يو11: 38 فانزعج يسوع أيضًا في نفسه، وجاء إلى القبر…

 

“فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ.” (يو11: 38)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

فانزعج يسوع أيضًا في نفسه،

وجاء إلى القبر،

وكان مغارة،

وقد وُضع عليه حجر”. (38)

لا يفهم من انزعاج يسوع في نفسه فقدان سلامه الداخلي، لكنه كما أخلى ذاته ليحل بيننا كإنسانٍ حقيقيٍ كاملٍ، سمح بإرادته أن يدخل الانزعاج إلى نفسه حتى يشارك المنزعجين، فيحملهم إلى سلامه الإلهي.

فاصل

تفسير القمص متى المسكين

 

38:11- 39 فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ».

‏لا يزال المسيح في حالة الاستنفار العليا, والجسد واقع تحت استعداد خروج أكبر قوة خرجت من المسيح لاتيان معجزة, فإقامة الميت من القبر, والجسد قد انحل وتهرآ وآنتتن, تحتاج إلى عملية تخليق وخلق ليعود اللحم المنحل والفاسد إلى لعازر الأول الكامل والصحيح المتعافى. المسيح هنا يا إخوة هو «الكلمة» الخالق, وهو نفسه «المخلص» من براثن الموت, وهو هو «الديان» الذي تسمع الموتى صوته في القبور, وهو أخيراً «القيامة والحياة»، أقصى قوة في السماء والأرض يحتاجها الميت المنتن ليقوم ويحيا ويعيش ويتكلم مرة أخرى, أي جسد هذا, الذي للمسيح, الذي تحمل خروج هذه القوى المتعاظمة التي للخالق الديان والمخلص المحيي!!
‏سار المسيح إلى القبر في تؤدة، وجسده يرتجف من ثقل هذه القوى التي تموج في داخله تنتظر الكلمة الأخيرة لتخرج منه, لتصارع قوات الظلام في ظلمة الهاوية, وتحطم مصاريع الجحيم، وتفك قيود الموت، لتطلق سبي الروح: «أخرجهم من الظلمة وظلال الموت وقطح قيودهم. فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم . لأنه كسّر مصاريع نحاس وقطع عوارض حديد.» (مز14:107-16)
‏كان القبر عبارة عن مغارة، إما منحوتة في الجبل أو طبيعية, إما على مستوى الواقف أو منخفضة عنه حيث يوضع الحجر على فم القبر وليس أمامه، وتُغلق الفتحة بحجر كبير, يمكن لأكثر من واحد إما أن يرفعه أو يدحرجه ليقفل باب المغارة، لتًحفظ الأجساد من تعدي الوحوش.
«قال يسوع: ارفعوا الحجر, قالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام»: «ارفعوا الحجر»؛ هذا كان أمر المسيح لليهود الواقفين، وذلك ليشتركوا في التمهيد للمعجزة كشهود عيان, كما أمرهم بعد ذلك أن يحلوا الميت من أربطة الكفن، لكي تكون شهادتهم بلمس اليد أيضاً. وهذه يعتني القديس يوحنا في تسجيلها، لأنها جزء لا يتجزأ من برهان صدق الآية. ومجييء تعليق مرثا باحتجاجها أن رائحة الميت ستواجه الذين يرفعون الحجر، لتكمل الشهادة العينية والملموسة والمحسومة بالشم أن لعازر مات وله أربعة أيام في القبر، حتى لا يكون منفذ للمتشككين.
‏أما على المستوى الروحي السري، فرفع الحجر قبل المعجزة عمل حتمي بالنسبة لنصيب خدام الرب وجهد الكنيسة الذي يمهد بالتعليم والتوضيح, لتتدخل قوة الرب بالروح القدس ليوقظ النفوس من موت الخطية لتقوم وتتقبل الحياة الآبدية.
‏أما تعليق مرثا من جهة نتن رائحة الميت، فيجيء بصفتها أخت الميت. وهي تمثل صوت النفس المتألمة في صراخها إلى الرب من جهة نتن أعمال الجسد وعفن نجاسته, حينما تتوسل ليقيم الرب سيرة الجسد من وحل الخطية إلى قداسة وبر المسيح: «‏أنقذ من السيف نفسي، من تد الكلب وحيدتي.» (مز20:22)
«قد أنتن لأن له أربعة أيام»: لعازر المحبوب هنا هو«الإنسان», «آدم» الذي ينضوي تحت شخصه واسمه كل بني البشر، وقد انقضى عليه بالفعل أربعة ألاف سنة, وذلك بحساب الله، فيوم الله ألف سنة, وألف سنة كيوم أمس الذي عبر, منذ أن قبل في جسده الخطية وحكم الموت معاً، ولوثت رائحته الأرض وآفسدتها. وهوذا الرب مزمع أن يرفع عنه الخطية وحكم الموت معاً، ويزكي رائحته برائحته لدى الله والملائكة، وتتولى مريم الإعلان عنها بالناردين الخالص الكثير الثمن, الذي ملأ رائحته الدنيا كلها حيث بُشر بالإنجيل. ولا يفوتنا هنا أن نلمح أن المسيح جعل رحلته تقودها المحبة, بقوله: «لعازر حبيبنا»، و«‏حبيبنا» جاءت بلفظ الجمع، «قد نام وأنا أذهب لاوقظه», وبهذا قد ألمح إلمسيح إلى محبة الآب من نحو الإنسان عامة التي هي سر رحلته العظمى لخلاص العالم: «هكذا أحب الله العالم, حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل نن يؤمن به.» (يو16:3)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

الآيات (38، 39): “فانزعج يسوع أيضًا في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة وقد وضع عليه حجر. قال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام.”

فإنزعج= هو مازال تحت تأثير هذه القوة الجبارة التي ستقيم ميت قد أنتن. ولكن انزعج الأولى كانت بسبب بكاء مريم والآخرين. وانزعج هنا بسبب شك الناس. ارفعوا الحجر= هنا نرى أن على الإنسان أن يجاهد ويشترك بجهده والله يسكب نعمته. ولكن على الإنسان أن يفعل ما يستطيعه. وتحريكهم للحجر يجعلهم شهود عيان إذ يروا الجسد الملفوف ويشتموا رائحة العفونة. وخدام الكنيسة كل ما عليهم أنهم بالتعليم يرفعون الحجر لتدخل قوة الرب المحيية بالروح القدس ليوقظ النفوس من موت الخطية. قول مرثا قد أنتن= يشير لتصورها أن السيد يريد أن يراه كصديق يحبه ولم تتصور حدوث معجزة.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى