وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي
“وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي” (1كو15 : 49)
إن كان ينبغي أن نئن في أنفسنا من أجل ثقل الجسد ، وقد أصبح كالخيمة التي مزقتها الرياح ، ونشتاق أن نلبس فوقها الذي من السماء؛ ولكن هذا غير ممكن؛ فلابد أن نخلعها أولاً حتى نستطيع أن نلبس المسيح ونوجد فيه بلا مانع ، لأن الفاسد لا يمكن أن يرث عدم الفساد.
لذلك ، سوف تظل صلواتنا ممزوجة بالدموع ، وفرحتنا بالوجود في الحضرة الإلهية يشوبها أنين الحسرة من أجل عدم قدرتنا الآن على لبس السمائي … ولكن لنا ثقة أنه كما لبسنا الترابي نلبس السمائي أيضاً. ولن نوجد أبداً عراة من نعمة الله ، لأن الذي خلقنا هو نفسه أعاد خلقتنا ، وهيأها للتجديد المزمع أن يكون في ملء القداسة وبر الله.
لذلك ينبغي أن نعترف الآن بفقرنا الشديد ، مع أن غنى الميراث كله الذي للابن قد كُتب وتسجَّل لنا ؛ ولكن ليس لنا هنا غنى أبداً. حيث عالم الخديعة والغش . ليس لنا هنا مدينة باقية ولا وطن دائم ولا كرامة ولا صيت ولا راحة حقيقية ، بل نطلب العديد منها الذي ليس فيه غش ولا ظل دوران.
أقول بصراحة : إما أن نسعى أن يكون لنا هنا على الأرض فرح وسرور ومسرة ومجد ؛ وإما أن نرفض هذا ونتفرغ لطلب ما فوق لمجد الله.
الذي يجري وراء معطيات الأرض يطلبها في قلبه ويشتهيها في نفسه ، لا يمكن أن يتبقى له قوة إيمان بما فوق يمكنه أن يشد نفسه إليها ويطلبها.
الذي يطلب ما على الأرض ، لا يمكن أن يقوى على طلب ما فوق.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين