تفسير سفر حزقيال ٢٠ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح العشرون
أتى بعض الشيوخ للنبى ليسألوه. والله يظهر لهم إستياءه منهم، ويظهر لهم تاريخ معاملاته الكريمة معهم، وأيضاً خياناتهم المستمرة، ويعلن لهم أحكامه ضدهم ومراحمه التى يختزنها للبقية وأنه سوف يعيدهم لأرضهم
الآيات 1 – 4 :-
و كان في السنة السابعة في الشهر الخامس في العاشر من الشهر ان اناسا من شيوخ اسرائيل جاءوا ليسالوا الرب فجلسوا امامي. فكان الي كلام الرب قائلا. يا ابن ادم كلم شيوخ اسرائيل و قل لهم هكذا قال السيد الرب هل انتم اتون لتسالوني حي انا لا اسال منكم يقول السيد الرب. هل تدينهم هل تدين يا ابن ادم عرفهم رجاسات ابائهم.
لاحظ إهتمام النبى بذكر التواريخ، وهكذا كان كل من آمن بالله من هذا الشعب، فهم يعرفون من نبوات أرمياء أن مدة السبى محددة بسبعين سنة. حىٌ أنا لا أسأل منكم = وماذا كان سؤالهم ؟ هم كانوا يسألون.. ما دمنا وسط البابليين الوثنيين وليس لدينا هيكل نعبد فيه الله، وحتى نحظى برضا سادتنا البابليين، فلماذا لا نعبد الهتهم (آية 32). ومع هذه الطبيعة المتمردة لا يجيب الله. فالله لن يجيب إلا إذا قدموا توبة عن هذه الخطايا. أما مظاهر التقوى الجالسين بها أمام الله، فهى لا تنطلى على الله الذى يعرف خبايا قلوبهم وقد كشفها للنبى. هل تدينهم. هل تدين يا إبن آدم = أنت الآن كنبى ولقد كشفت لك ما فى قلوبهم فلا تدافع عنهم كشفيع، بل إعلن الأحكام عليهم، وهذه الأحكام ليس فقط عن خطاياهم بل أكشف لهم أيضاً عن خطايا أبائهم التى أغاظت الله ولذلك فالله سوف يقطعهم. إبن آدم = هنا نفهم معنى قول الله له يا إبن آدم. فهو كبشر وإبن آدم له نفس الظروف التى تجرى على الشعب، فالكل أولاد آدم. ولكنه أستطاع بالرغم من ضعفه البشرى أن يسلك بإستقامة. وإستقامته هذه تكون سبب دينونة لبقية الشعب، إذ ليس لهم عذر (رو 1 : 20، 2 : 1) لذلك فحين يعلن حزقيال أحكام الدينونة يعلنها ضد الشعب كمن هو إبن آدم مثلهم، وهذا معنى أننا سندين العالم 1كو 6 : 2، 3
الآيات 5 – 9 :-
و قل لهم هكذا قال السيد الرب في يوم اخترت اسرائيل و رفعت يدي لنسل بيت يعقوب و عرفتهم نفسي في ارض مصر و رفعت لهم يدي قائلا انا الرب الهكم. في ذلك اليوم رفعت لهم يدي لاخرجهم من ارض مصر الى الارض التي تجسستها لهم تفيض لبنا و عسلا هي فخر كل الاراضي. و قلت لهم اطرحوا كل انسان منكم ارجاس عينيه و لا تتنجسوا باصنام مصر انا الرب الهكم. فتمردوا علي و لم يريدوا ان يسمعوا لي و لم يطرح الانسان منهم ارجاس عينيه و لم يتركوا اصنام مصر فقلت اني اسكب رجزي عليهم لاتم عليهم سخطي في وسط ارض مصر. لكن صنعت لاجل اسمي لكيلا يتنجس امام عيون الامم الذين هم في وسطهم الذين عرفتهم نفسي امام عيونهم باخراجهم من ارض مصر.
هنا كشف الله سر عبوديتهم فى مصر، وذلك أن أصنام مصر كانت ترعى فى قلوبهم. إذاً السبب فى ألامهم فى أرض مصر لم يكن هو قساوة قلب فرعون، إنما الخطية الرابضة داخلهم وإنحراف قلبهم وفى نفس الوقت كان الله يعد لهم أرض كنعان. ومع هذا لم يسخط عليهم بل أخرجهم بقوة من أرض مصر. بل هم فى أرض مصر لم يسألوا عن الله، بل هو الذى أعلن ذاته لأجلهم، فالله هو الذى يلاحقنا بإحساناته وإعلاناته. ورفعت لهم يدى = كأنه يقسم أن يخرجهم. ولم يطلب منهم شيئاً سوى أن يتخلوا عن رجاساتهم. وهم كانوا يستحقون أن يسكب الله رجزه عليهم، ولكنه حتى يتقدس إسمه ويتمجد وسط المصريين لم يصنع هذا الشر بهم، حتى لا يقال من المصريين أن الله بدد شعبه أو أنه لم يقدر أن يحافظ على شعبه. ولذلك السبب فنحن مطمئنين على الكنيسة فالله لن يهملها لأجل مجد إسمه
الآيات 10 – 26 :-
فاخرجتهم من ارض مصر و اتيت بهم الى البرية. و اعطيتهم فرائضي و عرفتهم احكامي التي ان عملها انسان يحيا بها. و اعطيتهم ايضا سبوتي لتكون علامة بيني و بينهم ليعلموا اني انا الرب مقدسهم. فتمرد علي بيت اسرائيل في البرية لم يسلكوا في فرائضي و رفضوا احكامي التي ان عملها انسان يحيا بها و نجسوا سبوتي كثيرا فقلت اني اسكب رجزي عليهم في البرية لافنائهم. لكن صنعت لاجل اسمي لكي لا يتنجس امام عيون الامم الذين اخرجتهم امام عيونهم. و رفعت ايضا يدي لهم في البرية باني لا اتي بهم الى الارض التي اعطيتهم اياها تفيض لبنا و عسلا هي فخر كل الاراضي. لانهم رفضوا احكامي و لم يسلكوا في فرائضي بل نجسوا سبوتي لان قلبهم ذهب وراء اصنامهم. لكن عيني اشفقت عليهم عن اهلاكهم فلم افنهم في البرية. و قلت لابنائهم في البرية لا تسلكوا في فرائض ابائكم و لا تحفظوا احكامهم و لا تتنجسوا باصنامهم. انا الرب الهكم فاسلكوا في فرائضي و احفظوا احكامي و اعملوا بها. و قدسوا سبوتي فتكون علامة بيني و بينكم لتعلموا اني انا الرب الهكم. فتمرد الابناء علي لم يسلكوا في فرائضي و لم يحفظوا احكامي ليعملوها التي ان عملها انسان يحيا بها و نجسوا سبوتي فقلت اني اسكب رجزي عليهم لاتم سخطي عليهم في البرية. ثم كففت يدي و صنعت لاجل اسمي لكيلا يتنجس امام عيون الامم الذين اخرجتهم امام عيونهم. و رفعت ايضا يدي لهم في البرية لافرقهم في الامم و اذريهم في الاراضي. لانهم لم يصنعوا احكامي بل رفضوا فرائضي و نجسوا سبوتي و كانت عيونهم وراء اصنام ابائهم. و اعطيتهم ايضا فرائض غير صالحة و احكاما لا يحيون بها. و نجستهم بعطاياهم اذ اجازوا في النار كل فاتح رحم لابيدهم حتى يعلموا اني انا الرب.
يكشف الرب هنا عن تمردهم عليه فى البرية، ومن محبته لم يذكر كل ما عمله لهم (من / سلوى / ماء من الصخرة / شق البحر وشق الأردن / هزيمة كل أعدائهم…) ولكن ركز الله على أمرين 1) الوصية 2) السبت وإعتبر الله أن هذين الإثنيين هما أفضل عطاياه لهم (آيات 11، 12) فالوصية هى علامة حب الله لنا، حتى لا يسير الإنسان حسب طبيعته المنحرفة فيهلك ويعيش حزيناً. الله قدم للإنسان الحرية، ولكنه وهبه الوصية حتى يضبط بها نفسه بهدوء فلا يهلك. كان الإنسان فى الجنة لا يعرف الخير والشر وكانت الجنة إسمها جنة عدن أى الفرح إشارة للفرح الذى تمتع به آدم فى الجنة قبل أن يسقط، والله ققال له لا تفعل كذا حتى لا تخرج منها، لأن الله يعرف الطبيعة الإنسانية، وهى حين تتذوق الشر تشتهيه، وينقلب الفرح إلى حزن. ولما خرج الإنسان من الجنة، أعطاه الله الوصايا التى بها يستطيع أن يحيا نسبياً فى فرح (كان آدم فى الجنة كمريض بالإيدز وقد وضعوه فى غرفة معقمة، وقالوا له لاتخرج منها وإلا تموت بسبب الأمراض المنتشرة، فلما خرج أعطوه وصايا تطيل عمره مثل لا تأكل دون أن تغسل ما تأكله، لا تخالط المرضى… وإلا تموت) لذلك كانت الوصية هى لضمان حياة سعيدة على الأرض.
أما السبوت ففيها عبادة وإمتناع عن العمل لنذكر الله، فهى إذاً لتقديس الإنسان، وهى تشير للمسيح الذى قدم الفداء فى اليوم السابع، فهو إستراح بخلاصنا. ونحن حصلنا على الراحة فيه فكلمة سبت تعنى راحة. والمسيح فهو سر راحتنا وتقديسنا. فالسبت إذاً فيه إنعزال عن العالم، بلا إنشغال بأموره وإتصال بالله سر راحتنا، وفى إتصالنا بالله فى عبادة السبت نذكر إنتمائنا للسماء وغربتنا فى هذا العالم، فتزيد إشتياقاتنا للسماء وبهذا تكون لنا أبدية سعيدة إذا حفظنا السبوت
وهم لم يطيعوا الوصية ونجسوا السبت. وكانوا يستحقون أن يسكب الله رجزه عليهم، لكن الله إمتنع من أجل الأمم أيضاً. ولنلاحظ أن الله الذى يعطى بسخاء ولا يعير، هو لا يعيرهم هنا بإحساناته، بل يستعرضها لهم ليعرفوا كم كانوا ناكرين للجميل. فهو حررهم من عبودية مصر، ولكن هذه العبودية يبدو أنها عاشت فيهم فإشتهوا العودة لمصر، الله بهذا يثير فيهم مشاعر الحب والتصالح معه ليعودوا إليه فيتحرروا، لكنه لا يعيرهم. وهم إحتقروا الوصية، مع أن من ينفذها أو من يعمل بها يحيا، ويجد تعزيات كثيرة فى طاعتها. والنتيجة المؤلمة للعبودية الساكنة فيهم أن الله رفع يده ثانية لا ليقسم لهم بأن يحفظهم بل رفع يده ضدهم بأن = لا آتى بهم إلى الأرض = ومات هذا الجيل فعلاً، أما أولادهم فهم الذين دخلوا. فأرض كنعان لا يدخلها سوى من تخلص من عبودية إبليس. ولكن للأسف فإن جيل الأبناء هو أيضاً قد ثار ضد الله = فتمرد الأبناء على. فكانت خطية آبائهم العجل الذهبى، وخطية الأبناء بعل فغور، وإنتشر الوبأ فى المحلة وهؤلاء أعطيتهم فرائض غير صالحة = هذه تساوى (أسلمهم الله لذهن مرفوض رو 1 : 24، 26) وأسلمهم الله لشهوات قلوبهم (مز 71 : 12). فحين يترك الله إنسان لنفسه سيخرب نفسه، وهم حين إندفعوا فى العبادات الوثنية قدموا أبنائهم ذبائح. فالله لا يسمح بالخطية بل هو يجعل الخطية هى عقوبة الخاطئ، فالخطية عقوبتها فى نفسها. وأحكاماً لا يحيون بها = مثل الحيات المحرقة والوباء، وشق الأرض لتبلع الناس.
الآيات 27 – 32 :-
لاجل ذلك كلم بيت اسرائيل يا ابن ادم و قل لهم هكذا قال السيد الرب في هذا ايضا جدف علي اباؤكم اذ خانوني خيانة. لما اتيت بهم الى الارض التي رفعت لهم يدي لاعطيهم اياها فراوا كل تل عال و كل شجرة غبياء فذبحوا هناك ذبائحهم و قربوا هناك قرابينهم المغيظة و قدموا هناك روائح سرورهم و سكبوا هناك سكائبهم. فقلت لهم ما هذه المرتفعة التي تاتون اليها فدعي اسمها مرتفعة الى هذا اليوم. لذلك قل لبيت اسرائيل هكذا قال السيد الرب هل تنجستم بطريق ابائكم و زنيتم وراء ارجاسهم. و بتقديم عطاياكم و اجازة ابنائكم في النار تتنجسون بكل اصنامكم الى اليوم فهل اسال منكم يا بيت اسرائيل حي انا يقول السيد الرب لا اسال منكم. و الذي يخطر ببالكم لن يكون اذ تقولون نكون كالامم كقبائل الاراضي فنعبد الخشب و الحجر.
حتى بعد أن دخلوا لأرض الميعاد لم يتركوا عنهم عباداتهم الوثنية، وصنعوا لأصنامهم مذابح على المرتفعات. بل شيوخهم أتوا ليسألوا هل نعبد آلهة بابل. ولذلك يقول الرب فهل أسأل منكم يا بيت إسرائيل. يا من جدف على أباؤكم = أى حينما أعتبروا أحكامى بلا معنى أو أنها لا تستحق الإعتبار. وهم الآن لا يكرمون الله فهم يتصورون أن يعبدوا أوثان بابل ليسترضوا سادتهم ولكن يعبدون الله فى الخفاء. فطريقهم ملتو. ولنلاحظ أن من لا يعطى قلبه بإخلاص لله، بل كل القلب لن يجنى أى فرح من علاقته بالله، بل أن حتى الأمم سيرفضونهم.
الآيات 33 – 44 :-
حي انا يقول السيد الرب اني بيد قوية و بذراع ممدودة و بسخط مسكوب املك عليكم. و اخرجكم من بين الشعوب و اجمعكم من الاراضي التي تفرقتم فيها بيد قوية و بذراع ممدودة و بسخط مسكوب. و اتي بكم الى برية الشعوب و احاكمكم هناك وجها لوجه. كما حاكمت اباءكم في برية ارض مصر كذلك احاكمكم يقول السيد الرب. و امركم تحت العصا و ادخلكم في رباط العهد. و اعزل منكم المتمردين و العصاة علي اخرجهم من ارض غربتهم و لا يدخلون ارض اسرائيل فتعلمون اني انا الرب. اما انتم يا بيت اسرائيل فهكذا قال السيد الرب اذهبوا اعبدوا كل انسان اصنامه و بعد ان لم تسمعوا لي فلا تنجسوا اسمي القدوس بعد بعطاياكم و باصنامكم. لانه في جبل قدسي في جبل اسرائيل العالي يقول السيد الرب هناك يعبدني كل بيت اسرائيل كلهم في الارض هناك ارضى عنهم و هناك اطلب تقدماتكم و باكورات جزاكم مع جميع مقدساتكم. برائحة سروركم ارضى عنكم حين اخرجكم من بين الشعوب و اجمعكم من الاراضي التي تفرقتم فيها و اتقدس فيكم امام عيون الامم. فتعلمون اني انا الرب حين اتي بكم الى ارض اسرائيل الى الارض التي رفعت يدي لاعطي اباءكم اياها. و هناك تذكرون طرقكم و كل اعمالكم التي تنجستم بها و تمقتون انفسكم لجميع الشرور التي فعلتم. فتعلمون اني انا الرب اذا فعلت بكم من اجل اسمي لا كطرقكم الشريرة و لا كاعمالكم الفاسدة يا بيت اسرائيل يقول السيد الرب.
معنى هذه الآيات أن الله سيؤدبهم بيد قوية لا لينتقم بل ليدخل بهم إلى عهد جديد بعد أن يحاكمهم (أى يجرى عليهم أحكام تأديبيه)
فى برية الشعوب = أى بابل. ويعطيهم بعد ذلك صورة فيها رجاء بعد عودتهم من السبى وإصلاح طبيعتهم الفاسدة. وهو خلاص مجانى لا إستحقاق لهم فيه. هم كانوا يعشمون أنفسهم بصلح بين أورشليم وبابل وعبادة مشتركة تجئ بالخير عليهم، ولكن الله قال أبداً، بل ستضربهم بابل وتخربهم. ويبدأ الله كلامه بقسم حى أنا يقول الرب = as i live لتشديد على أنه سيصنع ما يقول. وكما حاكم أبائهم وأفناهم فى برية سيناء سيكرر نفس الشئ فى برية بابل. وأمركم تحت العصا = تكون لهم بابل كعصا الراعى، فالراعى يضع عصاه ليمر منها القطيع، فيعزل من هو ليس من القطيع، وبابل ستبيد الأشرار ولكن تأديب بابل التى هى كالعصا سيكون تطهيراً للأبرار
إذهبوا أعبدوا كل واحد أصنامه = هذه تساوى تماماً قول إيليا “أن كان الله هو الله فأعبدوه وإن كان البعل هو الله فأعبدوه ولا تعرجوا بين الفرقتين” فلا تنجسوا إسمى القدوس بعطاياكم = أى لن أقبل عطاياكم وسأفرزكم طالما قلبكم مع أصنامكم. وفى الآيات (40 – 44) نبوة بعودتهم لأرضهم بعد تطهيرهم وإقتناعهم عن عبادة الأوثان. تمقتون أنفسكم = هذه هى علامة التوبة الحقيقية.
الآيات 45 – 49 :-
و كان الي كلام الرب قائلا. يا ابن ادم اجعل وجهك نحو التيمن و تكلم نحو الجنوب و تنبا على وعر الحقل في الجنوب. و قل لوعر الجنوب اسمع كلام الرب هكذا قال السيد الرب هانذا اضرم فيك نارا فتاكل كل شجرة خضراء فيك و كل شجرة يابسة لا يطفا لهيبها الملتهب و تحرق بها كل الوجوه من الجنوب الى الشمال. فيرى كل بشر اني انا الرب اضرمتها لا تطفا. فقلت اه يا سيد الرب هم يقولون اما يمثل هو امثالا
التيمن = أى الجنوب إشارة لأرض فلسطين. فالنبى الآن فى بابل، وبابل شمال يهوذا. عموماً كان يقال على بابل أنها شمال فلسطين فطريق القوافل كان يجتاز الفرات ثم يتجه إلى الجنوب عبر سوريا. ورأينا فيما سبق أن هناك رجاء فى العودة، لكن لابد من التأديب الذى سيبدأ من التيمن. وهو الحريق الذى سيشعله ملك بابل. وكون أن النبى يوجه نفسه للجنوب، فهذا معناه إصرار الله على التأديب، وسيحترق كل الشجر شجر الوعر = وهذا بلا ثمر = الشجر اليابس. وهذا إشارة للأشرار الذين لا رجاء فى إصلاحهم، فحريقهم هو للهلاك. أما الشجر الأخضر فهو إشارة لمن فيهم رجاء، وهؤلاء حريقهم للتطهير. والكلام واضح جداً ولكن اليهود لعماهم قالوا هذا مجرد مثل