تفسير سفر أيوب ٣٥ للقمص تادرس يعقوب
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ
حديث أليهو الثالث
الصلاة غير المستجابة
هذا هو الحديث الثالث لأليهو، الأول وجهه إلى أيوب بصفة خاصة، والثاني إلى أصدقائه مع أيوب، وكان ينتظر أن يتكلم أيوب. وإذ لم يتكلم أيوب تحدث أليهو معالجًا الأمور التالية:
أولاً: ظن في أيوب أنه في وسط ضيقته تشكك في الانتفاع بالسلوك بالبرّ والامتناع عن الشر، كأن البرّ لا يفيد المرء، ولا الخطية تضره.
ثانيًا: أكد أن الله ليس في حاجة إلى صلاح الإنسان، كما لا يضره شيء من شرورنا.
ثالثًا: يسمح الله بعدم التدخل السريع وسط ضيقتنا، لأننا عوض الصراخ إليه يبتلعنا الضيق، ويحصر نفوسنا. وكأنه ينتظر تحويل بصيرتنا من الضيق إليه شخصيًا.
رابعًا: قد نصرخ إلى الله ولا يستجيب، لأننا حتى في صراخنا لا نحمل روح التواضع والخضوع، وإنما روح التذمر.
- أيوب يظن أنه أبرّ من الله 1-2.
- هل البٌر لا ينفع والشر لا يضر؟ 3-6.
- الله في غير حاجة إلى بٌرنا 7-9.
- لنصرخ إلى الله وسط الضيق 10-11.
- لنصرخ في تواضعٍ بلا تذمر 12-16.
- أيوب يظن أنه أبرّ من الله
وَقَالَ أَلِيهُو:
أَتَحْسِبُ هَذَا حَقًّا؟
قُلْتَ: أَنَا أَبَرُّ مِنَ اللهِ [1-2].
يوجه أليهو حديثه إلى أيوب متسائلاً: هل تظن أنه حق أن تقول بأنك أبرّ من الله؟ هذا تجديف! لم يقل أيوب هذا صراحة ولا ضمنًا. لكن ربما اشتمها أليهو من حديث أيوب عن إخلاصه واستقامة حياته، وأنه لم يرتكب جريمة ما تؤهله لهذه الكوارث (راجع أي 9: 17، 30-35؛ 10: 13-15؛ 16: 12-17؛ 34: 18-19). لقد فسر هذا كله بأن أيوب يظن بأنه أبرّ من خالقه.
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن أليهو لم يدرك ما في فكر أيوب أو ما وراء كلماته. فإن كان قد بدا كمن يبرر نفسه أمام الرب، فحسبه أليهو كمن يدعو نفسه أبرّ من الرب، لكن حقيقة الأمر أن أيوب لم يكن بعد يدرك أن تجاربه غايتها تزكيته أكثر فأكثر لنوال أمجادٍ أعظم، إنما هي عقاب عن الخطايا. فهو يتساءل: ما هي الخطايا التي ارتكبتها حتى تحل بي كل هذه التجارب التي لم تحل على غيري؟ إنه تساؤل أكثر منه تبرير لنفسه!
v “أتحسب هذا حقًا، قلت: أنا أبرّ من الله” [2]… يُلاحظ أن الطوباوي أيوب لم يقل إنه كان أبرّ من الله. لكنه يقول: “ليدع العدالة مقابلي، فتؤول محاكمتي إلى نصرة” (راجع 23: 7).
بفحص حياة أيوب ومعرفة أسباب ضربه، كثيرًا ما نلاحظ أنه اعتقد بأن جلداته كانت لإزالة خطاياه وليس لتزايد استحقاقاته. لهذا كان واثقًا أن محاكمته ستؤول إلى النصرة، إذ لم يجد في نفسه ما يستحق عليه ما حلٌ به من ضربات. بالحقيقة فإن الرب نفسه قال عنه للشيطان: “قد هيجتني عليه لأبتلعه بلا سبب” (أي 2: 3).
البابا غريغوريوس (الكبير)
ما فعله أيوب حتى قبل الناموس، فعله كثيرون حتى في عهد النعمة، إذ يتساءلون: “لماذا يسمح الله بالضيقات للقديسين؟” وقد تعرض كثير من آباء الكنيسة لمثل هذا السؤال، نذكر على سبيل المثال المناظرة السادسة من مناظرات القديس يوحنا كاسيان مع الآب ثيؤدور (تادرس)، وقد سبق لنا نشرها نقتطف منها التالي:
v تساءل البعض: لماذا يُذبح هؤلاء الرجال ذوو الاستحقاق العظيم والفضائل الجمَّة بواسطة هؤلاء اللصوص؟! لماذا يسمح الله أن تحدث جرائم لعبيده فيسقطون تحت أيدي الأشرار؟!
وإذ كنا في حزننا أتينا إلى القديس ثيؤدور الذي برز في (نعمة) التمييز. كان هذا الأب يقطن في منطقة القلالي Calle بين نتريا والإسقيط، تبعد خمسة أميال عن نتريا وثمانية عن برية الإسقيط التي كنّا مقيمين فيها. وإذ تقدمنا إليه ونحن في ضيق بسبب موتهم، مظهرين دهشتنا لطول أناة الله العظيمة حتى يسمح بقتل هؤلاء بهذه الكيفية، أولئك الذين كانوا قادرين على حفظ غيرهم من مثل هذه التجارب بسبب قداستهم، هم أنفسهم لم يقدروا أن يخلصوا من السقوط في أيدي الأشرار. لذلك سألناه: لماذا يسمح الله بحدوث مثل هذه الجرائم ضد خدامه؟![1305]
الأب ثيؤدور (تادرس)
في مقدمة مقاله: “لا يستطيع أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يؤذِ هذا الإنسان ذاته” كتب القديس يوحنا الذهبي الفم:
[كما يستحيل إحصاء عدد أمواج البحر، هكذا لن يمكن إحصاء ضحايا الساقطين تحت أعباء المكائد والإهانات والآلام ولا يمكن لا بتعديل القانون، ولا بالإرهاب عن طريق القضاء ولا بشيء من هذا القبيل، يقدر أن يوقف تيار هذا الوباء والاضطراب، إنما في كل يوم يتزايد الشر أكثر فأكثر. حتى أصبحت تنهدات المتألمين وندبهم ونحيبهم أمرًا جماعيًا مألوفًا…
وهناك من يتمسكون بنوع جديد من الحمق، اتهام عناية الرب عندما يرون الإنسان العفيف كثيرًا ما يكون مأسورًا تحت العنف ومضروبًا ومهانًا بشدة، بينما الإنسان الوقح القاسي الوضيع يصب مضايقات لا تحصى على من هم أكثر منه عفة، ويتجنى على من في المدينة أو في البلد أو في الصحراء والبحر والبر.
هذا المقال الذي أدلي به ضروري حتى يصحح ما يزعمونه… مثبتًا، إن أي إنسان أخطأ إنما يصيبه الضرر بيديه، ولم يبعثه على الخطأ إنسان أخر.]
- هل البٌر لا ينفع والشر لا يضر؟
لأَنَّكَ قُلْتَ: مَاذَا يُفِيدُكَ؟
بِمَاذَا أَنْتَفِعُ أَكْثَرَ مِنْ خَطِيَّتِي؟ [3]
يرى البعض أن أيوب يحدث نفسه متسائلاً: ماذا انتفعتِ (يا نفسي)؟ وماذا أنتفع أنا بعدم ممارستي للخطية؟
ويرى آخرون أن أيوب يقول لله: برّي لا ينفعك في شيءٍ، ولا ينفعني أنا.
لعله اقتبس هذا مما ورد في أيوب (9: 30-31؛ 10: 15). هذا ما عبرّ عنه المرتل أيضًا في المزمور (73: 13).
لم يقل أيوب هذا صراحة، وإنما ما قاله أيوب إنه كان يتوقع ألاَّ تحل به هذه الكوارث بسبب سلوكه المستقيم، لكن سلوكه هذا لم يعفه، وكأنه لم ينتفع من هذا السلوك (راجع أي 19: 28).
لقد أوضح القديس يوحنا الذهبي الفم أنه ليس ما يضر الإنسان سوى شره ولا ما ينفعه سوى استقامة حياته.
v ما هو إذن صلاح الإنسان؟ صلاح الإنسان لا يكمن في الغنى حتى نخاف الفقر، ولا في الصحة البدنية فنرهب المرض، ولا في نظرة الناس إليك حتى تحذر ما يقوله الناس عنك بشرٍ، ولا في الحياة هنا في ذاتها حتى ترتعب من الموت… إنما يكمن صلاحه في التمسك بالتعاليم الحقيقية، والاستقامة في الحياة، الأمر الذي لا يستطيع أحد، حتى الشيطان نفسه، أن يسلب الإنسان إياه طالما كان حريصًا عليه كما ينبغي.
وهذا الأمر يدركه تمامًا حتى أخبث الشياطين وأشدهم. لهذا جرد الشيطان أيوب من مادياته لا ليجعله فقيرًا، إنما ليلزمه أن ينطق بكلمة تجديف على الله. وعذب جسده لا ليذله بالمرض، بل ليحبط صلاح نفسه. لكنه عندما نفذ كل حيله، وجعل هذا الغني فقيرًا… وحرمه من أبنائه… ومزق جسده بوحشية لا يقدر الجلادون أن يفعلوها، لأن أدوات التعذيب لا تقدر أن تمزق كل جانب من جوانب الجسد كما يفعل الدود الذي كان في جسده، وأفسد الشيطان سمعته حتى أعلن أصدقاؤه الحاضرون معه أن هذا جزاء له عن خطاياه التي يستحقها، موجهين ضده اتهامات كثيرة، وطرده من مدينته وبيته لا إلى مدينة أخرى، بل صارت مزبلة مدينته بيته…
كل هذا لم يؤذِ أيوب بل بالعكس تمجد بالأكثر على حساب هذه المكائد التي صبها ضده.
لقد أخذ الشيطان منه كثيرًا لكنه لم يسلبه شيئًا من صلاحه. بل دفعه بالأكثر لتزداد قوة صلاحه. لأنه بعد ما حدثت له هذه الأمور تمتع بثقة أعظم بقدر ما حاربه خصم قوي.
والآن إن كان الذي كابد آلامًا مثل هذه، التي ليست من عمل إنسان، بل من عمل الشيطان الأكثر شرًا من كل البشرية، هذا لم يصبه أي ضرر، فهل تقول أنت بأن إنسانًا ما قد أضرك أو حطمك…
إن كان الشيطان، المملوء مكرًا عظيمًا هذا مقداره، بعدما صب كل ما في حقيبته، واستخدم كل أسلحته، وصب كل شروره ضد إنسان ذي مركز سامٍ عائليًا، وبار، ومع هذا لم يسبب له أذى، بل بالحري كما قلت إنه أفاده، فكيف تقدر أن تتهم إنسانًا أو آخر أنه يحمل في يديه ضررًا، لغيره، وليس لنفسه؟![1306]
القديس يوحنا الذهبي الفم
أَنَا أَرُدُّ عَلَيْكَ كَلاَمًا،
وَعَلَى أَصْحَابِكَ مَعَكَ [4].
سأظهر لك الشر الذي يسببه الطريق الخاطئ، أو تسببه الخطية، والبركات التي يسببها البرّ، فأورد ما لم يذكره أصدقاؤك في حوارهم معك.
اُنْظُرْ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَأَبْصِر،
وَلاَحِظِ الْغَمَامَ.
إِنَّهَا أَعْلَى مِنْكَ [5].
خلق الله السماوات لكي تتطلع إليها، فتشهد لك أن حكمة الله وسموه غير المحدود فوق إدراكك. تطلع إلى السحاب فتدرك كمالات الله.
هنا يبدأ أليهو أنه يجيب على أيوب مظهرًا إنه يستحيل عليه إدراك حكمة الله، فإن علو السماوات يشهد بذلك. كأنه يسأله: أتقدر أن تحلق في السماوات وتبلغ السحاب؟ فإن الله هو خالقها، أسمى وأعظم وأعلى من السماوات ومن السحاب.
هكذا أليهو مثل أليفاز يُظهر أن الله أسمى من الطبيعة التي تسمو على فكر الإنسان.
من لا يقدر أن ينظر بعينيه إلى السماء ويدرك أسرارها، كيف يمكنه أن يبلغ بفكره إلى عرش الله، ويدرك أسرار خطته؟
“فإن أكثر أعمال الرب في الخفاء أعمال العدل من يخبر بها، أو من يحتملها. إن العهد بعيد والفحص عن الجميع يكون عند الانقضاء” (سيراخ 16: 22)
“يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء؟!” (رو 11: 33)
“لأنه كما علت السماوات عن الأرض، هكذا علت طرقي عن طرقكم، وأفكاري عن أفكاركم” (إش 55: 9)
v يلزم تكريم أعمال خالقنا على الدوام دون فحصٍ، فإنها لن تكون ظالمة.
فإن من يبحث عن علة مشورته السرية لا يُحسب هذا إلا مقاومة من الإنسان ضد مشورته في كبرياءٍ.
فعندما لا يمكن للإنسان أن يكتشف دافع أعمال الله يلزمنا أن نصمت في تواضعٍ، خاضعين لأعماله، لأن الحواس الجسدية ليست على مستوى يمكنها أن تخترق أسرار جلاله…
يضيف فيما بعد بولس: “ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟” (رو 9: 20)
البابا غريغوريوس (الكبير)
يتحدث أليهو عن سمو الله الفائق. فإن سلوك الإنسان سواء كان صالحًا أو شريرًا لا يؤثر على الله [ع 6-8]. هذا وإن كان برّ الإنسان أو شره ليس لخدمة الله ولا يسئ إليه، غير أن لهما فاعليتهما على الحياة البشرية. لهذا فإنه ليس من ضرورة أن يتعامل مع البرّ كأنه خطية يلزم العقاب عنها.
إِنْ أَخْطَأْتَ، فَمَاذَا فَعَلْتَ بِهِ؟
وَإِنْ كَثَّرْتَ مَعَاصِيَكَ،
فَمَاذَا عَمِلْتَ لَهُ؟ [6]
لن يؤذيه شيء من ممارستك للخطية حتى إن ضاعفتها مرارًا (إر 7: 19؛ أم 8: 36).
v مثل هذه الكلمات يلزم ألا تقال للطوباوي أيوب الذي يعرف حقائق أعظم، لكن ما قيل هو حقيقي، وهو أن خطايانا لا تؤذي الله، ولا أعمالنا الصالحة تعينه في شيءٍ.
البابا غريغوريوس (الكبير)
- الله في غير حاجة إلى بٌرنا
إِنْ كُنْتَ بَارًّا فَمَاذَا أَعْطَيْتَهُ،
أَوْ مَاذَا يَأْخُذُهُ مِنْ يَدِكَ؟ [7]
لن ينتفع الله شيئًا من ممارستك البرَّ، ليس لديك شيء يحتاج إليه الله لتهبه إياه (مز 16: 2؛ أم 9: 12؛ لو 17: 10).
لِرَجُلٍ مِثْلِكَ شَرُّكَ،
وَلاِبْنِ آدَمٍ بِرُّكَ [8].
شرك يؤذيك أنت كإنسانٍ، ولا يؤذي الله، لأن شرّك يعزلك عن الله مصدر السعادة. فأنت كإنسانٍ تؤذي نفسك وقد تؤذي غيرك من البشر بشرِك، وتنتفع وتفيد إخوتك ببرّك بكونك ابنًا للبشر.
v شر الإنسان يضر ذاك الذي يفسده الشر بالضلال، مرة أخرى برّنا ينفع من يتحول عن شره.
v إذ يُحزن الأشرار الصالحين يحررونهم بالأكثر من شهوات هذا العالم. بينما يجمعون أعمالاً وحشية عليهم هنا، يدفعونهم للإسراع نحو السماء… هذا هو السبب لماذا يُسمح للأبرار أن يسيء إليهم الأشرار، حتى ينصتوا إلى البركات العتيدة فيشتهوها ويحتملوا الشرور الحاضرة المريعة، وبينما يدعوهم الحب إذ بالآلام تسحبهم إلى هروب سريع.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v ماذا إذن؟! ألاَ يصيب الأذى من يتعرض للافتراءات ويقاسي من نهب الأموال، فيحرم من خيراته ويطرد من ميراثه ويناضل في فقر فادح؟!
لا، بل ينتفع إن كان وقورًا،. لأنه هل أضرت هذه الأمور الرسل؟ ألم يجاهدوا دائمًا مع الجوع والعطش والعُري؟! وبسبب هذه الأمور صاروا مُمجدين ومشهورين وربحوا لأنفسهم معونة أكثر من الرب؟!
v إنني لم أقل إنه لا أحد يضر غيره، بل لا أحد يصيبه ضرر من غيره. وكيف لا أحد يصيبه ضرر من غيره مادام كثيرون يضرون غيرهم؟!…
إخوة يوسف مثلاً أضروا يوسف، لكن يوسف نفسه لم يصبه الضرر.
وقايين ألقى بشباكه لهابيل، ولكن هابيل لم يسقط فيها. وهذا هو السبب الذي لأجله وجدت التأديبات والعقوبات.
فالله لا يرفع العقوبة عن مدبر الضرر لمجرد صلاح محتمل الضرر، بل يؤكد عقوبته بسبب شر صانع الإثم. فإنه بالرغم من أن الذين يسقط عليهم الشر، يصيرون أكثر مجدًا على حساب المكائد المدبرة ضدهم، لكن هذا لم يكن في نية مدبري الشر، إنما بسبب شجاعة من هم ضحيتهم. لذلك فإن الأخيرين تعد لهم أكاليل الحكمة، أما الأولون فتعد لهم جزاءات شرورهم.
هل سُلبت أموالك؟ أذكر تلك الكلمات “عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك” (أي 1: 21). وأضف إليها كلمات الرسول: “لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء” (1 تى 6: 7).
هل أُسيء إلى سمعتك، وحملك البعض بشتائم لا حصر لها؟ اذكر العبارة القائلة: “ويل لكم إذ قال فيكم جميع الناس حسنًا” (لو 6: 26). وأيضًا إن: “قالوا عليكم كلمة شريرة… افرحوا وتهللوا” (مت 5: 11).
هل أُخذت إلى المنفي؟ أذكر أنه ليس لك هنا موضع بل إن كنت حكيمًا يلزمك أن تنظر إلى العالم كله كأرض غربة.
هل أُصبت بمرض خطير؟ أقتبس ما يقوله الرسول: “إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا” (2 كو 4: 16).
هل يعانى إنسان من موتٍ عنيفٍ؟ ليذكر يوحنا الذي قطعت رأسه في السجن وأخذت في طبق وقدمت مكافأة عن رقص زانية.
تأمل المكافأة التي تنالها على حساب هذه الأشياء، فإن كل هذه الآلام عندما تسقط ظلمًا من إنسان على آخر تنزع خطايانا وشرنا (إذ نتقبل الظلم بلا تذمر مؤمنين بالله مترجين الحياة الأخرى، فتعمل هذه الأمور على تزكيتنا). إذن عظيم هو نفع هذه الأتعاب بالنسبة للذين يحتملونها بشجاعة![1307]
القديس يوحنا الذهبي الفم
مِنْ كَثْرَةِ الْمَظَالِمِ يَصْرُخُونَ.
يَسْتَغِيثُونَ مِنْ ذِرَاعِ الأَعِزَّاءِ [9].
إن كان الشر لا يؤذي الله في شيء، إلاَّ أنه يؤذي بني البشر، إذ يصرخ المظلومون وسط الجموع وذلك من عنف المقتدرين، أصحاب السلطة (الأعزاء). يضغط الأغنياء الأشرار بأيديهم العنيفة على المساكين البائسين، يصرخون عاليًا من مضطهدين وليس من يُهدئ من نفوسهم، لأنهم لا يلجأون إلى الله.
يصعب الربط بين هذه العبارة والحديث السابق. لكن يبدو أن أليهو يستعرض قضية عامة في المجتمع، أشار إليها أيوب نفسه (أي 24: 12)، حيث يرى أن الله لا يتدخل سريعًا لينقذ المساكين من أيدي الأشرار القساة. كثيرون يسحقهم الطغاة، والله لا يتدخل. لقد حسب أيوب أن هذه القضية العامة تمسه شخصيًا حيث كاد أصدقاؤه أن يسحقوه تحت أقدامهم. وحسب أليهو هذا الفكر إهانة موجهة ضد الله القدير ورعايته وحبه. وجد نفسه ملزمًا أن يقدم شرحًا لهذه الظاهرة.
يجيب أليهو على التساؤل: لماذا لا يستجيب الله لصرخات الأبرار المتألمين، ليعينهم ضد الظالمين؟ يعلن أليهو أن عدم استجابة الله للصلاة سرّها أن الذي يصلي لا يبالي بالتمتع بالله، كل ما يشغله هو الانتفاع من الله. إنها ليست صلاة حقيقية غايتها التمتع بنور الحضرة الإلهية، إنما هي صرخة طبيعية تصدر عن الألم، كما يصرخ الطائر والحيوان [١٠-١١]. صلواتنا للخلاص من الأشرار صلوات فارغة [١٢-١٣].
حينما يصرخ الإنسان في ضيقته يظن كأن الله لا يسمع، لكنه يسمع، وقد لا يستجيب بسبب كبرياء الصارخ، أو كذبه.
v بحق يمكننا أن ندعو الأشرار “ظالمين“، ليس فقط الذين يفسدون خيراتنا الخارجية، بل والذين يسعون بعاداتهم الشريرة ومثال حياتهم الفاسدة أن يبددوا كنوزنا الداخلية. فإنهم لا يهاجمون الأمور المحيطة بنا، لكنهم يطلبون أن يفترسونا من الداخل.
من يهاجم فضائلنا بسلوكه الشرير هو ظالم خطير أكثر من الذي يسيء إلى خيراتنا بالظلم العنيف ضدنا. فإنه وإن كان لا يأخذ شيئًا من مواردنا، لكنه يصنع أمامنا أمثلة للدمار.
إنه يمارس ظلمًا أثقل حيث يثير قلوبنا الهادئة بالتجربة. حتى وإن كان لا يُلزمنا بمحاربة سلوكه الشرير، إلا أنه يضغط علينا بإثارة التجربة، فنعاني من ظلمٍ شديدٍ من حياته، حيث نعاني في الداخل بأمورٍ نتغلب عليها بصعوبة.
ولما كانت حياة الشرير المرتبطة بالعالم تؤذينا، حسنًا قيل: “بكثرة الظالمين يصرخون” [9]… “يولولون من قدرة ذراع الطغاة” [9]… فإن من يرغب في أن يرهبنا لكي يدفعنا إلى الخطية، يهيج علينا بذراع طاغية. الحث على الرذيلة خلال سلوك (إنسانٍ شريرٍ) شيء، والإلزام بها بالرعب شيء آخر.
البابا غريغوريوس (الكبير)
- لنصرخ إلى الله وسط الضيق
وَلَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ اللهُ صَانِعِي،
مُؤْتِي الأَغَانِيِّ فِي اللَّيْلِ؟ [10]
سرّ هذه المشكلة: أي عدم تدخل الله لإنقاذ المساكين من أيدي الظالمين هو أنهم لا يلجأون إلى الله، بل يلجأون إلى الشكوى والتذمر على الله، والاتكال على الأذرع البشرية. يقول أليهو إن هؤلاء الذين صاروا تحت أقدام القساة في نكبات مرة لا يصرخ أحد منهم قائلاً: أين هو إلهي الذي خلقتي ليحول ليلة النكبات إلى حفل بهيج وأغنية تملأ قلبي بالبهجة.
الله مستعد للتدخل لكنه لا يُقحم نفسه؛ بل يترقب دعوته من المساكين ليهبهم تعزياته الإلهية ويحطم الشباك المنصوبة للمساكين (راجع أع 16: 25؛ مز 126: 1-2).
يشير الليل في الكتاب المقدس أحيانًا للخطية، وأحيانًا للضيقات والنكبات التي تحول حياة الإنسان كما إلى ليلٍ مُظلمٍ مخيفٍ.
جاءت الترجمة السبعينية: “الذي يقيم حراس الليل”، أي يرسل ملائكته وسط ليل النكبات لإنقاذ الذين يلجأون إليه.
من يلجأ إلى الله في أفراحه وفي ضيقاته يتمتع بالسلام السماوي في النهار كما بالليل، وتتحول حياته إلى سيمفونية مفرحة، وتسبحة لا تنقطع.
الَّذِي يُعَلِّمُنَا أَكْثَرَ مِنْ وُحُوشِ الأَرْضِ،
وَيَجْعَلُنَا أَحْكَمَ مِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ [11].
يحزن أليهو على ما بلغ إليه الإنسان العاقل بتجاهله خالقه واهب الفهم والحكمة، القادر أن يخلص إلى التمام. ففي غباوة يرفض تعليم الله وإرشاده وقيادته، فصار أقل من وحوش الأرض وطيور السماء.
يقول الرب على لسان إشعياء: “الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرفني، شعبي لا يفهم” (إش 1: 3). وحوش الأرض والطيور وأحيانًا السمك تعرف وتقدم تشكرات لليد التي تمتد لتطعمها، أما الإنسان العاقل الذي ينال الكثير من خالقه لا يبالي به، ولا يتطلع إلى يديه المترفقتين به.
يدعونا الكتاب المقدس أن نتعلم حتى من النملة التي تسلك أحيانًا بحكمة أكثر من الإنسان صاحب العقل والقدرات الفائقة.
ضربات عدو الخير خطيرة، فهو يود أن يسحبنا إلى الملذات الزمنية ويستعبدنا للشهوات خلال الحياة الجسدانية، فإن لم نتجاوب معه ونطلب المعرفة الصادقة يضرب قلوبنا بالكبرياء، فيفسد فهمنا وحكمتنا. لذلك يؤكد المرتل الحاجة إلى الفهم والحكمة مع التواضع. “إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تُباد” (مز 49: 20). ومن جانبٍ آخر يقول الرسول بولس: “لأنهم لما عرفوا الله لم يجدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي”… لذلك أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم” (رو 1: 21، 24).
v وحوش الأرض هم أولئك الذين يطلبون السفليات خلال الحياة الجسدانية، وأما طيور السماء فهم الذين يطلبون العلويات في غيرة حب الاستطلاع المتعجرف.
البابا غريغوريوس (الكبير)
- لنصرخ في تواضعٍ بلا تذمرٍ
ثَمَّ يَصْرُخُونَ مِنْ كِبْرِيَاءِ الأَشْرَارِ
وَلاَ يَسْتَجِيبُ [12].
للأسف يصرخ هؤلاء المساكين المصابون بالنكبات، ولا يُستجاب لهم؛ لأنهم لا يصرخون إلى الله بروح التواضع، بل في شكوى وبتذمر في كبرياءٍ شريرٍ.
هنا يقدم لنا سببًا آخر لعدم تدخل الله: الأول كما رأينا أنهم لا يصرخون إليه، والثاني أنهم يصرخون ولكن بروح التذمر، فلا ينالون شيئًا لا يسمع لهم الله حتى يحل التواضع في قلوبهم عوض الكبرياء، مقدمين صلوات الندامة والتوبة (مز 10: 4؛ إر 13: 17).
v غالبًا ما يحدث أنه إذ يُستغرقوا في تجربة يتوقعون أن السماء تهبهم تعزية حتى أثناء حياتهم. إذ يشتهون الخلاص، لا لأجل أنفسهم، وإنما من أجل المضادين لهم. يريدون من الله القدير أن يخلصهم من المخاطر المحيطة بهم بعمل معجزة لكي يعلن الله قدرته حتى للظالمين. إنهم يشتهون أن يخلص الله مقاوميهم أبديًا بذات الوسيلة التي تخلص بها شبه في هذا العالم. وكما يقول النبي أيضًا على لسان الشهداء: “من أجل أعدائي خلصني” (مز 69: 18). وكأنه يقول: “من أجل نفسي لا أطلب الخلاص من التجربة الزمنية، إنما أطلب الخلاص لأجل مقاومي”.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v للصلاة شروط لكي تُستجاب، منها:
أن يكون طلبنا وفقا لإرادة الله ( مت 26: 39)، مع الثبات واللجاجة (لو 11: 8)، وأن ندرك إرادة الله أن نصلح سيرتنا قبل الاستجابة (إش 1: 15).
ومنها الشعور بعدم استحقاقنا لما نطلب (1 أي 17: 4)، أو عدم استحقاق من نطلب لأجله (إر 14: 11).
ومنها أن عدم الاستجابة أفضل من الاستجابة (2 كو 12:7)… أما إذا تحققت كل الشروط فلا شك أن الله يستجيب صلاتنا[1308].
القدِّيس باسيليوس الكبير
وَلَكِنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ كَذِبًا،
وَالْقَدِيرُ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ [13].
حتمًا الله لا يسمع للصرخات أو الطلبات الباطلة أو الكاذبة وللقلوب الجاحدة غير الشاكرة. فحيث لا يوجد إخلاص أو إيمان أو شكر لا ترتفع الطلبة إلى الله. يقول النبي: “عيناك أطهر من أن تنظرا الشر، ولا تستطيع النظر إلى الجور” (حب 1: 13).
فَإِذَا قُلْتَ إِنَّكَ لَسْتَ تَرَاهُ،
فَالدَّعْوَى قُدَّامَهُ،
فَاصْبِرْ لَهُ [14].
يطالب أليهو أيوب أن يثق في الله. هنا يبدو أنه يشير إلى ملاحظة قدمها أيوب (أي 23: 8)، حيث قال إنه لم يقدر أن يقترب إلى الله، ولا أن يقدم قضيته إليه. ذهب شرقًا، وغربًا، وشمالاً، وجنوبًا، ولم يستطع أن يراه، ولا وجد فرصة لعرض قضيته أمامه. هنا يوضح أليهو أن بالحقيقة الله غير منظور، لكن هذا لا يعني أنه لا يبالي بشئون البشر، أو أنه لا يستحق أن نثق فيه ونحبه. فالله يهتم بالبشرية ويقضي بالعدل والبرّ، وكل الأمور مكشوفة أمامه. يليق بنا أن ننتظر في صبرٍ، فهو يقضي حتمًا في الوقت المناسب.
v “لأن الرب لا يرغب أن يتطلع على الأخطاء، إذ هو القدير، يلاحظ كل الذين يمارسون أعمالاً ضد الناموس ويخلصني. إنك تترافع أمامه إن استطعت أن تسبحه، الأمر الممكن حتى الآن (راجع أي 35: 13 -14). فإن الرب ليس فقط لا يريد أن يفحص الأخطاء، وإنما لا يرغب حتى في التطلع إليها، كما يقول نبي آخر: “أنت يا من لك عينان أطهر من أن تنظرا إلى الشر، ولا تقدران أن تطلعا على الخطأ”… ها أنتم ترون أية عناية إلهية هذه! أية حماية! أي حنو هذا! فإنه لا ينتقم ولا يشمئز من الأعمال![1309]
القديس يوحنا الذهبي الفم
وَأَمَّا الآنَ فَلأَنَّ غَضَبَهُ لاَ يُطَالِبُ،
وَلاَ يُبَالِي بِكَثْرَةِ الزَّلاَّتِ [15].
يرى البعض أن المعنى هنا، أن ما يحل بالشخص من نكبات تبدو كأنها لا شيء بجانب ما يستحقه الإنسان من عقوبة. فإن كان الله يفتقد الإنسان بالغضب خلال التأديبات التي يسمح بها، فإنها تأديبات خفيفة جدًا وهينة إن قورنت بالمعاصي التي نرتكبها.
“ولا يبالي (يعرف) بكثرة الزلات”، هنا الحديث عن الله الذي لا يجازي هنا عن كل ما نفعله من زلات، وكأنه يغض النظر عنها أو لا يعرفها، حتى لا تثقل يد التأديب علينا. في تأديبه لنا يحنو ويترفق حتى وإن حسبنا هذا التأديب قاسيًا للغاية.
v الله الذي يدين إلى الأبد يطيل أناته إلى وقت طويل. إن كان يطيل أناته في جلب غضبه، فلأنه يحفظه ليسكبه فيما بعد بلا نهاية. الألم هنا هو نصيب المختارين ليهيئهم لنوال المكافأة السماوية. إنه نصيبنا أن نتقبل جلدات هنا إذ يحفظ الفرح الأبدي لنا.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v لتفرح وأنت تحت الجلدات، فإن الميراث محفوظ لك، لأنه لا يطرد شعبه. هو يؤدب إلى حين، ولا يدين إلى الأبد[1310].
القديس أغسطينوس
v إني أختار أن يفتقد الرب خطاياي ويُصلح معاصيَّ هنا في هذا العالم، حتى يقول لي إبراهيم هناك ما قاله عن لعازر المسكين في حديثه مع الغني: “يا ابني أذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا، والآن هو يتعزى وأنت تتعذب” (لو 16: 25). لهذا السبب عندما يوبخنا الرب ويؤدبنا، يلزمنا ألاَّ نكون جاحدين. إذًا لندرك أن توبيخنا في الوقت الحاضر لكي ننال تعزية في المستقبل. وكما يقول الرسول: “إذ قد حُكم علينا نؤدب من الرب لكي لا نُدان مع هذا العالم” (1 كو 11: 32). لهذا السبب قبِل أيوب أيضًا بإرادته كل آلامه قائلاً: “أالخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟” (أي 2: 10)[1311].
العلامة أوريجينوس
فَغَرَ أَيُّوبُ فَاهُ بِالْبَاطِلِ،
وَكَبَّرَ الْكَلاَمَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ [16].
خرج أليهو بهذه النتيجة أن أيوب فتح فاه وصرخ، لكن بتذمره حُسبت كلماته وصرخاته باطلة وبلا فهم. شكوى أيوب – في عيني أليهو – لغو لا قيمة لها، وبلا معرفة أو فهم، لأنها حملت اتهامات ضد تدبير الله.
من وحي أيوب 35
لماذا ثقلت يدك علىٌ؟!
v في ضعفي البشري كثيرًا ما أتساءل:
لماذا ثقلت يدك عليّ؟
لماذا تسمح بالضيق لمؤمنيك؟
لماذا تسمح للأشرار أن ينتصروا ويتهللوا؟
v أجبتني يا كلي الحب بلغة العمل لا الحوار،
باسمي ولحسابي دخلت بستان جثسيماني.
وأنتٍ ضابط الكل بدأت تدهش وتكتئب.
عوضًا عني قلت: نفسي حزينة جدًا حتى الموت.
خررت على الأرض، يا من تسجد لك كل القوات السمائية.
قلت لله أبيك: يا أباً الآب، كل شيءٍ مُستطاع لك،
فأجز عني هذه الكأس.
ولكن، ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت (مر 14: 36).
v ثبتني فيك فأنطق بما نطقت، وأطلب ما طلبت،
وأحمل فكرك في داخلي!
فأقبل معك الضيق حتى عار الصليب!
أرافقك طريق الجلجثة، فتستريح نفسي.
v ماذا تطلب مني وسط أتون الضيق؟
تطلب أن ترى وجهي وتسمع صوتي.
أعترف لك: لقد حوٌَلت وجهي إلى العالم.
ليرده روحك القدوس، فيتطلع إليك.
حوّلت حواري إلى الناس،
ظننت أنهم قادرون على خلاصي،
لكن تخرج روحهم، فيعودون إلى ترابهم.
لأصرخ إليك، فأنت برجي الحصين.
تحوط بي الضيقة، لكنها لا تتسلل إلى نفسي!
من الخارج مرارة وكآبة، لكن في الداخل تهليل بك، يا أيها السماوي!
v في تواضعٍ صرخت، يا أيها الابن الوحيد،
مع أنك واحد مع أبيك في ذات الجوهر،
وإرادتك هي ذات إرادته،
سلمت له إرادتك لتعمل إرادته فيك.
هب لي روح التواضع، فيصرخ قلبي إليك:
لتكن إرادتك، كما في السماء كذلك على الأرض!
v مرحبًا بالضيق مادام بسماحٍ منك.
أختبر شركة الآلام والصلب معك.
أتذوق تحويل وجهي إليك،
أراك فأتهلل، ولا تقدر قوة أن تفصلني عنك!
أصرخ إليك من أعماقي،
طالبًا أن تعمل إرادتك فيّ!
لك المجد يا أيها العجيب في صلاحه،
وكلي الحكمة في خططك من نحوي!
تفسير أيوب 34 | تفسير سفر أيوب | تفسير العهد القديم |
تفسير أيوب 36 |
القمص تادرس يعقوب ملطي | |||
تفاسير سفر أيوب | تفاسير العهد القديم |