في اليوم الثامن.

 

آية 23 :- اهم خدام المسيح اقول كمختل العقل فانا افضل في الاتعاب اكثر في الضربات اوفر في السجون اكثر في الميتات مرارا كثيرة. 

كمختل العقل = من يفتخر بنفسه ويعتبر نفسه أفضل من الباقين يكون هكذا فبولس لا يحب أن يعمل هذا ولكنه ملزم لإثبات صدق رسوليته. هم ألزموه.

في الأتعاب = كثير الترحال من بلد إلى بلد. في الميتات = كان من شدة الضرب يصل لدرجة الموت تقريباً. ولكن الله كان يقيمه.

 

آية 24 :- من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة.

أقصى عقوبة للجلد 40 جلدة، واليهود لأنهم خافوا أن تزداد عن 40 فيكسروا الناموس لو أخطأوا العد، كانوا ينقصونها لتصبح 39 جلدة.

 

آية 25 :- ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق.

ليلاً ونهاراً = أي قضى يوماً كاملاً في المياه وحفظه الله. في العمق أي متعلقاً بألواح السفينة الغارقة. هذه الأتعاب تعنى كرازة الرسول المستمرة 

 

آية 26 :- باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة.

سفر أعمال الرسل مملوء من الأهوال التي لاقاها الرسول على يد اليهود والوثنيين، وكيف كان اليهود والإخوة الكذبة يحركون الوثنيون ضده. بأسفار= للكرازة. لصوص = كان قطاع الطرق منتشرون في كل مكان. من جنسي = أي اليهود الذين إعتبروه كأخطر مرتد ودبروا مؤامرات لقتله. في المدينة = فقد حدثت فتن ضده في أورشليم وأفسس ودمشق

 

آية 27 :- في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعري. 

في جوع وعطش = خلال أسفاره. أسهار = كان يصلى ويعظ فيها 

 

آية 28 :- عدا ما هو دون ذلك التراكم علي كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس.

بجانب أتعابه كان عليه الإهتمام بكل الكنائس التي بشرها من الجانب الروحي والعقيدي والسلوكي.

 

آية 29 :- من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا التهب.

وأنا لا أضعف = هو شعور بشرى حينما يسمع عن ضعفات الآخرين ولكن الله سريعاً ما يعوضه بقوة من عنده. هو شعور فيه تذبل نفس الخادم إشفاقاً على من ضَعُفَ وخشية عليه. فالخادم الحقيقي يشارك وجدانياً من يضعف ويسقط، وإن تألموا يتألم لألامهم. من يعثر = يرتد عن الطريق الصحيح وأنا لا ألتهب = أشعر كأن اللهيب إندلع في صدري. هنا نرى متاعب الخادم الحقيقي. 

 

آية 30 :- ان كان يجب الافتخار فسافتخر بامور ضعفي.

ما إعتبره الناس ضعفاً وحقارة تسبب الخجل، أي الألام والتجارب التي وقعت عليه وقاسى منها، وهذه لم يحتمل مثلها الرسل الكذبة. هذه الضعفات أظهرت عمل الله فيه بالرغم من ضعفه، وهذا يدل على سمو فضله وكونه رسولاً حقيقياً، إذ أن الله يعمل فيه وليس بقوته الخاصة. ولاحظ أنه يفتخر بآلامه ولم يفتخر بالمعجزات التي صنعها ولا بمواهبه.

 

آية 31 :- الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي هو مبارك الى الابد يعلم اني لست اكذب.

هنا يثبت كلامه الماضي والآتي بأن يشهد الله الآب أنه لا يكذب ليصدقوه.

 

أية 32، 33 :- في دمشق والي الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد ان يمسكني. فتدليت من طاقة في زنبيل من السور ونجوت من يديه 

راجع (أع 9 : 9 – 25). ونجد هنا تطبيق لما قاله في آية 30 أنه يفتخر بأمور ضعفه، فها هو يهرب في سل من على السور، ولم يكن له قوة إعجازية يواجه بها جنود الحارث، ولكن تظهر هنا عناية الله التي أنقذته، فالله يريده أن يكرز ويبشر. والرسول يضع هذه الحادثة هنا في آخر سلسلة ألامه، إذ هي أول إضطهاد وقع ضده. والحارث هو ملك البتراء العربية. وكان هيرودس أنتيباس متزوجاً من إبنة الحارث وتركها ليخلو له الجو مع هيروديا، فحاربه الحارث وهزمه سنة 36 م في حرب دُمِّرَ فيها جيش هيرودس. وإنتهز الحارث فرصة صداقته مع كاليجولا الإمبراطور الروماني ليضم دمشق إلى ولايته. وأقام الحارث على دمشق والياً من قبله، وهذا الوالى عَلِمَ أن اليهود كانوا يريدون القبض على بولس فأراد الوالي أن يقبض هو عليه ليرضيهم، لكن بولس الرسول هرب منه في سلٍ من على السور.

فاصل

فاصل

تفسير 2 كورنثوس 10 تفسير رسالة كورنثوس الثانية تفسير العهد الجديد
تفسير 2 كورنثوس 12
 القمص أنطونيوس فكري
تفاسير رسالة كورنثوس الثانية تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى