يو٢: ٢١ وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده

 

12وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا. 15فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ:«ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». 17فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». 18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ:«أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ. (يو2: 12-22)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده”. (21)

لقد أظهروا جهلهم لمعنى كلمات السيد المسيح، إذ كان يعني بكلماته هيكل جسده. هذا وهل يصعب على الخالق أن يقيم حتى الهيكل الحجري في ثلاثة أيام؟

كما احتل الخمر المسياني الجديد عوض ماء التطهيرات الذي للناموس، هكذا يحتل هيكل جسد المسيح القائم من الأموات موضع هيكل العهد القديم الذي دمره جيش تيطس الروماني سنة 70م. لقد أقام السيد المسيح له هيكلاً جديدًا في داخلنا لا تقدر جيوش العالم أن تحطمه (1 كو 6: 19).

تحقق هذا القول بموت المسيح وقيامته في اليوم الثالث، ولا يزال يتحقق في جسده الذي هو الكنيسة، وفي كل مؤمن كعضوٍ في جسد المسيح.

v ولقائل أن يقول: فلأجل أي غرض لم يشرح المسيح قوله الغامض هذا، إذ أنه لا يقول عن هذا الهيكل لكنه يقول عن هيكل جسده؟ فنجيبه: لقد صمت المسيح عن إيضاح ذلك، لأنه لو قال موضحًا لما قبلوا قوله، لأنه إن كان تلاميذه لم يكن فيهم كفاية، ولا عرفوا كيف يفهمون ما قيل لهم، فقد كان أولى بالجموع وأليق ألا يفهموا معنى ما يقول.

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

21:2- وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.

‏لم تكن هذه الشهادة وليدة ساعتها ولكن القديس يوحنا في الأية القادمة (22) يوضح أن هذه هي حصيلة القيامة والإستضاءة الروحية التي نالوها بالروح القدس التي انعكست قليلاً قليلاً على جيع حياته وأقواله السابقة له، فتحتقوها على الواقع وعلى النبوات, لأن في هذه الآية وحدها يكمن كل تعاليم المسيح, فهي قلب اللاهوت المسيحي النابض. فجسد المسيح في اللاهوت المسيحي يمتد ليشمل شخصه ككل كما جاء في الأصحاح الأول، والكلمة صار جسداً.
+ والجسد هو ملء الروح القدس وملء اللاهوت وكل كنوز الحكمة والمعرفة.
+ الآب الحال فيّ يعمل الأعمال والأقوال والمشيئة.
+ والجسد هو فصح العالم والذبيحة التي رفعت خطية العالم، فهو حمل الله.
+ وهو خبز الحياة النازل من السماء ليأكل منه الإنسان ولا يموت, ويقوم في اليوم الأخير، فهو المأكل الحق والمشرب الحق.
+ وهو المؤمنون مجتمعين، وهو رأس الكنيسة, والكرمة الحقيقية, والمؤمنون كأغصان مثمرة.
+ وهو أورشليم الجديدة المزينة, وهيكل الله الجديد!!
‏والبديع في قول القديس يوحنا هنا أنه ينقل لنا صورة حية لذكرياته وما سجلته أذناه وقلبه الذي كان يختزن الكلام والمعرفة التي كانت تنمو على مستوى نفس الدرجات التي سجلها لنا في إنجيله آية وراء آية وأصحاحأ وراء أصحاح, إلى أن أشرق عليها روح القيامة فأخذت الأيات والأصحاحات وضوحها الإلهي وعمقها الروحي ونورها النفاذ وبرهانها الساطع وقوتها للبشارة.
ولكن بقيت بعض أقوال السيح مدة طويلة وهي لا تزال تحت التحقيق أثناء حياة التلاميذ أنفسهم مثل سقوط أورشليم بالحرب التي دارت حولها حسب قول الرب وخراب الهيكل, فهذه تمت سنة 70 م. أي بعد قيامته بحوالي أربعين سنة. بل ولا تزال حتى يومنا هذا بعض أقوال المسيح تمر تحت التنفيذ وتنتظر استعلانها.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية21): هذه الشهادة فهمها التلاميذ بعد قيامة المسيح (آية21). وهيكل جسده هو الحجارة الحية التي هي نحن (أي كنيسته) (1بط5:2) وهو حياتنا (في 21:1)

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى