تفسير أخبار الأيام الثاني ١٨، ١٩ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثامن عشر

راجع تفسير 1 مل 5:22-35


 

الإصحاح التاسع عشر

الآيات 1-3:- ورجع يهوشافاط ملك يهوذا الى بيته بسلام الى اورشليم.و خرج للقائه ياهو بن حناني الرائي وقال للملك يهوشافاط اتساعد الشرير وتحب مبغضي الرب فلذلك الغضب عليك من قبل الرب غير انه وجد فيك امورا صالحة لانك نزعت السواري من الارض وهيات قلبك لطلب الله.

ياهو بن حنانى:- حنانى أبوه هو الذى وبخ الملك أسا (10:16) وياهو رأى أبوه فى السجن بسبب عمله هذا. ولكن ياهو لم يهتم وفعل نفس الشىء فكلمة الله لا تقيد.

وياهو وبخ بعشا ملك إسرائيل (1 مل 1:16-4) على أننا نرى أن يهوشافاط قد سمع كلام النبى وإعتبره كلام الرب ولكنه لم يستطع أن يخلص نفسه من أثار سياسته السيئة فهو قد زوج إبنه من إبنة اخاب فأدخل الشر إلى بيته. وهو زوج إبنه لعثليا هذه ربما نوعاً من الزيجات السياسية أى لعقد نوع من المعاهدة مع إسرائيل. وهذا سبب لهُ التزامات عسكرية طالما عانى منها وأنقذه الله وعاد بالسلام إلى بيته بينما مات أخاب. ولكن عثليا بقيت هناك وبقى الشر معها ونجد أن إبنه يهورام يقتل جميع إخوته بالسيف ومعهم بعض رجال إسرائيل ورؤسائها وعمل الشر فى عينى الرب. ثم مات بعد آلام كثيرة ولم تمتنع عثليا عن مشوراتها الرديئة فأكملت مع إبنها اخزيا حتى قُتل ثم قتلت هى كل النسل الملكى لترث. وكان أصل كل هذه الشرور إتحاد يهوشافاط بأخاب وهذا معنى كلام النبى.

 

الآيات 4-11:- واقام يهوشافاط في اورشليم ثم رجع وخرج ايضا بين الشعب من بئر سبع الى جبل افرايم وردهم الى الرب اله ابائهم.و اقام قضاة في الارض في كل مدن يهوذا المحصنة في كل مدينة فمدينة.و قال للقضاة انظروا ما انتم فاعلون لانكم لا تقضون للانسان بل للرب وهو معكم في امر القضاء.و الان لتكن هيبة الرب عليكم احذروا وافعلوا لانه ليس عند الرب الهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء.و كذا في اورشليم اقام يهوشافاط من اللاويين والكهنة ومن رؤوس اباء اسرائيل لقضاء الرب والدعاوي ورجعوا الى اورشليم.و امرهم قائلا هكذا تفعلون بتقوى الرب بامانة وقلب كامل.و في كل دعوى تاتي اليكم من اخوتكم الساكنين في مدنهم بين دم ودم بين شريعة ووصية من جهة فرائض او احكام حذروهم فلا ياثموا الى الرب فيكون غضب عليكم وعلى اخوتكم هكذا افعلوا فلا تاثموا.و هوذا امريا الكاهن الراس عليكم في كل امور الرب وزبديا بن يشمعئيل الرئيس على بيت يهوذا في كل امور الملك والعرفاء اللاويين امامكم تشددوا وافعلوا وليكن الرب مع الصالح

فى (4) رجع وخرج = يهوشافاط فى أول ملكه أرسل بعض من رؤسائه وبعض من اللاويين والكهنة لتعليم الشعب لكنه هنا خرج بنفسه ليطمئن أن الحكم بالعدل فى كل مكان وعمل يهوشافاط هذا هو نوع من التوبة فهو لم يعد يهتم بالمحالفات السياسية بل إهتم ببلده وأن يقيم العدل فيها فأخذ يقيم نظام قضائى ليحقق العدل حسب الشريعة من بئر سبع إلى جبل أفرايم = أى فى كل مكان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. وفى (5) أقام قضاة = ربما كان العدد غير كافٍ فأقام قضاة جدد أو كانوا مرتشين فأقام قضاة عادلين نزهاء. مدن يهوذا المحصنة = كانت هذه المدن مراكز حربية ومراكز محاكم مدنية أيضاً. وفى (8) وكذا فى أورشليم = هى محكمة عليا تحت رعاية الملك شخصياً ترفع إليها القضايا الصعبة. لقضاء الرب والدعاوى = هذا تمييز بين القضاء الدينى والمدنى. وفى (11) يتخصص أمريا للقضاء الدينى وزبديا على القضاء المدنى.

زر الذهاب إلى الأعلى