1كو1:13 ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة

 

إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. (1كو1:13)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

“إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن” (ع۱).

قول بولس الرسول “بألسنة الملائكة” لا لأنه وضع للملائكة جسداً إنما قوله هذا يعني وإن كنت أتكلم هذا بالوجه الذي يخاطب الملائكة بدون فضيلة المحبة فلست أنا شيئا وإنما أكون ثقيلاً ومبغوضاً.

 

ولم يقل لا أكون شيئاً على الإطلاق بل قال : “فقد صرت نحاساً يطن ” الذي هو شيء لا يحس وفاقد النفس ، وقوله « نحاساً يطن» كونه يبدي صوتاً باطلاً عبثاً ومنصرفاً فيما لا ينفع.

رأيت كيف أن الخالي من المحبة يشبه الأجسام الخالية من النفس وفاقدة الحس.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“إن كنت أتكلم بالسنة الناس والملائكة،

ولكن ليس لي محبة،

فقد صرت نحاسًا يطن،

أو صنجًا يرن” [1].

v لا يفضل الرسول المبارك المحبة عن الخوف والرجاء فحسب بل وفوق كل العطايا التي تُحسب عظيمة ومدهشة… فبعد ما عدد مواهب الروح من الفضائل أراد أن يصف عناصرها فبدأ يقول: “وأيضًا أريكم طريقًا أفضل. إن كنت أتكلَّم بأَلسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبَّة، فقد صرت نحاسًا يطنُّ أو صنجًا يرن. وإن كانت لي نبَّوة وأعلم جميع الأسرار وكلَّ علمٍ وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئًا. وإن أطعمت كلَّ أموالي وإن سلَّمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا” (1 كو 31:12، 1:13-3). أترون إذن كيف أنه لا يوجد شئ أقيم أو أكمل أو أشرف منها!

الأب شيريمون

v هنا يتحدث عن ألسنة الملائكة، لا ليقدم الملائكة بجسدٍ (يتكلم)، وإنما ما يقصده هنا: “حتى إن كنت أتكلم كما تفعل الملائكة في علاقتهم ببعضهم البعض، فبدون المحبة أنا لا شيء، بل أكون عبئًا وسبب ضجر… هنا لا يعني باللسان أداة جسدية، بل يود أن يشير إلى حوار الواحد مع الآخر بما يناسب معرفتنا كما يحدث بيننا”.

v لكي يكون مقاله مقبولاً لم يقف عند الحديث عن موهبة التكلم بالألسنة بل امتد للحديث عن بقية المواهب؛ وإذ قلل من قيمة كل المواهب في غياب المحبة عندئذ رسم الصورة. ولأنه فضّل أن يقدم البرهان قويًا بدأ بالأقل وصعد إلى ما هو أعظم. فإنه إذ أشار إلى ترتيب المواهب وضع الألسنة في النهاية، أما هنا فيضعها أولاً وذلك حسب الدرجات صاعدًا إلى ما هو أعظم.

v لا عجب إن قال حسنًا بأن كل المواهب بلا نفع عظيم بدون المحبة مادامت مواهبنا ثانوية بالنسبة لطريق حياتنا.

v بمعنى آخر يقول بولس إن كان ليس لى حب ليس فقط أكون بلا نفع بل إيجابيًا أسبب إزعاجًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v ألسِنة الملائكة هي تلك التي تُدرك بالعقل لا بالأذن.

ثيؤدورت أسقف قورش

v الحب هو رأس الدين ذاته, ومن ليس له رأس فهو ميت.

أمبروسياستر

v يقدم لي الرسول بولس في موضع ما تجميعًا رائعًا لأمورٍ فائقة، يكشفها أمامي، وأنا أقول له: “اكشف لي إن كنت قد وجدت من بينها ثوب العرس. يبدأ يكشف الواحدة تلو الأخرى. ويقول: “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة…”. يا لها من ثياب ثمينة! ومع ذلك لا يوجد بعد ثوب العرس! لماذا تتركنا أيها الرسول في إثارة قلقين؟… “إن كانت ليس لي محبة لا انتفع شيئًا“. 

انظروا ثوب العرس! ارتدوه يا أيها الضيوف فتجلسون في آمان!

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 1 :- ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن.

بألسنة الناس = إذا إستطعت أن أتكلم بلغات كل الناس (ألاف اللغات) والرسول بدأ بالتكلم بألسنة لأنها مشكلة كنيسة كورنثوس، وليبرز خطورة إستخدام الموهبة للمظهرية، ودون محبة. ونلاحظ أن بولس إستخدم أسلوباً عنيفاً مع أهل كورنثوس مع أن لهم مواهب متعددة ومنها الألسنة بينما في كلامه مع أفسس وتسالونيكى نجده يكلمهم بفرح مع أنه ليست لهم مواهب كثيرة، لكنهم مملوؤن محبة. والملائكة = ربما إستمع الرسول للملائكة يسبحون حينما إختطف للفردوس وربما يشير للتسابيح فهذه لغة الملائكة. ولكن هذا هو أسلوب بولس الرسول ويقصد به أنه حتى لو بلغنا المستحيل وتكلمنا بلغة الملائكة، فهو أسلوب مبالغة ونجد نفس المعنى في (رو 38:8 + غل 8:1 فلن يوجد ملاك يفصلنا عن محبة المسيح أو يبشرنا بعقيدة خاطئة). وإذا فهمنا الآية على أنها التسابيح، فمن يشترك في تسابيح الكنيسة وصلواتها وترانيمها كأصوات فقط، أو للمظهرية، والقلب خالٍ من المحبة، فستكون خدمة هؤلاء هي بحث عن مجد ذاتي أي رنين فارغ = نحاساً يطن = وكان صوت النحاس والصنوج التي تطن هو صوت إعتادوا عليه في هياكل الأوثان فعبادة الأوثان الفارغة هي أصوات بلا معنى أما المسيحية فهي محبة، فالله محبة. والمحبة تؤثر العطاء على الأخذ وإخفاء الذات لأجل الآخر. أصوات الصنوج والنحاس التي تطن لا تعطى معنى معيناً أو موسيقى لها معنى، هكذا أي موهبة بلا محبة، فالمحبة هي التي تعطى النفع للمواهب أو هي الأساس الذي يقوم عليه الإنتفاع بالمواهب. ولو إمتلأ أحد بالمواهب دون محبة لصار منفراً للناس مزعجاً لهم كنحاس يطن. فالموهبة دون محبة هي كبرياء ومجد ذاتي. ونفهم قول الرسول الآن أن السعى وراء موهبة ما للمجد الذاتي ما هو إلاّ إرتداد للوثنية، فما هذا سوى عبادة للذات، لذلك إستخدم الرسول تشبيه مما يحدث في الهياكل الوثنية.

ويعتمد الخمسينيون على هذه الآية ويقولون أنهم حين يتكلمون بألسنة يكونون يتكلمون بألسنة الملائكة وهذا مستحيل :-

أ‌)        كانت الأرض كلها تتكلم بلسان واحد قبل بلبلة الألسنة بسبب الخطية، فلماذا يقول الرسول السنة الملائكة ولم يقل لسان، هل أيضاً حدثت بلبلة للملائكة.

ب‌)     الملائكة حين يتكلمون مع البشر، يكلموننا بما نفهمه لندرك الرسالة الإلهية. لكن الملائكة لهم لغتهم السمائية التي لا ندركها وهم في وحدة ولسان واحد.

ج‌)     يقول الرسول والألسنة ستنتهى (اكو 8:13) فلو عَنَىَ ألسنة السمائيين والملائكة، فهل يتوقفوا عن الحديث الملائكى في الأبدية.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى