تفسير سفر حزقيال ٤٨ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الثامن والأربعون
نجد هنا التقسيم وواضح أنه لا يمكن تنفيذه حرفياً فكيف يمكن أن نستدل اليوم على شخص يهودى من أى سبط هو. وحتى المقاييس المعطاة لا يمكن تنفيذها عملياً ولكن أصحاب التفسير الألفى يقولون الله قادر على كل شئ فهو سيغير جغرافية المكان ويخرج نهر حقيقى من تحت الهيكل وسيدل كل يهودى على سبطه. كل هذا من أجل تنفيذ الملك الألفى حرفياً ليحكم المسيح 1000 سنة على الأرض حكماً جسدياً ونرد عليهم بأن ملكوت المسيح ليس من هذا العالم فهو قال هذا ورسوله بولس قال “إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الأن لا نعرفة بعد. والله منذ صليبه يملك على قلوبنا فملكوت الله فى داخلنا وهم أنفسهم يعترفون أن العالم لن يكون نقياً 100% فى أثناء الملك الألفى وسينقسم العالم فى نهايته لأتباع المسيح وأتباع ضد المسيح فأى فائدة لهذا الملك الألفى المزعوم ويرد أصحاب الملك الألفى لأن اليهود قالوا “هذا لا يحكم علينا” فالمسيح ينبغى أن يثأر لكرامته ويحكم عليهم حكماً زمنياً. هذا ليس فكر المسيح. وهناك رأى آخر أن أولاد الله ينبغى أن ينالوا فى خلال هذه الفترة بركات زمنية تعويضاً لهم عما عانوه من ألام. ولكن أولاد الله لهم رأى آخر فهم لا يقبلون بتعويض دنيوى بل هم لهم شهوة أخرى أن ينطلقوا للسماء فهم فى الأرض متغربين. وكل من ذاق حلاوة العشرة مع الله يحتقر العالم هذا العالم ويعتبره نفاية ولا يرضى عن السماء بديلاً. وهناك سؤال هل المؤمنين فى خلال الملك الألفى لهم ما يقدمونه للمسيح أكثر من كل ما قدمه الشهداء والنساك الذين قدموا كل حياتهم للمسيح. فماذا ينتظر المسيح أكثر من هذا خلال الملك الألفى. هل سيحبه أحد مثلما أحبه هؤلاء القديسون. وأيهما أقوى أن يحبه إنسان وهو فى أتون النار أم يحبه وهو متمتع ببركات الملك الألفى من جبال تسيل خمراً ولبناً وأشجار مثقلة بالخيرات طوال العام. أخشى أن أقول أن من ينتظر مسيحاً يعطيه خيرات زمنية أن يكون مشابهاً لليهود الذين سيصدقون ويتبعون المسيح الدجال. ويكون هؤلاء المؤمنين بالملك الألفى تابعين له أيضاً.ولا معنى أن نتكلم عن أنصبة لأسباط إسرائيل فى الأرض الآن. ولكن معنى هذا هو كما قلنا سابقاً، هو توزيع بركات الروح القدس على المؤمنين هنا على الأرض وهناك فى السماء. ويكون أسباط إسرائيل هم كنيسة المسيح كلها يهوداً وأمماً. فكل أممى أراد أن يعيش ويستوطن وسط الأسباط يكون له نصيب وهذا يعنى كل غير مؤمن أراد أن يقبل الإيمان يكون له نصيب مع المؤمنين فى ثمار الروح القدس هنا وميراث ملكوت السموات هناك. وكونه يذكر أسماء الأسباط سبطاً سبطاً فهذا معناه أن لكل واحد مكان والله لن ينسى أحداً من شعبه. فهو لا يضيع أجر من أعطى كأس ماء بارد بإسمه. ولنلاحظ أن القدس يمثل قلب الشعب فهناك 7 أسباط لأعلى وخمسة أسفله. وهذا القدس سر حياة وتقديس الشعب. ولنلاحظ أن سبط دان هو أبعد سبط عن القدس. وهذه نبوة قديمة قالها أبونا يعقوب “يكون دان حية على الطريق” تك 49 : 17، 18 وقال أباء كثيرين أن ضد المسيح سيأتى من هذا السبط وأيضاً فإن سبط دان قد إنجرف للعبادة الوثنية سريعاً ( قض 18) فهذا إشارة أن الذي يبعد عن المسيح ينجرف بسرعة لضد المسيح ANTI CHRIST
+ ولنلاحظ أن الأسباط حدودها تقع متلامسة وما أحلى المحبة “هوذا ما أحلى وما أحسن أن يسكن الأخوة معاً”
+ والمدينة جعلت مربعة تماماً وهذا لا ينطبق على أى مدينة فى العالم، إذاً فالمعنى روحى لأن أورشليم السماوية هكذا هى مربعة. وهذسا يشير لإستقرارها وثباتها.
+ والأنصبة دائماً من الشرق إلى البحر. فكل الخيرات تجئ من الشرق أى من المسيح صانع الخيرات وكل من يلتصق به ينال من خيراته. وتمتد إلى جانب البحر. فإذا كان البحر يشير للعالم فعلى شعب الله الذى يحصل على خيراته بإلتصاقه بجانب المسيح أن يعيش فى العالم مجاوراً له أى بجانب البحر دون أن يعيش داخله منغمساً فى لذاته فيغرق فيه ويحرم من بركاته
+ ونلاحظ أنه يكرر ما جاء فى إصحاح (45) أن نصيب الكهنة والقدس فى الوسط لأهميته
+ الأرض لا يمكن بيعها أو شراؤها فمواهب الله ليست للبيع وكما قال القديس بطرس لسيمون الساحر حين أراد شراء الموهبة ” لتكن فضتك معك للهلاك “. وهكذا الكنيسة تحرِمْ الأسقف الذى يبيع الكهنوت وتحرم الكاهن الذى إشتراه ( السيمونية)
+ فى المدينة الجديدة يخدم كل الأسباط. فجسد المسيح هو للكل.
+ وذكر الأسماء ( أسماء الأسباط ) ليس بدون سبب ولكن لأن لها دلالات روحية
دان = الله يدين ويقضى بين شعبه. وأشير = السعيد. لأن وجود الله يعطى فرح
نفتالى = مصارعات فهذه طبيعة حياتنا جهاد مستمر. منسى = دائماً ننسى ما فات
أفرايم = مثمر. كنيسة لها ثمار. ورأوبين = إبن الرؤيا فالروح يرينا كل شىء واضحاً
يهوذا = الإعتراف والتسبيح والشكر بعمله معنا. بنيامين = إبن اليمين فهذا نصيبنا
شمعون = مستمع. هذا نصيبنا لو سمعنا لصوته. يسَاكر = جزاء. نحن نطلب جزاء سماوى
زبزلون = مسكن. فنحن هنا نسكن مع الرب. جاد = متشدد. فيلزم أن نثابر للنهاية فهذه هى صفات شعب الله.
الآيات 30-35:
و هذه مخارج المدينة من جانب الشمال اربعة الاف و خمس مئة مقياس.و ابواب المدينة على اسماء اسباط اسرائيل ثلاثة ابواب نحو الشمال باب راوبين و باب يهوذا و باب لاوي. و الى جانب الشرق اربعة الاف و خمس مئة و ثلاثة ابواب باب يوسف و باب بنيامين و باب دان. و جانب الجنوب اربعة الاف و خمس مئة مقياس و ثلاثة ابواب باب شمعون و باب يساكر و باب زبولون. و جانب الغرب اربعة الاف و خمس مئة و ثلاثة ابواب باب جاد و باب اشير و باب نفتالي.المحيط ثمانية عشر الفا و اسم المدينة من ذلك اليوم يهوه شمه
المدينة مربعة كما رآها يوحنا 4500×4500 لها من كل ضلع 3 أبواب والمعنى أنها مفتوحة للجميع 4×1000 أى من كل أنحاء العالم مدعوون للسماويات داخلها، 5×100 من يترك العالم الله يعطيه 100 ضعف ويفيض النعمة (5). وكل من يدخلها يجب أن يؤمن بالله (3) الثالوث + 5×100 هم قطيع المسيح (100) التى تعمل معهم النعمة (5).
وهذه المدينة لم يعد إسمها أورشليم فالأسماء الماضية إنتهت وكل شىء أصبح جديداً فقد كان إسم أورشليم = رؤيا السلام ولكن الإسم الجديد هو أساس الإسم القديم هو أساس رؤيا السلام أن يهوة شمة = أى الله هناك. وهذا وعد المسيح لكنيسته ” ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر “. هو فى كنيسته يحكمها ويقودها يحميها ويشجعها. ما أحلاه ختام لهذا السفر. أن يَعِدْ الله بأنه سيكون فى وسط كنيسته. فلنعمل بجدية أن نضمن مكاناً فى هذه المدينة المقدسة حتى نبقى مع الرب للأبد. لقد عادر مجد الرب الهيكل سابقاً وتركه يتحطم وها هو يعود.