تأملات في سفر ميخا المقدمة – أ. بولين تادري

1- النبي ميخا

ميخا النبي، وميخا هو اختصار ميخائيل، وهو اسم عبري معناه”مثل الله”.

*ميخا النبي قرويًا ساذجًا من سلالة وضيعة غير معروفة، وهو من سبط يهوذا، ومن قرية لا شأن لها بين المدن، وهى مورشت جت، كما جاء في (مي1:1). لذلك لُقب “بميخا الموريشتي”. وهي قرية من منبطحات اليهودية تبعد عن أورشليم، وقريبة من جت.

*كان معاصرا للأنبياء أشعياء ويوئيل وهوشع وعاموس. وأسلوبه في الكتابة يشبه اسلوب أشعياء النبي. وقد تجد ميخا وأشعياء استخدموا عبارات واحدة فمثلا: (أش 2: 2، 3) تقول:”ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم. وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب”. وتجد ميخا يقول نفس الكلمات في (مى4:1، 2). وأيضا (اش 41: 15) تقول:”هأنذا قد جعلتك نورجًا محددًا جديدًا ذا أسنان. تدرس الجبال وتسحقها وتجعل الآكام كالعصافة”. وتجد ميخا يستخدم نفس المعنى في (مي 4: 13).

*نبوة اشعياء كانت عن يهوذا وأورشليم، أما نبوة ميخا فهى عن السامرة (عاصمة إسرائيل) وعن أورشليم (عاصمة يهوذا)، لأن ميخا وهو فلاح يظن أن قمة الفساد مُتركزة في العاصمة. وقد بدأ ميخا نبوته بعد نبوة أشعياء بحوالي 17 أو 18 سنة، واستمرت نبوته حوالي 60 عاما (758-698 ق. م).

2- زمن كتابة السفر:

تنبأ ميخا في وقت يوثام وآحاز وحزقيال ملوك يهوذا، كما جاء في (مى1:1). وكان ملوك إسرائيل في ذلك الوقت هم: فقح بن رمليا وهوشع بن إيلة. ويمكنك متابعة الجدول التالي:

 

المملكة الشمالية وعاصمتها السامرة

 

مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم

     

 فقح بن رمليا حكم 16 سنة مع آخرين وحكم 4 سنين بمفرده من (734-730ق. م.).

 

هوشع بن ايلة حكم 9 سنين (730-722ق. م..

ثم جاءت نهاية المملكة الشمالية سنة 722ق. م. على يد شلمناصر ملك أشور.

وأحداث خراب وسبى إسرائيل جاء في (2مل17: 4- 6)، وقد تنبأ ميخا عن هذا الخراب والسبي في  (مى1: 5- 7).

  يوثام حكم 16 سنة (751- 736ق. م.)

آحاز حكم 16 سنة (736- 721ق. م..

 حزقيا حكم 29 سنة (721- 693ق. م..

سلسلة نسب يوثام وآحاز وحزقيا موجودة في (1أخ2: 1- 16، 3: 1- إلخ.).

ونهاية مملكة يهوذا كانت في سنة 587ق. م.

وبهذا يكون قد رأى ميخا فعلا خراب مملكة إسرائيل، وتنبأ عن خراب يهوذا.

والأحداث التي تمت وحالة إسرائيل ويهوذا في زمن ملوكهم (أي زمن كتابة سفر ميخا) تجدها مكتوبة في: (2مل 15- 20)، (2أخ 26-32).

وتوجد أخبار عن آحاز في (أش7: 1- 16).

وتوجد أخبار عن حزقيا في (أم 25: 1)، (أش 36-39).

3- قانونية السفر:

ما يؤيد قانونية السفر أنه تم الاستشهاد بما جاء فيه في عدة أماكن في الكتاب المقدس، فمثلا:

ا- استشهد شيوخ الأرض في يهوذا بما قاله أرميا عن خراب يهوذا، عندما أراد رؤساء الشعب والكهنة والأنبياء أن يقتلوا أرميا لأنه تنبأ بالخراب على يهوذا. وقالوا:“إن ميخا الموريشتى تنبأ في أيام حزقيا ملك يهوذا… هل قتلا قتله حزقيا… الم يَخف الرب وطلب وجه الرب عن الشر الذي تكلم به عليهم” ويمكنك قراءة القصة كاملة في (أر 26).

ب- قد تكلم سفر ميخا عن ميلاد السيد المسيح حيث قال: “أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل” (مي 5: 2). وقد استشهد رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ردًا على سؤال هيرودس الملك “أين يولد المسيح؟” (مت 2: 4- 6)، فأجابوا بنفس كلمات ميخا النبي، وقالوا: (لا زلنا نرى أن كل الأنبياء يشهدون له).

ج- نجد أن أشعياء النبي نطق بنفس الكلمات التي نطق بها ميخا بخصوص إسرائيل. قارن بين: (أش 2: 2، 3) مع مي 4: 1، 2)، (أش 41: 15 مع مي 4: 13).

4- أقسام السفر:

 (مي 1-3) سرد لخطايا يهوذا وإسرائيل، وقضاء الله لهم.

 (مي 4، 5) الرجاء في المخلص الرب.

 (مي 6، 7) عتاب الرب لشعبه.

5- معانى الكلمات الصعبة في السفر:

  • شوامخ (مي 1: 3) : مفردها شامخ، وهو المكان العالي المرتفع.
  • أعقارها (مي 1: 7) : مفردها عُقر، الأجرة (مقتنيات، ملابس، مال) المأخوذة لقاء عمل ما. وأيضًا تقال على أجرة الزانية.
  • بنات آوى (مي 1: 8): مفردها ابن آوى: نوع من الكلاب البرية تُسميه العامة الواوي. وجاءت أيضًا في (أر 50: 39).
  • رعال (مي 1: 8): مفردها رعلة: بنت النعامة التي تسير في المقدمة. وقد جاءت أيضًا في (أر 50: 39).
  • الظالعة (مي 4: 6) : العرجاء.
  • اظلافك (مي 4: 13) : مفردها ظِلف، وهي الحافر، أسفل أطراف الحيوان أو القسم اليابس منه.
  • الوابل (مي 5: 7): المطر الغزير.
  • عائفون (مي 5: 12): السحرة.
  • إيفة (مي 6: 10): مكيال حبوب سعته 45 لتر.
  • سُلافة (مي 6:15): خمرًا جيدة.
  • خُصاصة (مي 7:1): ما يبقى في الكرمة من العنب بعد القطاف. وتُشير إلى الشيء القليل.
  • يعكشونها (مي 7:3): يُعقدونها، يُعسرونها، أي يجعل الشيء يتداخل بعضه في بعض.
  • العوسج (مي 7: 4) : شُجيرة شائكة.
  • الوعر (مي 7: 14) : البرية، غابة من الأشجار البرية.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى