تفسير سفر راعوث أصحاح 4 للقمص مكسيموس صموئيل

الأصحاح الرابع
” راعوث والزواج من بوعز “

مخلوع النعل في إسرائيل (4: 1-8 ) :-

كانت نعمى لها دراية بعادات إسرائيل, لذلك أوصت راعوث أن تلتصق ببوعز الرجل الشريف من وجهاء بيت لحم, لذلك قالت لراعوث ” اجلسي يابنتي حتى تعلمي كيف يقع الأمر لأن الرجل لا يهدأ حتى يتمم الأمر اليوم ” ( 18:3 ).

وحدث ما كانت نعمى تتوقعه إذ أخذ بوعز على عاتقه المشكلة ولم يهدأ حتى يتمم فكاكها . وكانت الشريعة تعطي راعوث الحق في الزواج من بوعز, إذا تخلى الولي الأول عن حقه في الزواج منها حسب ما قضت به الشريعة ( تث 25: 7-10 ), وهذا ما فعله بوعز مع الولي الأول وأخذ منه حتى الفكاك لأنه رفض الزواج منها وفي هذه الحالة تتقدم زوجة الأخ إلى الولي الأول أمام أعين الشيوخ وتخلع نعله من رجليه وتبصق في وجهه وتصرخ هكذا يفعل بالرجل الذي لا يبني بيته فيدعى اسمه في إسرائيل ” بيت مخلوع النعل”.

وكان للولي الأول الحق بأن تمسك بكل ما للمتوفي وبكل ما يخص نعمى, لكنه قال ” إني أفك ” ( 4:4 ).

نعمى تمثل حواء وجميع نسلها, وبسبب دخول الخطية صار على البشرية تنفيذ وصايا الناموس ” الولي الأول “, لكن الناموس لم يستطع أن يفك البشرية على أن جاء الولي الثاني ” السيد المسيح ” وفي خلع النعل للولي الأول يثبت عدم أحقيته فينا, إذ لا يستطيع أن يمشي في أرضنا فلم تعد وصايا الناموس تحكم فينا بعدما حررنا السيد المسيح, لذلك كان موضوع الولي الفكاك هو مسألة ميراث الميت وإقامة نسل على اسم الميت لذا قال بوعز ” يوم تشتري الحقل من يد نعمى تشتري أيضاً من يد راعوث الموابية امرأة الميت لتقيم اسم الميت على ميراثه ” ( 5:4 ) .

اسم الميت وحق الميراث ( 4: 10,9 ) :-

لم يشتري بوعز الميراث فقط بل اشترى راعوث أيضاً, وصارت راعوث عروساً لصاحب الحقل, وصار مكانها في بيته والحصاد كله ملكها و لقد كان بوعز رمزاً للسيد المسيح إذ لم يغتصب الأرض أو ميراث أليمالك, لكنه دفع الثمن وصار كل ما لأليمالك ملكاً له, وصارت راعوث تحمل اسمه, وهي إشارة للكنيسة التي تحررت بدم المسيح وحملت اسمه

بركة بيت فارص ( 4: 11-12 ) :-

لقد دعى الشعب والشيوخ لبوعز وراعوث قائلين ” ليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وليئة …. وليكن بيتك كبيت فارص الذي ولدته ثامار ليهوذا ( 4: 12,11 ) وكانت هذه الدعوات هي صلوات البركة التي يزف بها العريس وتقال في أفراح اليهود قديماً وهي بركة متكاملة تشمل بركة للرجل والمرأة والبيت كالآتي :-

(1) بركـــــــة لبوعز :-

فيكون ذا بأس واسم بين الشيوخ كما خصصت كلمة أفراته وتعني الخصيب حيث كانت أرض مثمرة وخصبة وفيها إشارة إلى الثروة, كذلك بيت لحم أي أنه يكون مباركاً بين شيوخ بيت لحم.

(2) بركة الراعوث :-

فتنال بركة راحيل وليئة اللتين هما أصل أسباط إسرائيل إذ جاء منها أولاد يعقوب الـ 12 رؤساء الأسباط ( تك 35: 23-26 )

(3) بركة للبيت والنسل :-

وهنا يأتي اسم فارص الذي ولدته ثامار ليهوذا, وبوعز من نسل فارص وهم سكان مدينة بيت لحم مدينة الملك داود, والتي ولد فيها المسيح

راعوث فى نسب المسيح ( 4: 13-22 ) :-

لقد حبلت راعوث وولدت ابناً دعته الجارات باسم عوبيد وهو أبو يسى أبو داود ( 4: 17,13 مت 5:1 ) فقد صارت راعوث زوجة لبوعز, وأماً لعوبيد وجدة لداود الذي أتى من نسله السيد المسيح حسب الجسد, وفي هذا إشارة إلى قبول الأمم بميلاد السيد المسيح ودخولهم في عضوية الكنيسة وهكذا ترتبط راعوث بالنسب الملكي.

تفسير راعوث 3 راعوث 4  تفسير سفر راعوث تفسير العهد القديم فهرس
القمص مكسيموس صموئيل
تفاسير راعوث 4  تفاسير سفر راعوث تفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى