تفسير سفر عزرا ٥ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الخامس
الآيات 1-7
“فتنبا النبيان حجي النبي وزكريا ابن عدو لليهود الذين في يهوذا واورشليم باسم اله اسرائيل عليهم. حينئذ قام زربابل بن شالتئيل ويشوع بن يوصاداق وشرعا ببنيان بيت الله الذي في اورشليم ومعهما انبياء الله يساعدونهما. في ذلك الزمان جاء اليهم تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاؤهما وقالوا لهم هكذا من امركم ان تبنوا هذا البيت وتكملوا هذا السور. حينئذ اخبرناهم على هذا المنوال ما هي اسماء الرجال الذين يبنون هذا البناء. وكانت على شيوخ اليهود عين الههم فلم يوقفوهم حتى وصل الامر الى داريوس وحينئذ جاوبوا برسالة عن هذا. صورة الرسالة التي ارسلها تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاؤهما الافرسكيين الذين في عبر النهر الى داريوس الملك. ارسلوا اليه رسالة وكان مكتوبا فيها هكذا لداريوس الملك كل سلام.
فتنبأ النبيان = رأينا فى الأيات الأخيرة من الإصحاح السابق أن الشيطان يقف بكل قوة ضد البناء، بل لقد نجح فى أن يوقف العمل فهل للشيطان قوة أن يوقف عملاً لله؟! قطعاً لا يوجد للشيطان سلطان أن يوقف عمل الله إن لم نعطه نحن فرصة لذلك. وبالرجوع لنبوة حجى النبى المذكور هنا نجد أن الشعب هو الذى أهمل بناء بيت الرب وإهتم كل واحد ببناء بيته الخاص بل بتغشية هذه البيوت أى الإهتمام بزينتها إهتماماً مبالغاً فيه (حج 3:1) فالمنع الخارجى من الملك أرتحشستا لم يكن لهُ أن يوقف البناء إن لم يكن هنا تكاسل وإهمال من الشعب وحينئذ توافق الهجوم الخارجى مع التكاسل الداخلى. ومع هذا فلم يترك الله الحال كما هو عليه بل أرسل نبيين ليتنبأ بقوة = بإسم إله إسرائيل عليهم. فروح الله ينبه للعمل ” لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود زك 6:4″ فالنبيين كان لهما سلطة وقوة من روح الله لأن غرضهم كان مجد إسم الله. لذلك كان لكلامهم تأثير قوى فى تشديد الأيادى المتراخية وعاد العمل للهيكل بقيادة زربابل ويشوع ونلاحظ وظائف المهتمين بالبناء:
1- أنبياء… حجى وزكريا.
2- والى (ملك)… زربابل إبن داود.
3- رئيس كهنة… يشوع.
أو ليست هذه وظائف المسيح بانى الهيكل الحقيقى أى جسده وهو الأعظم من هيكل سليمان أو هيكل زربابل.
(حج 9:2) ولاحظ أن موضوع نبوة حجى هو التوبيخ على إهمال بيت الرب والتشجيع على إعادة العمل. ولقد إستجاب زربابل ويشوع فعلاً.
تتناى = كان والياً على سورية وكيليكية وصحراء العرب والسامرة. وكان زربابل يتبعه فيهوذا كانت مقاطعة من ولاية عبر النهر (أى ما غرب الفرات) شتربوزناى = لعله كاتب الوالى. من أمركم = نستنتج أن اهل البلاد كانوا قد قدموا شكوى على اليهود وجاء الوالى ليفحص الأمر. ما هى أسماء الرجال = من المؤكد أن هذا رد على سؤال الوالى الذى يسأل عن أسماء المسئولين عن العمل ليرسل تقريراً للملك. عين الههم = ” إذا كانت عين الله علينا فممن نخاف” فحين يرض الله عن طريق إنسان يحيطه بعنايته ورعايته وهو قادر أن يحيل قلوب الحكام غير المؤمنين ليعملوا ما يوافق مقاصده. حينئذ جاوبوا = أى تتناى ورفقاؤه جاوبوا اليهود بعدما وصل لهم امر الملك. الإفرسكيين = أصل الكلمة غير مفهوم تماماً لكن يجوز ترجمة الكلمة بالحكام. وبحق كانت رسالة الوالى تتناى منصفة فهو حقق فى الشكاوى التى وصلته ولم ينحاز ضد اليهود بل هو لم يذكر أمر أرتحشستا بوقف البناء.
الآيات 8-17
“ليكن معلوما لدى الملك اننا ذهبنا الى بلاد يهوذا الى بيت الاله العظيم واذا به يبنى بحجارة عظيمة ويوضع خشب في الحيطان وهذا العمل يعمل بسرعة وينجح في ايديهم. حينئذ سالنا اولئك الشيوخ وقلنا لهم هكذا من امركم ببناء هذا البيت وتكميل هذه الاسوار. وسالناهم ايضا عن اسمائهم لنعلمك وكتبنا اسماء الرجال رؤوسهم. وبمثل هذا الجواب جاوبوا قائلين نحن عبيد اله السماء والارض ونبني هذا البيت الذي بني قبل هذه السنين الكثيرة وقد بناه ملك عظيم لاسرائيل واكمله. ولكن بعد ان اسخط اباؤنا اله السماء دفعهم ليد نبوخذنصر ملك بابل الكلداني الذي هدم هذا البيت وسبى الشعب الى بابل. على انه في السنة الاولى لكورش ملك بابل اصدر كورش الملك امرا ببناء بيت الله هذا. حتى ان انية بيت الله هذا التي من ذهب وفضة التي اخرجها نبوخذنصر من الهيكل الذي في اورشليم واتى بها الى الهيكل الذي في بابل اخرجها كورش الملك من الهيكل الذي في بابل واعطيت لواحد اسمه شيشبصر الذي جعله واليا. وقال له خذ هذه الانية واذهب واحملها الى الهيكل الذي في اورشليم وليبن بيت الله في مكانه. حينئذ جاء شيشبصر هذا ووضع اساس بيت الله الذي في اورشليم ومن ذلك الوقت الى الان يبنى ولما يكمل. والان اذا حسن عند الملك فليفتش في بيت خزائن الملك الذي هو هناك في بابل هل كان قد صدر امر من كورش الملك ببناء بيت الله هذا في اورشليم وليرسل الملك الينا مراده في ذلك.
بيت الإله العظيم = إن تتناى لم يعرف الإله الحقيقى ولكن يد الله كانت عليه فشعر بخوف ورهبة من الله. ولأنه خاف هذا الإله لم يجرؤ أن يوقف العمل وسأل الملك هل يوقف العمل أم لا، أى هو ترك المسئولية للملك. ولأن تتناى هذا كان يعبد الأوثان فهو قال الإله العظيم لأن فى نظره هناك آلهة كثيرة. ونلاحظ أن الله أوقع رعبه على الوالى لأن الشعب بدأ يعمل ويهتم فلم يكن هناك سلطان للشيطان أن يوقف العمل ولذلك مهما كان حجم الصعوبات فهى تصغر وتصغر أمام عمل يد الله ولكن الله لا يتدخل مع زربابل والشعب إن لم يتحرك زربابل والشعب (زك 7:4) وحتى لو كانت المشاكل التى يثيرها الأعداء مثل الجبل تصير سهلة حينما يتدخل الله. بنى قبل هذه السنين = هيكل سليمان بُنى قبل داريوس بحوالى 500 سنة بعد أن أسخط = أى أن الله دفع الشعب ليد نبوخذ نصر لأنهم أسخطوه بأفعالهم الشريرة. إذاً ليس أن آلهة بابل قد إنتصروا على الله بل أن الله أسلم شعبه ليد ملك بابل ليؤدب الله شعبه.
كورش ملك بابل = هو ملك فارس وبابل تتبعه بعد أن سقطت فى يده. الهيكل الذى فى بابل = هيكل وثنى وضع فيه نبوخذ نصر الآنية التى أخذها من هيكل الرب. شيشبصر = هو زربابل. من ذلك الوقت إلى الآن يبنى = العمل سبق وأن توقف (24:4) والآن هم يكملون، أى أن التوقف كان لفترة فقط.
تفسير عزرا 4 |
تفسير سفر عزرا |
تفسير عزرا 6 |
تفسير العهد القديم |