تفسير سفر الملوك الثاني ٢٣ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الثالث والعشرون
الآيات 1-3: – وارسل الملك فجمعوا اليه كل شيوخ يهوذا واورشليم. وصعد الملك الى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان اورشليم معه والكهنة والانبياء وكل الشعب من الصغير الى الكبير وقرا في اذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب.و وقف الملك على المنبر وقطع عهدا امام الرب للذهاب وراء الرب ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس لاقامة كلام هذا العهد المكتوب في هذا السفر ووقف جميع الشعب عند العهد.
جميع رجال يهوذا = المقصود نواب الشعب وشيوخهم. ومع أن الرد الذى وصل من النبية كان غير مشجع إلا أنه عمل وإجتهد ولم ييأس وهو يعمل ما عليه أى واجبه والله يفعل ما يريده. ولاحظ أن يوشيا هو الذى قرأ فهو يعتبر أن قراءة الكتاب كرامة له ولم يطلب من احداً أن يقرأ له. ووقف جميع الشعب عند العهد = أى أعلنوا رضاهم وطاعتهم وإلتزامهم وما سيأتى من إصلاحات يوشيا يظهر إلى أى مدى تفشى الفساد فى يهوذا.
الآيات 4-9:- وامر الملك حلقيا الكاهن العظيم وكهنة الفرقة الثانية وحراس الباب ان يخرجوا من هيكل الرب جميع الانية المصنوعة للبعل وللسارية ولكل اجناد السماء واحرقها خارج اورشليم في حقول قدرون وحمل رمادها الى بيت ايل.و لاشى كهنة الاصنام الذين جعلهم ملوك يهوذا ليوقدوا على المرتفعات في مدن يهوذا وما يحيط باورشليم والذين يوقدون للبعل للشمس والقمر والمنازل ولكل اجناد السماء.و اخرج السارية من بيت الرب خارج اورشليم الى وادي قدرون واحرقها في وادي قدرون ودقها الى ان صارت غبارا وذرى الغبار على قبور عامة الشعب.و هدم بيوت المابونين التي عند بيت الرب حيث كانت النساء ينسجن بيوتا للسارية.و جاء بجميع الكهنة من مدن يهوذا ونجس المرتفعات حيث كان الكهنة يوقدون من جبع الى بئر سبع وهدم مرتفعات الابواب التي عند مدخل باب يشوع رئيس المدينة التي عن اليسار في باب المدينة.الا ان كهنة المرتفعات لم يصعدوا الى مذبح الرب في اورشليم بل اكلوا فطيرا بين اخوتهم.
كهنة الفرقة الثانية = وفى 18:25 ذكر الكاهن الثانى ويبدو أن الكاهن العظيم أو رئيس الكهنة كان له نواب والنواب كانوا هم الفرقة الثانية. وأحرقها خارج أورشليم = لئلا يدنس أورشليم برمادها. وحقول قدرون كان بها مقبرة لعامة الشعب وتقع شرق أورشليم وبجانبها وادى إبن هنوم وتوفة وكان وادى إبن هنوم وتوفة مناطق متنزهات وعبادة أصنام وتقديم ذبائح لمولك وأجازة الأطفال فى النار فنجسها يوشيا بطرحه فيها رماد أنية العبادة الصنمية. ومن زمان يوشيا فصاعداً صارت مزبلة ترمى فيها كناسة أورشليم وتحرق فيها. وتصب فيها بواليع البلد. ثم أخذت إسم جهنم وصارت كناية عن موضع العقاب (مت 22:5 + 46:25). إلى بيت إيل = إلى مكان خارج يهوذا كلها ولأن بيت إيل كانت مقر عبادة العجلين الذين أقامهما يربعام إبن نباط فهو أراد تلويث هذه العبادة وتنجيسها. لاشى = أى طردهم حتى لا يمارسوا عبادتهم الوثنية. والمنازل = هناك عبادة الكواكب = أسموها المنازل لأنهم زعموا ان الألهه نزلوا وسكنوا فيها (سكنوا فى هذه الكواكب والبروج) أخرج السارية = أى تمثال عشتاروث الذى أقامه منسى (7:21 + 2 اى 15:33). بيوت السارية = هى بيوت زنا وكان النساء ينسجن خيام تجرى فيها هذه الأعمال القبيحة ويضعون فى الخيام تماثيل السارية. وجاء بجميع الكهنة = إلى أورشليم حتى لا يوقدون بعد فى المرتفعات بل فى أورشليم مكان العبادة الواحد. من جبع إلى بئر سبع = أى من اقصى شمال يهوذا حتى أقصى جنوبها. مرتفعات الأبواب = كانوا يوقدون على سطوح البيوت وكان عند أبواب المدينة أبراج وهى تحولت إلى معابد وثنية فسميت مرتفعات لأنها فى أبراج عند أبواب المدينة. ويبدو أن هذا كان عند باب يسمى باب يشوع. إلا أن كهنة = لم يمارسوا خدمة الكهنوت أنهم كانوا سابقاً كهنة مرتفعات ولكنهم أكلوا من التقدمات لكونهم من بنى هرون فكانوا مثل الكهنة الذين بهم عيوب (لا 21:21-23) وكان خبز التقدمات فطيراً (لا 16:6-18).
ملحوظة :
توجد كلمتين عبريتين بمعنى كهنة
- كوهانيم = الكهنة الذين يخدمون الرب.
- كيماريم = وهم كهنة الأصنام (هى مشتقة من اللون الأسود الذى كانوا يلبسونه فى عباداتهم). وهؤلاء هم الذين لاشاهم يوشيا آية (5).
الآيات 10-14:- نجس توفة التي في وادي بني هنوم لكي لا يعبر احد ابنه او ابنته في النار لمولك. واباد الخيل التي اعطاها ملوك يهوذا للشمس عند مدخل بيت الرب عند مخدع نثنملك الخصي الذي في الاروقة ومركبات الشمس احرقها بالنار. والمذابح التي على سطح علية احاز التي عملها ملوك يهوذا والمذابح التي عملها منسى في داري بيت الرب هدمها الملك وركض من هناك وذرى غبارها في وادي قدرون.و المرتفعات التي قبالة اورشليم التي عن يمين جبل الهلاك التي بناها سليمان ملك اسرائيل لعشتورث رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموابيين ولملكوم كراهة بني عمون نجسها الملك.و كسر التماثيل وقطع السواري وملا مكانها من عظام الناس.
ونجس توفة = توفة هى موقدة أو مكان الإحراق لأنه فيها كانوا يحرقون الذبائح. وكان فيها تمثال مجوف نحاسى لمولك إله بنى عمون وكانوا يوقدون جوفه بنار حامية تجعله يصل لدرجة الإحمرار ثم يقدمون ضحاياهم على يدى هذا التمثال وكان هناك طريقتين:
- إجازة الطفل بين يدى التمثال ويسمونها “عبروا أطفالهم فى النار” وهذه علامة تكريس أو تخصيص الطفل للإله مولك ويعتبرون هذا نوعاً من البركة لهم ولأطفالهم.
- تقديم الطفل نفسه ضحية بوضعه على يد التمثال فيحترق حياً وسميت توفة من توف اى طبلة لأنهم كانوا يقرعون الطبول بشدة لكى لا يسمع أحد صراخ الأطفال. وتوفة فى الجزء الجنوبى الشرقى من وادى إبن هنوم أو وادى هنوم وهم قبيلة من الكنعانين. أش 33:30. وأباد الخيل = كان اليونانيون والرومان يشبهون الشمس براكب فى مركبة وكان يستعملون فى إحتفالاتهم الدينية مركبات الشمس، والمركبة هى مركبة يجرها الخيول. فعابدو الشمس يتصورون أن مركباتهم تخرج كل صباح لتقابل الشمس ولذلك إستعملوا الجياد لسرعتها ورشاقتها رمزاً للشمس. وكان عابدى الشمس يركبون هذه الخيول إكراماً للشمس. وجاء يوشيا وأحرق مركبات الشمس وأباد الخيل أى إمتنع عن إعطائها لمركبات الشمس كأسلافه من ملوك يهوذا، أو هو أعدم هذه الخيول التى أصبح لها عند الشمس دلالات مقدسة. وقد يكون نثنملك = هو الخصى المتوكل على الخيل وكان مكان الخيل عند مخدعه عند مدخل بيت الرب.
سطح علية أحاز = معناه أن أحاز قد بنى علية على أحد أبنية الهيكل وكانوا على سطحها قد عملوا مذابح لعبادة الأجرام السماوية. وركض من هناك = دليل على رغبته فى إتمام العمل وكان دار بيت الرب مشرفاً على وادى قدرون. جبل الهلاك = قبالة أورشليم وهو القسم الجنوبى لجبل الزيتون ودعى هكذا لكونه مكان معابد الأصنام التى بناها سليمان فى شيخوخته لأجل نساءه. من عظام الناس عظام الأموات نجاسة وعلامة الموت والفساد. ولقد زعم عبدة الألهه المذكورة أنها مصدر الحياة والخصب وكثرة المواليد.
ولكن لماذا وضع عظام ناس لينجس المرتفعات ؟ لو لم يفعل هذا لعاد الناس وبنوها مرة ثانية فهدمها فى نظرهم لن يفقدها قدسيتها. ووضع العظام على هذه المذابح لتنجيسها يشبه وضع حريق مخلفات الوثنية وإلقائها فى بيت إيل لينجس بيت إيل فلا تعود تستعمل كهيكل للرب. ووضع العظام على المذابح المحطمة والألهه المكسورة التى سحقها هو مزج الألهه الميتة بالعظام الميتة فكلاهما سواء. وكانوا يعتبرون أن وضع عظام ميت على شىء هو أكبر وأعظم نجاسة لهذا الشىء.
الآيات 15-20:- وكذلك المذبح الذي في بيت ايل في المرتفعات التي عملها يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ فذانك المذبح والمرتفعة هدمها واحرق المرتفعة وسحقها حتى صارت غبارا واحرق السارية.و التفت يوشيا فراى القبور التي هناك في الجبل فارسل واخذ العظام من القبور واحرقها على المذبح ونجسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام.و قال ما هذه الصوة التي ارى فقال له رجال المدينة هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الامور التي عملت على مذبح بيت ايل.فقال دعوه لا يحركن احد عظامه فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة.و كذا جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة التي عملها ملوك اسرائيل للاغاظة ازالها يوشيا وعمل بها حسب جميع الاعمال التي عملها في بيت ايل.و ذبح جميع كهنة المرتفعات التي هناك على المذابح واحرق عظام الناس عليها ثم رجع الى اورشليم.
كون أن يوشيا يصل إلى بيت إيل نفهم منه أن تسلط أشور على الأرض كان قد ضعف فهو جاء وأصلح بلا مانع من حكام أشور. وتاريخياً ففى فترة يوشيا كانت مملكة أشور موشكة على السقوط وكان ملك اشور مشغولاً بحروبه فى الشمال مما أعطى ليوشيا تسلطاً وقتياً على أرض إسرائيل. وأحرق المرتفعة = هو أحرق ما كان خشباً وسحق الحجارة وأحرقها على الذبائح = هو أحرق العظام قبل هدم المذبح لينجسه. رجل الله الذى نادى = 1مل 2:13 ويوشيا يبدو أنه لم يكن يعرف النبوة إلا بعد أن تممها. النبى الذى من السامرة = كان النبى من بيت إيل وهى إحدى مدن السامرة 1 مل 11:13. فيوشيا أكرم هذا النبى بسبب نبوته وأكرم النبى الذى إحتمى به ولم يعبث بقبره إحتراماً للنبى الذى إحتمى به
الآيات 21-23:- – وامر الملك جميع الشعب قائلا اعملوا فصحا للرب الهكم كما هو مكتوب في سفر العهد هذا.انه لم يعمل مثل هذا الفصح منذ ايام القضاة الذين حكموا على اسرائيل ولا في كل ايام ملوك اسرائيل وملوك يهوذا.و لكن في السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا عمل هذا الفصح للرب في اورشليم.
فصحاً للرب= ما يميز فصح يوشيا كثرة الذبائح (2اى 1:35-19). فى السنة الثامنة عشرة = أى فى نفس السنة التى تم فيها ترميم الهيكل والعثور على سفر الشريعة وتجديد العهد وهدم العبادة الوثنية فى يهوذا والسامرة. وفى مقارنة بيت يوشيا وياهو نجد أن ياهو دمر هيكل البعل وكذلك يوشيا لكن يوشيا بعد أن دمر عبادة الأوثان أقام الفصح ليطيع الشريعة وهذه هى التوبة الحقيقية إزالت السلبيات والأمتناع عنها وممارسة الفضائل الإيجابية.
الايات 25،24 :- وكذلك السحرة والعرافون والترافيم والاصنام وجميع الرجاسات التي رئيت في ارض يهوذا وفي اورشليم ابادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة المكتوب في السفر الذي وجده حلقيا الكاهن في بيت الرب.و لم يكن قبله ملك مثله قد رجع الى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب كل شريعة موسى وبعده لم يقم مثله.
الترافيم = كلمة عبرانية تعنى ألهه بيتية يضعونها كبركة فى البيوت وهذا نوع من الوثنية.
الآيات 27،26 :- – ولكن الرب لم يرجع عن حمو غضبه العظيم لان غضبه حمي على يهوذا من اجل جميع الاغاظات التي اغاظه اياها منسى.فقال الرب اني انزع يهوذا ايضا من امامي كما نزعت اسرائيل وارفض هذه المدينة التي اخترتها اورشليم والبيت الذي قلت يكون اسمي فيه.
خطايا منسى جعلت الشعب يخطىء فأحب هذه العبادات الوثنية وبينما تاب منسى إستمر الشعب فى محبته للخطية وكانت إصلاحات يوشيا إصلاحات من فوق وبقى الشعب على ما هو عليه
الآيات 28-30:- وبقية امور يوشيا وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. في ايامه صعد فرعون نخو ملك مصر على ملك اشور الى نهر الفرات فصعد الملك يوشيا للقائه فقتله في مجدو حين راه.و اركبه عبيده ميتا من مجدو وجاءوا به الى اورشليم ودفنوه في قبره فاخذ شعب الارض يهواحاز بن يوشيا ومسحوه وملكوه عوضا عن ابيه.
لم يذكر الكتاب شىء عن ال 13 سنة الأخيرة من حكم يوشيا لكن غالباً كانت فى سلام وخلالها سقطت مملكة أشور وقامت مملكة بابل. فرعون نخو= وجد هذا الفرعون أن فرصة سقوط أشور وقيام بابل الدولة الجديدة هى فرصة سانحة لغزو سوريا وما بين النهرين. فصعد الملك يوشيا = ربما فهم يوشيا أنه إن يقاوم ملك مصر فإن مملكته ستسقط بيد ملك مصر ولكن نجد أن نخو أخبر يوشيا أنه لا يريد حرباً معه بل يريد ملك أشور، لكننا نجد أن يوشيا لم يصدقه (2اى 20:35-27) وكان كلام نخو هو كلام صحيح إلا أن يوشيا لم يعرف وكان ذلك بسماح من الله الذى فضل أن ينهى حياته لأنه كان سيبدأ فى تأديب أورشليم. وسياسياً فنخو كان يريد الإستيلاء على ما كانت أشور تمتلكه قبل أن يشتد عود بابل فتأخذ هى كل ميراث اشور ويوشيا كان قد أستولى على الكثير من اراضى إسرائيل وضمها له وإستقرت مملكته وخاف أن يضيع إستقلاله. ونجد أن يوشيا أخطأ فى عدم إستشارة الله ولا الأنبياء ولا الأوريم لكن الله سمح بهذا وفى آية (30) فقتله فى مجدو = الكلمة الأصلية لقتله هنا جُرح جرحاً مميتاً وهو حمل لأورشليم ومات هناك 2 اى 24:35. وبعد يوشيا لم تر أورشليم يوماً جيداً بل جاءت المصائب واحدة تلو الأخرى إلى أن دمرت نهائياً بعد 22 سنة.
الآيات 31-37:- وكان يهواحاز ابن ثلاث وعشرين سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في اورشليم واسم امه حموطل بنت ارميا من لبنة.فعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمله اباؤه.و اسره فرعون نخو في ربلة في ارض حماة لئلا يملك في اورشليم وغرم الارض بمئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب.و ملك فرعون نخو الياقيم بن يوشيا عوضا عن يوشيا ابيه وغير اسمه الى يهوياقيم واخذ يهواحاز وجاء الى مصر فمات هناك.و دفع يهوياقيم الفضة والذهب لفرعون الا انه قوم الارض لدفع الفضة بامر فرعون كل واحد حسب تقويمه فطالب شعب الارض بالفضة والذهب ليدفع لفرعون نخو.كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشرة سنة في اورشليم واسم امه زبيدة بنت فداية من رومة.و عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل اباؤه.
كان يهوأحاز ثالث أبناء يوشيا (الكبير إلياقيم (يهو ياقيم) والأكبر يوحانان (1أى 16:3) وربما إختاروا الأصغر فهم تصوروا أنه الأكفأ. ويهوأحاز له إسم أخر هو شلوم. وكان الرابع هو متنياً أو صدقياً. ثلاثة شهور = بينما ذهب فرعون نخو إلى كركميش ورجع. فإنه ترك جيشه ورجع إلى مصر ثم ذهب ثانياً إلى كركميش وتقابل مع نبوخذ نصر وإنكسر فى الحرب وإستولى نبوخذ نصر على كل ما كان لمصر من نهر الفرات إلى نهر مصر (7:24) ونجد أن فرعون خلع يهو أحاز كنوع من إظهار السلطة على يهوذا فشعب يهوذا كانوا قد ملكوه دون إستشارته. والعجيب أن الكتاب يسجل على يهوأحاز أنه فى خلال هذه المدة الصغيرة عمل الشر فى عينى الرب وهذا دليل على إصلاحات يوشيا كانت من فوق حتى أن اولاده كانوا أشرار. ولقد تجاوب الشعب مع شر يهوأحاز. وفى (35) قوَم الأرض = أى أن كل فرد يدفع نصيبه بحسب ما يملك من أرض. ولقد أخذ يهوياقيم الفضة من شعب الأرض وكان يهوياقيم شريراً ظالماً (ار 13:22-19+ 20:26 –23 + 20:36 –32) ولأول مرة يرث الأخ أخيه على عرش داود. وفرعون لم يكن ينوى أن يهاجم يهوذا لكن بعد إنتصاره على يوشيا فلماذا لا يفرض عليهم الضريبة ويتحكم فيهم. ولو صار أولاد يوشيا مثل أبيهم لكانوا قد عوملوا معاملة كريمة من فرعون ولكن لشرورهم سمح الله لهم بالذل فأحدهم سُبى إلى مصر والأخر صار خاضعاً فى ذل يدفع الجزية ولنرى عاقبة الخطية فسابقاً سلب بنو إسرائيل المصريين والآن بسبب الخطية نجد المصريين يسلبون بنى إسرائيل ويسببون لهم الفقر. ويهوياقيم = يهوه يقيم والياقيم = الله يقيم وفرعون غير الإسم ليهوياقيم نوعاً من إظهار السلطة لكن هناك فضل لنخو فهو غير الإسم لإسم دينى وكان هذا بإرشاد من رجال إسرائيل وهذا عكس ما فعلوه فى بابل فهم غيروا الأسماء لأسماء وثنية (دانيال والفتية).
ملحوظة:
سليمان : هو بانى الهيكل رمزاً للمسيح بانى الكنيسة
حزقيا : طال عمره 15 سنة رمزاً للمسيح الذى قام من الأموات فإمتد عمره.
يوشيا : مات خارج أورشليم فى حربه مع الأعداء رمزاً للمسيح الذى مات خارج أورشليم.