يو11: 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة…

 

“فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».” (يو11: 44)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة،

ووجهه ملفوف بمنديل،

فقال لهم يسوع:

حلوه، ودعوه يذهب”. (44)

كيف خرج لعازر وهو مربوط اليدين والرجلين؛ إنه خرج كمن يحبو أو يعرج، وكان محتاجًا إلى من يحل رباطات الأكفان من جسمه.

بلا شك أن إقامة لعازر من الأموات أحدثت ضجة عظيمة في كل أورشليم التي جاء إليها كثيرون للاستعداد لعيد الفصح. انه ليس بالحدث الطبيعي، ولا بالمعجزة التي سبق أن شاهدها أحد، خاصة بعد أن اشتموا رائحة الفساد التي حلت بالجثمان.

v يقول يوحنا الرسول عن لعازر: “فخرج الميت” لنرى في فعل السيد المسيح شاهدًا له بسلطانه. وقوله: “فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل“، لكي لا يُظن أن الفعل خيالاً. فإن خروجه مربوطًا يبدو أنه ليس بأقل عجبًا من قيامته. وقول السيد المسيح للجمع: “حلوه” فلكي إذا لمسوه واقتربوا منه يعرفون بالحقيقة أنه هو ذاك. وقول السيد المسيح: “ودعوه يذهب“، لتعرف عزمه الخالي من التفخيم، لأنه ما اتبعه ولا اقتاده، ولا أراد أن يمشي معه حتى يريهم إياه.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v يلزمنا أن نهتم بهذا أيضًا، أن نقدم عملاً لائقًا بيسوع، فليس فقط نصلي لكي يصير الميت حيًا، بل أيضًا نصرخ إليه وندعو ذاك الذي في داخل الكهف والقبر إلى الأمور الخارج من القبر.

يلزمنا أن ندرك أنه يوجد لعازر كثيرون حتى الآن بعد أن صاروا أصدقاء يسوع، مرضوا وماتوا، وكموتى صاروا في القبر في أرض الأموات مع الموتى، ومؤخرًا صاروا أحياء بصلاة يسوع، ودعوا ليخرجوا من القبر إلى الخارج بصوت يسوع العالي.

من يثق في يسوع يخرج بالأربطة الخاصة بالموت من خطاياه السالفة، لكنه لا يزال مربوطًا حول وجهه، فلا يقدر أن يرى، ولا أن يمشى، ولا أن يفعل شيئًا ما بسبب أربطة الموت، حتى يأمر يسوع القادرين لكل يحلوه ويدعوه يمشي.

v مثل هذا يخرج من أجل صوت يسوع، لكنه لا يزال مربوطًا برباطات خطاياه. إنه حي، لأنه تاب وسمع صوت يسوع، لكنه إذ لم يتحرر بعد من رباطات الخطية لا يقدر أن يسير في الحال بقدمين متحررتين، وبكونه لم يتحرر ليتمم الأمور الفائقة فقد ارتبطت يداه وقدماه بأربطة كأربطة الموتى.

مثل هذا الإنسان بسبب الموت الذي فيه ملتصقًا بأربطة يديه وقدميه تغطى وجهه بالجهالة، وارتبط به حوله.

لهذا فإن يسوع لا يرغب فيه أن يعيش فحسب ويبقى في القبر ويكون مربوطًا عن أمور الحياة التي في خارج القبر… لذلك يقول يسوع للقادرين أن يخدموه: “حلوه ودعوه يمشي” (٤٤).

العلامة أوريجينوس

فاصل

تفسير القمص متى المسكين

 

44:11 فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ.

‏خروج لعازر الميت من القبر بأقمطته، صورة مرعبة حقاً لا يستطيع أن يلاحقها الخيال دون أن يصاب الفكر بالدوار. فالإنسان تآخى مع الموت وصورة الموتى, ولم يتآخى بعد مع القيامة وصورة الخارجين من القبور. فالقيامة وإن كان اسها حلو للغاية بالمفهوم الروحي, إلا أن تصورها بالجسد مرعب لأقصى حد. وهذا ما عاناه التلاميذ عند قيامة المسيح في أول الأمر: «وقف يوع في وسطهم وقال لهم: سلام لكم. فجزعوا وخافوا, وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم: ما بالكم مضطربين, ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم» (لو36:24-38‏)؛ لأن قيامة الجسد لم تكن تخطر على بال.
‏أما خروج الميت وهو مربوط. فلا داعي أن يربك الفكر، لأن عادة اليهود في تكفين الميت أخذوها عن المصريين الفراعنة، حيث يلف كل ذراع بمفرده وكل رجل بمفردها، بحيث يمكن تصور لعازر وهو يقوم ويقف ويمشي ويخرج.
‏وبالنهاية، فإن منظر لعازر خارجاً من القبر يبسط لنا معنى القيامة، ويوضح لنا القوة المذخرة في المسيح التي قام بها من الموت.

44:11 ……. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».

‏عجيب المسيح في حاسته الحاضرة دائماً لاحتواء الذهول والرعبة التي كانت تعقب معجزاته. فهنا لا يمكن أن نتصور مدى الفزع والرعبة والخوف الذي أصاب الجميع حينما رأوا لعازر خارجاً من القبر، لذلك بادرهم المسيح في الحال بأمر يستعيد به حركتهم ويطبع به شعورهم تجاه الأمر الواقع أمامهم: «حلوه ودعوه يذهب». هذا حدث أيضاً في المواقف الأخرى المماثلة: «فقال: أيها اشاب لك أقول قم، فجلس الميت وابتدأ يتكلم _ فدفعه إلى أمه» (لو17:7)، «ونادى قائلاً: يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال _ فامر أن تُعطى لتأكل.» ‏(لو55:8‏)
‏هذا، يا إخوة، ما حدث، وما حدث أمر لم يحدث له مثيل قط: ميت يقوم من القبر بعد أربعة أيام, وقد أنتن وتحلل جسده. ولكن الذي نعرفه جيداً أن آيات أخرى كثيرة حدثت لم يُكشف عنها ولم يذكرها هذا الإنجيلي الرائي الفريد في روحه وأسلوبه، ولا نعلم يا إخوة ما الذي منعه من ذكرها غير أن نموذج قيامة لعازر يجعلنا نؤمن أن المسيح هو ابن الله الحي ديان الأحياء والأموات، ونتيقن أن قيامتنا حقيقة واقعة, ونحن بانتظار صوت المسيح «الآن» وكل يوم

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

آية (44): “فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب.”

هنا المسيح يريد أن يحتوي رعبهم وذهولهم وليتأكدوا أنه ليس شبحًا، أو شخص آخر غير لعازر، كان مختبئًا في الداخل. وكان اليهود يلفون كل يد وحدها وكل رجل وحدها، لذلك استطاع لعازر أن يخرج. حلوه= [1]هذا هم قادرين عليه [2] ليسير في القرية.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى