كيف تأهلنا للملكوت؟

 

– “شاكرين الآب الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته. الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا” (كو 1: 12-14)

بينما كانت ظلمة الشر والتغرب عن الله مسيطرة على ملايين النفوس التي تعيش في العالم، جاء إليها المسيح، حاملاً نور الله لكل من يؤمن به.. جاء كنور للعالم لكي يهب بصيرة نيرة لكل الجالسين في ظلمة الموت الروحي أي ظلمة الخطية وسلطانها المميت للنفس.

جاء المسيح يعلن للبشر، في شخصه المبارك، حب الآب السماوي الفائق، الآب المهتم بخلاص خليقته ولا يريد خسارة نفس واحدة، جاء يعلن أحشاء رأفات الآب المملوء حنوا ورحمة لكل الجنس البشري؛ حتى يتعرف عليه الناس، وتصير لهم ومعه دالة بنوة في شخص الابن الحبيب وعلاقة حب، ويتمتعوا بدفء أبوته ونوره الفائق.

وقد استطاع الرب أن يؤهل تلك النفوس للملكوت بواسطة نور تعليمه وذبيحة فدائه… والفداء معناه غفران الخطايا والتحرر من سطوة مملكة الظلمة.

فالرب يسوع بقوة فدائه للبشر أبطل سطوة قوات الشر، وبقوة قيامته حَطَّم أبواب مملكة الظلمة والموت واستردَّ النفوس إليه من قبضة العدو.. وبذلك مارس الرب حقه الإلهي في إطلاق المأسورين كما وعد في بداية كرازته متمماً نبوة إشعياء النبي: “روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين، لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية” (لو 4: 18).

إن الفداء الذي أكمله الرب بموته وقيامته كان يعني عملياً إنقاذ المأسورين والمقيدين بالخطية من سلطان الظلمة ونقلهم إلى ملكوت الله ملكوت المحبة .. ليصيروا خاصته من نصيبه المتمتعين معه بميراث الملكوت.. وعلى أساس فدائه العظيم قام الساقطون وتابوا، وبدأوا معه حياة جديدة في حب حقيقي الله وتكريس للقلب، فتمتعوا بخلاصه، وتحطم عنهم نير الطاغية الذي كان يستعبدهم. وكم من أمم عمياء كانت جالسة في أرض الظلمة وظلال الموت تتعبد لآلهة باطلة، غارقة في بحار الجهل والخطية والنجاسات، عندما أشرق عليهم نور الإيمان بالمسيح، تابوا وتحولوا من ظلمة العبادات الباطلة إلى نور الإيمان الصحيح، فتغيرت طرق تفكيرهم، وتجددت أذهانهم، واستنارت عقولهم، بعدما قبلوا الإيمان بالمسيح واعتمدوا ، فصاروا أبناء الله مولودين من فوق، وهكذا نقلهم الآب السماوي من سلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى