تفسير سفر العدد ١٢ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الثانى عشر
تذمر القيادات مريم وهرون
إذا كان الشعب قد تذمر على الله فليس عجيباً أن يحدث تذمر على خادم الله موسى. فموسى تزوج بكوشية وقد تكون من ضمن الكوشيات اللواتى خرجن مع بنى إسرائيل من مصر وقد بيكون هذا بعد موت صفورة قبل ذلك وهناك رأى آخر بأنها هى نفسها صفورة العربية وتكون من قبائل كوش التى سكنت وسط العرب. (حب 7:3) يجمع بين كوش ومديان وغالباً فسبب التذمر ليس هو السبب المذكور وهو زواج موسى بالكوشية بل ربما يرجع أن موسى فى إختياره للشيوخ السبعين لم يستشرهما فدبت الغيرة والحسد فى قلبيهما.
ونجد الحسد هنا سبباً فى أخطاء كثيرة فهما إحتقرا موهبة موسى وعظما عطيتهما ليغطيا عللى عظمة موسى، لكن هل كان مثل موسى الذى لمع وجهه فغطاه ليخفى مجده ولكن ها مريم هنا تخفى وجهها أيضاً ولكن لخزيها (الذى يحسد يفرح لخير الآخرين ويُسر ببلواهم)
آية1:-
مريم وهرون = ذُكرت مريم أولاً لعلها هى التى بدأت ولذلك هى التى عوقبت
آية2:-
هما يعظمان أنفسهما هنا وينتفخان بما أعطاه الله لهما وهذا هو بداية السقوط.
آية3:-
حليماً = فى العبرية تعنى متواضع لا يفكر فى مصلحته الشخصية ولا يفكر فى أهميته ودليل هذا قوله الرجل موسى = ولم يقل موسى القائد الذى أنقذ شعبه. ويكون المعنى أنه إحتمل الهجوم عليه بصبر دون أن يرد تاركاً الله ليحكم لهُ. وموسى كتب هذا بإرشاد الروح القدس ليس إظهاراً لصفاته بل لنفهم درس هذا الإصحاح. كما حدث مع بولس الذى إضطر لذكر نسبه وألامه وعطايا الله له وإختيار الله لهُ مرات عديدة ليثبت صدق إرساليته وبالتالى صدق تعاليمه حتى لا ينهار الإيمان
كذلك نرى حلم موسى فى شفاعته عن مريم فقد نسى سريعاً إهانتها لهُ
آية4:-
كثيراً ما يسكت الله عن ظلم إنسان ولا يدافع عنهُ لفترة لصالحه الروحى ولكنه هنا يدافع عن موسى فوراً حتى لا يتسبب الهجوم على موسى ومن إخوته فى أى خلل فى القيادة.
الآيات6-8:-
من أجل حلم موسى ووداعته وكل صفاته نال ما لم ينله أحد وهنا أعلن الله ما خبأه موسى من تواضعه فالله أعلن هنا أنه ليس مثل موسى (جيد أن نصمت نحن ولا ندافع عن أنفسنا والله يعلن برنا). ولاحظ السبب فى محبة الله ” وداعته وتواضعه وحلمه “
ملحوظة = فى زواج موسى من كوشية (وكوشية تعنى سوداء) (أر 23:13) إشارة لعمل المسيح فى إقترانه بكنيسته وهى بعد فى خطيتها مظلمة مثل الكوشية (نش 5:1) أما رفض هرون ومريم لهذا الزواج فهو يرمز لرفض اليهود السيد المسيح ودخوله الأمم للإيمان.
آية9:-
ما أخطر الحديث عن خدام الله. فهم لهم من يحاسبهم فلا داعى أن نخسر الملكوت بسببهم.
آية10:-
البرص حل عليها حينما إرتفعت السحابة، إذاً البرص علامة على إبتعاد الله، وذلك بسبب الخطية. فعندما تتركنا نعمة الله يظهر برص الخطيئة.
آية11:-
لا تجعل علينا الخطية = أى لا تجعل علينا عقوبتها وواضح هنا تواضع هرون وإنكساره وربما أن الله لم يعاقب هرون أيضاً حتى لا يلوم الكهنوت ككل وربما لمسلكه المتواضع هذا.
فى إسترسال لنفس تأمل الملحوظة عاليه. فإن اليهود برفضهم المسيح ظهر عليهم برص الخطية وبرص عدم الإيمان وفارقهم روح الرب. أما عودة مريم بعد أسبوع إشارة لعودتهم فى نهاية الأزمنة (رو 25:11)
آية12:-
البرص كالموت فالأبرص ممنوع من مخالطة الناس ومن لمسه يتجنس وأعضاؤه تموت على التوالى وتسقط.
الآيات 13-15:-
لاحظ أن موسى لم يوبخها بكلمة بل صلى لها وتشفع عنها لتشفى لكن الله يعلم متى يأتى لتأديب بثماره (اسبوع) والأسبوع هو المقرر لكل أبرص. وخلال الأسبوع تبكت نفسها وتتوب ثم تخضع للشريعة مثل باقى الناس. والبصق هنا يشير للتخلى. واليهود الآن بلا هيكل
آية16:-
لاحظ كيف أن الخطية عوقت المسيرة أسبوعاً