1كو1:14 اتبعوا المحبة ولكن جدوا للمواهب الروحية

 

 “اِتْبَعُوا الْمَحَبَّةَ، وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، وَبِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا.“(1كو1:14)

 

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

«اتبعوا المحبة ولكن جدوا للمواهب الروحية وبالأولى أن تتنبأوا» (ع1).

من حيث إن بولس الرسول أوضح لهم بكل تدقيق فضيلة المحبة فقدم النصيحة بأن يقبلوها باجتهاد ولذلك قال « اتبعوا المحبة» لأن الذي يتبع الشيء هو الذي يراه وحده وينظر نحوه ، ولا يبرح إلى أن يدرکه ، فإذا اتصلنا بالمحبة فلا نتركها فيما بعد لكي لا تفر منا هاربة، لأنها تفر منا کوننا لا نستعملها كما ينبغی بل نفضل كل شيء عنها ، فلذلك يجب أن نمسكها باشتياق واحتراس

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

يسألهم الرسول أن يجتهدوا فيما تمتعوا به من مواهب روحية في حدودٍ معينةٍ، وأن يمتلئوا غيرة في التنبؤ أي كلمة الوعظ وتفسير الكتاب المقدس.

“اتبعوا المحبة…” [1]. 

هذه الآية تكملة الإصحاح السابق. يحثنا الرسول أن نتبع المحبة ونجاهد بكل غيرة لكي نقتنيها ونمارسها، فنحتمل ونصدق ونرجو ونحيا أشبه بملائكة اللَّه. قد تبدو الوصية صعبة، لكنها تصير طبيعية وسهلة لمن يسلم حياته في يد اللَّه، ويحسب الوصية وعدًا إلهيًا يُطالب اللَّه أن يحققها في حياته. من يختبرها بحق يجد فيها لذّة، لأنها تبعث في داخله سلامًا، هو عربون الحياة السماوية المطوبة.

بقوله: “اتبعوا المحبة” يعنى أن نجعلها هدفنا الرئيسي، إذ هي أعظم وأبقي من الإيمان والرجاء، نسعى إليها بالصلاة المستمرة والخضوع لمشيئة الروح (1 كو 12: 11، 31). يتطلع الرسول إلى المحبة كأغنى عطايا الروح القدس للمؤمن وأعظمها، ترفعه إلى السماء، وتهبه تذوقًا للشركة في سمات السمائيين، وتفتح أمامه باب الشهادة بالحب حتى نحو الأعداء المقاومين.

v لم يقل فقط “لنحب” إنما يقول: “اتبعوا المحبة” [1]. توجد حاجة إلى غيرة كثيرة… 

حب اللَّه هو الذي يوحد الأرض بالسماء. 

إنه حب اللَّه الذي أجلس الإنسان على عرش ملوكي.

محبة اللَّه هي التي أعلنت عن اللَّه على الأرض.

إنها محبة اللَّه التي جعلت الرب خادمًا. 

محبة اللَّه هي التي جعلت المحبوب يُسلَّم لأعدائه، يُسلَّم الابن لمبغضيه، الرب لخدّامه، اللَّه للناس، الحر للعبيد.

القديس يوحنا الذهبي الفم

“ولكن جدوا للمواهب الروحية،

وبالأولى أن تتنبأوا” [1].

إذ نحمل الحب نطلب المواهب الروحية، لأنه بدون الحب تصير المواهب علة كبرياء وحسد وغيره وصراعات وانشقاقات في الكنيسة.

إذ نتمتع بالحب ونمارس الحياة المطوّبة نجتهد في الشهادة للَّه بكلمة الكرازة وتفسير كلمة اللَّه، ولا نطلب التكلم بألسنة أو صنع المعجزات. إذ يقارن الرسول بين التكلم بالألسنة وشرح كلمة اللَّه أو النبوة يحثنا على الأخيرة بكونها الأفضل لبناء الجماعة.

يميز البعض بين “النبوة” و”التعليم“، فيروا أن النبوة تحمل التهاب القلب بروح اللَّه لسحب كل إنسان للإيمان الحي وخبرة الحياة الجديدة في المسيح يسوع. أما التعليم فهو كشف عن غوامض ما ورد في الكتاب المقدس، وتوضيح العقائد الإيمانية لأجل بنيان الكنيسة وبنيان كل مؤمن. النبوة والتعليم من مواهب الروح القدس، لا يمكن الاستغناء عن إحداهما.

v يقول بولس أن النبوة هي أعظم المواهب بعد المحبة لأنها لمنفعة الكنيسة وفائدتها, إذ بها يتعلم كل أحد أسس ناموس اللَّه.

أمبروسياستر

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 1 : – اتبعوا المحبة و لكن جدوا للمواهب الروحية و بالاولى ان تتنباوا.

اتبعوا المحبة = إذا كانت المحبة أعظم الفضائل، وتملأ القلب سلام وفرح وهى عربون الحياة السماوية. فعليكم أن تطلبوا المحبة أولاً ولا تفضلوا عليها شيئا آخر. ولكن جدوا للمواهب الروحية = لا مانع أن تجتهدوا لتمتلكوا مواهب للخدمة وللبنيان، ولكن بدون محبة ستصبح الموهبة سبب كبرياء وغيرة وحسد. وأول وأهم موهبة هي التنبؤ فبها تعلمون الآخرين، وهذا أفضل من التكلم بلسان لا يفهمه أحد. والتنبؤ هو توصيل الحق الذي يريده الله، الذي أعلنه لمن يتنبأ للآخرين سواء بوعظ أو نبوة عن المستقبل فكلاهما يتكلم عن السماء وكيفية الوصول إليها. ولاحظ أنه عن المحبة يقول إتبعوا = أي كلكم. فالمحبة يجب أن تكون في الكل، فبدون محبة أنا لست مسيحياً. أما بالنسبة للمواهب فيقول جدوا = أي حاولوا. والله سيعطيني الموهبة التي أتمم بها العمل الذي يريده منى. علىَّ أن أطلب الموهبة لمجد الله وليس لمجدي الشخصي. لذلك علينا أن لا نطلب موهبة معينة، بل أن نمجد الله، لذلك هناك من يبحث عن الخدمات الخفية. وعموماً فالكل بمواهبه يتكامل في الكنيسة ليتمجد إسم المسيح.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى