١كو ٢٢:١ إن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة

 

لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً،

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

“لأن اليهود يسألون آية و اليونانيين يطلبون حكمة. و لكننا نحن نکرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله و حكمة الله ” (ع 22- 24) .

یعنی بولس الرسول أن الناس يقولون لنا أقيموا الأموات اشفوا المجانين اصنعوا الآيات والمعجزات ، وأما نحن بماذا تجاوبهم عما يقولونه ؟ نقول : إننا نکرز بمن صلب ومات وهذا يكفي.

ونحن نکرز لهم بالصليب ، الأمر الذي يعتقده اليهود ضعفاً ويحتسبه اليونانيون حماقة ، فإننا لا نعطيهم ما يطلبونه فقط بل نقدم لهم الذي لا يطلبونه، لأن الصليب لا آية فقط بل ونقض الآية ، إننا لا نقدم للذين يطلبون الآيات والحكمة ما يطلبونه فقط بل يسمعون أضداد ما يبتغونه ، ثم بالأضداد يقتنعون ، وذلك ما فعله السيد المسيح بالأعمى ، لأنه إن شاء أن يشفيه بشیء وضع على عينيه طيناً، وكما أنه بالطين شفاه هكذا والعالم بالصليب استمال العالم كله إليه، لأن الصليب يُظن به شیء مشكك إلا أنه لا يشك فقط بل ويجتذب أيضاً.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

لأن اليهود يسألون آية،

واليونانيين يطلبون حكمة” [22].

يرى بعض الدارسين أنه لم يكن يوجد شعب بطيء في قبول الإيمان باللَّه مثل اليهود، وإذ كانوا دائمًا يخشون الخداع. كانوا يطلبون من الأنبياء أن يصنعوا أمامهم آيات وعجائب. هذه هي سمات الشعب اليهودي أنهم لم يكونوا قادرين على التعرف على اللَّه إلا بصنع آيات وعجائب ملموسة. وكانوا يفتخرون بذلك، ويطلبونها من كل نبي يظهر لكي يتأكدوا من صدق إرساليته من قِبَلْ اللَّه. لهذا احتقروا الكرازة البسيطة بالمسيح المصلوب. كانوا ينتظرون المسيا الذي يصنع آيات من السماء (مت38:12)، فيخلصهم من الأعداء بالقوة. 

يقصد باليونانيين هنا الأمم بصفة عامة، خاصة الفلاسفة، فإنهم يطلبون ديانة تعتمد على الحكمة البشرية، ولهذا استخفوا بالإنجيل.

v في الرسالة إلى كنيسة كورنثوس نجد ذاك الذي نتحدث عنه بسموٍ، معلم كل الكنائس، أقصد بولس يقول: “اليهود يطلبون آية، واليونانيون حكمة. لكننا نكرز بالمسيح مصلوبًا، لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة. وأما لنا نحن المخلصين، سواء كنا من اليهود أو اليونانيين، فالمسيح قوة اللَّه وحكمة اللَّه“.

يا له من معلم قوي للإيمان!

فإنه حتى في هذه العبارة إذ يعلم الكنيسة يحسب أنه لا يكفي الحديث عن المسيح بأنه اللَّه، بل يضيف أنه صُلب عن عمدٍ، من أجل التعليم عن الإيمان الواضح والصلد. هذا الذي يعلن عنه، والذي دعاه المصلوب هو حكمة اللَّه.

لم يستخدم إذن المهارة ولا احمر وجهه خجلاً عندما أشار إلى صليب المسيح. ومع كونه عثرة لليهود وجهالة للأمم أن يسمعوا بأن اللَّه قد وُلد (بالجسد) في شكل جسدي، وأنه تألم وصلب إلا أنه لم تضعف قوة ملامحه التقية بسبب شر اليهود المقاومين، ولا قلل من قوة إيمانه بسبب غباوة الآخرين وعدم إيمانهم.

إنه بكل صراحة أصر بجسارة أن يُعلن أن ذاك الذي هو عثرة وجهالة للبعض هو قوة اللَّه وحكمته. كما أن الأشخاص مختلفون فيما بينهم، لذلك هم مختلفون في أفكارهم. فما ينقص إنسان من فهم صادق وعجز عن الصلاح الحقيقي، وفي جهالة يُنكر هذا في عدم إيمان، إذًا بالمؤمن الحكيم يشعر في أعماق نفسه أنه عطية مقدسة واهبة حياة.

القديس يوحنا كاسيان 

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 22 :- إن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة.

آية = اليهود طلبوا معجزات خارقة للطبيعة لكي يؤمنوا (يو 6 : 30 + مت 12 : 38 + لو 11 : 29). يطلبون حكمة = هذه عن اليونانيين الذين يطلبون فلسفات جديدة وأراء جديدة للمناقشة (أع 17 : 20، 21). هؤلاء أرادوا إخضاع الإيمان لحكمتهم البشرية التي ظنوا فيها خلاصهم 

فاصل

 

زر الذهاب إلى الأعلى