تعليقات لامعة على سفر التكوين للقديس كيرلس عمود الدين

أولئك الذين اختاروا الحياة الفُضلى يعجبون بحياة القديسين ، إذ أن الكلام لا يكفي لوصف بهاء حياة القديسين . فالقديسون هم مثال جميل للذين يريدون أن يحيوا بالتقوى ؛ لأنهم كرزوا بكافة الطرق عن أسلوب الحياة الجميلة والفاضلة وهو الأسلوب المرضي عند الله . ولست أنا فقط ، بل الكتاب المقدس نفسه يحثنا على أن نتمثل بنهاية سيرة هؤلاء القديسين وبإيمانهم وأن نتبع آثار الفضيلة الموجودة فيهم . لأنه من العبث إنه بينما نجد علماء في علوم متنوعة قد تتلمذوا لأساتذة من الذين سبقوهم ، ويتفاخرون بأنهم يطبقون بدقة ما هو صحيح من جهة العلوم اعتماداً على هؤلاء الأساتذة ، فإننا نحن الذين نقصد أن نحيا في الفضيلة لا نثبت عيون أذهاننا على منهج حياة القديسين الأقدمين لكي نتعلم منهم الأمور التي بها يستطيع المرء أن يصير متمرسا ومختبرة أمام الله ، ويملأ ذهنه معرفة طريقة الحياة الفاضلة.