1كو 13:2 قارنين الروحيات بالروحيات
الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. 1كو 13:2
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
“التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات » ( ع ۱۳ ) .
لقد أصعدنا بولس الرسول إلى منزلة المعلمين ، لكننا نحن أحكم منهم بما لا يقاس أي بمقدار الفرق بين أفلاطون[2] والروح القدس لأن الأفلاطونيين معلموهم خطباء ، أما نحن فمعلمنا الروح القدس.
ومعنى قول بولس الرسول “قارنين الروحيات بالروحيات” أي أنه متى كانت المشكلة روحانية نقدم الشهادات من الأمور الروحية ، أعني بقولی هذا إذا كنت أريد إثبات أن السيد المسيح ولد من البتول وقام ، فإني أقدم هنا شهادات وبراهين إقامة يونان في بطن الحوت وانعتاقه منه بعد ذلك ، ولولادة العواقر سارة ورفقة وهكذا.
وعلى هذا الوجه أقارن الأمور الروحانية بالروحانية ولا حاجة لي قط إلى الحكمة البشرية ولا إلى القياسات .
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“التي نتكلم بها أيضًا،
لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية،
بل بما يعلمه الروح القدس،
قارنين الروحيات بالروحيات” [13].
“قارنين الروحيات بالروحيات” كثيرا ما ينشغل الدارسون بتقديم الإيمان خلال مقارنته بالعلم أو باستخدام النظريات الفلسفية. الحاجة إلى الكشف عن الروحيات بالروحيات، فما ورد في العهد الجديد هو تحقيق لنبوات العهد القديم التي نطق بها رجال اللَّه مسوقين بالروح القدس. وكل عبارة في الكتاب المقدس تكشفها أسفار الكتاب, نتعرف على الأسرار الروحية بإعلانات الروح ولغة الروح.
لا يستطيع الجسدانيون أن يفهموا الروحيات، إذ يقول الرسول يهوذا: “هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم نفسانيون لا روح لهم” (يه 19). الذين لا يتمتعون بتقديس الروح لا يمكنهم إدراك الروحيات. فإن الفهم الروحي تحطم بفساد الخطية وصارت الحاجة ملزمة أن يتقدس الإنسان بروح الرب فيتهيأ ذهنه وقلبه وكل أعماقه لإدراك الروحيات والتجاوب معها. فالإنسان الجسداني يحمل أعينا ضعيفة عاجزة عن رؤية أشعة شمس البرّ والتمتع بجمالها. لذا لا يقبل النور بل يود أن يعيش في جهالة الظلمة.
كأنه يقول: لا نعود نستخدم لغة اليهود أو الأمم حين نتحدث عن اللَّه والإلهيات، إنما نستخدم لغة روح اللَّه، فننطق بالروحيات، لغة البساطة والوضوح والصراحة.
بقوله “قارنين الروحيات بالروحيات” يعني أيضًا أنه لا يستطيع أن ينطق بالأمور الروحية إلا ذاك الذي صار روحيًا. فالأمور الروحية تحتاج إلى أناس روحيين (1 كو 2: 6، 9-10، 14-15، 3: 1).
v بعض الحقائق الروحية غير واضحة وتحتاج إلى تفسير، لكن هذا يمكن تحقيقه فقط بمقارنتها بأمور روحية أخرى. كمثالٍ عندما أقول أن المسيح قام من الأموات، أقارن ذلك بخلاص يونان من بطن الحوت (يونان 10:2). وعندما أقول أنه وُلد من عذراء أقارن ذلك بالحبل الذي يتم للعواقر مثل سارة ورفقة وغيرهما (تك1:21-7؛ 21:25) .
v هذا لا يعني أن بولس لم تكن لديه أية حكمة بشرية، وإنما يكرز بحكمة الروح.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 13 :- التي نتكلم بها أيضا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات.
التي نتكلم بها = بحكمة من الروح القدس نتكلم في الروحيات وليس بحكمة بشرية كالتى يستخدمها البشر في تعاليمهم. الأشياء التي وهبت لنا من الله هي التي نفتخر بها ونعلم بها، ولكن طالما هي روحيات فالأمر متروك لا لحكمتنا البشرية، بل لما يرشدنا إليه الروح القدس ويضعه في أفواهنا. قارنين الروحيات بالروحيات = بالروح القدس ننعم بمقاييس روحيه صادقة فلا نحكم على الروحيات بمقاييس بشرية زمنية، بل نقارن الأفكار الروحية بأفكار روحية والحقائق الروحية نفسرها بحقائق روحية بإرشاد الروح القدس. فبالمقاييس الروحية فمن يترك العالم ويبيع كل ما يملك ويوزعه على الفقراء ويذهب للدير، هذا يعتبر نوع من الجنون، ولكن بالمقاييس التي يعطيها الروح القدس أن مثل هذا الإنسان، إذ عرف الرب يسوع ومحبته حسب كل الأشياء نفاية (في 3 : 8). وبالمقاييس البشرية فلا أحد يقبل الآلام والصليب، أما بالمقاييس الروحية فالمؤمن يفرح بها فهي الطريق الوحيد ليحيا فىّ المسيح (غل 2 : 20). ومن هذه الآية نفهم خطورة إستخدام الآية الواحدة. فإن أردت أن تفهم موضوع إجمع كل الآيات حول هذا الموضوع
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القس أنطونيوس فكري