تفسير سفر أيوب أصحاح 39 للقديس يوحنا ذهبي الفم

الإصحاح التاسع والثلاثون
تابع تدخل الله (بالحديث)
عجائب ولادة الأيائل

11- قال الرب: “هل حميت الأيائل وقت الولادة؟ (39: 1)

إن الرب محق فى القول: “هل حميت..؟” إذ أن الهرب والهلع والقلق أمور طبيعية عند هذا الحيوان الذى لا يكف عن القفز والركض، فكيف لا يحدث له إجهاض، وكيف تلد في موعدها ؟

2- “هل حسبت الشهور الكاملة لمدة حملها؟ وهل خلصتها من مخاضها؟ هل ربيت صغارها في جو آمن؟” (39: 2-3).

إن هذا الحيوان جبان، فكيف يمكن لصغاره أن تكون بمعزل عن الخوف، وهي التي لا تستطيع (إلا) أن تعتمد على سرعة الجرى؟ من يسهر عليها؟ ها أنت ترى أن الطبيعة لا تتخلى عنهم، ولا الأسد يستطيع أن يتغلب عليهم بقوته فلا الأيل متروك (من الله)، ولكنه مع ذلك حيوان جبان (بطبيعته).

الحمار الوحشي والحصان

3- ثم أضاف الرب قوله ” من سرّح الحمار الوحشى حراً؟” (39: 5).

من فعل هذا ؟ من أقام قوانين الطبيعة ؟ إنها قوانين ثابتة ولا تتغير. إن هذا الحيوان قوى ولا يُروض ، وحتى لو ضاعفت جهودك فلن تستطيع أن تمسكه في يدك. «التدابير التي يتخذها الله من (يمكنه أن) يلغيها؟» (إش 14: 27).

ها أنت ترى أنه بناء على العناية الإلهية ولأن الله يريد هذا، تخضع الحيوانات لنا وتطيعنا، لكن لو لم يشأ لها الله أن تطيعنا، فعبثاً نحاول حتى لو استخدمنا ألف وسيلة، فإن الجهد سيضيع هباء.

لكن لماذا حتى لو رغبنا في استخدامها، تكون كل محاولاتنا عبثاً؟ لكي عندما نرى حيواناً أليفاً تبدى إعجابنا بالخضوع الذي يقيم فيه. إن الله ترك أشياء كثيرة بعيدة عن متناول أيدينا لكي أمام تلك التي تخضع لك لا تنبهر بحكمتك الشخصية ولا تنسب طاعة هذا الحيوان لك إلى مهارتك الشخصية.

ثم وجه الرب حديثه للكلام عن الحيوانات الأكثر نفعاً لنا ذاكراً خضوع الخيول، وهو يتكلم مطولاً عن هذا الحيوان وعن زهوه وحماسه وكفاءته في القتال وقدرته على تخليص الإنسان من الخطر.

ها أنت ترى أن كلاهما يختال زهواً، الحمار الوحشى كما الفرس، ولكن الثاني فقط هو الذي يخضع لنا وليس الآخر.

4- ثم تكلم عن حاسة النظام (الانضباط) عند الخيول، إذ بمجرد أن تسمع صوت الأبواق تعرف علامة القتال “عند نفخ البوق يقول هه، ومن بعيد يستروح (يشم) القتال“ (39: 25)

5- بعد ذلك يتحدث عن الصقر والنسر والعقاب فيقول: “هل بفضل حكمتك يقف الصقر (في الهواء) بلا حركة باسطا جناحية ونظره مُصوّب نجو الجنوب؟ هل بأمرك يحلق العقاب في الأعالي والنسر يبقى رابضاً في عشه على سن الصخرة وفي موضع خفى؟ ومن هناك يطلب طعامة جائلاً ببصره في الآفاق البعيدة، وصغاره تحسو الدم، وحيثما توجد جثث ففى الحال توجد هي هناك (39: 26- 30).

يقول الله (سائلاً أيوب) كيف يبقى الصقر معلقاً فى الهواء؟ كيف كان يقدم له طعامه؟

ها أنت ترى كل ما قاله من خلال عدد قليل من الأمثلة لماذا لم يذكر البقر أو الخرفان أو أى حيوان شبيه بهم، بل ذكر (فقط) الحيوانات التي لا يمكنها أن تخدمنا والتي يبدو أن لا معنى لوجودها؟

هذا لكي يُظهر أنه إن كان يُظهر هذا القدر من الحكمة والعناية بها وهي التي يبدو أن لا نفع لها، إذ أنت ترى أن الجوارح المفترسة تمتلك قدراً معقولاً من الحكمة آتية من الغريزة الطبيعية التي فيها وأن هذا الحيوان يسارع إلى العراك، والأخرى تشتم الجثث والنسر يبقى محلقاً في الهواء.

تفسير أيوب 38سفر أيوب 39تفسير سفر أيوب
تفسير العهد القديم
تفسير أيوب 40
القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير سفر أيوب 39تفاسير سفر أيوبتفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى