2كو10:12 لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي
لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. (2كو10:12)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات
والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح،
لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي” [10].
إن كان السيد المسيح من جانبه لا ينزع التجربة بل يهب الرسول نعمته التي تسنده فيتمجد اللَّه فيه، ويدخل إلى طريق الكمال، فالرسول من جانبه يُسر بكل الضيقات التي تحل به مادامت من أجل المسيح. إنه ليس بالإنسان القوي، لكن حيث هو ضعيف يصير بالسيد المسيح قويًا. إنه لا يحتمل التجارب بصبرٍ فحسب، وإنما بمسرة وبهجة قلب.
v ما لم يمت الجسد لا تقدر الروح أن تعيش…
ليطَّبق كل إنسان ذلك على نفسه كيف أنه بالحق إذ يصير ضعيفًا وهزيلاً بالصوم تكون نفسه مملوءة غيرة، وأفكاره ممتصّة بالكامل في اللَّه. ويردد مرارًا وتكرارًا: “ما أجمل خيامك يا رب الجنود!”
v لم يتمجد الرسول بقوته بل بضعفه: “حيث أنا ضعيف حينئذ أنا قوي”.
v عندما اقترب منه الموت دعى الجميع لمشاركته هذا الفرح، قائلاً: “وبهذا عينه كونوا أنتم مسرورين أيضًا وأفرحوا معي” (في 18:2). فكان يتهلل فرحًا في الضيق والألم وفى كل مذلة. كتب إلى أهل كورنثوس: “لذلك أُسَر بالضيقات والشتائم الضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح” (2 كو 10:12). ودَعىَ ذلك أذرع العدالة، موضًحًا أنها مصدر مثمر لفائدته، فصار لا يُهزَم أمام أعدائه.
وبالرغم من الضرب والاضطهاد والشتم كان كمن فى عرس بهيج مُصحِحًَا الكثير من مفاهيم النصرة، متهللاً فرحًا، شاكرًا للَّه بقوله: “ولكن شكرًا للَّه الذى يقودنا فى موكب نصرته فى المسيح كل حين” (2 كو 14:2).
وفى كرازته ازدادت كرامته بقبوله الإهانات والاضطهادات، ناظرًا إلى الموت كما ننظر نحن إلى الحياة، وقابلاً للفقر كقبولنا للغنى، ومتمتعًا بالأتعاب كسعينا نحو الراحة، ومُفَضِلاً الضيقة عوض عن اللذة، ومُصليًا لأجل أعدائه أكثر من المصلين ضدهم. فقلب موازين الأمور، أو بالأحرى لنقُل إننا نحن الذين غيٌرنا تلك النُظم. إذ أنه ببساطة حافظ على شرائع اللَّه، لأن ما سعى إليه يتفق مع الطبيعة البشرية، أما سعينا نحن فهو ضد الطبيعة…
شيء واحد فقط كان يخافه ويخشاه، ألا وهو التعدٌى على شرائع اللَّه. فسعى نحو لذةٍ واحدة فقط وهى أن يكون موضع سرور اللَّه، ليس بمعنى السرور الحاضر فقط، بل السرور العتيد أن يكون أيضًا.
v لا تتحقق النصرة بكمية المال ولا بالاعتزاز بالقوة، ولا بعلو المجد، إنما يهب الرب عونه مجانًا للذين يطلبونه بالأحزان المكثفة. هكذا كان بولس الذي حمل أحزانه، موضوع فخره. لهذا صار قادرًا أن يقول: “حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي“… أترون إلى أين تقودكم الأحزان؟ إلى الرجاء الذي لا يخيب (رو 5: 3).
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 10 :- لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي.
حينما شعر الرسول بضعفه وإحتياجه لقوة المسيح، أعطاه المسيح قوة، بل كان الرسول يشعر بلذة حين يحس بالضعفات والضيقات العظيمة التي تقابله في الخدمة، فالضيقات تقابله من الخارج ولكن في الداخل يشعر بقوة عظيمة. هو كان في ضيقاته يُسر لأنه اصبح يعرف ان الله لا بد وسيعمل.