تفسير سفر الرؤيا أصحاح 7 للأنبا بولس البوشي

الأصحاح السابع

من الرؤيا: قال: «ومن بعد هذا رأيت أربعة ملائكة وقوفا على أربع زوايا الأرض، يمسكون الأربع رياح أن لا تهب على الأشجار ولا على البحر ولا على الأنهار. ورأيت ملاكا آخر قد أتى من مشارق الشمس، ومعه خاتم الله الحي، صارخا بصوت عال للأربعة ملائكة الذين أعطوا إهلاك الأرض والبحار قائلاً: لا تفسدوا الأرض ولا البحار ولا الأشجار حتى نُوسم عبيد الله على جباههم. وسمعت عدد من وسم على جبهته مائة ألف أربعة وأربعين ألفا من أسباط بني إسرائيل. من سبط يهوذا اثنا عشر ألفا، ومن سبط روبيل اثنا عشر ألفا، ومن سبط جاد اثنا عشر ألفاء ومن سبط نفتاليم اثنا عشر ألفا، ومن سبط دان اثنا عشر ألفا، ومن سبط سمعون اثنا عشر ألفا،  ومن سبط لاوي اثنا عشر ألفا، ومن سبط ايساخر اثنا عشر ألفا، ومن سبط زابلون اثنا عشر ألفا، ومن سبط أشير اثنا عشر ألفا، ومن سبط يوسف اثنا عشر ألفا، ومن سبط بنيامين اثنا عشر ألفا، الذين وسموا» (رؤ7: 1-8).

التفسير: ذكر الملائكة الذين هم مسلطون من الله على هلاك الأرض، وأنهم أرادوا هلاكها لأجل تجرؤ الخليقة على خالقها في وقت الصلبوت، فمنعهم تحنن الرب قائلاً: حتى يكمل الزمان ويتم جهاد عبيده المصطفين لإرث الحياة، ويكمل أيضا تدبير الخلاص بالقيامة المقدسة. ثم ذكر «عدة الذين وسموا مائة ألف أربعة وأربعين ألفا». 

 وقد ذكر مفسّر آخر أن الأطفال الذين قتلهم هيرودس لم يبلغ عددهم هذه العدة. ولم تكن تشتمل على الاثنى عشر سبطا. لأنهم كانوا من بيت لحم خاصة، ونواحيها، كما ذكر الإنجيل المقدس، وهي أرض يهوذا أحد الأسباط، فلم يقدر يزيد على هؤلاء بشيء. بل الذي وجد عندنا في التفسير أن الإنجيلي يوحنا أبصر بالروح كافة الذين كملوا في العتيقة من الآباء والأنبياء والأطفال الذين أهلكهم فرعون في البحر كما ذكرت التورية، أنه كان يلقيهم في اليم لثلا يعيشوا لأجل كفره، بينما بنو إسرائيل يعرفون الله؛ الذين قتلهم منسا مع وأنيطاخس وبقية الملوك الكفرة، وهيرودس أيضاً ببيت لحم يهوذا  وهم مصطفون أطهار فضلاء، وكانت (أن) جملة هذه العدة وزعت على القبايل فصار لكل قبيلة اثنا عشر ألفا. 

من الرؤيا: قال «ومن بعد هذا رأيت جمعا كبيرا لا يقدراً أحد (أن) يحصي عدده من كل أمة ومن كل قبيلة وكل شعب وكل لسان، قياما أمام الكرسي قدام الحمل، عليهم لباس أبيض، وبأيديهم سعف، وبصرخون قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على الكرسي إذ هو الحمل الحقيقي» (رؤ7: 9-10).

التفسير: عني «الجمع» كافة المؤمنين بالمسيح. فقال: «من كل أمة وكل قبيلة وكل شعب وكل لسان». ولم يقدر أحد (أن) يحصي عدتهم لأجل كثرة الشهداء والقديسين الذين گيلوا مع كافة الصديقين الذين أرضوا الله بأعمالهم الفاضلة.

من الرؤيا: «وجميع الملائكة وقوفا أمام الكرسي يمجدون قائلين: أمين، البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والتسبيح والقوة والعز لإلهنا إلى دهر الداهرين آمين. ثم أجاب واحد من القسوس وقال لي: من هؤلاء اللابسين الثياب البيض، ومن أين أتوا؟ فقلت له: أنت يا سيدي أخبر بهم. فقال لي: هؤلاء الذين أتوا من الحزن والضيق العظيم، قد نقوا ثيابهم وغسلوها بدم الحمل، من أجل ذلك هم وقوف قدام كرسي الله يعبدونه في هيكله ليلا ونهاراً، والجالس على الكرسي يظللهم. لا يجوعون ولا يعطشون ولا يتعبون، ولا يلحقهم سموم ولا حر ولا برد، لأن الحمل الذي أمام الكرسي هو يرعاهم ويهديهم إلى ينبوع ماء الحياة، ويزيل الله من عيونهم كل دمعة» (رؤ 7: 11-17)

تفسير سفر الرؤيا – 6 سفر الرؤيا – 7 تفسير سفر الرؤيا تفسير العهد الجديد تفسير سفر الرؤيا – 8
الأنبا بولس البوشي
تفاسير سفر الرؤيا – 7 تفاسير سفر الرؤيا تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى