تفسير سفر الملوك الثاني ١٥ للقمص أنطونيوس
الإصحاح الخامس عشر
الآيات 1-7:- في السنة السابعة والعشرين ليربعام ملك اسرائيل ملك عزريا بن امصيا ملك يهوذا.كان ابن ست عشرة سنة حين ملك وملك اثنتين وخمسين سنة في اورشليم واسم امه يكليا من اورشليمو عمل ما هو مستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل امصيا ابوه ولكن المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات.و ضرب الرب الملك فكان ابرص الى يوم وفاته واقام في بيت المرض وكان يوثام ابن الملك على البيت يحكم على شعب الارض.و بقية امور عزريا وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.ثم اضطجع عزريا مع ابائه فدفنوه مع ابائه في مدينة داود وملك يوثام ابنه عوضا عنه.
نجح عزريا فى حروبه وتنظيم جيشه وإختراع آلات حربية وتحصين أورشليم وتحسين الفلاحة ولكن دخله الكبرياء فتعدى على الكهنوت (2 اى 26) لذلك ضربه الرب بالبرص. وأقام فى بيت المرض فربما عُزل فى بيت مخصوص لأنه ملك ولم يتركوه خارج أسوار أورشليم. ولم يكن يخالط الشعب وكان ذلك فى السنة 37 من ملكه أى بقى مريضا 15 سنة ويوثام ملك 16 سنة أى انه ملك منفردا سنة واحدة بعد موت أبيه وبعد يوثام ملك أحاز وكان ملكا شريرا وأعطى ملك أشور الخزائن التى كان جده قد جمعها وصار عبدا لملك أشور وقد حدثت زلزلة أيام عزيا ربما وقت تعديه على الكهنوت (عا 1:1 + زك 5:14).
الآيات 8-12:- في السنة الثامنة والثلاثين لعزريا ملك يهوذا ملك زكريا بن يربعام على اسرائيل في السامرة ستة اشهر.و عمل الشر في عيني الرب كما عمل اباؤه لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ.ففتن عليه شلوم بن يابيش وضربه امام الشعب فقتله وملك عوضا عنه.و بقية امور زكريا هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ذلك كلام الرب الذي كلم به ياهو قائلا بنو الجيل الرابع يجلسون لك على كرسي اسرائيل وهكذا كان.
بموت زكريا إنتهت عائلة ياهو حسب نبوة النبى الذى تنبأ أن أولاده يملكون حتى الحيل الرابع (ياهو / يهوأحاز / يوآش / يربعام / زكريا) ومعظم الدارسين يضعون فترة ما بين 11-22 سنة بين يربعام وزكريا كان فيها العرش خاويا (هو 3:10) بلا ملك وكانت هذه الفترة فترة أزمات وحروب أهلية وإنتهت بجلوس زكريا على العرش 6 شهور ثم إغتياله.
الآيات 13-16:- شلوم بن يابيش ملك في السنة التاسعة والثلاثين لعزيا ملك يهوذا وملك شهر ايام في السامرة.و صعد منحيم بن جادي من ترصة وجاء الى السامرة وضرب شلوم بن يابيش في السامرة فقتله وملك عوضا عنه.و بقية امور شلوم وفتنته التي فتنها هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.حينئذ ضرب منحيم تفصح وكل ما بها وتخومها من ترصة لانهم لم يفتحوا له ضربها وشق حواملها.
شهر أيام = أى شهرا كاملا 30 يوماً. وربما هذا ما قصده هوشع (هو 7:5)
ويبدو أنه كان فى إسرائيل حزبان متصارعان حزب شلوم (وهذا ملك فى السامرة) وحزب منحيم (وهذا ملك فى ترصة) وترصة = العاصمة القديمة. وحين قتل شلوم زكريا ملك مكانه فى السامرة لمدة شهر. وتقوى منحيم وأتى على شلوم وضربه وملك مكانه ويبدو أن المدينة المسماة تفصح كانت قد ناصرت شلوم فضربها منحيم وضرب حواملها إنتقاماً منهم ولاحظ كثرة الفتن والمؤامرات فى إسرائيل والحروب الأهلية. اما مملكة يهوذا فبقيت خاضعة لكرسى داود حتى النهاية وكانت كثرة الإغتيالات وعدم الإستقرار مقدمة لنهاية هذه الدولة.
الآيات17-22:- في السنة التاسعة والثلاثين لعزريا ملك يهوذا ملك منحيم بن جادي على اسرائيل في السامرة عشر سنين.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ كل ايامه.فجاء فول ملك اشور على الارض فاعطى منحيم لفول الف وزنة من الفضة لتكون يداه معه ليثبت المملكة في يده.و وضع منحيم الفضة على اسرائيل على جميع جبابرة الباس ليدفع لملك اشور خمسين شاقل فضة على كل رجل فرجع ملك اشور ولم يقم هناك في الارض.و بقية امور منحيم وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ثم اضطجع منحيم مع ابائه وملك فقحيا ابنه عوضا عنه.
ظهرت أشور على مسرح التاريخ بقوة جبارة سنة 744 ق.م تحت حكم تغلث فلاسر الثالث وهو أحد أعظم ملوكها. فجاء فول = هناك أراء بالنسبة لملك أشور “فول” أنه بعد أن تبوأ العرش أسمى نفسه تغلث فلاسر الثالث وهناك من قال أن الكتابات الأشورية قالت أن تغلث فلاسر إسمه الأصلى فول. وهناك رأى آخر أن فول هو أبو الملك المشهور ساردنا فول الذى كان يحكم أيام يونان. وتغلث فلاسر هو من أتى بعد ساردنا فول وراجع 1اى 26:5 يظهر أن هناك ملكين فول وتغلث فلاسر لذلك نرجح الرأى الثانى. ليثبت المملكة بيده = يحامى عنه من مضايقات المقاومين من الداخل والخارج. وذلك فى مقابل دفع الجزية أى كأن منحيم صار عبداً لملك أشور.
الآيات 23-26:- في السنة الخمسين لعزريا ملك يهوذا ملك فقحيا بن منحيم على اسرائيل في السامرة سنتين.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. ففتن عليه فقح بن رمليا ثالثه وضربه في السامرة في قصر بيت الملك مع ارجوب ومع اريه ومعه خمسون رجلا من بني الجلعاديين قتله وملك عوضا عنه.و بقية امور فقحيا وكل ما عمل ها هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
فقح بن رمليا = كان غالباً هو القوة المساندة والمدعمة لمنحيم وفقحيا بل ربما كان هو الحاكم الفعلى والمحرك للأحداث ويقول المفسرون أن مدة ملكه 20 سنة آية 27 محسوبة من مدة ظهوره كقوة محركة للأحداث ولكنه كان لهُ رأى مخالف لفقحيا ومنحيم فبينما هم قبلوا الخضوع لأشور ودفع الجزية كان رأى فقح الإستقلال عن أشور لذلك نجده يعمل حلفا مع أرام وحاول ضم أحاز ملك يهوذا ولكن أحاز إستغاث بملك أشور أرجوب وأريه غير معروفين الآن ولكنهم وقتها كانوا من اللامعين وهم إشتركوا فى المؤامرة ومعهم 50 رجلا.
الآيات 27-31:- في السنة الثانية والخمسين لعزريا ملك يهوذا ملك فقح بن رمليا على اسرائيل في السامرة عشرين سنة.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. في ايام فقح ملك اسرائيل جاء تغلث فلاسر ملك اشور واخذ عيون وابل بيت معكة ويانوح وقادش وحاصور وجلعاد والجليل كل ارض نفتالي وسباهم الى اشور.و فتن هوشع بن ايلة على فقح بن رمليا وضربه فقتله وملك عوضا عنه في السنة العشرين ليوثام بن عزيا.و بقية امور فقح وكل ما عمل هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
بسبب إتحاد إسرائيل مع أرام وملكها رصين جاء تغلث فلاسر وضرب إسرائيل ولكن قبل هذا فقد جاء رصين وفقح وضربا يهوذا ليعزلا أحاز ويملكا إبن طبئيل وقتلوا من يهوذا 120.000 فى يوم واحدة وسبوا 200.000 ونهبوا نهبا عظيما غير أنه حسب أوامر النبى عوديد أعادوا السبايا (2 اى 5:28-15 + أش 1:7-9) وبعد ذلك إستعان أحاز ملك يهوذا بأشورالذى أتى وضرب إسرائيل وسباهم إلى أشور = إبتدعت أشور هذه الطريقة ونفذها البابليون بعدهم وهى إجلاء الشعوب الخاضعة لهم من اوطانهم إلى أماكن أخرى ثم إحلال شعوب جديدة مكانهم لقتل المشاعر الوطنية. ونلاحظ أن ملك أشور أخذ معه عجول دان (هو 5:8) وفتن هوشع = بحسب الكتابات الأشورية فإن هوشع كان خاضعا لملك أشور الذى ساعده على قتله الملك فقح. فى السنة العشرين ليوثام = وراجع آية (33) حيث نجد أن يوثام ملك 16 سنة فقط وهناك تصور للحل أن يوثام بدأ يحكم مع أبيه قبل مرضه بأربع سنوات فتكون السنة العشرين لحكم يوثام هى السنة 16 لحكمه منفردا بعد عزل أبيه فى دار المرض وكاتب الملوك هنا أراد أن يكمل قصة فقح قبل أن ياتى على ذكر يوثام (أوهو نسب المدة ليوثام وليس لأحاز لشرور أحاز).
الآيات 32-38:- في السنة الثانية لفقح بن رمليا ملك اسرائيل ملك يوثام بن عزيا ملك يهوذا.كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك ست عشرة سنة في اورشليم واسم امه يروشا ابنة صادوق.و عمل ما هو مستقيم في عيني الرب عمل حسب كل ما عمل عزيا ابوه.الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات هو بنى الباب الاعلى لبيت الرب وبقية امور يوثام وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.في تلك الايام ابتدا الرب يرسل على يهوذا رصين ملك ارام وفقح بن رمليا.و اضطجع يوثام مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه وملك احاز ابنه عوضا عنه.
يوثام ملك مع أبيه مشتركا 15 سنة بعد مرضه (وقد يكون إشترك قبل ذلك).
وملك منفردا لمدة سنة واحدة وهذا الرجل كان رجلا قديساً ويبدو أن الله كان قد قرر أن يعاقب شعب يهوذا بضربة يستحقونها وأراد الله ليوثام أن ينضم لأبائه فى سلام وهذا أفضل من أن يرى شعبه مضروباً (120.000 قتيل + 200.000 أسير) وعموماً فشعب يهوذا فى هذه الفترة لا يستحق هذا الملك القديس.