رؤ2: 18 واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا…

 

“وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثَِيَاتِيرَا: «هذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ: ” (رؤ2: 18)

+++

تفسير أنبا بولس البوشي

من الرؤيا: قال: «اكتب إلى ملاك كنيسة تاديرا، هكذا يقول ابن الله، الذي عيناه كلهيب النار وقدماه كمثل النحاس المسبوك:  إني عارف بجميع أعمالك وإيمانك ومحبتك وخدمتك وصبرك، وأن أعمالك الأخيرة أصلح من الأولى. بل أنا واجد عليك لتركك إزبال[إيزابل] القائلة إنها نبية، وهي مودية، وتضل عبيدي ليزنوا ويأكلوا ذبائح الأصنام. وقد أعطيتها الآن وقتاً لتتوب من زناها، ولم تشأ أن تتوب. وهو ذا أنا ألقيها على سرير الحزن العظيم، هي ومن يتفق معها، إذا لم تتب من أعمالها، وبنوها أهلكهم بالموت. و(هكذا) تعلم كل الجماعات إني فاحص القلوب والكلى، ومجازي كل واحد كنحو أعماله. وأقول لكم، أنتم الذين بقوا في تاديرا ممن ليس عندهم التعليم، ولم يعرفوا عمق الشيطان، كما يقولون، إني لا ألقي عليكم ثقلاً آخر سوى الذي تمسكتم به، أقيموا فيه إلى حين آتي. والذي يغلب أنا أعطيه سلطاناً على الأمم، يرعاهم بقضيب من حديد، ويسحقهم مثل آنية الفخار، كمثل ما أخذتُ أنا أيضاً من الآب. وأعطيه النجم الذي يشرق في أوان الصبح، من له أذنان سامعتان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس» (رؤ2: 18-29).

التفسير: أوعز إلى رئيس كنيسة ثياديرا قائلاً: «هكذا يقول ابن الله»، أعني (صفة) القدم والأزلية، التي له مع الآب. قال: «الذي عيناه كلهيب النار، وقدماه كالنحاس المسبوك»، عني أنه فاحص كل البرايا ويطلع على الكافة، وأن سبله بلا عيب، فاحص القلوب والكلى. قوله: «أعماله» من الإيمان والمحبة والخدمة والصبر. ثم مدح وقال: «إن أعمالك الأخيرة أصلح من الأولى»، لأجل استقامة أمورهم، ورجعتهم من هفواتهم.

ثم ذكر أنه «واجد عليه» ليس من أجل أعماله أنها رديئة، بل لتركي القوم العتاة بغير تأديب، وشبههم بأزبال الرديئة، وأنه إذا ترك تأديبهم ورخص لشعب المسيح عبيد الله أن يخالطوهم، أضلوهم واستمالوهم إلى نحو أعمالهم. فإن هذا واجب على كل الرؤساء، أن يعظوا شعبي ويصلحوهم ويحذروهم من معاشرة الرديئي السيرة، كما يعلمنا الرسول قائلاً: «تباعدوا من كل أخ رديء السيرة ولا يسير في الوصايا التي تعلمتموها  منا».

وقوله: «أعطيتها وقتاً لتتوب»، أظهر كثرة تحننه وإمهاله له ليوسع لنا التوبة. وقال: «إذا لم تتب هو يجازيها، ومن يتفق معها في أعمالها»، عني بذلك الأمة الرديئة ومن يوافقها من المؤمنين، وذكر «كل الشعوب»، عني كافة المسكونة، ليعلموا «أنه فاحص القلوب والكلى»، لا يخفى عنه شيء، وهو ديان العدل وحده.

ثم ذكر القوم الساذجين منهم «الذين (لا) يعرفون عمق المجرب ولا يخالطون تعليم الأمم الكفرة»، قال إنه «لا يكلفهم مشقة بل (عليهم أن) يتمسكوا بتعليم الرسل إلى حين مجيئه»، عني ملاقاته بالوفاة. والذي يجده متمسكاً بذلك إلى المنتهى «أعطاه السلطان والعكاز الجديد» المكتوب في الزبور عني قوته المنيعة ليرض المقاومين مثل آنية خزف، لأن من شأن العكاز الحديد أن يسحق الخزف بلا صعوبة، وهكذا قوة الله تسحق الأفكار وكل قوة العدو، شبيهاً به، لأنه هو الفاعل في أولياه وعاملي وصاياه إلى الانقضاء، كما قال: «من دوني لا تقدرون على شيء».

وقوله: «كما أخذتُ من الآب»، لأنه بالتجسد صار البكر والمقدم لنا في الخيرات، كما يقول الرسول.

وقوله: «أعطيه النجم الذي يشرق في أوان الصبح» غني المعرفة التي تزيل عنا ظلمة الضلالة، وتكون متقدمة لإشراق شمس البر في قلوبنا، له المجد إلى الأبد آمين.

تفسير ابن كاتب قيصر

14- (18) واكتب إلى ملاك كنيسة ثياديرا أن هذا يقوله ابن الله الذي له عيناه مثـل لهيب النار ورجلاه مثل نحاس لبنان (19) إنني عارف بأعمالك ومحبتك وإيمانك وخدمتك وصبرك وأعمالك الأخيرة أصلح من الأولى (20) لكن لي عليك أنك وضعت المرأة إزبال القائلة أنا نبي ومعلم وهي مضلة لعبيدي ليزنوا ويأكلوا ذبائح للأوثان (21) وأعطيتها زمانـا لـتـتـوب فلم تـرد أن تتـوب من زناها (22) هوذا ألقيها على سرير والذين زنوا معها إلى شدة عظيمة وإذا لم تتب من أعمالها (23) أنا أقتل أبناءها بالموت وتعلم جميع الكنائس أنى أنا هو الفاحص القلوب والكلى وأجازي واحدا واحدا كأعماله (24) وأنتم أقول لكم أيها البقية الذين بثياديرا الذين ليس فيهم هذا التعليم ولم يعلموا عمق الشيطان كما يقولون لا ألقى ثقلا آخر علیکم (25) بل الذي معكم تمسكوا به حتى آتى (26) ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى الانقضاء أعطيه سلطانا على الأمم (27) ويرعاهم بقضيب من حديد ومثل آنية الفخار يسحقهم (28) وكما أخذت أنا أبي أعطيه النجم المشرق في الغدوات (29) من له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من

ملاك ثياديرا[5] هو رئيسها كما مضى مثله ، وثياديرا هي المدينة الرابعة التي كتب الرسول إليها.

 قوله : « أن هذا يقوله ابن الله الذي له عيناه مثل لهيب النار ورجلاه مثل نحاس لبنان» قد سلف الكلام فيه ، وكذلك قوله : «إنني عارف بأعمالك ومحبتك وإيمانك وخدمتك وصبرك» قد فسر في فص ما كتب إلى كنيسة أفسس ، ولم يتغير فيه شيء سوى أنه جعل هنا خدمته موضع تعبه هناك. وزاد عليها «محبتك وإيمانك» ، وهما ظاهران ثم قال : « وأعمالك الأخيرة أصلح من الأولى» . هذا ضد ما قبل لرئيس كنيسة أفسس : « أن المحبة الأولى تركتها خلفك » وهنا قال : « أعمالك الأخيرة أصلح من الأولى » والذي شكره عليه الآن خمسة أشياء هي : العبادة والإيمان والمحبة والخدمة في التعليم والصبر على شقاق أرباب البدع . واستدرك من جملة صبره على مقاومة أصحاب البدع بأن قال : «لكن لى عليك أنك وضعت المرأة إزبال القائلة أنا نبي ومعلم» ، من الغرائب سمو هذه المرأة المبدعة للتصدر والتعليم ، وهذا يدل على أنها متظاهرة بالنصرانية ، وإلا لما وضعها هذا الرئيس للتعليم وأنها عرافة في الباطن ، وإلا لما ادعت النبوة ، وأن لها خبرة بالنواميس الوثنية ، وإلا لما ادعت التعليم ، بل إنها استمالت قوما إلى رأيها . واعلم أن هذه النواميس بعضها ينطوى على الزنا ورذائل أخرى مثل تقديم الذبائح والقرابين للأوثان والأكل منها ، وأما تسمية الرؤيا لها إزبال فمن جهة أن أفعالها شابهت أفعال إزبال امرأة آخاب الملك قديما ، والتي كانت على خمس خصال : كافرة ، قاتلة ، زانية ، جريئة ، محتالة . أما كفرها : فلأنها ابنة الملك صيدان من الأمم ، وقد تزوجها آخاب ملك إسرائيل ، ففتحت بيوت الأوثان ودعت إلى عبادتها . وأما أنها قاتلة : فلأنها قتلت كثيرا من أنبياء الله ، وطلبت إيليا النبي لتقتله، فلم تظفر به . وأما زناها : ففي عبادة الأوثان ما ينطوي على الزنا كما قلنا . وأما جرأتها : فإن زوجها آخاب لما تغاضی عن قضية نابوت صاحب الكرم ، سألته : « أنت تصلح أن تكون ملك إسرائيل ؟ قم كل خبزك وأنا أعطيك الكرم . » وأما احتيالها : فإنها احتالت أهل القرية على نابوت المذكور بأن يقيموا شهود زور عليه بأنه سب الآلهة والملك ، ورجموه حتى مات ظلما.

وإزبال هذه المشبهة بتلك ، فيها ذات الخمس خصال . أما كفرها : فإنها دعت إلى عبادة الأوثان بتعليمها الباطن . وأما أنها قاتلة : فبإهلاكها نفوس من أضلتهم . وأما زناها : فقد تقدم بيانه . وأما جرأتها : فلإقدامها على ما يعجز عنه فحول الرجال وأما حيلها : فلأنها تظاهرت بالنصرانية وأبطنت الوثنية ، وذلك أشد الخبث وأعظم الخداع والحيل.

قوله : «وأعطيتها زمانا لتتوب فلم ترد أن تتوب من زناها » : من المعروف أن القوة الشهوانية تقوى في الشبيبة وتضعف مع الكهولة وتقدم السن وتذهب في الهرم . فمن الرأفة الإلهية أن أفسح في مدة عمرها لتضعف منها شهوة الزنا فتسهل لها التوبة . لكن هذه المرأة استمرت بإرادتها في فكرتها الرديئة مع النجاسة بالرغم من تقدم سنها . فلأنها لم تتنازل بإرادتها وعزمها لإمضاء الشهوة ، ولأن الطبيعة متحركة متتابعة لما اعتادت عليه ، ساكنة معرضة عما لم تعود ، فلذلك لم ترد أن تتوب من زناها ، فكان عقابها : «هوذا ألقيها على سرير » يريد بهذا الإلقاء البلوى ببعض الأمراض الشديدة ، لأن المرضى يلازمون الأسرة ، ولذلك قال المزمور : « ويرحمك على سرير وجعك ». وذلك أيضا من الألطاف الإلهية بها أن تتيقظ بالأدب فإن أصرت ولم تتب ، أدبت بأدب أشد وهو موت أولادها الطبيعيين قدامها وذلك أشد الآلام وأنكاها  لاسيما على النساء ، فذلك قوله : «وإذا لم تتب من أعمالها أنا أقتل أبناءها بالموت ».

قوله : « والذين زنوا معها إلى شدة عظيمة» ، هذا معطوف على قوله : « وألقيها على سرير» ، كأنه قال : ألقيها على سرير وألقى الذين زنوا معها إلى شدة عظيمة ، أي بلوى يعجز عنها صبرهم . ويجوز أن يفهم الزنا فيها وفيهم إنه عبادة الأوثان ، وقد ورد هذا كثيرا في كتب الأنبياء لكن رجحنا ما تأولناه بالقرائن التي هي العمدة(محصل القول)   في مثل ذلك.

قوله : «وتعلم جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص القلوب والكلى وأجازي واحدا واحدا كأعماله» أي أجعل المرأة ومن تابعها بما يجرى عليها وعليهم عبرة وموعظة لسائر أهل الكنائس ، وبذلك يعلمون إنى إنما جازيتهم بأعمالهم التي كانوا يبطنونها ويسترونها . وأيضا يتبين إنه تعالى فاحص القلوب والكلى . أما القلوب : فعن الاعتقادات جيدها ورديئها . وأما والكلى : فإن مبدأها حركة الشهوة ، ويعلم منها العفة والزنا.

قوله : « وأنتم أقول لكم أيها البقية الذين بثياديرا الذين ليس فيهم هذا التعليم ولم يعلموا عمق الشيطان كما يقولون» ، يريد بالتعليم : تعليم هذه المرأة التي تبطنه وعمق الشيطان هو إظهار ما ليس في الباطن ، وإبطان ما ليس في الظاهر ، كما فعلت هذه المرأة ومن تابعها . وأما قوله : « كما يقولون» فمعناه : إنكم كما تسرون(٢) كذلك تقولون من غير خبث ولا رياء ولا نفاق ولا كذب . قوله : «لا ألقى ثقلا آخر عليكم بل الذي معكم تمسكوا به حتى آتی» ، أي لا أزيدكم وصية أخرى ، بل احفظوا ما قبلتم . وإتيانه قد جاء بمعنى الوعد وجاء بمعنى الوعيد ، لأنه عند إتيانه يجازي كل واحد كنحو عمله إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا فلذلك نقسم الإتيان بانقسام المجازاة .

قوله : «ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى الانقضاء أعطيه سلطانا على الأمم ويرعاهم بقضيب من حديد ومثل آنية الفخار يسحقهم» قد فسر الغلب ما هو ، والمراد «من يغلب» يكون من المسلطين على الأمم في دولة الألف سنة التي للصديقين ، وسيأتي تقرير الكلام عليها في مكانه وهذه النبوة في المزمور الثاني لداود ، أعنى قوله « أعطيك سلطانا على الأمم وترعاهم بقضيب من حديد » وعنى بها سيدنا المسيح نفسه له المجد . فمن استحق تلك الوليمة كانت له شركة في دولتها ، فكأنه جعل هذه النبوة كالمثل العام ، وهو واضح لمن تأمله سواء قال بإشارة خاصة أو لم يقل.

والدليل على صحة هذا التأويل أن هذا الوعد ليس في هذه الدنيا فقوله : « من يغلب ويحفظ أعمالي إلى الانقضاء أعطيه سلطانا » فإعطاؤه السلطان بحسب مساق القول بعد الانقضاء ، ولا يجوز أن يكون في الاخرة ، فإنه لا تسلط فيها على الأمم ، فإنها دار مجازاة ولكل بنفسه شغل ، فتعين أن يكون لوعد في وليمة الألف سنة ، والرعاية بقضيب من حديد هي الانتقام من دولة الدجال ؛ وصرح النص بذلك في الفص المائة وأربعة بقوله : « یا جميع الطيور الطائرة في وسط السماء تعالى اجتمعي في الوليمة العظمى التي للرب الإله لتأكلي لحوم الملوك ولحوم قواد الألوف ولحوم الجبابرة ولحوم الخيل والراكبين عليها ولحوم الأحرار والعبيد والصغار والكبار » ومثل كسرهم أو سحقهم بآنية الفخار لأن كسرها لا يجبر وسحقها لا يلتئم منه شيء ينتتفع به 

قوله : «وكما أخذت أنا من أبي أعطيه النجم المشرق في الغدوات » هذا النجم يريد به معنيين : أحدهما السيد المسيح له المجد ، بدليل قوله في الفص  مائة وسبعة وثلاثين : « أنا أصل داود ونسله كوكب الصبح المنير»(رؤ22: 16) ، والآخر الرئاسة والمشاركة في الملك والاستيلاء والبهجة والسعادة بدلائل عدة ، منها قوله : «وكما أخذت من أبي أنا أعطيه» ، والذي أخذه من أبيه هو ما ذكره دانيال النبی : «وكنت أرى على مزن السماء مثل ابن البشر أقبل فانتهى إلى عتيق الأيام وإياه أعطى السلطان والملك والكرامة» ، ونها قول أشعياء النبي: «اجتمعوا جميعا على أسير الجب ويتخلص بعد أيام وتجزيء الشمس ويفتضح القمر» ، يريد بهما الملك الكبير والملك الصغير وغير ذلك كثير والمعنى الثاني هو المراد هنا ، ومنتهى القصد إليه دليل قوله : «وكما أخذت من أبي أنا أعطيه» ، وبقية الفص قد مضى تفسيره. 

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إلى ملاك كنيسة ثياتيرا 18 – 29.

  1. من هو؟

“واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا”، وهو القديس إيريناؤس تلميذ القديس بوليكاربوس وثاني من فسر السفر. كان حارًا بالروح وقد أساءت إليه إيزابل كما سنرى.

  1. وصف الرب

“هذا يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نار،

ورجلاه مثل النحاس النقي” [18.]

إذ تسللت إيزابل بين الشعب تبث سمومها، لهذا يقدم الرب نفسه عينين ملتهبتين حتى يتفطن الراعي لكل صغيرة وكبيرة تمس حياة أولاده، وكرجلين من نحاسٍ حتى يحطم بكل حزم كل شر.

يقول ذهبي الفم: [يلزم أن يكون الأسقف حذرًا، له ألف من الأعين حوله، سريع النظر، أعين فكره غير مظلمة.] يلزمه أن يكون متيقظًا جدًا، حارًا في الروح، كما لو كان يستنشق نارًا. يلزمه أن يكون حريصًا على الكل ومهتمًا بالجميع.

أما عن الحزم فيقول القديس الدرجي: [من يرعى الخراف يلزمه ألاّ يكون أسدًا ولا نعجة.]

  1. حال الكنيسة

“أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك

وأن أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى” [19].

هنا أيضًا يعرض محاسن الكنيسة الكثيرة وفضائلها ويكشف أنه لا ينسى أعمالها ومحبتها وخدمتها وإيمانها وصبرها ونموها المستمر. والعجيب أنه يضع الأعمال والمحبة والخدمة قبل الإيمان، لأن الله لا يقبل الإيمان النظري الجاف، ولا يميز الإيمان عن الأعمال أو العكس.

يعود الرب كعادته فيكشف الضعف قائلاً: “لكن عندي عليك قليل” وما هو هذا القليل؟ “أنك تسيب المرأة إيزابل التي تقول إنها نبيّة، حتى تعلم وتغوي عبيدي، أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان” [20]. ومن هي إيزابل هذه؟

أ. قيل إنها زوجة الأسقف كما جاء في النص اليوناني والسرياني “تسيب امرأتك إيزابل“، إذ اقتفت آثار إيزابل (1 مل 18: 19) مدعية أنها خادمة وهي تبث فكر النيقولاويين.

ب. أنها سيدة وثنية ادعت المسيحية، وأظهرت غيرة في العبادة، مما جعل الأسقف يستأمنها على بعض الخدمات في الكنيسة فصارت تفسد وتضلل.

ج. إنها سيدة مسيحية غنية، استخدمت غناها ونفوذها في التضليل.

د. يرى القديس أبيفانيوس أنها إشارة إلى تلميذات للمبتدع فنتانيوس وأسماؤهن: بريسكلا ومكسيملا وكنتيلا.

ه. إنها إشارة إلى جماعة من المبتدعين وقد دُعيَت إيزابل لمشابهتهم لها في الآتي:

أولاً: كما أفسدت إيزابل حكم آخاب، يفسد هؤلاء الأعمال الرعوية ببث الأفكار الغريبة.

ثانيًا: أنها كافرة ووثنية في فكرها الداخلي تدفع الآخرين تجاه الشر.

ثالثًا: أنها قاتلة للأنبياء وباغضة لهم.

رابعًا: تبث روح الزنا، إذ تفسد أذهان البسطاء وتدفعهم للزنا الروحي.

  1. العلاج

أ. بالنسبة لإيزابل وعشاقها: “وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها ولم تتب” [21].

يا لطول أناة الله! رغم ما صنعته من شرور في داخل الكنيسة مفسدة أذهان الكثيرين، لكنه كأب يهبها فرصًا للتوبة، وربما أطال في عمرها لعلها في شيخوختها تتفطن للحق لكنها كانت مصرة على الشر.

لهذا يؤدبها بالمرض قائلاً: “ها أنا ألقيها في فراش، والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة، إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم”. ليس لأجلها هي وأولادها بل ولأجل الباقين حتى لا ينحرفوا معها إذ يقول: “وأولادها اقتلهم بالموت، فستعرف جميع الكنائس إني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطي كل واحد حسب أعماله” [22-23].

وهذا عربون ما ينالونه في يوم الدينونة كقول الرسول: “أم تستهين بغنى لطفه وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة. الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله” (رو 2: 4-6).

ب. بالنسبة للباقين: “ولكنني أقول لكم وللباقين في ثياتيرا”.

“الواو” قبل “للباقين” ليست للعطف بل للاختصاص، فكأنه يقول “أقول لكم أنتم الباقين في ثياتيرا الذين ليس لهم هذا التعليم” أي لم يسيروا وراء إيزابل.

أما قوله “والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان كما يقولون” فسببه أن الغنوسيين المبتدعين ادعوا معرفة الأمور الإلهية أكثر من غيرهم، كما نادوا بضرورة اختبار حياة الشر والخير حتى يتعرف الإنسان على أعماق الشيطان.

هؤلاء الباقون يحدثهم قائلاً: “إني لا ألقي عليكم ثقلاً آخر. وإنما الذي عندكم تمسكوا به إلى أن أجيء” [24-25]. وكما يقول الأسقف فيكتورينوس إنه لا يقدم لهم شرائع أخرى وواجبات كحمل أثقل. يكفيهم أن يتمسكوا بها عندهم حتى يجيء الرب. إنه بهذا يعلن لهم حبه أنه لا يريد الإثقال عليهم، كما يحثهم على المثابرة إلى النهاية.

  1. المكافأة

إن مقاومة الأسقف لإيزابل وأتباعها قد يسبب إزعاجًا في الكنيسة، وربما يظن البعض أن مركز الأسقف يهتز، لكن الرب يؤكد العكس قائلاً: “ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية، فسأعطيه سلطانًا على الأمم، فيرعاهم بقضيبٍ من حديدٍ كما تكسر آنية من خزف، كما أخذت أنا أيضًا من عند أبي” [26-27].

هذا السلطان يوهب للأسقف بالرب يسوع الذي خاطبه الآب قائلاً: “اسألني، فأعطيك الأمم ميراثك لترعاهم بقضيب من حديد/ ومثل آنية الفخار تسحقهم” (مز 2).

وإذ يقاوم أعمال إيزابل إلى النهاية بغير كلل ولا خوف، يتمتع بالرب يسوع نفسه كوعد الرب “وأعطيه كوكب الصبح” [28] الذي يبدد أعمال إيزابل المظلمة.

وكما يقول الأسقف فيكتورينوس: [لقد وعد بكوكب الصبح الذي ينزع الليل ويعلن النور، أي بداية النهار.]

يكفي لمن يبتر الشر أن يتمتع بربنا يسوع الكوكب المنير (رؤ 22: 16).

تفسير القمص أنطونيوس فكري

كنيسة ثياتيرا

معنى كلمة ثياتيرا هو مسرح أو تمثيلية.  وسنلاحظ أن شعب ثياتيرا يتظاهرون بالتقوى والقلب مبتعد بعيدا عن الله وفى هذا ينطبق اسم ثياتيرا على حال شعبها. ونلاحظ أن هذه الكنيسة أتت بعد برغامس (حيث إعتمدت الكنيسة على الدولة) وكان نتيجة أن الكنيسة إعتمدت على قوة غير الله أن فقدت الكنيسة قوتها وتحولت عبادتها إلى مظهريات وهذا معنى كلمة ثياتيرا وفى وسط هذا الجو يسهل أن تجد الهرطقات من يسير وراءها. فالناس فى المسارح يحبون ما هو جديد وماله شكل مظهرى جذاب  ويترك الناس تقاليد وتعاليم أبائهم القديسين ويتركون الإيمان المسلم مرة للقديسين (يه 3) ويسيرون وراء التعاليم الجديدة. بل أن هناك من القيادات الكنسية الذين عاشوا هذه الحياة المظهرية من يسقط فى هذه البدع، فقد كان آريوس وغيره من أصحاب البدع كانوا من الإكليروس وكان منهم بطاركة وأساقفة وكهنة فهناك أناس يعيشون فى مظهرية التدين وينخدع فيهم الآخرين ويصلوا إلى أعلى الرتب الكنسية بينما هم فى حقيقة الآمر يأخذون الديانة والعبادة كمظهر وكماليات يتحلون بها أمام الناس بينما هم فارغين من الداخل. وفى مثل هذا الجو تحدث بلبلة للناس ويضلون وتتوه الحقيقة. وهذا ما حدث فى هذه الكنيسة إذ إنتشرت بدعة إيزابل

إيزابل = هناك آراء عمن هى إيزابل فقد تكون هناك إمرأة بهذا الإسم فى هذه الكنيسة وقد إدعت أنها نبية أى أنها على إتصال بالله بينما هى فى الحقيقة تنشر تعاليما منحرفة، فهى تدعو للزنا والأكل مما ذبح للأوثان (أى الإشتراك فى طقوس العبادة الوثنية وهذه تشتمل على الزنا).

أو هى إشارة لصاحب هرطقة بهذا المفهوم وأطلق عليه إسم إيزابل،  فإسم إيزابل فى الكتاب المقدس هو إسم إمرأة شريرة هى زوجة لملك شرير هو أخاب الملك ملك إسرائيل. وهما آدخلا العبادة الوثنية عبادة البعل إلى إسرائيل وعبادة البعل تشمل الزنا وعبادة الأوثان.

وأغلب الظن أن الرأى الأول هو المرجح وأن إيزابل هذه هى شخصية حقيقية وقد إدعت النبوة أى صار لها تعاليم خاطئة أسماها هنا معرفة أعماق الشيطان وهى بدعة نادى بها بعد ذلك بعض الفلاسفة والمعلمون المنحرفون وقالوا ” أنه حتى نتعرف على الشر فنكرهه علينا أن نختبر أعماق الشر، أى أحقر ما فى الخطايا وغالبا كان هذا تعليم إيزابل. وكانت دعوتها للناس أن يزنوا معها = الذين يزنون معها = وهذه تعنى إما الزنا معها فعلا أو إتباع تعاليمها المنحرفة والأولى أرجح. والمشكلة أن أسقف هذه الكنيسة خاف منها لشعبيتها، وخاف أن يواجهها لذلك يعاتبه السيد قائلا = إنك تسيب المرأة إيزابل. وقد قال البعض أنها كانت زوجة الأسقف وكانت تبشر بتعاليم النيقولاويين أى الزنا والإباحية وما يسمى شيوعية الزواج أى إباحة إقامة علاقة مع أى زوجة لأى شخص.

وواضح طبعا من هذا التعليم أنه تعليم شهوانى صرف، لقد إنفجرت شهوات هؤلاء الناس بسبب ضعف تدينهم، وقد إدعوا أن هذا التعليم تعليم إلهى وأنه بنبوة ولكن من يسلم نفسه لشهواته فهو قد وقع فى يد الشيطان وإرتبط برباطات قاسية مع الشيطان بل نقول لقد إستعبده الشيطان وهذا ما سمى هنا الأكل مما ذبح للأوثان، بل ما قيل عنه معرفة أعماق الشيطان، هؤلاء لم يعد لهم سلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب (لو 19:10) بل صار الشيطان يدوسهم.

 كيف ظهر المسيح لهذه الكنيسة؟ إبن الله ورجلاه مثل النحاس النقى = إبن الله إشارة للاهوته ورجلاه مثل النحاس إشارة لناسوته. والنحاس يحمل معنى الدينونة فهو دك برجلاه أعدائه أى الشياطين والموت والخطية (رو 3:8). وقوله النحاس النقى إشارة لأنه بلا خطية. والمعنى أن لاهوته متحد بناسوته. وهو قادر أن يدك الهراطقة ويفنيهم ويبيدهم، وهو قادر أن يدين الخطية داخل من يريد أى يريحه من حروبها وشهواتها. وكونه إبن الله فهو عالم بكل شىء وله قوة لا نهائية. عيناه كلهيب نار = له نظرات مرعبة للأشرار غاضبة، حين يروها يقولوا للجبال غطينا (رؤ 16:6) ولأولاد الله هو قادر أن يحرق شهواتهم داخلهم ويضع بدلاً منها محبة ملتهبة لله فى القلب. وهو قادر بعينيه الناريتين على معرفة ما فى القلوب المرائين.

الفاحص الكلى والقلوب = هو قادر أن يكشف الأعماق أعماق المتظاهرين بالتدين ولكن تحركهم شهواتهم، ويفحص أعماق الهراطقة ويكشف زيف تعاليمهم. هو قادرأن يعرف من له تدين حقيقى ومن له تدين مظهرى، ومن يبحث عن المسيح حقيقة. إذا المعنى أن السيد المسيح يريد أن  يقول أنا عارف ما فى أعماقكم وقادر أن أدك وأدين وأخمد الشهوات التى فى داخلكم وأعطيكم قلبا ملتهبا بحب الله عوضا عن الشهوات. القلوب مركز المشاعر والكلى مركز لتنقية الدم، أى أن المسيح فاحص كل مشاعرنا وهل ننقى أنفسنا بالتوبة أم لا.

أنا عارف أعمالك. وإيمانك = هذه توجه لإخوتنا الذين لا يؤمنون بأهمية الأعمال للخلاص. ولاحظ أنه قدم الأعمال على الإيمان. فالأعمال تظهر حقيقة الإيمان إن كان حيا أو ميتا. فالله لا يرضيه الإيمان النظرى بل العامل بمحبة.

أيها الأحباء علينا أن ندخل فى عبادتنا للعمق حتى لا نعيش فى سطحية ومظهرية، وحتى لا نضل وراء كل ما هو غريب عن تعاليم الآباء. وكل من يحيا فى عمق يكشف له الله عن زيف أى هرطقة فيرفضها.

أعطيتها زمانا لكى تتوب = الله يعطى كل إنسان فرصة للتوبة، فإذا لم يستجب لها الإنسان، يبدأ الله فى تأديبه بضربات تصاعدية. فمن ضربة بسيطة لضربة أشد وتصل الضربات لموت الإنسان وهلاكه. والله يعطى فرصاً للتوبة فإن أهملها الإنسان ربما لا تأتى فرصة آخرى، ربما يموت قبل أن يتوب. فالله أعطى لفرعون فرصا عديدة لكى يتوب ولما رفض هلك. فعلينا أن لا نعتبر طول أناة الله علينا أنها تساهل من الله، بل علينا أن نعتبرها زمانا لكى نتوب، فإن لم نتب تضيع منا الفرصة ويبدأ الله فى تأديباته، وربما تنتهى الفرص ويسمع الشخص القول المرعب ” يا غبى فى هذه الليلة ” تؤخذ نفسك”

وضربات الله التصاعدية التى نجدها هنا:- المرض = القيها فى فراش ثم الموت = أولادها أقتلهم بالموت = قد يكونوا من تبعوا ضلالتها ولاحظ ففراش زناها صار فراش مرضها أنك تسيب المرأة = فواجب الراعى أن يسهر على حفظ الإيمان بالتعليم المستمر وكشف الهرطقات للشعب حتى لا ينخدعوا. ومهاجمة الأفكار الخاطئة الصادرة من أى شخص مهما كان مركزه فى الكنيسة. ويكون هذا بكل حزم. وعلى الراعى ألا يكون خروفاً متساهلاً ولا يكون أسداً أى قاسيا على شعبه. كلا من الشعب والراعى يحتاجون للإفراز. الشعب يحتاج للإفراز ليعرف التعليم الصحيح من الخاطىء والأسقف يحتاج للإفراز ليعرف كيف يتعامل مع شعبه.

أقول لكم وللباقين = الواوليست للعطف والمعنى أقول لكم أنتم الباقين فى ثياتيرا الذين لم يقبلوا هذا التعليم ولم يسيروا وراء إيزابل.

لا ألقى عليكم ثقلاً آخر = لا أقدم لكم وصايا ولا شرائع ولا واجبات جديدة سوى أن تمتنعوا عن تعاليم إيزابل وتقاوموها وتعلنوا رفضكم لها.

 الوعد لمن يغلب :- سلطانا على الأمم: أى سلطان على ممالك الشر التى يساندها إبليس. وسلطان لكل منا على شهواته وخطاياه. الأمم هم الغرباء وهنا المقصود الغرباء من الناحية الروحية أى إشارة لكل شهوة غريبة وكل فكر ردىء بعيد عن الله، والله يعطينا سلطانا أن ندوس كل هذا ببساطة كأنية من خزف يرعاهم بقضيب من حديد يكون لك سلطان قوى عليهم فتكسر أطماع وغايات الأعداء فى تبديد الكنيسة وسينكسرون  كخزف لا يصلح للإستعمال فيما بعد وهلاك الأشرار سيكون بلا رحمة. ولكن تعنى أن الغالب سيكون فى السماء له قوة جبارة والشهوات التى كان يظنها جبارة ستنكسر وتكون كخزف مكسور بلا قيمة.

ولاحظ أن الكلام موجه لكنيسة ثياتيرا التى إشتعلت شهوات أفرادها وصاروا تحت أقدام إبليس، يشعرون أن الخطية تستعبدهم ولا فكاك لهم منها. وهنا كإمتداد للشكل الذى ظهر به المسيح. فعلى الأرض يبدأ أولاد الله فى التحرر من سلطان هذه الشهوات وفى السماء سلطان كامل عليها ويصبح إبليس تماما تحت الأقدام.

كما أخذت أنا من عند أبى = المسيح لم يقبل خطية من يد إبليس، بل كان الجسد بلا خطية كنحاس نقى. ولكن الشيطان دبر مؤامرة وأهاج الكل عليه حتى صلبوه ولكن بقيامته صار له كل المجد ووضع الله أعدائه تحت قدميه (مز 1:110) بعد أن جلس عن يمين الآب

كوكب الصبح = كوكب الصبح هوالمسيح نفسه (رؤ 16:22) + (2 بط 19:1) أى من يغلب أعطيه ذاتى تطبيقاً لقول عروس النشيد “انا لحبيبى وحبيبى لى” (نش 3:6) هذه مثل “أعطيه من المن المخفى” ولكن قوله المن يشير للشبع بالمسيح ولكن قوله كوكب الصبح يشير لأننا بالمسيح نستنير ونستطيع ان نميز بين الأشياء المتخالفة (فى 10:1) أو التمييز بين ما هو نور وما هو ظلام فكوكب الصبح هو كوكب يظهر والظلام باق بعد، وظهوره يكون إيذانا بظهور النور. نورالشمس إذا هوإعلان بقرب ظهور النهار فهذا الكوكب يعتبر الفيصل بين النور والظلام والمعنى أن المسيح يقول لهذا الأسقف لماذا أنت خائف من هؤلاء الهراطقة أنا قادر أن أكشف زيفهم فأنا فاحص القلوب والكلى، بل سأعطيك ذاتى كنوز لك، لتستمتع بنورى. سأنير عليك بنورى الإلهى وأعطيك أن تكشف بين ما هو نور وما هو ظلام فى تعاليمهم وأنا قادر أن أدينهم ولنذكر نهاية آريوس الرهيبة حين إندلقت أحشاؤه خارجاً. ما عليك يا أسقف ثياتيرا إلا أن تعلن مواجهة عن خطأ إيزابل والهراطقة وأنا سأعينك وأدينهم وأعطيك سلطانا عليهم من يغلب = يتمسك بالله فيعطيه نعمة قادرة أن تضبط شهواته فلا ينساق وراءها.

تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

ع18: ملاك الكنيسة: هو الأسقف القديس “إيريناؤس” تلميذ القديس بوليكربوس واشتهر بحرارة الروح.

ثياتيرا : هي مدينة تقع بين برغامس وساردس، اشتهرت بعبادة “أبللو” إله الشمس وتجارة الأرجوان وهي بلدة “ليدية” بائعة الأرجوان، وقيل أن خطية هذه الكنيسة كانت المجاملة على حساب الحق.

ابن الله : إعلان قوى من المسيح عن لاهوته بعد أن استخدم في تجسده تعبير ابن الإنسان للدلالة على ناسوته.

عينان كلهيب نار : يقدم المسيح ذاته هنا بما يلائم حال الكنيسة كما سنرى لاحقا ولكن صفة العينين هنا معناها أنه الفاحص كل شيء والمدقق في كل أمر والكاشف للخطاة الملتوين وليس شيء مخفى عنه.

رجلاه كالنحاس النقى : أي نقاء ووضوح تعليمه – الإيمان السليم – ويمكن القول أيضًا قوته، أي أنه كالنحاس الذي يسحق أعداءه مثل الأوانى الخزفية.

يقدِّم المسيح نفسه لكنيسة ثياتيرا التي تجامل على حساب الحق بأنه الله العادل الفاحص كل شيء وتعاليمه هي الحق القوى التي تحطم كل شر.

رؤ2: 17 سفر الرؤيا رؤ2: 19
الرؤيا – أصحاح 2
تفسير رؤيا 2 تفاسير سفر الرؤيا

 

  •  

زر الذهاب إلى الأعلى