كورش ملك فارس

 

اسم عيلامي معناه “راعي” وهو أول ملوك فارس، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية. استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. 

وفي السنة 530 ق.م باتت فارس أكبر أمبراطورية في العالم مع السماح بأقصى درجة من الحكم الذاتي. واحتضنت الامبراطورية الفارسية جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق الأدنى القديم، وشملت معظم غرب آسيا ومعظم آسيا الوسطى. من البحر الأبيض المتوسط وهيلسبونت في الغرب إلى نهر السند في الشرق.

ويظهر من الكتابات البابلية أن كورش هذا كان ابنًا لقمبيز وحفيدًا لكورش آخر وجميعهم مع أجدادهم ملكوا في شرقي عيلام حيث كانت شوشان عاصمة ملكهم منذ سنة 550 ق.م تقريبًا.

ويعتبر كورش مؤسس المملكة الفارسية وهو الذي افتتح عدة ممالك أخرى وقد جمع في شخصه قوة مملكتي فارس ومادي وأشهر المدن التي افتتحها بابل سنة 539 ق.م. وقد أنذر دانيال بيلشاصر ملك بابل بأن مملكته ستعطى لمادي وفارس (دا 5: 28). وكان دانيال في بلاط كورش أيضًا (دا 6: 28). وقد مات كورش من جرح إصابة في الحرب سنة 529 ق.م.

 ويذكر عزرا أن كورش ملك فارس أصدر نداء في السنة الأولى لملكه يسمح فيه لليهود (وكانوا قد صرفوا سبعين سنة في سبي بابل) بالرجوع إلى أرضهم وإعادة بناء هيكل أورشليم وقد أعطاهم من خزائنه الغنية مالًا وفيرًا وأرجع لهم آنية الهيكل المقدسة التي كان نبوخذنصر قد أخذها لكي يعودوا إلى استعمالها هناك (عز 1 و5: 13 و14 و6: 3 بالمقابلة مع 2 أخبار 36: 22 و23). وقد أغتنم كثير من اليهود هذه الفرصة السانحة ورجعوا إلى أورشليم (538 ق.م.).

ويبدو أن كورش رغم اهتمامه باليهود لم يكن مؤمنًا حقيقيًا بالرب، وهو ما يبدو واضحًا من قول الرب له: “لقبتك وأنت لست تعرفني.. نطقتك وأنت لم تعرفني” (إش 45: 4و5). ولكن من المؤكد أنه أدرك أن إله إسرائيل من أعظم الآلهة الكبار، وبخاصة إذا كان قد قرأ نبوات إشعياء. ومن المحتمل أن الإشارة القوية إلى سيادة “الرب إله السماء” في مرسوم كورش (عز 1: 2-4) تعكس أقوال دانيال له، فقد كان كبير وزراء داريوس المادي، والمعني بشئون اليهود (دانيال 6: 3 و28)، فهي –على ما يبدو- ليست كلمات كورش نفسه. وبنفس الكيفية يمكن تفسير ما قاله نبوخذنصر عن “الله العلي.. آياته ما أعظمها وعجائبه ما أقواها! ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه إلى دور فدور.. كل أعماله حق وطرقه عدل. ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله” (دانيال 4: 1-4 و34-37). وبمقارنة نداء كورش المذكور في الأصحاح الأول من عزرا مع ما وجده داريوس الأول بعد ذلك بسبع عشرة سنة في أحمثا (إكبتانا) في خزائن القصر، نرى أنه بينما تذكر الصيغة الأولى النداء العام، فإن الصيغة الثانية هي ما وجده مكتوبًا في سجلات رسمية محفوظة في بيت الأسفار (الأرشيف).

وقد قضى قورش السنة 529 ق.م أثناء مناوشة مع شعب يعيش شرقي بحر قزوين ويُعرف باسم ماساغيتي.

زر الذهاب إلى الأعلى