تفسير سفر أستير ٩ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح التاسع
وصل لكل الكور منشوران ملكيان:
- الأول من هامان بتاريخ 13/1 يطلب قتل اليهود وإبادتهم.
- الثانى من مردخاى بتاريخ 23/3 يخول لليهود السلطة بالدفاع عن أنفسهم ولقد تحدد فى المنشوران ميعاداً لهذه المعركة بتاريخ 13/12 فإستعد الطرفان للمعركة.
الآيات 1-10:- وفي الشهر الثاني عشر اي شهر اذار في اليوم الثالث عشر منه حين قرب كلام الملك وامره من الاجراء في اليوم الذي انتظر فيه اعداء اليهود ان يتسلطوا عليهم فتحول ذلك حتى ان اليهود تسلطوا على مبغضيهم.اجتمع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك احشويروش ليمدوا ايديهم الى طالبي اذيتهم فلم يقف احد قدامهم لان رعبهم سقط على جميع الشعوب.و كل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود لان رعب مردخاي سقط عليهم.لان مردخاي كان عظيما في بيت الملك وسار خبره في كل البلدان لان الرجل مردخاي كان يتزايد عظمة.فضرب اليهود جميع اعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك وعملوا بمبغضيهم ما ارادوا.و قتل اليهود في شوشن القصر واهلكوا خمس مئة رجل.و فرشنداثا ودلفون واسفاثا.و فوراثا وادليا واريداثا.و فرمشتا واريساي واريداي ويزاثا.عشرة بني هامان بن همداثا عدو اليهود قتلوهم ولكنهم لم يمدوا ايديهم الى النهب.
لقد ساعد الرؤساء اليهود لأنهم فهموا ما حدث وكيف أن الملك يسهل الطريق لليهود فناصروا اليهود فهذه إرادة الملك والملكة. وبالرغم من المنشور الثانى نجد أن الأعداء بدأوا بمقاومة اليهود = الذى إنتظر فيه أعداء اليهود أن يتسلطوا عليهم. وفى آية (2) يقول طالبى أذيتهم. عدو الكنيسة دائماً لا يهدأ فهو يهيج على الكنيسة ولا يفهم الدرس أبداً فهو فيما يظن نفسه أنه قادر على الغلبة ينهزم تحت قدميها. فلقد صُلب هامان على الخشبة التى أعدها لمردخاى. ولكن محاولات العدو لا تهدأ ضد شعب الله وفى كل مرة ينهزم لكنه لا ييأس. وها هو يثير أعداء الشعب ضدهم مستغلاً القرار الملكى الأول لكن هذا يتحول لخزيهم. حقاً أبواب الجحيم لن تقوى عليها مت 18:16 + رؤ 9:3. ونجد اليهود قد إجتمعوا للدفاع عن أنفسهم (آية 2) غالباً كل مجموعة فى بلد ما فلو كانوا متفرقين لكان من السهل إبادتهم.
لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب = الكنيسة مرهبة كجيش بألوية نش 10:6 وما أقوى الكنيسة المتحدة بروح المحبة تجمع الجميع، هذه الروح روح التواضع والمحبة هى التى ترهب إبليس فحينما إجتمع اليهود للعمل بروح واحد كانوا مرعبين للعدو. خصوصاً أن من يسندهم هو مردخاى بمركزه الجديد السامى (والكنيسة يسندها عريسها المسيح الجالس عن يمين الآب) وكان يساندهم رجال الملك (الملائكة والقديسيين) لأنهم شعروا أن الملك يدعم القرار الثانى.
ملحوظة:-
يقول التقليد اليهودى أنه لم يقف أحد ضد شعب اليهود فى ذلك سوى العمالقة أقارب هامان الأجاجى الذين تقسى قلبهم كفرعون.
آية 13:- فقالت استير ان حسن عند الملك فليعط غدا ايضا لليهود الذين في شوشن ان يعملوا كما في هذا اليوم ويصلبوا بني هامان العشرة على الخشبة.
طلب إستير بإستمرار الحرب فى اليوم الثانى مع صلب بنى هامان ليس حباً فى الدماء بل لأن العدو كان مازال متربصاً بالشعب ويدبر خططه فهى أرادت أن تضع حداً للأمر فتنتهى المؤامرت تماماً ضد شعبها. وصلب بنى هامان ليكون ذلك عبرة لمن تسول له نفسه أن يدبر شراً على أى الأحوال ما فعلته إستير يشير إلى إلتزام المؤمن بضرب أعمال إبليس حتى النهاية، فلا يترك له بقية فى داخل القلب حتى لا يعود العدو ينهض ويحارب النفس من جديد.
كان قرار الحرب لليوم الثانى فى شوشن فقط أما فى باقى الكور فكان ليوم واحد فقط.
ونلاحظ أن اليهود لم يمدوا أيديهم إلى النهب فالهدف هو الدفاع عن النفس وليس السلب.
الآيات 17-32:- في اليوم الثالث عشر من شهر اذار واستراحوا في اليوم الرابع عشر منه وجعلوه يوم شرب وفرح.و اليهود الذين في شوشن اجتمعوا في الثالث عشر والرابع عشر منه واستراحوا في الخامس عشر وجعلوه يوم شرب وفرح.
لذلك يهود الاعراء الساكنون في مدن الاعراء جعلوا اليوم الرابع عشر من شهر اذار للفرح والشرب ويوما طيبا ولارسال انصبة من كل واحد الى صاحبه. وكتب مردخاي هذه الامور وارسل رسائل الى جميع اليهود الذين في كل بلدان الملك احشويروش القريبين والبعيدين.ليوجب عليهم ان يعيدوا في اليوم الرابع عشر من شهر اذار واليوم الخامس عشر منه في كل سنة.حسب الايام التي استراح فيها اليهود من اعدائهم والشهر الذي تحول عندهم من حزن الى فرح ومن نوح الى يوم طيب ليجعلوها ايام شرب وفرح وارسال انصبة من كل واحد الى صاحبه وعطايا للفقراء.فقبل اليهود ما ابتداوا يعملونه وما كتبه مردخاي اليهم.و لان هامان بن همداثا الاجاجي عدو اليهود جميعا تفكر على اليهود ليبيدهم والقى فورا اي قرعة لافنائهم وابادتهم.و عند دخولها الى امام الملك امر بكتابة ان يرد تدبيره الرديء الذي دبره ضد اليهود على راسه وان يصلبوه هو وبنيه على الخشبة.لذلك دعوا تلك الايام فوريم على اسم الفور لذلك من اجل جميع كلمات هذه الرسالة وما راوه من ذلك وما اصابهم.اوجب اليهود وقبلوا على انفسهم وعلى نسلهم وعلى جميع الذين يلتصقون بهم حتى لا يزول ان يعيدوا هذين اليومين حسب كتابتهما وحسب اوقاتهما كل سنة. وان يذكر هذان اليومان ويحفظا في دور فدور وعشيرة فعشيرة وبلاد فبلاد ومدينة فمدينة ويوما الفور هذان لا يزولان من وسط اليهود وذكرهما لا يفني من نسلهم وكتبت استير الملكة بنت ابيحائل ومردخاي اليهودي بكل سلطان بايجاب رسالة الفوريم هذه ثانية. وارسل الكتابات الى جميع اليهود الى كور مملكة احشويروش المئة والسبع والعشرين بكلام سلام وامانة.لايجاب يومي الفوريم هذين في اوقاتهما كما اوجب عليهم مردخاي اليهودي واستير الملكة وكما اوجبوا على انفسهم وعلى نسلهم امور الاصوام وصراخهم.و امر استير اوجب امور الفوريم هذه فكتبت في السفر
تأسيس عيد الفوريم
أرسل مردخاى إلى جميع اليهود فى كل البلدان التابعة لمملكة فارس لكى يعيدوا فى اليومين الرابع عشر والخامس عشر من شهر أذار كل عام تذكاراً لعمل الرب معهم، وأن يقدموا عطايا وهبات للفقراء، فكما إهتم الرب بهم عليهم أن يهتموا كل واحد بقريبه. وأرسل مردخاى وأستير ضرورة الإحتفال بالعيد كتسبحة شكر لله الذى تمجد بإنقاذ أولاده، وهذا العيد لتعليم الشعب ونسلهم أن الله يعتنى بأولاده فالعيد إكرام لله وتعليم للشعب.
وكلمة فوريم هى جمع فور أى قرعة. واليهود يصومون يوماً قبل العيد وفى ليلة العيد يقرأون سفر إستير. وعندما يقول القارىء إسم هامان يصرخ المصلين ” ليُمح إسمه “
ويكون العيد يوم إبتهاج وعطايا للفقراء.
تفسير أستير 8 |
تفسير سفر أستير |
تفسير أستير 10 |
تفسير العهد القديم |