رو10: 4 لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن
“لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.“(رو10: 4)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
۲ـ ” لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن ” (رو4:10).
هل رأيت كم هي عظيمة رؤية الرسول بولس؟ ليتك تلحظ ما فعل، فإنه تكلم عن البر الذي بالناموس، والبر الذي بالإيمان، حتى لا يعتقد أولئك الذين آمنوا من اليهود، أنهم امتلكوا برا وفقدوا الآخر، وأنهم أدينوا بالمخالفة (إذ أنه ما كان ينبغي لهم أن يتهاونوا ، طالما أنهم كانوا معمدين حديثا، ولا أيضا اليهود الذين لم يؤمنوا لهم رجاء في تحقيق هذا البر، وليس بإمكانهم أن يقولوا أننا سنحققه فيما بعد، حتى إن كنا لم نحققه الآن، لاحظ ماذا يفعل، يوضح أن البر واحد (وليس اثنين)، وأن بر الناموس، قد إنضم للبر الذي بالإيمان، ومن أعطى الأولوية لبر الإيمان يكون قد تمم البر الذي بالناموس أيضا، أما الذي احتقر بر الإيمان، فقد صار فاقدا لبر الناموس مع فقدانه لبر الإيمان. لأنه إن كان المسيح هو كمال الناموس، فمن لا يقبل المسيح، لن يكون له في الواقع بر الناموس، حتى وإن كان يعتقد أنه يتمتع به، بينما من له المسيح، يكون قد حصل على كل شيء، حتى وإن كان لم يحقق بر الناموس.
هكذا أيضا فإن هدف العلاج هو استعادة الصحة الجيدة. تماما مثل ذاك الذي يستطيع أن يعالج آخر ويجعله في صحة جيدة، وإن كان ليس لديه بعد ترخيص لممارسة الطب، فإنه يملك كل شيء يقود للعلاج، بينما من لا يعرف أن يعالج، حتى إن كان يمارس العمل الطبي، يكون قد فقد كل شيء يقود للعلاج. هكذا فيما يتعلق بالناموس والإيمان، فإن من يوجد خارج حظيرة الإيمان، يعتبر غريبا عن الناموس وعن الإيمان. إذا ما هو الأمر الذي كان يريده الناموس؟ كان يريد أن يبرر الإنسان، لكنه لم ينجح، لأنه لا يوجد أحد قد تمم الناموس. لأن ما كان يصبو إليه الناموس هو تبرير الإنسان، وكانت جميع الممارسات تدور حول تحقيق ذلك الهدف ـ أي تبرير الإنسان ـ مثل الاحتفالات، والوصايا، والذبائح، وكل الأمور الباقية، لكن هذا التبرير قد حققه المسيح بأعلى درجاته، بالإيمان. إذا لا تخاف من الناموس، لأنك أتيت إلى الإيمان، إذ كنت تخاف الناموس أنذاك، حين كنت بسبب هذا الناموس، لا تؤمن بالمسيح . فإن كنت قد آمنت بالمسيح، وتممت الناموس، وأكثر جدا مما يأمر به، فهذا لأنك أخذت برا أكبر بكثير من بر الناموس.
3 . ولأن هذا كله كان أمرا محسوما، فإنه يؤكد عليه بعد ذلك خلال الكتب. إذ يقول:
” لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس ” (رو5:10).
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
إن كانت “الأنا” قد حجبت عنهم الالتقاء مع الله بعمله فيهم، فصار برّهم الذاتي المزعوم عائقًا عن تمتّعهم ببرّ الله، فإن تمسكهم بحرفيّة الناموس وشكليّاته أفقدهم المتعة بغاية الناموس الحقيقية، ألا وهو الالتقاء بالمخلّص. يقول الرسول: “لأن غاية الناموس هي المسيح للبرّ، لكل من يؤمن، لأن موسى يكتب في البرّ الذي بالناموس، أن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها” [4-5].
اقتبس الرسول بولس من موسى العبارة: “تحفظون فرائضي وأحكامي التي إذا فعلها إنسان يحيا بها” (لا 18: 5). وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الإنسان لا يمكن أن يحيا ولا أن يتبرّر ما لم يتمّم كل الفرائض وأحكام الناموس، الأمر الذي يعتبر مستحيلاً. لهذا فإذ أراد اليهود أن يتبرّروا بالناموس فالناموس عينه يُعلن عن العجز التام لكل إنسان أن يحقّق البرّ والحياة… بهذا يدفعنا إلى الإيمان بربنا يسوع المسيح الذي وحده غير كاسرٍ للناموس، بل وقادر على تبرير مؤمنيه. بهذا لم يترك الرسول بولس لليهود عذرًا يلتمسونه، فإن الناموس نفسه يُعلن عن المسيح بكونه وحده يتركّز فيه البرّ؛ من ينعم بالبرّ الذي قصده الناموس، ومن يرفضه إنما يرفض البرّ حتى وإن ظنّ في نفسه أنه بالناموس يتبرّر.
v المسيح هو غاية الناموس للبرّ، الذي أنبأنا عنه بالناموس لكل من يؤمن.
القدّيس إكليمنضس السكندري
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (4): “لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن.”
الناموس وُضِع ليمهد للمسيح ويعمل لحسابه، ليكتشف الإنسان ضعفه وإحتياجه لمخلص، إذ هو عاجز عن تنفيذ الوصايا التي في الناموس (أع10:15)
هكذا شعر التلاميذ. وكان هذا هو عمل الأنبياء إذ تنبأوا عن مجيء المخلص. فالناموس لم يوضع ليبقي بل ليعمل لحساب المسيح. فإن شهادة يسوع هي روح النبوة (رؤ10:19). حتى إذا جاء المسيح يكون الناموس قد بلغ غايته ونهايته. الناموس وُضِع لكيما إذا إستخدمه اليهود بالإيمان، أي بالعلاقة الصحيحة مع الله، فإنه سينتهي بهم حتماً إلي الإستنارة الروحية وإعداد الفكر لقبول المسيح الذي يبرر من يؤمن به= لأن غاية الناموس هي المسيح للبر= أي يكتشف الإنسان إحتياجه للمسيح فيذهب إليه، ومن يفعل بإيمان سيبرره المسيح. لكنهم استخدموا الناموس بطريقة خطأ وأرادوا إثبات بر أنفسهم أي لحسابهم وليس لحساب مجد الله. لذلك رفضوا المسيح وصلبوه. فالناموس لا يبرر بل يقود للمسيح الذي يبرر من يؤمن.
- تفسير رسالة رومية 10 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة رومية 10 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة رومية 10 – القمص متى المسكين
- تفسير رسالة رومية 10 – القمص أنطونيوس فكري
- تفسير رسالة رومية 10 – الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف
- تفسير رسالة رومية 10 – د/ موريس تاوضروس
- تفسير رسالة رومية 10 – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة