تفسير سفر يشوع ١٣ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث عشر

آية (1): “وشاخ يشوع تقدم في الأيام فقال له الرب أنا قد شخت تقدمت في الأيام وقد بقيت أرض كثيرة جداً للامتلاك.”

وشاخ يشوع= غالباً كان يشوع في سن 100سنة حين بدأت حرب كنعان. وقد استمرت الحروب 7سنين نحسبها هكذا: كان عمر كالب حين أرسله موسى للتجسس 40سنة ولما قسم يشوع الأرض كان عمره 85سنة (يش7:14،10) فيكون بين الحادثتين 45 سنة منها 38 سنة توهان في البرية فتكون مدة الحروب 7سنين وقد مات يشوع في سن 110سنة (29:24) فيكون التقسيم قد استغرق مدة سنتين. ومع أن الأرض كانت لم تقع كلها في يد الشعب لكن الله طلب التقسيم الآن كأن النصر النهائي بات أمراً مؤكداً. ويمكن أن نفهم الإشارة إلى شيخوخة يشوع.

بأن الله لا يريد أن لا يريد أن يتحمل يشوع فوق طاقته وعليه أن يستريح ولا يدخل في حروب أخرى فهناك شعبه الذي خدمه كل هذا العمر وعليه أن يكمل ويذهب يشوع لستريح بعد أن أتم رسالته ولكن كان عليه أن يقسم الأرض بحكمته وبشخصيته التي يحترمها الجميع حتى لا تثور الصراعات بعده، والله حدد ليشوع الحدود المسموح بها للشعب أن يمتلكها:-

  1. حتى يجاهد الشعب ويمتلكها ولا يتكاسلوا.
  2. حتى لا يخاف الشعب من أصحاب الأرض فيقيموا معهم معاهدات وينجذبوا لآلهتهم فالمعاهدات كان تشتمل على تقديم الاحترام والتقدمات لآلهة الشعوب المتعاهدة معاً، ولماذا يخافوا منهم والله أعطاهم أرضهم.

كما يمكن أن نفهم أن الإشارة لشيخوخة يشوع ويشوع يشير للمسيح بأنها إشارة لكمال الحكمة “فالله يسمى قديم الأيام” (دا 9:7) ولاحظ شعر رأسه كالصوف النقي وراجع (رؤ14:1) فتكون أوصاف دانيال هي للمسيح وبهذا نفهم الإشارة إلى أن يشوع يقسم الأرض بعد أن شاخ وكذلك أن هناك أرض على الأسباط أن يجاهدوا ليمتلكوها أن في هذا إشارة إلى المسيح الذي وهو حكمة الله وقوة الله (1كو24:1) بعد أن جلس عن يمين الآب هو يعطينا ميراثنا السماوي (يقسم الأرض) ولكن علينا أن نكمل جهادنا (الأسباط يستكملوا الاستيلاء على الأرض). فنحن في حالة حرب مستمرة في هذا العالم ولن تنتهي وعلينا أن نجاهد لنخلص نفوسنا. والمسيح يعمل فينا لنغلب أو ليغلب هو بنا. وكم كانت فرحة يشوع وهو يرى شعبه يفرح ويقتسم الأرض التي أتى بها لهم بعمل يديه فكأن التقسيم هو مكافأة ليشوع ولكن مرة أخرى نجد أن هذا هو ما قيل عن المسيح (أش11:53) “من تعب نفسه يرى ويشبع”. ولاحظ أن في (23:11) يقول “استراحت الأرض من الحرب” ويقول هنا بقيت أرض كثيرة جداً للإمتلاك. وهذا ما حدث بالمسيح الذي أعطانا راحة وسلاماً “سلامي أترك لكم” وهذا السلام كان بين الإنسان والله وبين الإنسان والإنسان وبين الإنسان ونفسه. وكان هذا بكفارته التي غفرت خطايانا. وأما الأرض الكثيرة جداً للإمتلاك فهذا يشير للملحدون الذين لم يملك الرب على حياتهم حتى الآن.

 

الآيات (2-5): “ هذه هي الارض الباقية كل دائرة الفلسطينيين و كل الجشوريين. من الشيحور الذي هو أمام مصر إلى تخم عقرون شمالاً تحسب للكنعانيين أقطاب الفلسطينيين الخمسة الغزي والاشدودي والاشقلوني والجتي والعقروني والعويين. من التيمن كل ارض الكنعانيين و مغارة التي للصيدونيين الى افيق الى تخم الاموريين. و ارض الجبليين و كل لبنان نحو شروق الشمس من بعل جاد تحت جبل حرمون الى مدخل حماة.”

الشيحور= كلمة شيحور معناها مكدر أو أسود وهو إشارة لنهر النيل بسبب وجود الطمي فيه والمقصود هنا بالشيحور وادي العريش الذي يفصل كنعان عن مصر لأنه كان هناك مجرى ماء موسمي مجاور للبحر المتوسط.

 

آية (6): “جميع سكان الجبل من لبنان إلى مسرفوت مايم جميع الصيدونيين أن اطردهم من أمام بني إسرائيل إنما اقسمها بالقرعة لإسرائيل ملكا كما أمرتك.”

بالقرعة= استخدمت القرعة في الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد. ولم تكن تمارس كحظ يصيب الإنسان كيفما كان، وإنما تمارس بعد صلوات مرفوعة لله لكي تتوقف الإرادة البشرية وتنتظر الإرادة الإلهية. ولكن بعد حلول الروح القدس لم نسمع عن قرعة كما حدث مع اختيار الشمامسة. ولعل الله قد سمح بالقرعة حتى لا تتدخل العوامل الشخصية في التوزيع، ولكي لا يشعر أحد الأسباط أن ما ناله هو بفضل إنسان إنما هو هبة من الله نفسه، عطية مجانية فلا يمكن لأحد صغيراً كان أم كبيراً أن يذل سبطاً بأنه قد وهبه شيئاً من عندياته.

 

الآيات (7،8): “والآن اقسم هذه الأرض ملكا للتسعة الأسباط ونصف سبط منسى. معهم اخذ الراوبينيون والجاديون ملكهم الذي أعطاهم موسى في عبر الأردن نحو الشروق كما أعطاهم موسى عبد الرب.”

مع أن موسى قسم للسبطين ونصف (رمز العهد القديم) أرضهم شرق الأردن نجد هنا إشارة ثانية لتقسيمها. فرجال العهد القديم لا يرثون إلا بالمسيح (عب39:11-40).

 

الآيات (9-24): “من عروعير التي على حافة وادي ارنون و المدينة التي في وسط الوادي و كل سهل ميدبا الى ديبون. و جميع مدن سيحون ملك الاموريين الذي ملك في حشبون الى تخم بني عمون. و جلعاد و تخوم الجشوريين و المعكيين و كل جبل حرمون و كل باشان الى سلخة. كل مملكة عوج في باشان الذي ملك في عشتاروث و في اذرعي هو بقي من بقية الرفائيين و ضربهم موسى و طردهم. و لم يطرد بنو اسرائيل الجشوريين و المعكيين فسكن الجشوري و المعكي في وسط اسرائيل الى هذا اليوم. لكن لسبط لاوي لم يعط نصيبا و قائد الرب اله اسرائيل هي نصيبه كما كلمه. و اعطى موسى سبط بني راوبين حسب عشائرهم. فكان تخمهم من عروعير التي على حافة وادي ارنون و المدينة التي في وسط الوادي و كل السهل عند ميدبا. حشبون و جميع مدنها التي في السهل و ديبون و باموت بعل و بيت بعل معون. و يهصة و قديموت و ميفعة. و قريتايم و سبمة و صارث الشحر في جبل الوادي. و بيت فغور و سفوح الفسجة و بيت يشيموت. و كل مدن السهل و كل مملكة سيحون ملك الاموريين الذي ملك في حشبون الذي ضربه موسى مع رؤساء مديان اوي و راقم و صور و حور و رابع امراء سيحون ساكني الارض. و بلعام بن بعور العراف قتله بنو اسرائيل بالسيف مع قتلاهم. و كان تخم بني راوبين الاردن و تخومه هذا نصيب بني راوبين حسب عشائرهم المدن و ضياعها. و اعطى موسى لسبط جاد بني جاد حسب عشائرهم.”

 

آية (25): “فكان تخمهم يعزير وكل مدن جلعاد ونصف أرض بني عمون إلى عروعير التي هي أمام ربة.”

نصف أرض بني عمون= الله لم يأذن للشعب أن يأخذ من أرض بني عمون (تث19:2) ولكن معنى الآية “القسم الذي أخذه الأموريون من العمونيون ثم أخذه اليهود من الأموريين. (راجع قض 12:11-24).

 

الآيات (26-33): “و من حشبون الى رامة المصفاة و بطونيم و من محنايم الى تخم دبير. و في الوادي بيت هارام و بيت نمرة و سكوت و صافون بقية مملكة سيحون ملك حشبون الاردن و تخومه الى طرف بحر كنروت في عبر الاردن نحو الشروق. هذا نصيب بني جاد حسب عشائرهم المدن و ضياعها. و اعطى موسى لنصف سبط منسى و كان لنصف سبط بني منسى حسب عشائرهم. و كان تخمهم من محنايم كل باشان كل مملكة عوج ملك باشان و كل حووث يائير التي في باشان ستين مدينة. و نصف جلعاد و عشتاروث و اذرعي مدن مملكة عوج في باشان لبني ماكير بن منسى لنصف بني ماكير حسب عشائرهم. فهذه هي التي قسمها موسى في عربات مواب في عبر اردن اريحا نحو الشروق. و اما سبط لاوي فلم يعطه موسى نصيبا الرب اله اسرائيل هو نصيبهم كما كلمهم.”

فاصل

سفر يشوع – أصحاح 13 

تفاسير أخرى لسفر يشوع أصحاح 13 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى