رؤ1: 7 هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين

 

“هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.” (رؤ 7:1)

+++

تفسير ابن كاتب قيصر

3- (4) من يوحنا للسبع كنائس الكائنة في آسيا النعمة لكم والسلامة من قبل الكائن والذي كان والذي يأتي ومن قبل سبعة الأرواح الكائنين أمام العرش (5) ومن قبل يسوع المسيح الشهيد الأمين بكر الأموات ورئيس جميع ملوك الأرض الذي أحبنا وطهرنا من خطايانا بدمه (6) وصنعنا مملكة وكهنوتا لله أبيه الذي له المجد والعزة أبد الآبدين آمين

هذا الفص هو أول ما كتب به الرسول إلى السبع الكنائس التي من أعمال آسيا الصغرى . وهذه الأماكن كانت تابعة لكرسيه الذي بشر فيه هو وتلاميذه أساقفتها ، لأنه أمر في الوحي أن يكتب إليها على ما يأتي بيانه . فصدر المكتوب بهذا القول كما كتب في رسائله وكعادة بقية الرسل .

قوله : «الكائـن والذي كان والذي يأتي» قسم هذه الثلاثة أحوال بانقسام الزمان ، وهو الماضي والحاضر والمستقبل ، والمعنى أنه تعالى ثابت دائم لا يتحول أو يتغير في جميع أحوال الزمان ، لأنه عز وجل فوق متى وأين وسائر الأعراض . وأما «السبعة الأرواح الكائنة أمام العرش» ، فهي الأرواح السباحة الواردة بسفارتها  بالأوامر والنواهي من العلي في أمر الدول وغيرها . فهي مترددة على الكون والفساد ، كما ذكر في سفر دانيال النبي وعين بعض أسمائها في أسفار الأنبياء في العهد القديم ، بل وفي العهد الجديد ، وهم ميخائيل ، غبريال ، روفائيل ، سوریال ، ساداکیال ، ساراتیال أمانيال.

ووجه آخر ، وهو أن الطغمات تسعة ، منها طغمتا الشاروبيم والسارافيم ، تبقى سبع طغمات، وهي الرؤساء والسلطات والكراسي والأرباب والقوات والملائكة ورؤساء الملائكة فمقدمو هؤلاء السبعة يجوز أن تكون الإشارة إليهم . وأما تقديمه ذكر هذه الأرواح السبعة على ذكر يسوع المسيح فلم يرد الترتيب ، لكن ذكر يسوع المسيح تبعه كلام كثير يتعلق به . فلو جاء ذكر الأواح بعده لبعد المعنى وتشتت شمله.

من وأما قوله الشهيد فصيغته من صيغ اسم الفاعل ، تقول في ذلك : شهد يشهد شهادة فهو شاهد . وشهيد يقال على معنيين : أحدهما الشهادة بقول مطلق . والثاني أخص منه ، وهو الشهادة مع دم الشاهد بسببها ، والمراد هنا المعنى الأخص . والأمين في اللغة القبطية يراد به ثلاثة الأمانة ، والثاني من الإيمان ، والثالث الخصى ، وكذلك في اللغة القبطية على ما ذكر الفاضل بشير بن سرى في شرحه لنبوة دانيال.

وأما قوله : «بكر الأموات» ، فلأنه أول من قام من الأموات قيامة لا يعقبها موت . فبالأولوية صار بكرا كأولوية الولادة للبكر . و رئاسته على جميع ملوك الأرض رئاسة الرب على العبد شاء العبد أو أبي.

وقوله : «الذي أحبنا وطهرنا من خطايانا بدمه» ، أما دليل محبته فقد بينه بقوله في الإنجيل : «ما من حب أعظم من هذا ، أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه». وأما تطهيره لنا من خطايانا فبثلاثة أوجه : أولها ما ذكره وهو تطهيره لنا بدمه وذلك أفضل من دماء الحيوانات التي كانت تطهر الخطايا بسفكها ، والثاني بالمعمودية ، والثالث بنهجه طريقا تعصمنا مراعاتها من الزلل.

بعد ذلك ، يأتى قوله : « وجعلنا مملكة وكهنة» كقول التوراة في الفصل الثاني من السفر الثاني لبني إسرائيل : «وأنتم تكونون لي مملكة وكهنة وشعبا »، فالمملكة لنفاذ أمرهم في المنافع والمضار كما حكم بطرس على حنانيا وامرأته وأبرأ المخلع بكلمة، وأبرأ بولس أعمى آخر بكلمة وأقام ميتا سقط من السطع بكلمة. وأما كهنوته فظاهر وكذلك بقية الفص .

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

آية 7 “هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين”.

هوذا يأتى مع السحاب = السحاب إشارة لمجد الله الذى يحل. هكذا كان السحاب مرافقاً دائماً لحلول مجد الله فى الخيمة والهيكل وذلك لأن الإنسان لا يحتمل مجد الله فكما أن الشمس لا يحتمل حرها والسحاب يلطف حرارتها هكذا مجد الله يخفيه السحاب حتى نحتمل نوره ومجده. عموماً فالأشرار لن يروا مجده، أما الأبرار فسيعانيون مجده ولكن بقدر ما يحتملون، إلا أن الله سيزيد من طاقة إحتمالهم ليتمتعوا بضياء مجده للأبد. وقوله هوذا هى إشارة للإنتباه أن المسيح قد يأتى الآن أو فى أى لحظة وستنظره كل عين = سيظهر عياناً للكل وليس سراً.

والذين طعنوه وينوح عليه = سينظره الأشرار ولكنهم لن يتمتعوا بمجده بل سيرتعبون أمامه وينوحون لسابق رفضهم له إذ كانوا بأعمالهم يصلبون إبن الله ثانية ويشهرونه (عب6:6) ينوحون لأن فرصة التوبة إنتهت. والمؤمنين ينوحون فرحاً بجراحاته التى كانت سبباً فى خلاصهم. أما الذين طعنوه بإنكارهم له وبخطاياهم وزناهم… الخ سينوحون لأنهم سيدركون خسارتهم الأبدية وأن الفرصة الممنوحة لهم قد إنتهت، ومن هيبة الجالس على العرش سيقولون للأرض إنفتحى وإبلعينا وللجبال غطينا من وجه الجالس على العرش (رؤ15:6-17) وراجع (مت 30:24).

نعم آمين = عبارة مصادقة أوردها يوحنا بلفظين أحدهما عبرى والآخر يونانى، والمعنى أن دينونة الله هى لكل العالم.

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 7 “هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين”.

هوذا يأتى مع السحاب = السحاب إشارة لمجد الله الذى يحل. هكذا كان السحاب مرافقاً دائماً لحلول مجد الله فى الخيمة والهيكل وذلك لأن الإنسان لا يحتمل مجد الله فكما أن الشمس لا يحتمل حرها والسحاب يلطف حرارتها هكذا مجد الله يخفيه السحاب حتى نحتمل نوره ومجده. عموماً فالأشرار لن يروا مجده، أما الأبرار فسيعانيون مجده ولكن بقدر ما يحتملون، إلا أن الله سيزيد من طاقة إحتمالهم ليتمتعوا بضياء مجده للأبد. وقوله هوذا هى إشارة للإنتباه أن المسيح قد يأتى الآن أو فى أى لحظة وستنظره كل عين = سيظهر عياناً للكل وليس سراً.

والذين طعنوه وينوح عليه = سينظره الأشرار ولكنهم لن يتمتعوا بمجده بل سيرتعبون أمامه وينوحون لسابق رفضهم له إذ كانوا بأعمالهم يصلبون إبن الله ثانية ويشهرونه (عب6:6) ينوحون لأن فرصة التوبة إنتهت. والمؤمنين ينوحون فرحاً بجراحاته التى كانت سبباً فى خلاصهم. أما الذين طعنوه بإنكارهم له وبخطاياهم وزناهم… الخ سينوحون لأنهم سيدركون خسارتهم الأبدية وأن الفرصة الممنوحة لهم قد إنتهت، ومن هيبة الجالس على العرش سيقولون للأرض إنفتحى وإبلعينا وللجبال غطينا من وجه الجالس على العرش (رؤ15:6-17) وراجع (مت 30:24).

نعم آمين = عبارة مصادقة أوردها يوحنا بلفظين أحدهما عبرى والآخر يونانى، والمعنى أن دينونة الله هى لكل العالم.

تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

ع7: مع السحاب: يرمز السحاب إلى مجد الله (مت24: 30)، وكذلك إلى مخافته (مز97: 2، 3)، ولهذا ففى القداس الإلهي عندما نتذكر مجيء السيد المسيح نقول عنه “المخوف المملوء مجدًا”.

كل عين: تعبير ينقلنا من حدود المكان المادي إلى المقاييس الروحية الغير مدركة للبشر، فمهما كان مكان الإنسان في الكرة الأرضية، سوف يرى هذا المجيء المهوب.

هنا إشارة إلى مجيء المسيح الثاني الذي ذكر في (أع1: 11) ووصف لحال منتظرى مجيئه، وهم فريقان ..

الأول: وهم الأبرار الذين تتعلق قلوبهم بمجيئه وتنتظره وسيكون مجيئه لهم هو سر سعادتهم وبداية ميراثهم الأبدي.

أما الفريق الثاني: هم الذين “طعنوه… وينوح” أي اليهود اللذين صلبوه وطعنوه ورفضوه، وكذلك كل العالم الذي لازال يرفضه أو صار مسيحيًا بالاسم، والنوح هنا هو تعبير عن الحزن والرهبة والندم الذي لا ينفع صاحبه في ذلك الوقت.

 

رؤ1: 6 سفر الرؤيا رؤ1: 8
الرؤيا – أصحاح 1
تفسير رؤيا 1 تفاسير سفر الرؤيا

 

 

  •  

زر الذهاب إلى الأعلى