تفسير أخبار الأيام الثاني ٣٠ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الثلاثون
كانت بداية حزقيا تطهير الهيكل فى السنة الأولى لملكه فى الشهر الأول وكانت هذه خير بداية للملك القديس. وخير بداية لنا تطهير هيكلنا الداخلى من كل خطية. وبعد ذلك مارس فصحاً مميزاً بالآتى:
- كان فىالشهر الثانى من السنة والفصح يقدم فى الشهر الول (وكان هذا مجرد إستثناء).
- سعى حزقيا لجمع كل إسرائيل ويهوذا لحضور هذا الفصح. وقد لبى الشعب دعوته.
الآيات 1-9:- وارسل حزقيا الى جميع اسرائيل ويهوذا وكتب ايضا رسائل الى افرايم ومنسى ان ياتوا الى بيت الرب في اورشليم ليعملوا فصحا للرب اله اسرائيل.فتشاور الملك ورؤساؤه وكل الجماعة في اورشليم ان يعملوا الفصح في الشهر الثاني.لانهم لم يقدروا ان يعملوه في ذلك الوقت لان الكهنة لم يتقدسوا بالكفاية والشعب لم يجتمعوا الى اورشليم.فحسن الامر في عيني الملك وعيون كل الجماعة.فاعتمدوا على اطلاق النداء في جميع اسرائيل من بئر سبع الى دان ان ياتوا لعمل الفصح للرب اله اسرائيل في اورشليم لانهم لم يعملوه كما هو مكتوب منذ زمان كثير. فذهب السعاة بالرسائل من يد الملك ورؤسائه في جميع اسرائيل ويهوذا وحسب وصية الملك كانوا يقولون يا بني اسرائيل ارجعوا الى الرب اله ابراهيم واسحق واسرائيل فيرجع الى الناجين الباقين لكم من يد ملوك اشور.و لا تكونوا كابائكم وكاخوتكم الذين خانوا الرب اله ابائهم فجعلهم دهشة كما انتم ترون.الان لا تصلبوا رقابكم كابائكم بل اخضعوا للرب وادخلوا مقدسه الذي قدسه الى الابد واعبدوا الرب الهكم فيرتد عنكم حمو غضبه.لانه برجوعكم الى الرب يجد اخوتكم وبنوكم رحمة امام الذين يسبونهم فيرجعون الى هذه الارض لان الرب الهكم حنان ورحيم ولا يحول وجهه عنكم اذا رجعتم اليه.
كتب رسائل إلى إفرايم ومنسى = بالرغم من العداوة بين يهوذا وإسرائيل أرسل حزقيا رسائل لإسرائيل والظاهر أن ملكها الحالى (هوشع بن إيلة وكان أحسن ملوك إسرائيل) لم يعترض وتسامح مع هذه الدعوة عكس الملوك السابقين الذين كانوا يمنعون شعب إسرائيل من الصعود لأورشليم وذكره إفرايم ومنسى لأنهما أقرب أسباط إسرائيل إلى يهوذا. وهم لم يقدروا أن يمارسوا الفصح فى الشهر الأول بسبب نجاسة الهيكل وكانت أعمال التطهير لم تكمل بعد. وهم إعتمدوا على نص فى الناموس يسمح لغير الطاهر فى الشهر الأول أن يقيم الفصح فى الشهر الثانى (عد 1:9-13). وكان التأمل والمفاوضة لإكتشاف حل ووجدوا الحل فى سفر العدد وأقاموا الفصح فى الشهر الثانى. وفى (5) منذ زمان كثير = من المفروض أن إسرائيل كلهم يجتمعون فى أورشليم ليعيدوا الفصح وهذا لم يتم منذ زمان كثير لإنفصال المملكة الشمالية وفى (6) الباقين لكم = قبل أيام حزقيا بنحو 15 سنة كان تغلث فلاسر ملك أشور قد أخذ جلعاد ونفتالى والجليل وسباهم إلى أشور. (2 مل 29:15 + 1 اى 23:5-26) لا تصلبوا رقابكم = كبقرة جامحة (هو 16:4) لا تطيع صاحبها ولا تعرف خيرها وفى (9) برجوعهم للرب وصلواتهم عن إخوتهم يرحم الرب المسبيين ويعيدهم.
الآيات 10-20:- فكان السعاة يعبرون من مدينة الى مدينة في ارض افرايم ومنسى حتى زبولون فكانوا يضحكون عليهم ويهزاون بهم.الا ان قوما من اشير ومنسى وزبولون تواضعوا واتوا الى اورشليم.و كانت يد الله في يهوذا ايضا فاعطاهم قلبا واحدا ليعملوا بامر الملك والرؤساء حسب قول الرب.فاجتمع الى اورشليم شعب كثير لعمل عيد الفطير في الشهر الثاني جماعة كثيرة جدا.و قاموا وازالوا المذابح التي في اورشليم وازالوا كل مذابح التبخير وطرحوها الى وادي قدرون.و ذبحوا الفصح في الرابع عشر من الشهر الثاني والكهنة واللاويون خجلوا وتقدسوا وادخلوا المحرقات الى بيت الرب. واقاموا على مقامهم حسب حكمهم كناموس موسى رجل الله كان الكهنة يرشون الدم من يد اللاويين.لانه كان كثيرون في الجماعة لم يتقدسوا فكان اللاويون على ذبح الفصح عن كل من ليس بطاهر لتقديسهم للرب.لان كثيرين من الشعب كثيرين من افرايم ومنسى ويساكر وزبولون لم يتطهروا بل اكلوا الفصح ليس كما هو مكتوب الا ان حزقيا صلى عنهم قائلا الرب الصالح يكفر عن.كل من هيا قلبه لطلب الله الرب اله ابائه وليس كطهارة القدس.فسمع الرب لحزقيا وشفى الشعب.
حتى زبولون = لم يصلوا إلى دان ونفتالى لأنهما كانتا قد سقطتا فى يد أشور فكانوا يضحكون = لم يصدقوا أن الله قادر على أن يخلصهم وهذا تفسير لماذا دخلوا تحت حصار أشور بعد سنتين أو ثلاث سنوات ذهبوا بعدها إلى السبى. وفى (11) إلا أن قوماً = هذا رجاء كل خادم أن يجد قوماً يقبلون الرجوع إلى الله. وفى (14) نجد أن الشعب يطهر أورشليم كما طهر الكهنة الهيكل. وفى (15) خجلوا = حينما رأوا غيرة الشعب بمقابلة قلة غيرة الكهنة ومن عجب أن الشعب كان اكثر غيرة من اللاويين واللاويين أكثر غيرة من الكهنة فالوضع معكوس.
وفى (16) وأقاموا مقامهم حسب حكمهم = وأخذوا أماكنهم فى الهيكل حسب ما نصت عليه شريعة موسى. وفى (17) قبل هذا كان مقدم الذبيحة يذبح ذبيحته ويرش الكاهن دمها على المذبح ولكن من هذا الزمان صار اللاويون يذبحون الفصح لأن معظم الشعب لم يكن طاهر. فالنجاسة الطقسية فى بعض الأحيان تتطلب 7 أيام للتطهير. الرب الصالح يكفر عن كل من هيأ قلبه = حزقيا فهم الهدف من الشريعة الطقسية وهو إعداد القلب فالله يريد رحمة لا ذبيحة هو 6:6 وفى (20) وشفى الشعب = لم يكن مرضهم جسدياً بل مرض الخطية.
الآيات 21-27:- وعمل بنوا اسرائيل الموجودون في اورشليم عيد الفطير سبعة ايام بفرح عظيم وكان اللاويون والكهنة يسبحون الرب يوما فيوما بالات حمد للرب.و طيب حزقيا قلوب جميع اللاويين الفطنين فطنة صالحة للرب واكلوا الموسم سبعة ايام يذبحون ذبائح سلامة ويحمدون الرب اله ابائهم.و تشاور كل الجماعة ان يعملوا سبعة ايام اخرى فعملوا سبعة ايام بفرح.لان حزقيا ملك يهوذا قدم للجماعة الف ثور وسبعة الاف من الضان والرؤساء قدموا للجماعة الف ثور وعشرة الاف من الضان وتقدس كثيرون من الكهنة.و فرح كل جماعة يهوذا والكهنة واللاويون وكل الجماعة الاتين من اسرائيل والغرباء الاتون من ارض اسرائيل والساكنون في يهوذا.و كان فرح عظيم في اورشليم لانه من ايام سليمان بن داود ملك اسرائيل لم يكن كهذا في اورشليم. وقام الكهنة اللاويون وباركوا الشعب فسمع صوتهم ودخلت صلاتهم الى مسكن قدسه الى السماء.
بفرح عظيم = برجوعهم إلى الرب ورجوع الرب إليهم والتطهير من خطاياهم والمحبة التى جمعتهم خصوصاً مع إخوتهم من إسرائيل وفى (22) وطيب حزقيا = كانوا قد يئسوا من عدم ممارستهم وظيفتهم أيام أحاز وها حزقيا يطيب قلبهم. للفطنين = الذى يحزن على توقف عمل الله هو الفطن الذى يعرف أن توقف الخدمة معناها أن الخراب آتٍ وهؤلاء هم أنفسهم الذين يفرحون بعودة الخدمة. وفى (23) من فرحتهم تشاوروا لعمل سبعة أيام أخرى = الله فاض عليهم من فرحه فإمتلأوا فرحاً فلم يريدوا أن يغادروا الهيكل بل أن تستمر عبادتهم وفى(25) الغرباء الآتون من أرض إسرائيل = هم الوثنيون الذين تهددوا وعاشوا وسط الشعب وإختتنوا من أيام سليمان = يوم تدشين الهيكل بفرح فكان عيد حزقيا كعيد سليمان فى طول مدة العيد وكثرة الحاضرين.