أف 8،7:1 الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا
7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، 8الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ،
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ،
بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا،
حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،
الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ“ [7-8].
في القديم عني بالفداء تحرير الله لشعبه من عبودية فرعون ليقتنيه لنفسه (خر ١٥: ١٣؛ تث ٧: ٨)، أما في العهد الجديد فإننا إذ نجد لنا موضعًا في المسيح الفادي أو المحرّر يعتقنا من عبودية الخطية، غافرًا خطايانا بفيض غنى نعمته الفائقة، واهبًا إيانا مع غفران الخطايا كل حكمة سماوية وتمييز أو فطنة.
بمعنى آخر لم يعٌد المحرّر خارجًا عنا، بل فينا ونحن فيه، يحررنا لا من عبودية بشرية زمنية، بل بنعمته ينزع عنا خطايانا التي سقطنا تحت أسرها بإرادتنا، بل يزيننا بكل حكمة وفطنة، إذ يسكن فينا ويعلن جماله السماوي في حياتنا الداخلية.
أما قوله “الَّتِي أَجْزَلَهَا” فتعني العطاء المجاني بفيض، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم عن هذه العطية الإلهية: [إنها غنى، وهي جزيلة، انسكبت علينا بقياس فائق الوصف، لا يمكن للكلمات أن تعبر عن البركات التي اختبرناها فعلاً، فهي حقًا غنى، وغنى جزيل.]
ثانيًا: التمتع بمعرفة الأسرار الإلهية، إذ يقول:
“إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ،
حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ،
لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ“ [9-10].
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 7: الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.
هذه امتداد للآية السابقة والمسيح افتدانا من غضب الله وعقابة (رو18:1). وكلمة فدية تعنى يحرر مقابل فدية، أى ثمن يُدفع لتحرير مخطوف. غنى نعمتة: الله قادر أن يدفع الثمن بحسب غناه، والثمن الذى دُفع ليس مالاً، بل بحسب غناه فى محبته دفع الثمن دم المسيح. ولذلك يسمى الفادى. وبهذا ألغى الموت الروحى كنتيجة للخطية وعتقنا من عبودية الخطية وأعطانا حياة، بل من غنى نعمته أعطانا مجداً فى السماء، وأجساداً ممجدة على شكل جسد مجده (في3: 21).
آية 8: التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة.
التى أجزلها: أى عطاء مجانى بفيض. والله أعطى هذا العطاء بكل حكمة وفطنة، الحكمة: حكمة الله فى تخطيطه ليعطينا المجد. والفطنة: هي كيف نفذ الله خطته. الفطنة هي الأعمال التى تُعمل. والله يعطينا أيضاً حكمة وفطنة. حكمة بها ندرك النعمة التى أعطاها لنا، فبدون هذه الحكمة لظلت النعمة التى أخذناها مستورة عنا. وبالحكمة ندرك حكمة الله أى دقة مقاصده ونفرز الحق بسهولة، والفطنة هى الوعى المتفتح لإدراك ما يريده الله لنا. الحكمة خاصة لإدراك المبادىء، والفطنة لإدراك الأعمال، وبها ندرك ما هى الأعمال المطلوب أن نعملها حتى لا نخسر ما أعده لنا. ويقول سفر الأمثال ” إن الفطنة هى بنت الحكمة “. ومعنى الآية أن الله أفاض علينا من نعمته (آية7) ومعها كل حكمة (آية8) لنفهم ما أخذناه.