ليُقبلني بقبلات من فمه

القبلات تبتدئ من المسيح، فهو الذي يبتدئ يُقبلنا بقبلات من فمه. بداية سفر نشيد الأنشاد تدعونا أن نطلب من المسيح كي يكشف لنا مقدار المحبة التي أحبنا بها.

هذه أول مرة نجتمع فيها بعد أسبوع الآلام، وقد كشف لنا المسيح في أسبوع الآلام بغزارة وتركيز مقدار ما فعله من أجل حبّه لنا: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” (يو 15: 13). ثم بعد القيامة وطوال الخمسين يظل يظهر المسيح لنا بجسده القائم من الأموات وقد احتفظ فيه بآثار جروح محبته، وكأنه يُرينا إياها قائلاً: “هكذا أحببتكم إلى هذه الدرجة… انظروا جروح محبتي وهي لا زالت مطبوعة في جسد قيامتي كعلامة أبدية لمقدار حبي لكم، وكأنه يُردّد الآية التي قالها من قبل في سفر إشعياء: «هوذا على كفّي نقشتكم» (49: 16)، أو كأنه يقول لنا: هذه الجروح هي «التي جُرحتُ بها في بيت أحبائي» (زك 13: 6)، أي التي جُرحتُ بها من أجل عظم محبتي لكم.

نقول إن بداية الدخول في طريق المحبة دائمًا يأتي من الله. المبادرة دائما تكون من الله. القديس يوحنا الحبيب يقول في رسالته الأولى إن «المحبة هي من الله» (1يو 4: 7) وليست منا نحن. «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا» (1يو 4: 10) ، وأمَّا محبتنا نحن له فهي ليست سوى رد فعل لمحبته هو لنا، حيث يقول ق. يوحنا أيضًا: «نحن نحبه لأنه هو أحبَّنا أولاً» (1يو 4: 19). فطريق الحب الإلهي هو أساسًا أن ندرك كم أحبنا المسيح!!

فالمطلوب منا جدًا هو أن نتوسل إلى المسيح أن يكشف لنا مقدار ما أحبنا به. لأن معرفة حب الله لنا هي بداية طريق الحب الإلهي.

يقول ق. يوحنا أيضًا : «ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي الله فينا» ( 1يو 4: 16). فمعرفة حب المسيح لنا هي التي تُولّد فينا المحبة. بولس الرسول يتّفق مع ق يوحنا فيقول: «وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة» (أف 3: 19)، وهنا نلاحظ مضادة بين كلمة «تعرفوا» وكلمة «الفائقة المعرفة»، ولكن نتيجة هذه المضادة هي «لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله»!… والمقصود طبعا هو : لكي تمتلئوا بالمحبة إلى كل ملء الله .

كيف سنمتلئ بالمحبة إلى كل ملء الله؟ عندما نعرف محبـة المسيح الفائقة المعرفة. هي محبة «فائقة المعرفة» ومع ذلك مطلوب منا أن نعرفها!

القديس بطرس يتفق مع يوحنا الحبيب وبولس الرسول أيضًا حينما يُشجعنا جدًا ويحثنا أن «انموا في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح» (2بط 3: 18)، أي أن ننمو في معرفة محبة ربنا يسوع المسيح.

هذا هو إذن معنى الآية التي نحن بصددها ليُقبلني بقبلات من فمه»، أي ليكشف لنا الحبيب مقدار محبته؛ لأن القبلة تُعبّر عن محبته لنا. القبلة تظهر لناكم أحبنا الرب.

ولكن في الحقيقة القبلة فيها شيء أكثر من ذلك فهي أكثر من مجرد استعلان لمحبة الحبيب لنا القبلة فيها انسكاب محبة. انسكاب حقيقي من قلب الحبيب إلى قلوبنا. إنها تجعل شيئًا من طاقة الحب الموجودة في قلب الحبيب ينسكب داخل قلوبنا. هذا هو تماما ما يقصده نشيد الأنشاد بالقبلة «ليُقبلني بقلاتٍ من فمه» أي ليسكب داخل قلبي شيئًا من مقدار المحبة الموجودة في قلبه هو. هذا هو ما نقوله في الآية الجميلة: «لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا» (رو 5: 5).

فانسكاب المحبة من قلب المسيح إلى قلبنا هو ما نقصده عندما نطلب منه: «ليُقبلني بقبلاتٍ من فمه»، أو بصيغة أخرى هو الذي المسيح نفسه طلبه لنا في صلاته الأخيرة في آخر طلب قدَّمه للآب لأجلنا «ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به» (يو 17: 26) يعني طاقة الحب الشديدة جدا الموجودة منذ الأزل والمتبادلة بين الآب والابن هي بعينها التي يطلب المسيح من الآب أن تنسكب فينا نحن أيضًا!

«ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به»، هذا الطلب هو من أقوى ما يمكن ومن أجرأ ما يمكن؛ ولولا أن الرب نفسه هو الذي طلبه لم يكن ممكنا لأي إنسان أن يتجرأ ويُفكر مجرد تفكير في هذا الأمر: أي أن تنسكب داخل قلب الإنسان نفس طاقة الحب الموجودة في قلب الآب من نحو ابنه الوحيد الأزلي، من قبل خلقة العالم.

«ليكون فيهم الحب الذي أحببتني بـه»، هذه هي طاقة الحب الأزلية الموجودة في الله منذ الأزل وهي التي نطلب أن تنسكب فينا حين نقول «ليُقبلني بقبلات من فمه»، أي ليسكب في قلوبنا شيئًا من طاقة المحبة الموجودة في قلبه!

والحقيقة أنه من غير هذا الانسكاب الإلهي داخل قلوبنا يستحيل أننا بقدراتنا الذاتية، بمجرد إمكانياتنا البشرية الذاتية، يستحيل أن نفتعل حب الله. المسيح يقول لنا ذلك «من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدةً؟» (مت 6: 27) من يستطيع أن يزيد على قامته الروحية مهما اجتهد ومهما اهتم، ذراعًا واحدةً؟ وقالها لنا بوضوح تام «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» .(يو 15: 5)

«أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يو 14: 6). هذا هو ما يقوله المسيح إنه لا يقدر أحد أن يذهب إلى الآب إلا به. ثم عكس الكلام في موضع آخر حين كان يتحدَّث عن الإفخارستيا، فقال: «لا يقدر أحدٌ أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني» (يو 6: 44). يعني أنه لا يقدر أحد أن يصل إلى المسيح إن لم يجتذبه الآب، كما أنه لا يقدر أحد أن يصل إلى الآب ما لم يُوصله الابن. فلا يمكن أبدًا أن ندخل في علاقة محبة مع الله إن لم يتدخل الله بنفسه ويُوصلنا إليها. ولهذا فما أحوجنا أن نطلب منه باتضاع كثير وبإلحاح وتوسل شديد أن يسكب فينا طاقة الحب الموجودة في قلبه، هذا يعني يسكبها داخل قلوبنا. وهذا هو المعنى الذي يقصده النشيد بقوله «ليُقبلني بقبلات من فمه»، أي ليسكب داخل قلبي شيئًا من الحب الموجود داخل قلبه هو.

نختم هذا التأمل بقول مشهور لمار إسحق عن استحالة الدخول في الحب الإلهي بدون روح الاستعلانات، أي بدون أن ينسكب فينا روح الاستعلانات.

فليس بالذراع ولا بشطارة الإنسان، ولا بهذا الشيء أو ذاك، يمكن أن يصل الإنسان إلى حب الله. يقول مار إسحق:

[حب الله ليس هو عاطفة عابرة بدون إفراز ، ولا هو يقتنى من معرفة الكتب، ولا هو يتولد من الفضيلة وعمل مخافة الله، أو يقتنى بالجهاد أو بتصور حب الله، ولا يأتي من تأدية واجبات المحبة حسب الوصية؛ بل إذا قبل الإنسان روح الاستعلانات وتجدَّدت نفسه بحركات الروح… وبدون هذا الروح لا يُمكن أن يدنو أحدٌ من مذاقة الروح الممدوحة] (ج 1 – ميمر 1)

“روح الاستعلانات” هذا التعبير قد استعاره مـار إسحق من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس: روح الحكمة والإعلان في معرفته» (أف 1: 17)، حيث ترجم “روح الإعلان” إلى “روح الاستعلانات”. وهذه الحقيقة قد استمدها مار إسحق من أسفار العهد الجديد. فحقيقة أنه يستحيل أن ندخل في الحب الإلهي بدون انسكاب الروح القدس فينا موجودة في مواضع كثيرة من العهد الجديد:

+ «لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا».(رو 5: 5)

+ «ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله» (1کو 2: 12).

وما هي هذه الأشياء الموهوبة لنا من الله؟ هي محبة الله، التي لا يمكن أن نتعرف عليها أو ندخل فيها إلا بالروح القدس. هذه المحبة هي ميراثنا السماوي، وهي «ميراث القديسين في النور» (كو 1: 12) وهي الروح الذي هو عربون ميراثنا (أف 1: 14) ، ولا يمكن أن نعرفها إلا بروح الله. هذه الأشياء هي التي نطلبها حين نقول:

«ليُقبلني بقبلات من فمه».

هذه أول آية يُفتتح بها السفر وفي ذلك دلالة كبيرة، وكأن الروح يريد أن يُنبه ذهننا أن بداية الحب الإلهي تأتي من الله وليس منا.

بداية الدخول في علاقة حب مع الله هي أن نعرف كم هو أحبنا. علينا أن نصلي ونطلب من الرب قائلين: «أظهر لي يا رب مقدار حبك. اكشف لي ماذا فعلت من أجلي». هذا هو معنى «ليُقبلني بقبلات من فمه». وهذه هي البداية الأولى الصحيحة للدخول في علاقة حب مع الله.

أكثر إنسان اختبر الحب الإلهي هو القديس يوحنا، الذي صار لقبه “يوحنا الحبيب”. في رسالته الأولى كثيرًا ما يوضح هذه الحقيقة، فيقول:

 + «المحبة هي من الله» (1يو 4: 7).

+ «في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» (1يو 4: 10).

+ «نحن نحبُّه لأنه هو أحبنا أولاً» (1يو 4: 19).

فالمحبة هي أصلاً أن تعرف مقدار محبة الله لك، وكم وكم كلَّفه هذا الحب! 

+ «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يو 15: 13).

إذا أدرك الإنسان بالحقيقة مقدار محبة الله له لن يستطيع أن يطيق نفسه، ستغمره المحبة الإلهية سيُحب الرب من كل كيانه ومشاعره وطاقاته، ستكون محبته للرب تلقائية وغير مفتعلة. لن تحتاج حينئذ أن تُلزم نفسك بالمحبة أو بالاشتياق للرب، بل ستكون محبتك له كنتيجة طبيعية وكرد فعل مباشر لمحبته هو لك، لأنه هو أحبنا أولاً.

ولاحظ أن هناك معنى أعمق سرّيًا لهذه الآية: «نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً». المعنى السطحي المباشر هو أني عندما أعلم مقدار حبه لي، أجد من الواجب أن أقابل هذا الحب بمحبة مني. أما المعنى الأعمق للآية فهو أما المعنى الأعمق للآية فهو أني عندما أعرف مقدار حبه لي، حينئذ تنسكب هذه المحبة داخل قلبي، فتُولّد في طاقات من الحب أستطيع بها أن أُحبّه ، فأُعطيه مما هو أعطاني فيكون الحب الذي نحب الرب به، هو أصلاً حبه هو لنا المنسكب داخل قلوبنا.

يقول بولس الرسول بهذا المعنى: «محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا» (رو 5: 5) معروف أن وظيفة الروح القدس الأساسية هي أن يأخذ مما للمسيح وينقله إلينا (يو 16: 14)، فالروح القدس يسكب داخلنا محبة المسيح، بل ومحبة الآب نفسه أيضًا، كما طلب الرب «ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به» (يو 17: 26).

ولكن كيف نعرف محبة الله لنا؟

نعرفها ليس بالعقل، ليس بإجهاد الفكر ؛ ولكن بالقلب، بالتجاوب القلبي مع هذه المحبة. حينئذ تكون قد انسكبت في قلوبنا الحياة الأبدية. «هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو 17: 3).

 ولكن ماذا نعرف عن الله؟ معلوم أن الله مُنزَّه عن كل الصفات المادية، ليس له شكل ولا لون ولا طول ولا عرض… ولكنه روح خالص، وأهم صفة له المحبة: «الله محبة» ( 1يو 4: 8 و 16). فنحن نعرف الله بمعرفة حبه؛ نعرف حب الآب لنا، أنه: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16) ، ونعرف حب الابن لنا، وأنه: «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (یو 15: 13). عندما نعرف حب الآب وحب الابن نكون دخلنا الحياة الأبدية، تكون هذه الحياة قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس.

فالبداية هي: «ليُقبلني بقبلاتٍ من فمه»، أي أظهر لي يا رب مقدار حبك، عرفني كم أنت أحببتني. عرّفني يا ربي مشاعرك الداخلية وأنت تتقدم نحو الموت. ماذا كانت أعماق قلبك وأنت مُعلَّق على الصليب؟ ما هي أحاسيسك وأنت في حضن الآب حينما قررت أن تُخلي ذاتك وتنزل وتنزل وتتصاغر حتى تولد في مغارة وسط البهائم؟؟ 

نحن نطلب من المسيح ليس فقط أن يُظهر لنا مقدار محبته؛ ولكن أن يبث ويسكب فينا محبته، لنحبه نحن بها.

والمسيح في نهاية صلاته الوداعية صلَّى قائلاً: «ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به» (يو 17: 26)، أي أنه طلب أن تنسكب داخل قلوبنا محبـة مستمدة من الحب الذي في قلب الآب تجاه الابن!

هذه هي بداية طريق المحبة البداية دائما هي من الله لخصها القديس يوحنا في هذه الكلمات: «المحبة هي من الله» (1يو 4: 7)، ولكن ليس البداية فقط، ولكن الوسط والنهاية أيضًا الإنسان من نفسه يستحيل أن يحب الله حبا لائقًا؛ فهو مخلوق من طبيعة ترابية، لا يستطيع من نفسه أن يحب الله مهما قدَّم من جهادات، أو حتى لو تعلّق من جفون عينيه، كما يقول مار إسحق.

لذلك مناسب جدا أن يبدأ سفر النشيد بهذه الآية السرية «ليُقبلني بقبلات من فمه».

مار إسحق يتكلم في الميمر الأول من كتابه الأول عن الحب الإلهي، وكيف يدخل الإنسان إليه:

[حب الله ليس هو شيئًا غير معروف يُختلج (في القلب) بغير إفراز. كما أنه لا يستطاع أن يتحرك في الإنسان من معرفة الكتب، ولا الإنسان نفسه متى أراد يقدر أن يحب الله من معرفة القراءة وسير الكتب. ولا حين يملك على العقل الاستحياء مـن تـذكار عظمة الله ويخاف منه بإفراز خوف العبيد أو مخافة البنين…، ولا بأن يغصب الله. ولا من الإنسان ذاته قسرًا بالجهاد والعناد لكي يتصوّر في نفسه حب العادات والتحايلات البشرية حتى ولا من النواميس والوصايا التي على الحب يستطاع أن يُحَبَّ الله؛ لأنه من الناموس يتولد الخوف وليس المحبة. ولكنهـا هـي عطية ينالها الإنسان إذا مــا قـــل «روح الاستعلانات»، فتتجدد نفسه بحركاتها بحكمة الله التي تفوق العالم، ويبتدئ يحس بالله في ذاته أنه عظيم جدًا. فبغير هذا لا يمكن أن يدنو أحد إلى مذاقة المحبة المحمودة لأن الذي لا يشرب الخمر لا يسكر من الخمر على صفته].

ويلاحظ أن تعبير “روح الاستعلانات” (الأبوكاليبسيس) هو من ألقاب الروح القدس في العهد الجديد : «روح الحكمة والإعلان في معرفته» (أف 1: 17). هذا الروح هو الوسيلة الوحيدة التي بها ينكشف لك حُب الله الآب، وحُب الله الابن، وبالتالي ينسكب هذا الحب عينه بالروح القدس في قلبك.

في الحقيقة نحن من أنفسنا عاجزون تماما عن الوصول إلى حب الله، كما يقول المسيح: «من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامتـه ذراعا واحدةً» (مت 6: 27) لا على قامته الجسدية، ولا على قامته الروحية أي على مقدار محبته، مهما حاول واجتهد ؛ إلا إذا قبل «روح الاستعلانات»، هذا الذي يُعلن ويكشف لنا من هو الآب ومن هو الابن، ويكشف لنا حقيقة حبهما. والمسيح أوضح ذلك جيدا عندما قال «الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يو 15: 5). لا يوجد اختيار بين الثبات فيه وعدم الثبات فيه هذا الثبات أي الهذيذ الدائم باسم الرب يسوع كحبيب لنفوسنا، هو وسيلتنا المختارة الوحيدة لنوال كل العطايا الروحية.

وأخيرا نقول إن سفر نشيد الأنشاد ليس سفرًا للقراءة، فقراءة كمية كبيرة منه قراءة عابرة لا تفيد كثيرًا؛ ولكنه سفر للهذيذ، سفر للحياة، سفر للممارسة، سفر للالتصاق الدائم بالرب «من التصق بالرب، فهو روح واحد» (1كو 6: 17).

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى