تفسير سفر الحكمة – المقدمة للقس أنطونيوس فكري
المقدمة
- الحكمة في الكتاب المقدس تشير:
- أقنوم الإبن الذي هو حكمة الله (1كو24:1)
- شريعة الله. فمن يتبعها هو الإنسان الحكيم “بدء الحكمة مخافة الرب” (مز10:111)
- الحكمة التي يتصرف بها الإنسان في حياته، وهذه يعطيها الله للإنسان (1كو8:12 + يع17:3). وعلى الإنسان أن يطلبها من الله (يع5:1 + 1مل9:3). بل أن الله يعطي الحكمة حتى للحيوانات كالنمل (أم24:30-27).
- حكمة أرضية نفسانية شيطانية مصدرها [أ] إبليس [ب] خبرات سيئة مع العالم (يع15:3)
أ- إبليس هو مصدر حكمة تقول “إن ذهبت إلى بلد تعبد العجل حش وإديله”
ب- الخبرات السيئة مع العالم والأنانية قادت البشر أن يقولوا “إن جاءك الطوفان ضع أولادك تحت قدميك” أي لكي تنجو ضع أي إنسان في خطر حتى لو مات، بل أعز ما عندك.
- وضع سليمان الملك أمثال قصيرة ليحفظها الناس فتكون لهم حكمة. وهكذا إهتم الآباء بتعليم أبنائهم السلوك بحكمة، والحكماء يجولون في الشوارع لتعليم الناس الحكمة. ويعد يشوع بن سيراخ أول من أنشأ مدرسة لتعليم الحكمة.
- قيل عن يوسف على لسان فرعون “هل نجد رجلاً مثل هذا فيه روح الله.. ليس بصير وحكيم مثلك (تك38:41،39). وهذا القول ربط بين الإمتلاء من روح الله والحكمة. ولذلك يقول الكتاب عن الروح القدس “روح الحكمة” (إش2:11). والروح القدس يعطي المشورة والنصح للإنسان فهو “روح النصح” (2تي7:1). ومن يعطيه الروح القدس المشورة يكون قطعاً إنساناً حكيماً.
- إذا إستخدم الإنسان ذكاءه الموهوب له من الله في الخير يسمونه حكيماً، وإذا إستخدمه في الشر يسمونه لئيماً.
- الصليب كان حكمة إلهية ولكنها كانت عند الناس الحكماء الأرضيين جهالة (1كو18:1). بل كثير من أحكام الله يعتبرها البشر المحدودي الذكاء، جهالة. فنحن لمحدودية طبيعتنا لا يمكننا أن ندرك عمق أحكام الله (رو33:11-36). ولهذا السبب قال السيد المسيح لبطرس “لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد” (يو7:13).
كاتب السفر:
القديس كليمنضس السكندري أطلق على السفر “حكمة سليمان” وهكذا قال العلامة ترتليانوس وأوريجانوس والقديس كبريانوس. وإتفقت كثير من الكنائس وإتفق كثير من الآباء مثل أغسطينوس على ذلك، والسبب يرجع إلى ما كتبه كاتب السفر عن نفسه “إنك قد أخترتني لشعبك ملكاً ولبنيك وبناتك قاضياً. وأمرتني أن أبني هيكلاً في جبل قدسك ومذبحاً في مدينة سكناك.. وأكون أهلاً لعرش أبي (7:9-12).
إلاّ أن هذا السفر لم يصل إلى يد عزرا فلم يضعه في النسخة العبرية (طبعة بيروت). ولكن قيل عن سليمان أنه تكلم بثلاثة آلاف مثل. وكانت نشائده ألفاً وخمسمائة (1مل32:4،33). ولأنه كانت هناك كتب لم تصل إلى يد عزرا أنشأ يهوذا المكابي مكتبة ضم فيها بعض الأسفار التي عثر عليها (2مك13:2-15).
وأقرت مجامع عديدة بقانونية السفر.
وبالإضافة لما ورد في مقدمة الأسفار القانونية الثانية والنسخة السبعينية (تجدها قبل سفر طوبيا) فهناك تشابه وتطابق بين هذا السفر وبين العهد الجديد.
سفـــــر الحكمـــــة |
العهـــــد الجديـــــد |
||
(18:2)
|
فإنه إن كان الصديق إبن الله فهو ينصره وينقذه من أيدي مقاوميه. |
(مت43:27) |
قد إتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده. |
(3:8) |
تظهر أصلها الكريم بإشتراكها في حياة الله وقد أحبها سيد الجميع. |
(يو1:1) |
|
(6:8)
(1:9)
(9:9) |
إن كانت الفطنة هي التي تعمل فمن أمهر منها في هندسة الأكوان. يا إله الآباء يا رب الرحمة يا صانع الجميع بكلمتك. إن معك الحكمة العليمة بأعمالك والتي كانت حاضرة إذ صنعت العالم. |
(يو10:1) |
كان في العالم وكون العالم به |
(12:12) |
فإنه من يقول ماذا صنعت أو يعترض قضاءَك ومن يشكوك بهلاك الأمم التي خلقتها أو يقف بين يديك مخاصماً عن أناسٍ مجرمين. |
(رو19:9-21) |
فستقول لي: لماذا يلوم بعد؟ لأن من يقاوم مشيئته؟ بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟ ألعلّ الجبلة تقول لجابلها “لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان. |
(24:11)
(10:12) |
لكنك ترحم الجميع لأنك قادر على كل شئ وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا لكن بعقابهم شيئاً فشيئاً منحتهم مهلة للتوبة. |
(رو4:2) |
أم تستهين بغني لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. |
(17:5-20) |
يلبس البر درعاً وحكم الحق خوذة ويتخذ القداسة ترساً لا يقهر |
(أف11:6-20) |
قارن مع سلاح الله الكامل |
(5:3،6) |
بعد تأديب يسير سيكون لهم ثواب عظيم لأن الله إمتحنهم فوجدهم أهلاً له. محصهم كالذهب في البودقة. |
(1بط6:1،7) |
تزكية الإيمان بالتجارب هي كتنقية الذهب بالنار. |
(22:7، 23) |
وصف للحكمة التي من عند الله |
(يع17:3، 18) |
وصف الحكمة التي من عند الله مشابه لما في سفر الحكمة |