تفسير سفر المكابين الاول ١٥ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الخامس عشر

الآيات (1-9):

1 وانفذ انطيوكس بن ديمتريوس الملك كتبا من جزائر البحر إلى سمعان الكاهن رئيس أمة اليهود وإلى الشعب اجمع. 2 وهذه فحواها من انطيوكس الملك إلى سمعان الكاهن الأعظم رئيس الأمة وإلى شعب اليهود سلام. 3 انه إذ كان قوم من ذوي الفساد قد تسلطوا على مملكة آبائنا كان من همي الآن أن استخلص المملكة حتى أعيدها إلى ما كانت عليه من قبل وقد حشدت جيوشا كثيرة وجهزت أسطولا للحرب. 4 وأنا عازم أن أتقدم على البلاد لأنتقم من الذين افسدوا في بلادنا وخربوا مدنا كثيرة في المملكة. 5 فالآن اقرر لك كل حطيطة حطها عنك الملوك من قبلي وكل ما أعفوك منه من التقادم. 6 وقد أبحت لك أن تضرب في بلادك سكة خاصة. 7 وان تكون أورشليم والأقداس حرة وكل ما جهزته من الأسلحة وبنيته من الحصون التي في يدك فليبق لك. 8 وكل ضريبة ملكية كانت فيما سلف أو تكون فيما يأتي تعفى منها من الآن على طول الزمان. 9 وإذا فزنا بمملكتنا أعززناك أنت وأمتك والهيكل إعزازا عظيما حتى يتلألأ مجدكم في الأرض كلها.”

أنطيوكس بن ديمتريوس= هو أنطيوخس السابع الأخ الأصغر لديمتريوس الثاني. ولما أسر ملك الفرس ديمتريوس وزوجه من إبنته إغتاظت كليوباترا زوجة ديمتريوس وأرسلت لأنطيوكس أخيه لتتزوجه ويرث عرش أخيه. وكان أنطيوكس يعيش على سواحل بحر إيجه لذلك يقول هنا في كتابه الذي أرسله=من جزائر البحر. وكان أنطيوكس في ذلك الوقت في العشرين من عمره. وراسل أنطيوكس سمعان المكابي ليحصل على تأييده. وإسترد العرش بسهولة سنة 138ق.م. إذ كان تريفون قد إنغمس في اللهو واللذة فكرهه شعبه وجنوده. ونلاحظ في رسالة أنطيوكس تودد كثير لسمعان ووعود كثيرة وهو الذي بادر بالتحالف مع سمعان. وبرر أنطيوكس ما يفعله بفساد حكم تريفون وكان هذا حقيقي. ولكن لم يقدر تريفون خطورة كليوباترا وهذه كان قد تركها تعيش آمنة. وغالباً فإن أنطيوكس إعتمد على المرتزقة الذين أتى بهم من جزر اليونان.

 

الآيات (10-14):

10 وفي السنة المئة والرابعة والسبعين خرج انطيوكس إلى ارض آبائه فاجتمع إليه جميع الجيوش حتى لم يبق مع تريفون إلا نفر يسير. 11 فتعقبه انطيوكس الملك فانطلق هاربا إلى دورا التي على البحر. 12 إذ أيقن أن قد تراكم عليه الشر وخذلته الجيوش. 13 فنزل انطيوكس على دورا ومعه مئة وعشرون ألفا من رجال الحرب وثمانية آلاف فارس. 14 وأحاط بالمدينة وتقدم الأسطول من البحر فضايق المدينة برا وبحرا ولم يدع أحدا يدخل أو يخرج.”

هنا يهرب جيش تريفون إلى أنطيوكس، ويهرب تريفون ويحاصره أنطيوكس براً وبحراً. وهروب الجيش له فهو الوريث الشرعي للعرش وكانوا قد إستاءوا من تصرفات تريفون. دورا= مرفأ هام على البحر المتوسط. وهرب إليها تريفون لعله يجد سفينة يهرب بها.

 

الآيات (15-24):

15 وقدم نومانيوس والذين معه من رومية كتبا إلى الملوك والبلاد كتب فيها هكذا. 16من لوكيوس وزير الرومانيين إلى بطلماوس الملك سلام. 17 لقد أتانا رسل اليهود أوليائنا ومناصرينا يجددون قديم الموالاة والمناصرة مرسلين من قبل سمعان الكاهن وشعب اليهود. 18 ومعهم ترس من ذهب وزنه ألف منا. 19 فلذلك رأينا أن نكتب إلى الملوك والبلاد أن لا يطلبوهم بسوء ولا يقيموا عليهم حربا ولا على شيء من مدنهم وبلادهم ولا يناصروا من يحاربهم. 20 وحسن لدينا أن نقبل منهم الترس. 21 فان فر إليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فأسلموهم إلى سمعان الكاهن الأعظم لينتقم منهم على مقتضى شريعتهم. 22 وكتب مثل ذلك إلى ديمتريوس الملك واتالس وارياراطيس وارساكيس. 23 وإلى جميع البلاد إلى لمساكس وإسبرطة وديلس ومندس وسيكيون وكارية وسامس وبمفيلية وليكية واليكرنسس ورودس وفسيليس وكوس وسيدن وارادس وجرتينة وكنيدس وقبرس والقيروان. 24وكتبوا بنسخة تلك الكتب إلى سمعان الكاهن الأعظم.”

هنا تصل البعثة الدبلوماسية اليهودية العائدة من روما بأخبار نجاح التحالف

 

لوكيوس= هو رئيس المجلس الحاكم. ولكن اليهود لم يستفيدوا من معاهدتهم هذه مع روما.

بطلماوس= هو بطلميوس الثامن يورجيتس وفي أيامه إضطهد المصريون اليهود، لإزدياد دور اليهود في مصر. وأرسل الرومان نسخة من الوثيقة لبطلميوس حتى يكف المصريون عن إضطهاد اليهود، بل ويسلم الخائنين من اليهود لسمعان، ويبدو أن بعض المعارضين كانوا يفرون إلى مصر متخذين منها قاعدة لنشاطهم ضد سمعان وحكمه، وغالباً فهؤلاء المعارضيين كانوا من الحزب اليوناني. أتالس= ملك برغامس. أرياراطيس= ملك كبادوكية. أرساكيس= ملك فارس. وكتب الرومان هذه التوصية إلى 19 دويلة أخرى صغيرة. وذكر أسماء الدويلات دون أسماء ملوكها، فملوكها يتغيرون كثيراً. لمساكس= مدينة على ساحل البحر الأسود. إسبرطة= في اليونان وهذكا ديلُس. مندس= بآسيا الصغرى. سيكيون= في اليونان. كارية= بآسيا الصغرى. سامس= جزيرة يونانية. بمفيلية= في آسيا الصغرى (مقاطعة). ليكية= بآسيا الصغرى. اليكرنسس= بآسيا الصغرى. رودس= جزيرة يونانية. فسيليس= بليكية (آسيا الصغرى). كوس= جزيرة بآسيا الصغرى والآن هي مقاطعة يونانية. سيدن= مقاطعة في بمفيلية. أرادس= إسم يوناني لجزيرة فينيقية على الساحل السوري. جرتينة= مدينة بكريت. كنيدس= جزيرة في بحر إيجه. قبرس= هي جزيرة قبرص. قيروان= أهم مدينة من المدن الخمس الغربية في ليبيا. ومنها سمعان القيرواني. ومنها ياسون القيريني كاتب الخمس كتب عن المكابيين والتي لخصها أحدهم في سفر المكابيين الثاني.

 

الآيات (25-36):

25 وعاد انطيوكس الملك فحاصر دورا ولم يزل يضايقها وينصب عليها المجانيق وأحاط بتريفون لئلا يدخل ويخرج. 26 فأرسل إليه سمعان ألفى رجل منتخبين نصرة له وفضة وذهبا وانية كثيرة. 27 فآبى انطيوكس أن يقبلها ونقض كل ما كان عاهده به من قبل وتغير عليه. 28 وأرسل إليه اتينوبيوس أحد أصحابه ليفاوضه قائلا أنكم مستولون على يافا وجازر والقلعة التي بأورشليم وهي من مدن مملكتي. 29 وقد خربتم تخومها وضربتم الأرض ضربة عظيمة وتسلطتم على أماكن كثيرة في مملكتي. 3فالآن اسلموا المدن التي استحوذتم عليها وأدوا خراج الأماكن التي تسلطتم عليها في خارج تخوم اليهودية. 31 وإلا فادوا عنها خمس مئة قنطار فضة وعن الإتلاف الذي أتلفتموه وعن خراج المدن خمس مئة قنطار أخرى وإلا وفدنا عليكم مقاتلين. 32فجاء اتينوبيوس صاحب الملك إلى أورشليم وشاهد مجد سمعان وخزانة آنيته الفضية والذهبية وأثاثا وافرا فبهت واخبره بكلام الملك. 33 فأجاب سمعان وقال له أنا لم نأخذ أرضا لغريب ولم نستول على شيء لأجنبي ولكنه ميراث آبائنا الذي كان أعداؤنا قد استولوا عليه ظلما حينا من الدهر. 34 فلما أصبنا الفرصة استرددنا ميراث آبائنا. 35 فأما يافا وجازر اللتان تطالب بهما فانهما كانتا تجلبان على الشعب في بلادنا نكبات شديدة غير أنا نؤدي عنهما مئة قنطار فلم يجبه اتينوبيوس بكلمة. 36 ورجع إلى الملك مغضبا واخبره بهذا الكلام وبمجد سمعان وكل ما شاهده فغضب الملك غضبا شديدا.”

أنطيوخس يحكم الحصار على تريفون. ويتراجع عن وعوده لسمعان وعهوده له. وبينما سمعان بشهامة يرسل له هدايا ويرسل له جنود لمساعدته، نجده ينقلب على سمعان، وطالب بالضرائب السابقة وضرائب إضافية. ونجده هنا يعتبر قلعة عكرا مدينة ويبدو أنها كانت كبيرة فعلاً. وأخطأ سمعان نفس خطأ حزقيا الملك إذ أطلع أتينوبيوس رسول أنطيوكس على كل ما له من غنى ومجد ربما ليظهر له أنه حليف قوي.

 

الآيات (37-41):

37 وركب تريفون في سفينة وفر إلى ارطوسياس. 38 ففوض الملك قيادة الساحل إلى كندباوس وجعل تحت يده جنودا من الرجالة وفرسانا. 39وأمره أن يزحف على اليهودية وأوعز إليه أن يبني قدرون ويحصن الأبواب ويقاتل الشعب ثم أن الملك تعقب تريفون. 40 فبلغ كندباوس إلى يمنيا وجعل يرغم الشعب ويغير على اليهودية ويسبي في الشعب ويقتل وبني قدرون.41 وجعل فيها فرسانا وجنودا ليخرجوا وينتشروا في طرق اليهودية كما رسم له الملك.”

وهرب تريفون ويقال أنه ألقى القبض عليه وأعدموه ويقال أنه إنتحر. وجاء كندباوس بأوامر من أنطيوخس ليضرب اليهود. فجاء إلى حصن قدرون وهو موقع إستراتيجي يتحكم في عدة طرق إلى اليهودية.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى